أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - الماركسية وافق البديل الاشتراكي - باقر جاسم محمد - الماركسية: أهي فلسفة أم أيديولوجيا














المزيد.....

الماركسية: أهي فلسفة أم أيديولوجيا


باقر جاسم محمد

الحوار المتمدن-العدد: 1215 - 2005 / 6 / 1 - 07:10
المحور: ملف - الماركسية وافق البديل الاشتراكي
    


لقد أفرز التطور الفكري في أوربا في القرن التاسع عشر عديدا من التيارات
و المذاهب الفكرية و الفلسفية حتى عد بحق قرن ازدهار الأيديولوجيا. وقد كانت الماركسية التي ارتبطت بالفيلسوف الألماني كارل ماركس (1818-1883م) و كتابه الشهير " رأس المال " الذي ظهرت أولى أجزائه في العام 1867م هي التيار الفكري الأبرز الذي حظي باهتمام واسع جدا . وهذا الاهتمام يفوق في مداه ما حظيت به التيارات الأخرى . و لعل أهم الأسباب في هذه الحظوة الفريدة يمكن في حقيقة كون الماركسية كانت تنطوي على رؤيا اجتماعية فقد كان ماركس يرى أن الأفكار لا تدرس بمعزل عن سياقاتها الاجتماعية لأنها جزء من البنية الفوقية التي هي انعكاس للبنية التحتية التي تشمل علاقات الإنتاج و وسائله ، فضلا عن كونها فلسفة عميقة تتوفر على أهم خصائص المذاهب الفلسفية الكبرى . و قد عد الفيلسوف الفرنسي سارتر ، حين تحدث عن تطور الفكر الفلسفي الغربي ، كارل ماركس واحدا من كبار الفلاسفة الغربيين على مدى تاريخ الفلسفة الغربية إلى جانب أفلاطون و أرسطو و كانت و هيجل . و لكن الماركسية قد تعرضت للنقد لأسباب فلسفية تتعلق بنزعتها المادية المغالية ، و لأسباب فكرية لأن حركات و أحزابا سياسية ثورية قد استمدت من الفكر الماركسي أطاريحها الأيديولوجية . و هذا يعني أنها قد أفرزت نسخة أيديولوجية من النسخة الفلسفية . أو أن الأحزاب الماركسية قد عمدت إلى اشتقاق صيغة أيديولوجية من الفلسفة الماركسية . و لكن ما الفرق بين الفلسفة و الأيديولوجيا ؟
الحقيقة هي أن المجال يضيق تماما عن عرض تعاريف الفلسفة المختلفة ناهيك عن مناقشتها . لذلك سأورد تعريفا أساسيا شائعا في الكتابات الفلسفية . فالفلسفة يمكن أن تعرف على أنها فن إثارة الأسئلة بحثا عن المعرفة و الفهم للطبيعة و الإنسان أكثر من كونها اعتقادا بإجابات معينة . فالفيلسوف ، بموجب هذا التعريف ، هو من يحسن طرح الأسئلة المهمة و العميقة التي تبعث على التفكير بخصوص موضوعات الفلسفة الأساسية مثل : ما هو الوجود ؟ و هل يسبق الوجود الفكر أم العكس ؟ وهي أسئلة ميتافيزيقية . وما نستطيع أن نعرف ؟ و كيف نعرف ؟ و ما هي أسس المعرفة ؟ و هي الأسئلة المتعلقة بنظرية المعرفة . و ما هي أسس الأخلاق ؟ و كيف نعامل الآخرين ؟ و كيف نحب أن يعاملونا ؟ و هي أسئلة نظرية الأخلاق . و ما هو الجمال ؟ و ما هي طبيعة التجربة الجمالية ؟ و هي أسئلة علم الجمال . و هذه الأسئلة جميعا تغطي أهم مجالات البحث الفلسفي الذي يفترض في كبريات المذاهب الفلسفية أن تكون لها إسهامات أساسية و متفردة فيها . و لعل أي مطلع على الفلسفة الماركسية يعلم جيدا أنها قد أثارت أسئلة وقدمت تصورات قد نتفق معها أو نختلف ؛ و لكنها تبقى إسهامات مهمة و أصيلة في تاريخ الفلسفة الحديثة .
أما الأيديولوجيا ، أو العقيدة ، فإننا سنكتفي بالقول أنها منظومة محددة و مغلقة من الأفكار المترابطة منطقيا التي تشكل الأساس المعتمد في النظريات السياسية و الاقتصادية للأحزاب و المجموعات السياسية . أو هي مجموعة المعتقدات التي يحملها شخص أو جماعة أو حزب سياسي .
و من خلال الفحص الدقيق لتعريفي الفلسفة و الأيديولوجيا يمكن ملاحظة إن كلا من الفلسفة و الأيديولوجيا تتشابهان ظاهريا في كونهما يمثلان منظومتين فكريتين . ولكن هناك اختلافات جوهرية بينهما ؛ و تكمن في النقاط الآتية :
1. الفلسفة منظومة فكرية بحثية مفتوحة و قابلة للتطور ، بينما الأيديولوجيا تمثل منظومة محدودة و مغلقة .
2. تؤكد الفلسفة على حرية عملية التفكير و التفلسف ، بينما تنزع الأيديولوجيا إلى أن تكون عقيدة نهائية لها طابع الإطلاق .
3. لا ترتبط الفلسفة بشكل مباشر بالأحزاب و الجماعات السياسية ؛ و هذا هو السبب في وصف الفلاسفة بأنهم يعيشون في أبراج عاجية ، بينما تكون العلاقة بين الأيديولوجيا و الأحزاب و الجامعات السياسية وثيقة جدا إلى الدرجة التي تجعل تعريف الأيديولوجيا يستدعي للذهن تعريف الحزب السياسي و العكس صحيح .
4. قد تفرز الفلسفة نمطا نظريا يصلح لأن يكون أيديولوجيا كما هو الحال مع الماركسية التي كانت مهادا أيديولوجيا للأحزاب الشيوعية ، و لكن لا توجد أيديولوجيا أفرزت فلسفة ما على الإطلاق . فالفلسفة تنتج الأفكار ، أما الأيديولوجيا فهي تستهلك ما تنتجه الفلسفة .
5. نستنتج من كل ذلك أن الفلسفة أوسع أفقا و أكثر رحابة من الأيديولوجيا .
والآن ، هل الماركسية فلسفة أم أيديولوجيا ؟
نقول في الإجابة أن الماركسية بوصفها فلسفة مادية جدلية يمثلها كتاب " رأس المال "هي فلسفة بامتياز . أما الماركسية بوصفها مادية تاريخية ممثلة بالبيان الشيوعي فهي أيديولوجيا محضة . و لعل مبدأ الحتمية التاريخية الذي قالت به المادية التاريخية هو عقيدة و فهم محدد لمسار التاريخ أكثر منه إسهاما فلسفيا . و هو سبب الخلاف الجوهري بين كارل بوبر و كثير من المفكرين الماركسيين بسبب من أنه كان يعتقد " أنه يستحيل علينا التنبؤ بمستقبل التاريخ " كما قال في كتابه ( بؤس الأيديولوجيا ) . و هذا يعني أنه يجب التفريق بين الفلسفة الماركسية بوصفها تيارا فلسفيا أصيلا وكل ما أرتبط بها من صيغ أيديولوجية مختلفة ، حتى و إن كان القائل بها ماركس نفسه .







#باقر_جاسم_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوعي الذاتي المأزوم و الوعي الموضوعي الحر
- قوى اليسارو الديمقراطية و إمكانات العمل المشترك
- أهمية اللغة في الدستور العراقي المنشود
- جريمة الحلة : بين الحقيقة و الإدعاء
- من المسؤول عن تعطيل العملية السياسية في العراق
- المقاطعون و المغالطة الكبرى
- بمناسبة يوم المرأة العالمي : المرأة العراقية بين الواقع و ال ...
- الحلة : جورنيكا القرن الحادي و العشرين
- حول السامي و الوضيع : قرأة في كتاب المراحيض
- الدجل الإعلامي في مواجهة الحقيقة الدامغة
- الفدرالية : أهي خير مطلق أم شر مطلق
- عبد الكريم قاسم : ما له و ما عليه بمناسبة مرور 42 عاما على ا ...
- ما بعد الانتخابات العراقية : قاعدة الشرعية الدستورية
- الانتخابات العراقية :دلالات و استحقاقات
- تسونامي في ميزوبوتاميا
- الدكتور كمال مظهر أحمد و كتابه - كركوك و توابعها : حكم التار ...
- مدونات سومرية - المجموعة الرابعة
- الحوار المتمدن :المزايا و الاستحقاقات
- مدونات سومرية : المجموعة الثالثة
- مدونات سومرية: المجموعة الثانية


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الدين/الماركسية نحو منظور جديد للعلاقة من اجل مجتمع بلا إرها ... / محمد الحنفي
- اليسار بين الأنقاض والإنقاذ - قراءة نقدية من أجل تجديد اليسا ... / محمد علي مقلد
- الدين/الماركسية من اجل منظور جديد للعلاقة نحو أفق بلا إرهاب / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - الماركسية وافق البديل الاشتراكي - باقر جاسم محمد - الماركسية: أهي فلسفة أم أيديولوجيا