عباس متعب الناصر
الحوار المتمدن-العدد: 4257 - 2013 / 10 / 27 - 19:23
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كعادتي اجلس عند الصباح في مكتبي اطالع الصحف التي تصدر يوميا وما اكثرها اتصفح الواحده بعد الاخرى وانا ارتشف قهوتي بين الفنية والاخرى .. هذا ما تعودت عليه يوميا قبل البدء بعملي المعتاد الا ما ندر لكن في هذا الصباح بالذات راودني شعور غريب بان مزاجي لهذا اليوم مختلف او متعكر ولا ادري ما هو السبب فكل الصباحات التي نفيق عليها هي نفسها وكل الاشياء المحيطه بي لم تتغير وحياتي التي اعيشها اخذت طابعا دراماتيكيا وطموحاتي توقفت امام عدد السنين من عمري.
شعرت باحساس غريب يحيط بي وملامح من الحزن الدفين يطفح على وجهي وفي الحال تذكرت بان لي صديقا عزيزا قد فارق الحياة بالحادث الاجرامي الذي ضرب مقهى للشباب في حي العامل ببغداد والذي كان حصاده عدد كبير من الضحايا الابرياء من الشباب الذين لايتلكون سوى الاحلام والامنيات ليكونوا رجال المستقبل .. ماساة هنا وماساة هناك واحده تلو الاخرى ومسلسل لاينتهي ودماء زكية تسيل ونفسا تقتل بغير حق ..شعب جريح ووطن تقطعت به السبل وجهاز امني هش لايمتلك العقيده الوطنيه ولا السلاح وسياسين ومسؤولون اصابهم الصم والعمى تشغلهم مصالح احزابهم وكتلهم وصراعاتهم التي لاتنتهي جريا وراء الكثير من المغانم والسلطات على حساب شعب تمزقت وشائج نسيجه الاجتماعي والوطني وتكاد فاقة الفقر المدق تفتك به وتوصله الى اسوء النهايلت ..الالام واحزان ومعانات تفوق قدرتنا على الصبر والتحمل ممزوجه بطعم الصبر المر .
لم تكن الصحف التي بين يدي تجذب شهيتي للقراءه مثل كل مره ولا حتى طعم القهوه !!! كل شيئ احسه غريب علي وشعرت باني في عالم اخر لم انتمي اليه ..وكل ما يتصدره من مواضيع تحمل نفس المعاني وتكاد تكون متكرره اخبار بعضها ملفق ومزوق تارة تشيد بهذا وتمدح وتارة تذم هذا وتشتم ذاك ولانها مرتبطه باحزاب ولهذه الاحزاب اجندات وكل يغني على ليلاه .. شعرت بالملل والقرف فركنت الصحف جانبا ورميت بجسدي على مسندالكرسي واغمضت عيني لكي اعود الى ذخيرة افكاري لاوقدها فشعرت برغبة ملحه ان اصرخ كي احطم جدران سجني وان افرد بذراعي لاقطع قيود العبوديه الجديده لاحرر نفسي منها ولم تمض سوى ثواني معدودات وقبل ان اطلق لخيالي العنان افقت على صوت انفجار مدوي في المحيط اعادني الى حقيقة كنت احاول التهرب منها ولو للحظات لكنها على ما تبدوا هي مشيئتنا وقدرا نحن صنعناه وجرح فتحناه وجورا ارتضيناه وظلم قبلناه وسلطان جائر خشيناه ومجدناه وعراق مات عللى ايدينا وعزاءه في كل مكان اقمناه وبدموع الثكالى بكيناه .. فطوبى لك ياعراق والف طوبى .. ففراق الاحبة اشد واقسى فراق .
#عباس_متعب_الناصر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟