|
بعض الأخطاء التي أودت بحياة الحزب الشيوعي
ربحان رمضان
الحوار المتمدن-العدد: 1215 - 2005 / 6 / 1 - 07:09
المحور:
ملف - الماركسية وافق البديل الاشتراكي
على هامش إحتالات الطبقة العاملة بمناسبة الأول من أيار
ربحان رمضـان
كان لنداء فلاديمير .ايلتش لينين : ( ياعمال العالم ويا أيتها الشعوب المضطهدة ) وقعه على الشعوب المستعمرة وشبه المستعمرة ، وما أن انتصرت الثورة البلشفية حتى تهافت مفكروا تلك الشعوب وقياداتها السياسية على الفكر الماركسي – اللينيني ينهلون منه معرفة لبناء وقيادة أحزابهم وشعوبهم على أمل أن تساعد الدولة الاشتراكية الوليدة نضال تلك الشعوب من أجل التحرر الوطني ومن أجل الاشتراكية حيث وضعت نظرية الاشتراكية العلمية حلولا ناجعة لكافة قضايا الفرد والسلطة والمجتمع . واحد من أولئك القادة التحرريين كان الشيخ محمود الحفيد (ملك كردستان) الذي أعلن مملكة كردستان ، وأرسل إلى لينين يؤازره ويطلب منه بناء علاقة بين الدولتين . لقد انضمت مجموعة كبيرة من المثقفين الأكراد إلى الحزب الشيوعي السوري سيما في مراحله الأولى على أمل تحقيق تقرير المصير الذي نادى به لينين للشعوب المضطهدة وشبه المستعبدة وتطبيق ذلك على الشعب الكردي في سوريا و من أهمهم الشاعر المناضل (جكر خوين) الذي انضم إلى الحزب التقدمي الكردي والمناضل عبد الرحيم وانلي الذي انضم إلى البارتي الديمقراطي الكردي ، وشهيد الحزب الشيوعي السوري حسين عاقو الذي تآمرت عليه البرجوازية السورية وقتلته في عقر داره الكائنة في حي الصالحية بدمشق . واستلهمت الأحزاب القومية أفكارها من الماركسية (المنبع) فاسترشد البعض بالنظرية الاشتراكية العلمية وإختاروا بعض النصوص كمرشد عمل (أحزاب الاشتراكية القومية ) ومنها حزب البعث والأحزاب القومية الأوربية الشبيهة بحزب (هايدر) في النمسا و(لوبان) في فرنســا . والتزم البعض الآخر بالنظرية الماركسية – اللينينية التزاما ً شموليا ً كالقوميون العرب الحزب الإشتراكي اليمني والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والأجنحة المنشقة عنها كالجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين (بقيادة الأستاذ نايف حواتمة وأبو ليلى وياسر عابد ربه) والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (بقيادة الدكتور جورج حبش ورفاقه وديع حداد والشهيد أبو علي مصطفى وأبو ماهر اليماني وغيرهم) والجبهة الشعبية الثورية لتحرير فلسطين (بقيادة أبوشهاب وزوجته هدى حموده والأمين العام المساعد محمد الفارس) وجبهة النضال الشعبي الفلسطيني بقيادة الدكتور سمير غوشة ، وجبهة التحرير الفلسطينية وحزب العمل الاشتراكي العربي .. إلخ .. والقوميون الأكراد و للتاريخ أقول بأن أول من التزم من الأحزاب الكردية بالنظرية الاشتراكية العلمية (الماركسية – اللينينية) في كافة أجزاء كردستان كان حزب البارتي الديمقراطي الكردي اليساري في سوريا في مؤتمره الثالث عام 1973م الذي تحول اسمه فيما بعد مؤتمره الخامس المنعقد في الخامس من آب عام 1980إلى حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا وذلك في فترة المد الثوري في المنطقة حيث كانت ثورات شعوب آسيا (بما فيها الثورة الفلسطينية التي كانت تعتبر رأس الحربة الثورية العربية) وأمريكا اللاتينية وأفريقيا (أرتيريا والصومال وغينيا بيساو .. ) تصعد من نضالاتها الطبقية وتحصد نتائجها الطيبة ، في نفس الوقت الذي عجزت فيه الأحزاب الشيوعية المحلية وقصرت عن فهم واستيعاب المسألة القومية في في بلدانها . كانت الحركة الكردية (وأخصّ) السورية تجاهد من أجل إقامة علاقات رفاقية مع الفصائل الشيوعية السورية في حين أن الحركة الشيوعية السورية (غالبا ً) ما كانت تدير ظهرها لها . ففي تصريح صرحه الأستاذ مراد يوسف (أبوجولان) الذي كان يشغل منصب الأمانة العامة للحزب الشيوعي (منظمات القاعدة ) قال لوفد لحزب الاتحاد الشعبي الكردي (وكنت واحد منهم) : " الحقيقة كان هناك تقصير منّـا ويقصد الحزب الشيوعي التاريخي بقيادة خالد بكداش ، وكان ممثلنا في العلاقات مع الأحزاب الكردية السورية هو الرفيق أبو جنكو ويقصد المرحوم (رمّو شيخو) الذي لم يوصل لنا أي عدد من جرائدكم ويقتصر على صحيفة الديمقراطي لتشابه طرحها مع رأي الشيوعيين القائل بأنه يحق للأكراد بعض الحقوق الثقافية " ..!! ورغم تقصير الشيوعيين الكلاسيكيين فقد كان يوجد نوع من التضامن والتعاضدالثوري بين تلك القوى الثورية (كحركات تحرر وطني ) وفصائل شيوعية أخرى ( كالحزب الشيوعي السوري العربي الماركسي اللينيني و رابطة العمل الشيوعي التي تحولت إلى حزب ) وأيضا ً دول المعسكر الإشتراكي الذي كان تنظر حركات التحرر الوطني إليه كسند ومنقذ للشعوب المستعبدة وشبه المستبعدة ، فكانت حكوماته تمنح تلك القوى بعض السلاح ، وتدرب أفرادها ، وبالنسبة لنا كانت ( الحركة التحررية الكردية ) تؤمن لطلبتنا منحا ً دراسية .. ومنذ تفشي مرض البيروقراطية في بلدان المعسكر الاشتراكي إثر إستلام ستالين للسلطة ، وبروز ظاهرة عبادة الفرد بدأت الأحزاب الشيوعية المحلية بالتراجع و انحرفت عما فكر به عملاقي الفكر الاشتراكي (كارل ماركس وأنجلز ) والقائد الثوري فلاديمير لينين ، فمارست ممارسات شبيهة بممارسات الأنظمة الاشتراكية وفهمت القضية القومية بشكل مخالف لما طرحه لينين الذي طبق شعارها :"...و ياأيتها الشعوب المضطهدة .. " إلى واقع ملموس وما تقسيمات جمهوريات الإتحاد السوفييتي السابق إلا دليل على ذلك حيث سعى لينين إلى إظهار الحدود القومية كي يتثنى لتلك الشعوب بإعلان إنفصالها إذا رغبت يوما ما بذلك . فغّـلبت أسلوب المركزية على الديمقراطية (حتى همشتها) في قيادتها للحزب والمجتمع وتحولت تلك الأحزاب من أحزاب الجماهير إلى أحزاب السلطة ، وقلدت أحزاب القومية الاشتراكية الحاكمة في ذلك خطوة تلك الأنظمة فأصبحت سلطات قمع وأجهزة أمنية . أمّا الحزب الشيوعي السوري فقد كانت تبعيته للسوفييت وبالشكل المطلق سببا لحدوث الشرخ الكبير بينه وبين رفاقه في المكتب السياسي ( رياض الترك وعمر قشاش وفايز الفواز وبدر الطويل) فلم يكن يدلي بموقف سياسي حتى يصدر الكرملين موقفه ، حتى أنه أيد قرار هيئة الأمم المتحدة 188 والخاص بتقسيم فلسطين فقط لأن الكرملين أيده .. والسبب الثاني كان الفهم الخاطئ للمسألة القومية العربية ، والموقف من الشعوب الأخرى ، وقضية فلسطين . السبب الثالث كان مسألة عبادة الفرد حيث قلد خالد بكداش مثاله الأعظم (ستالين) في هذا الموضوع ، وكان الكثير من الشيوعيين لايفقهون من فكر الحزب إلا (تحية الرفيق لينين والاتحاد السوفييتي العظيم والرفيق خالد بكداش ). ولم يستطع الشيوعيون الوصول إلى السلطة وقيادة البلاد بل تركوا السلطة للبرجوازية السورية وكانوا دائما في الصف الخلفي على عكس ماقال لينين في مقالته (برنامجنا) : ".... وأوضحت مهمة الحزب الاشتراكي الثوري الحقيقية. إن هذه المهمة لا تقوم في اختلاق المشاريع لإعادة بناء المجتمع، ولا في وعظ الرأسماليين وأذنابهم بتحسين أوضاع العمال، ولا في حبك المؤامرات، بل في تنظيم نضال البروليتاريا الطبقي وقيادة هذا النضال الذي هدفه النهائي هو ظفر البروليتاريا بالسلطة السياسية وتنظيم المجتمع الاشتراكي." . فتحالف الحزب الشيوعي السوري (اللجنة المركزية) مع قيادة ماسمي بالحركة التصحيحية أو بالأحرى رهنت تلك القيادة رأسها بيد السلطة حتى لم يعد الحزب الشيوعي السوري يصرح بما يخالف حزب البعث الحاكم فصدق عليهم قول لينين في نفس المقال (.. ونحن نسأل الآن: أي شيء جديد قدمه لهذه النظرية «مجددو»ها الصخّابون الذين أثاروا في زمننا هذه الضجة الشديدة ملتفين حول الاشتراكي الألماني برنشتين؟ لا شيء أبدا: فإنهم لم يدفعوا أي خطوة إلى الأمام هذا العلم الذي أوصانا ماركس وانجلس بتطويره؛ ولم يعلموا البروليتاريا أي أساليب جديدة للنضال؛ إنما تقهقروا فقط، مقتبسين مقتطفات من نظريات متأخرة، ومروجين بين صفوف البروليتاريا، لا نظرية النضال، بل نظرية التنازل، التنازل أمام أعداء البروليتاريا الألداء، أمام الحكومات والأحزاب البرجوازية التي لا تكل في البحث عن وسائل جديدة لمطاردة الاشتراكيين) وأصبح النظام يتدخل بكل شاردة وواردة حتى أنه كان يختار مرشحي الحزب الشيوعي لمجلس الشعب فيسقط من يريد وينجّح من يريد ، وقد شاهد أهالي دمشق وحي الأكراد بأم أعينهم كيف كانت مفارز المخابرات تلصق صور السيد ابراهيم بكري (عضو المكتب السياسي للحزب المذكور) والمقبول من السلطة فوق صور أم عمار (وصال فرحة بكداش)،المرفوض حينها من السلطة ولما انشق عنهم الحزب الشيوعي (منظمات القاعدة ) كان شيوعيو بكداش ملتزمون بقوائم الجبهة أعطوا أصواتهم لرموز برجوازية وقومية شوفينية ومافيات ، وامتنعوا عن إعطاء أصواتهم لرفاق الأمس (منظمات القاعدة) ..أو الرموز اليسارية في الحركة الكردية و(أخص أيضا مدينة دمشق) حيث رشح التحالف الديمقرطي الكردي في الثمانينات السيد عبد الرحيم وانلي (أبو نوزاد) والذي صوّت مع جماهيره للجبهة على حين امتنع شيوعيو الجبهة عن إعطاء أي صوت له .. !! ولم يستطع الشيوعيون (الكلاسيكيون) السوريون سبر أعماق المجتمع السوري لإعلانهم الصريح بمحاربة الدين والله ، وكأن نضال شعوب العالم الثوري أختصر على معاداة الله والأديان السماوية . وكثيرا من المفكرين السياسيين عول سقوط الشيوعية على أن النظرية قد شاخت ويجب تبديلها بنظرية أخرى تناسب العصر . سيما وأن لينين وأقطاب الماركسية أكدوا بأن نظرية ماركس ليست شيئا كاملا ولا يجوز المساس به بل على العكس، إنما هي قد وضعت حجر الزاوية لذلك العلم الذي يترتب على الاشتراكيين أن يدفعوه إلى الأبعد في جميع الاتجاهات، إذا شاؤوا ألا يتأخروا عن موكب الحياة. فالاشتراكية هي طموح المواطن إلى التحرر من الاستعمار والفقر والجهل ، وقد فهمها المواطن بأنها نضال من أجل التحرر والمساواة والابداع ، وهي بديل الغول الرأسمالي . النضال من أجلها مرتبط بالنضال في سبيل الديمقراطية ، وبالاشتراكية ولا يمكن تحقيق المجتمع الديمقراطي والإنساني إلا بالإعتراف بالآخر . إنهامسألة في غاية الأهمية لأنه سيبقى الأكراد (مثلا ً) يناضلوا حتى تتحقق حقوقهم القومية كاملة بما فيها حقهم في تقرير المصير ، وإذا بقي الشيوعيون هكذا يديرون ظهورهم ويصمّـوا آذانهم عن الحق الكردي فسيأتي من يطالب بهذا الحق متجاوزا الرفاق الشيوعيون السوريون الذين تعودوا في السنوات العشرين الأخيرة على أن يكونوا ذيليين ، لا أن يكونوا قادة ، والقضية لن تنتظر قرارا سوفيتيا كالسابق. إنهم معنيون طالما أن اسم حزبهم هو الحزب الشيوعي . يتوجب عليهم النضال من أجل العدل والمساواة وتحقيق المصيرلكل الشعوب بما فيهم الشعب الذي ناضل معهم من أجل نيل الاستقلال الوطني ، وما هذا السابع عشر من نيسان اليوم الوطني لسوريا إلا نتيجة تضحيات كل الوطنيين السوريين أذكر منهم البطل الكردي (وزير الدفاع ) يوسف العظمة ، وقائد الثورة السورية المناضل سلطان باشا الأطرش ، وقائد ثورة جبل العلويين البطل صالح العلي وقائد ثورة الشمال البطل الكردي ابراهيم هنانو . المجد ليوم الجلاء ، والمجد للشهداء الأبطال .. وليعلم الرفاق الأمميون (فوق العادة ) الذين أثبتوا فشلهم في قيادة الجماهير بأنه من المعيب حقا ً أن يستشهدوا ببطولات شعوب العالم كلها ولا لايستشهدوا ببطولات شعوب بلادهم (العرب والأكراد) الذين حققوا ذلك الإنتصار الرائع وأجلوا جيش فرنسا الجرار عن أرض سوريا الغالي .
#ربحان_رمضان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ليش النرفزة المفبركة
-
بمناسبة مرور 105 سنوات على استشهاد سليمان محمد أمين
-
بعض الأخطاء التي أودت بحياة الحزب الشيوعي السوري
-
رشـــــــــــــــــــــــّـو وروشـــــــــــــــــــــن
-
خطوة .. خطوة في طريق الإصلاح
-
على هامش إحتجاجات الجالية الكردية في آذار
-
على هامش احتجاجات الجالية الكردية في الخارج
-
تعاطفوا مع شعبنا
-
المرأة في عيدها
-
النضال السلمي يؤتي نتائجه في لبنان
-
الوطن - الكاتب - الإغتراب
-
الغدير
-
دعوة أبو سعيد الدوماني
-
الداعـي إكس
-
كبرتلـــــــــو
-
كيفما اتفق
-
تضامن - تحية إلى المناضل .. الشاعر مروان عثمان
-
محارات
-
الوصول إلى تفاهم كردي – عربي عبر الحوار والمساجلة
-
هل هناك شعب كردي رد على الأستاذ محمد سيد رصاص
المزيد.....
-
-قريب للغاية-.. مصدر يوضح لـCNN عن المفاوضات حول اتفاق وقف إ
...
-
سفارة إيران في أبوظبي تفند مزاعم ضلوع إيران في مقتل الحاخام
...
-
الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لــ6 مسيرات أوكرانية في أجواء
...
-
-سقوط صاروخ بشكل مباشر وتصاعد الدخان-..-حزب الله- يعرض مشاهد
...
-
برلماني روسي: فرنسا تحتاج إلى الحرب في أوكرانيا لتسويق أسلحت
...
-
إعلام أوكراني: دوي صفارات الإنذار في 8 مقاطعات وسط انفجارات
...
-
بوليتيكو: إيلون ماسك يستطيع إقناع ترامب بتخصيص مليارات الدول
...
-
مصر.. غرق جزئي لسفينة بعد جنوحها في البحر الأحمر
-
بريطانيا.. عريضة تطالب باستقالة رئيس الوزراء
-
-ذا إيكونوميست-: كييف أكملت خطة التعبئة بنسبة الثلثين فقط
المزيد.....
-
الدين/الماركسية نحو منظور جديد للعلاقة من اجل مجتمع بلا إرها
...
/ محمد الحنفي
-
اليسار بين الأنقاض والإنقاذ - قراءة نقدية من أجل تجديد اليسا
...
/ محمد علي مقلد
-
الدين/الماركسية من اجل منظور جديد للعلاقة نحو أفق بلا إرهاب
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|