كيف تصبح منافقا

منير السباح

الحوار المتمدن-العدد: 4258 - 2013 / 10 / 28 - 05:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

عندما تذهب لمؤسسة حكومية ولا يمكنك قضاء حوائجك الا بحرف الواو وشهادة انك لست من جماعة العلانيين وانك تؤيد فلانهم
عندما تذهب للمسجد وتصلى ليس لله وانما لاخذ السلامة الامنية من اسرة الحى التى بيدها مفاتيح حياتك
عندما تبتسم فى وجه اخيك ليس صدقة وانما لتخفى وجعك بداخلك لتشعر من امامك انه كبير وانك بحاجته وتسعى لاسترضاؤه
عندما تكون ماشيا انت وصديق وتتحدثان فى الشأن العام فيمر عنكم ملتحى فتسمتا وكأن الطير فوق رؤوسكم وبسرعة تبادران بطرح السلام عليه
عندما ترى الخطأ البواح ولاتعترض عليه خشية من صبى برى قلمه خصيصا لك وجلس على كتفيك بدلا من المكلين المكلفين من الله
عندما تستمع الى قريب لك وهو منهم اذ يقول لك ..وانت مالك البد ..مش انت بتقبض خليك فى حالك و تستمع الى كلامه دون اى تعليق
عندما تخشى طرق الابواب فى الليل وقبل ان تفتح تستعيد شريط حياتك بلحظات وتدرس جيدا ردود افعالك لانك تدرك جيدا ان من امامك معبأ ضدك مسبقا ولايكترث ما تساوىه روحك ,فمقدما البيان الاخبارى اعد سلفا ,مكتوب فيه انك كنت السبب فى تدمير جدار القدس.
عندما ترى ملثما مارا فى الشارع فتقول الحمدالله ..هذا طريقه باتجاه اخر لعله يرابط على الثغور وتنتظر بالليل حتى الصباح تتفقد نفسك انك لم تتعرض للخطف ولا الضرب ولا الامتهان وانك مازلت على قيد الحياة
عندما تستمع الى خطبة الجمعة وتسمع سبابك فى اذنك ولاتسترجى حتى ان تغلق اذنك لو حطت عليها ذباب الارض وخصوصا ذباب ماقبل الشتاء (اللى بهشش)
او عندما يطلبك جهاز الامن وتبحث عن صغار القوم حتى يتوسطوا لك بتخفيف العذاب عنك
عندما يرى الوالى مصلحة البلاد بمنظر مختلف وانت تقف امام التلفاز تروض فى نفسك على عدم الاعتراض
عندما تربى ابنك على القمع والرضى بالمقسوم وان تعبئه بالامثال التى تحث على الخضوع (امشى جنب الحيط وقول يارب الستر ..او الحيطان الها وذان )
عندما تضطر ان تلزم بيتك وان تقول انا مالى اذا وقعت فانى سأصبح كالجمل اذا سقط كثرت سكاكينه
ان تخشى ان تعترض على اقل الاشياء ..فأقل تهمة الهمس واللمز ..ومابالك فى الاشياء الاخرى التى تخرجك من الملة او تضعك فى الشبهات كالتامر على المقاومة ...لتجعلك تفكر الف مرة ليس فى نفسك انما فى مستقبل عائلتك الذى سيدمر بدون اى وازع من ضمير
اذا انا منافق ..نعم انا منافق ..وليكن فليتجمل نفاقى من اراد ان اكون فى الدرك الاسفل من النار
لعل الدرك الاسفل فى هذه البلاد ينجينا عند كريم مقتدر

#منير_السباح (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات