|
العبودية الجنسية في الإسلام: حور العين نموذجا
رشيد المغربي
الحوار المتمدن-العدد: 4258 - 2013 / 10 / 28 - 04:53
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يعتبر الاستعباد الجنسي وامتلاك المرأة للمتعة الجنسية من أقدم أنواع العبودية التي تعرضت لها المرأة عبر التاريخ، وبسبب التقدم الحضاري تخلص البشر من هذه العبودية في شكلها المنظم المقنن، لكنها لازالت تمارس كغيرها من الأشياء المحظورة بسرية عبر مافيا الاتجار في الجنس. هناك من الأشخاص المهووسين الذين يحبون امتلاك المرأة لمجرد ممارسة الجنس وإفراغ شهواتهم خير النماذج التي ظهرت تدوالتها المواقع والقنوات هي خبر الأمريكي أرييل كاسترو الذي اختطف ثلاث فتيات خلال ثلاث سنوات ليحتجزهن في طابق سفلي في بيته لمجرد ممارسة الجنس عليهن، لمدة عشر سنوات وهو يقوم بهذا الأمر دون أن يدري به أحد، يذهب لعمله ثم يعود ليلا لجنته السفلى حيث ثلاث حوريات لا يربطه بهن أي شيء إلا الجنس، عندما ظهرت الجريمة للعلن كانت مقززة ومثيرة للغضب والحنق إذ لا يمكن أن يقوم بذلك إلا شخص مريض. لكن السؤال الأصعب ماذا لو كان العبودية الجنسية مكافأة مقدسة خبأها الإله للمخلصين من عباده في جنته؟ ماذا لو كانت هناك نصوص مقدسة تعد المؤمنين بأن الله سيخلق لهن إناث لا يربطهن شيء بهؤلاء المؤمنين إلا الممارسة الجنسية؟ حور العين الموعودات في الإسلام هن كذلك، صحيح أنهن نساء، لكن لا مشاعر لهن ولا اختيار لهن، بل هن مجبرات من الإله كالسجينات لتلبية رغبات الرجل، ليل نهار لا هدف لهن ولا شيء يعملنه، لا حب ولا كراهية ولا مشاعر كالعاهرت اللاتي يمارسن تلك المهنة لأجل المال دون مشاعر، هكذا حور العين في التراث الإسلامي، كل همهن هو إمتاع الرجل. لا تتحدث النصوص عن متعتهن ولا عن شعورهن ولا عن الحب ولا العواطف ولا أي شيء من هذا القبيل، النصوص تتحدث فقط عن أوصافهن الجسدية: "كأنهن الياقوت والمرجان" (الرحمن 58) "كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ" (الصافات 49)، "وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ" (الواقعة 22 و 23) وتتحدث أيضا عن عذريتهن التي يطلبها الرجل العربي ليحس أنه هو الفاتح المبين " فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ" (الرحمن 56) وتتحدث النصوص أيضا عن اشتغال المؤمنين بشغل عظيم في الجنة مع حور العين "إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ" (يس 55) هذا الشغل الشاغل فسره عبد الله بن عباس، وعبد الله بن مسعود، وسعيد بن المسيب أنه هو "افتضاض الأبكار" (انظر تفسير الطبري لسورة يس آية 55)، أما الأحاديث فحدث ولا حرج، فهي تصف عددهن لكل صنف من أصناف المؤمنين وتصف سيقانها وكيف يمكنك رؤية مخ السيقان من شدة البياض "يرى مخ سوقهن من وراء العظم واللحم من الحسن" (رواه البخاري ومسلم) وبعض التفاسير رأت في الآيات القرآنية أيضا وصفا لنهودهن " وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا" (النبأ 33) قال ابن زيد، في قوله: { وكَوَاعِبَ أتْرَاباً } الكواعب: التي قد نهدت وكَعَّب ثديها، وقال: أتراباً: مستويات (الطبري في تفسير النبأ 33) وأوصاف أخرى لا يتسع المجال لذكرها. هذه الأفكار الجنسية التي تظهر كبت المواطن العربي المسلم، وكبت المجتمعات التي صار شيوخها يروجون لهذه البضاعة على الفضائيات ويتبارون في حساب أعداد حور العين ووصفهن، تظهر أيضا حجم الكوارث التي ولدت في مجتمعاتنا حين تجد فيديوهات لشباب الجهاد يتغنون بأناشيد الحور، ويباركون لبعضهم البعض قرب لقاء الحور، بل ويزفون بعضهم بعضا في أعراس مسبقة قبل كل عملية "استشهادية" حتى تكون بروفا لعرسه في الجنة وأي عرس هو حين سيكون في ضيافة 72 من العاهرات المقدسات اللواتي لا شغل لهن إلا الممارسة الجنسية. هناك أسئلة كثيرة على المسلم أن يجيب عنها قبل أن يقبل بهذه العقيدة العقيمة "عقيدة حور العين" لماذا خلق الله حور العين؟ هل لهن أي وظيفة أخرى غير الجنس؟ هل لهن أي خيار فيما يفعلنه أم هن مجبرات للأبد على ممارسة الجنس مع شخص لم يخترنه؟ ما قيمة الجنس مع امرأة لا مشاعر لها ولا خيار لها بل هي كالآلة تؤدي ما برمجها الإله على فعله لا عن اختيار وحب؟ ما الفرق بينك وبين شخص يفرغ شهوته الجنسية في دمية مثلا؟ أو مع عاهرة لا تبادله أي مشاعر على الإطلاق؟ ما هي النظرة التي تعكسها فكرة حور العين عن المرأة؟ أليس حور العين نساء؟ فكيف نكرم المرأة إذا كنا نرى أن الله يمكن أن يخلق نوعا من النساء ليكن في عبودية جنسية لرجل طول حياتهن دون مشاعر وعواطف بل يقمن بالعملية الجنسية بآلية الروبوتات؟ إن الإسلام يعكس تفكيره عن المرأة في عقيدته عن حور العين وكل ما تعلق بهن في كتب الحديث والتراث من تفاسير وشروح، ويقر بشكل واضح لا مراء فيه أن الله يبارك الاستعباد الجنسي، بل هو مؤسسه ويرعاه ويجازي به المحسنين من عباده، إذ يجلب نوعا من النساء وينزع إرادتهن ومشاعرهن ويتركهن كالآلات مبرمجات على شيء واحد مستعدات ليكن فريسة لرجل مكبوت لا يبالي بالمشاعر ولا العواطف، كل همه هو رؤية الدم وافتضاض البكارة ولمس النهود المكعبة والاستمرار في هذه العملية الحيوانية للأبد، ما الفرق بينهم وبين أرييل كاسترو الأمريكي سوى أن هذا صنع جنته بنفسه في بيته مع ثلاث نساء، أما المسلمون فينتظرون أن يقوم الإله بالخلق واغتصاب الإرادة وهم يقومون ببقية العملية، بل ويعتبرون ذلك هو قمة السعادة التي يمكن أن يفجر المرء نفسه من أجلها ويمكن أن يدمر شعبا ووطنا ويزهق أرواح الأبرياء في سبيل الحصول على العشرات من تلك النوعية من النساء ليستعبدهن جنسيا للأبد.
#رشيد_المغربي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
زعزعة عقيدة مسلم والأمن الروحي للمغاربة
-
قرائة في مقال -ماذا تبقى من قياديي حركة 20 فبراير؟- لجريدة ا
...
-
المسيحيون المغاربة وشهر رمضان
-
هل يجوز الاستهزاء بالأديان؟
المزيد.....
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|