|
الاختلاف في القرآن
حسان الزين
الحوار المتمدن-العدد: 4257 - 2013 / 10 / 27 - 23:37
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ان اختلاف الأديان والشرائع والمناهج الاجتماعية والحياتية هي من طبيعة المجتمع الإنساني بالطبع تحت تأثير عوامل عديدة وبسبب وسائل متفرقة كل مجموعة تعبر عن عاداتها وتقاليدها فالاختلاف سنة تاريخية عبّر عنها القرآن قال تعالى"وَمِنْ آَيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْعَالِمِين. فلو كانت الحديقة صنف واخد من الورد ورائحة واحدة ولون واحد لكانت حديقة باهتة فالاختلاف آيةٌ فيها من الجمال والإبداع ما يفوق التصور فلو كان الناس يتكلمون لغة واحدة لكانت الثقافة المعرفية ضيقة فبوجود آلاف اللغات وسعت مصادر المعرفة الانسانية والعقلية لقد حكم الروس عشرات السنين في بلاد القوقاز فما استطاعوا تغيير لغة الأقوام في مدينة مثل محجة قلعة وأباد المستعمرون الجدد في امريكا الهنود فما تمكنوا من القضاء على التقاليد واللغة والدين فالقران يقر بالاختلاف العرقي واللغوي بل يمدحه اما الاختلاف الثقافي فيعبر عنه القران بعدة عبارات حيث كان الناس أمة واحدة فاختلفوا بعد طرح الامور المعرفية والبينات والحججوهذا شيء طبيعي ان يختلفوا لأن المعرفة تولد الأسئلة وتطرح المصالح على المحك (وَمَا كَانَ النَّاسُ إِلاَّ أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ فِيمَا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) فقد كان المجتمع الإنساني أمة واحدة اختلفوا فيما اختلفوا فيه فتعددت مشاربهم وعقائدهم وتقاليدهم فهو يصف كيف كان الناس يؤكد على أن الانسانية كانت واحدة ثم تفرقت واختلفت ثم يعود ليقول في آية أخرى ان الناس لا تعود الى الوحدة الانسانية والى نشوء أمة واحدة لأنهم باقون على اختلافاتهم فلم يحدد القرآن في هذه الآية اي الاختلافات ثم يعود ليقول ان الوحدة ممكنة برحمة من الله وَلَوْ شَآءَ رَبّكَ لَجَعَلَ النّاسَ أُمّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاّ مَن رّحِمَ رَبّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ } فالله بعث الرسل والأنبياء ليعالج الاختلاف مع قانون وبينات وحجة الا إصرار الناس على البغي والاعتداء واتباع مصالحهم الذاتية أبقى الغوي يفسد في الارض ويعيث فسادا لجهله وتعنته (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ) ...... ولكن الله عندما أراد ان يرسل الأنبياء والرسل أرسلهم بشرائع ومناهج مختلفة بعضها عن الاخر بالرغم أن هناك أساسيات مهمة لا تختلف وضروريات من ابراهيم الى موسى الى عيسى الى محمد عليهم السلام فقال العلي الحكيم وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آَتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴾-;- وقال في موضعٍ آخر : لِّكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ ۖ-;- فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ ۚ-;- وَادْعُ إِلَىٰ-;- رَبِّكَ ۖ-;- إِنَّكَ لَعَلَىٰ-;- هُدًى مُّسْتَقِيمٍ ....ثم أرسل الله محمدا للناس جميعاً وكما قال تعالى ( قُل ياأَيُّها النّاسُ إِنيِّ رَسُولُ اللهِ إلَيكُم جمَيعاً الذي لَهُ مُلكُ السمواتِ وَالأرضِ لاإلهَ إلاّ هُوَ يُحيِي وَيُمِيت ، فَآمِنُوا باللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِيِّ الذي يُؤمِنُ بِاللهِ وَكَلِماتِهِ واتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُم تُهتَدُون ) الأعراف 158 . بعد سرد هذه الآيات وغيرها نجد أن الاختلاف طبيعة إنسانية بل يؤكد عليها القرآن ويمدحها في الكثير من الآيات و النقطة الثانية يجعل المنهاج والنسك حق لك أمة فيهيأ العقل والنفس البشرية على الاختلاف ويخفف من مردوداته السلبية بل يؤكد على إيجابيته في مواضع متعددة اما النقطة الثالثة وهي ان الاختلاف السلبي هو من صنيع الانسان وأهواءه وتعنته وهذا هو البلاء الذي يسيء الى الانسان في الدرجة الاولى لأن اله الهوى والشهوات يخلق المعتقدات والأساليب السلبية في المجتمع { وقال تعالى :ولا تكونوا من المشركين. من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا} [ سورة الروم الله أرسل أحمد المختار...... نورالهدى ليحرر الانسان قد غير التفكير نحو هدايةٍ .........وبنى العقول وهدّم الطغيان......
#حسان_الزين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإمام علي عليه السلام والتعليم
-
الحمار في القرآن
-
الله والعقل
-
العقل في جبل عرفة
-
الناس والحج
-
عذراً دمشق
-
أنا شيعي الهوية وسنيّ الهوى
-
فالعار أن تبقوا مع الدولار
-
باليستي يا أوباما.....أسقطهما نصر الله
-
صَمتَ نصرالله.......كش ملك إسرائيل
-
تفجير طرابلس ......هم أهلنا
-
تفجير الرويس والكمين المحكم
-
الحرب الأهلية المصرية
-
الصلاة في مسجدٍ وكنيسة
-
محنة العيد والعقل
-
عذراًفخامة العسكري قال :عبد خرطي من هيك
-
صدّقوا بن غورون فالشيطان يصدقُ أحياناً
-
هل يلغي الجيش المصري كامب ديفيد
-
هل يلغي الجيش المصري إتفاقية كامل ديفيد
-
يدك في الكتاب ورجلك في الركاب
المزيد.....
-
مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي
...
-
أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع
...
-
الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى
...
-
الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي-
...
-
استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو
...
-
في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف
...
-
ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا
...
-
فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي
...
-
استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
-
ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|