اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني
الحوار المتمدن-العدد: 4257 - 2013 / 10 / 27 - 22:26
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
الجمود العقائدي هو التأييد الأعمى لمباديء سياسية او اجتماعية او فلسفية ما, بدون امعان النظر فيها, وبدون تفهم قيمتها الاجتماعية, والمراعاة المطلقة لهذه المطالب, بدون دراسة الحالة الملموسة التي تتحقق فيها, وبدون مراعاة العواقب الاجتماعية التي قد تنجم عنها, وغالباً ما تتجلى الدوغمائية في نزعات, مثل الشكلانية, والفيتيشية (الصنمية), التي تميز بصورة خاصة المباديء العامة القائمة في المجتمع الاستغلالي, التي تبذل شتى الجهود للتستر على مغزاها الاجتماعي, والدوغمائية هي سمة مميزة للوعي الفلسفي عموماً (بغض النظر عن تكاملية هذه الفلسفة ام تشوهها), للطبقات التي ولى عهدها, والتي تقف ضد التقدم الاجتماعي والتحويل الثوري للمجتمع, وتقوم الدوغمائية على القول بوجود مباديء سياسية او اجتماعية سرمدية وكلية, وتصلح لكافة الحالات.
تتجلى الدوجمائية في تشويه مغزى المباديء الفلسفية والسياسية, لأنها تسحب بصورة الية مطالب موافقة لحالة محددة على ظروف مغايرة, يبطل فيها مفعولها.
وتظهر الدوغمائية ايضاً في تأويل المباديء الفلسفية بما يتناسب والمصالح الشخصية, وتحويلها الى اسس راسخة لا يجب الحيد عنها.
اما الجمود كخصلة للشخصية فهي تدل على انقياد الانسان وخضوعه العبودي للتقالدي والعادات والمباديء السياسية والفلسفية المهترئة, وعلى العجز عن استيعاب وتأييد الجديد, التقدمي, الذي تمليه حاجات العصر الملحة.
ان الانسان الجامد يسير على هدى العقائد والقناعات المتأصلة في وعيه, ويعادي كل ما يتناقض مع نمط حياته, ويجعل من المباديء الشائعة بين الناس, والمستنبطة من الوعي الحسي البدائي, يجعلها مباديء راسخة.
ان الجمود كصفة شخصية لهذا الشخص أو ذاك, يمكن تفسيره جزئياً بخصوصيات نفسيته, بعدم قدرته على التخلي عن الأشكال المعهودة في السلوك والتفكير, ولكن اصل الجمود كظاهرة الجتماعية ينبغي التفتيش عنه في العلاقات والعادات الاجتماعية المحافظة, وكذلك في مصالح الفئات الاجتماعية التي تقف, عن وعي, ضد كل ما يهدد بتغيير وضعها.
يتجلى الجمود عند فئة المثقفين بالرجوع الأعمى لمباديء كانت تقدمية فيما سبق ولم يستطع هؤلاء ان يميزوا استنفاد تقدميتها, ويظهر ايضاً باعتبار النصوص القديمة التي عفى عليها الزمن, اعتبارها لا زالت تحافظ على وجودها الحالي.
1- كتاب علم الأخلاق, ل ايغور كون, اصدار الاتحاد السوفييتي
2- النفسية والسلوك الطبقي, فاسيلي ديميتريف
3- اللجنة الاعلامية للحزب الشيوعي الاردني
#اللجنة_الاعلامية_للحزب_الشيوعي_الاردني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟