أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف - الماركسية وافق البديل الاشتراكي - سوسن بشير - بداية حوار حول الماركسية في عيون أصحابها















المزيد.....

بداية حوار حول الماركسية في عيون أصحابها


سوسن بشير

الحوار المتمدن-العدد: 1215 - 2005 / 6 / 1 - 13:24
المحور: ملف - الماركسية وافق البديل الاشتراكي
    


ربما تكون مثلي أيها القارئ، لست ماركسياً و لا شيوعياً، لكنك تحسب نفسك على اليسار، بمعنى نقيض اليمين المحافظ، وتتفهم أن كلمة اليسار واسعة تضم يسارات عدة منها الإسلامي و المسيحي و اليهودي ومن كل الملل والنحل و الاتجاهات. و ربما تكون مثلي أيضاً كمستقل لا تنتمي لحزب من الأحزاب. و قد تكون مثلي أخيراً في وضع كل الأيديولوجيات و المنظومات حولك موضع التساؤل حتى تنضم لأحدها مستقبلاً، أو تهجرها جميعاً. و من هنا، من هذه البداية تحديداً، إن كنا بصدد ملف تقوم عليه جريدة الحوار المتمدن التي فتحت بابها مشكورة لاتجاهات اليسار المختلفة - مما يتضح من شعارها و موادها - حول الماركسية و أفق البديل الاشتراكي، فكيف يمكن أن تشارك في هذا الملف بتقديم طرح ما؟ لقد أجبت أنا على هذا السؤال حين وقعت على سلسلة الدفاتر الماركسية التي تصدرها دار الطليعة الجديدة بدمشق، و التي يأتي العدد الأول منها تحت عنوان" الماركسية اليوم"، ربما لأن هذه الدفاتر تعنيني( وتعنيك إن كنت مثلي) في محاولة الفهم داخل إطار التساؤل الذي يطال كل الأيديولوجيات و المنظومات كما سبقت الإشارة. و كنت بصدد أن أقدم عرضاً كاملاً للدفتر الأول، لكني عدلت عن ذلك و قررت أن أعطيك قارئي مدخل هذا الدفتر فقط، لأنه ما يتعلق به أهمية الموضوع ككل، أي كيف يمكننا أن نقوم بالتساؤل أصلاً؟ و كيف أن علينا أن نصمت و لا نتحدث عن الشيء حتى نعرفه؟
حين وقعت على السلسلة وجدتها تقوم بالأساس على تأكيد حقيقة هامة، مفادها وجود صراع أيديولوجي بين الماركسيين، ومن ثم فهذه السلسلة تدعوهم للحوار مع تمايز المواقف و التصرفات.
الفصل الأول يطرح الماركسية كذات من خلال حوار بين الباحثين...ما هي الماركسية؟
و يبدأ فيه سلامة كيلة ببحث وضع الماركسية اليوم، و مناقشة مقولات تؤكد على تجاوز التطور العلمي للنظرية الماركسية، هذا التأكيد الذي يصنف الماركسية نظرية كغيرها دون أن تصلح أو تؤهل كمرجعية. و في مناقشته تلك يعترف بأن النظر النقدي للماركسية ضروري في كل الأحوال، حيث تحولت الماركسية إلى أيديولوجيا حين تخلت عن النظر النقدي، و تحولت إلى نص مقدس. و سلامة كيلة ينبهنا من البدء بأن علينا تحديد الماركسية التي ننتقد، حيث نحن بصدد عدة ماركسيات، فهل نقصد الماركسية اللينينية أم نتحدث عن عودة جديدة لطرح أوراق ماركس و إنجلز و ومن ثم لينين. ومن هنا يعود بنا إلى نقطة هامة، وهي التساؤل الأصلي: ما هي الماركسية؟ و يؤكد:" هي أولاً و بالأساس منهج هو الجدل المادي، أفضى البحث في الواقع إلى الوصول إلى بعض القوانين، التي أصبحت جزءاً من الماركسية، دون أن ينغلق البحث، و بالتالي دون أن يتوقف الوصول إلى قوانين جديدة. مما يجعلها منهجية مفتوحة و قابلة لتحقيق التراكم في بنيتها..". ما سبق و ما يليه في أطروحة كيلة يظل يؤكد على الماركسية كمنظومة مفتوحة، و يفرق بين ماركسية ماركس، و الماركسية السوفيتية التي انهارت، مما يجعلنا نؤكد ما أكده كثيرون على انهيارها من الداخل لا من الخارج. لكن يظل السؤال الحرج الذي يتساءله من لا يتخذ الماركسية كمرجعية، هو؛ هل جاء هذا الانهيار نتيجة للتطبيق الخاطئ أم لخطأ ما في بناء النظرية؟ وهنا قد يدخل الصورة مباشرة فيلسوف العلم كارل بوبر، و الذي يأتي على ذكره نذير جزماتي، وإن كان لم يتناول نقد بوبر للنظرية الماركسية، و إسقاطه لها كمنهج، و ما تنبأ به بزوال الإتحاد السوفييتي قبل هذا الزوال بسنوات، لكنه فقط يأتي على ما إعترف به بوبر في كتابه" أسطورة الإطار في دفاع عن العلم و العقلانية" بأن من أنبل القيم التي حملتها الفلسفة كانت القيم الإشتراكية. لكن ما يدفع به نذير جزماتي في البداية يأتي في خانة الدفاع عن الماركسية، وعن ماركس و لينين، و الرد على من طعنوا في أخلاق ماركس، وكون ممن عادوه و نظريته تحدثوا عنه كفرد نبيل، وعن قيمه كيوتوبيا للعالم. لكن منطق الدفاع هذا، خاصة الدفاع عن قيم شخصية، لن يفيد من يريد أن يعرف ماهية الماركسية، حتى لو كان من باب العلم عما يجهل. وإن قدم لنا جزماتي صورة ملخصة للمناخ الذي نشأ فيه ماركس و أجج فكره. ومن أهم المقدمات التي يشير إليها جزماتي في رأي، ما قام به لودفيغ غال من تأسيس إتحاد يهدف لتأمين العمل و الأجر و المسكن الملائم، كذلك الأساسيات المادية، لكل ألماني فقير، وكان هذا عام ولادة ماركس 1818. لكن ما يعد مُنطلقاً للحوار حقاً في طرح جزماتي هو إشارته إلى ما وضعه ماركس و إنجلز كشرط لنجاح الثورة الشيوعية، وهو، تطور المنظومة الرأسمالية التام و الشامل، و يكون التزاحم في إطار تلك المنظومة نافلاً. و هذا في حقيقة الأمر يحيلنا إلى سؤال جاء على ذكره سلامة كيلة كمثال للأسئلة التي تطرح في تناول الماركسية بالنقد، حيث يكون السؤال:" هل لم تستنفد الرأسمالية طاقتها بعد؟". وهذا سؤال قد يثير أي ماركسي أو شيوعي، لكن علينا أن ننتبه إلى أن إثارة أي سؤال من هذا القبيل هي واردة على الأقل نظرياً. و بالتالي تكون الإجابة عليه مفيدة. و الحديث عن الرأسمالية يحيلنا إلى كلمة د. قدري جميل، التي يطرح فيها عدة نقاط منها إرتباط الآلة الصناعية بظهور الرأسمالية و الأسئلة التي يجب أن نطرحها على هذا الأساس، فهذه الآلة تمثل التكنولوجيا الجديدة، بل تمثل إنتقالاً اجتماعياً و اقتصادياً. و هذا ما تحققه الإنعطافات العلمية، ومنذ ظهور الآلة الصناعية شهدت الأرض العديد من الانعطافات العلمية. وبالتالي يكون السؤال الجوهري هو:" هل قطعت الماركسية المسافة نفسها التي قطعها العلم؟". وهنا يؤكد د.جميل على أهمية أن تستند الماركسية إلى آخر انجازات العلم لتطويرها، بل لتدقيق رؤيتها...إذاً ما الذي يفعله هؤلاء؟ إنهم يجلسون معاً يطرحون التساؤلات حول الماركسية الأمس و اليوم، لا كما يقدم العنوان فقط" الماركسية اليوم"، لا يطرحون الأسئلة الخاصة بهم وحدهم، بل يطرحون أسئلة الخصوم، و يحاولون الإجابة عليها، مجرد المحاولة. لا كما حدث في الاتحاد السوفييتي المنهار، حيث الإجابات الجاهزة التي تنزل من عل و لا أسئلة، ربما يكون هذا هو الأساس الذي يجب أن تطرح الماركسية نفسها من خلاله، إن كانت هي أو غيرها من الإيديولوجيات أو المنظومات ترى نفسها عبر القائمين عليها أفقاً و بديلاً.





#سوسن_بشير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يُفجرون أنفسهم فينا؟
- نانسي عجرم و حقوق المرأة الكويتية
- الطبقة العاملة المصرية بين الأسطى محمد و محمد أفندي
- أهم كتاب عن الإنترنت بعد تحريمه على المرأة:تكتبه امرأة وتنشر ...
- من وحي النكتة المصرية المحمولة في العيد
- حكايات البيت المسكون: شهادة دموية جريئة على الوضع الإنساني ف ...
- حريم في الرؤوس
- باشلار و سبعة وستون عاماً على ميلاد النار
- طريق الحوار المتمدن نحو التمدن
- فيلسوف المرآة
- يحدث في بلادنا : يوم عالمي للفلسفة بلا فلسفة
- ماريت تقول : مصر تقتل نفسها
- جيفارا ....مقهى ومطعم
- فرقت السلطات السعودية بين علي الدميني وأبيه....فهل لا تفرق ب ...
- بَدَد الشيوعية العربية بين أثر مفتوح و تأويل ُمفرط
- قدرألذوات العربية المتفردة وشعوبها بين التجميد و الإذابة:فرج ...


المزيد.....




- مزارع يجد نفسه بمواجهة نمر سيبيري عدائي.. شاهد مصيره وما فعل ...
- متأثرا وحابسا دموعه.. السيسي يرد على نصيحة -هون على نفسك- بح ...
- الدفاع الروسية تعلن حصيلة جديدة لخسائر قوات كييف على أطراف م ...
- السيسي يطلب نصيحة من متحدث الجيش المصري
- مذكرات الجنائية الدولية: -حضيض أخلاقي لإسرائيل- – هآرتس
- فرض طوق أمني حول السفارة الأمريكية في لندن والشرطة تنفذ تفجي ...
- الكرملين: رسالة بوتين للغرب الليلة الماضية مفادها أن أي قرار ...
- لندن وباريس تتعهدان بمواصلة دعم أوكرانيا رغم ضربة -أوريشنيك- ...
- -الذعر- يخيم على الصفحات الأولى للصحف الغربية
- بيان تضامني: من أجل إطلاق سراح الناشط إسماعيل الغزاوي


المزيد.....

- الدين/الماركسية نحو منظور جديد للعلاقة من اجل مجتمع بلا إرها ... / محمد الحنفي
- اليسار بين الأنقاض والإنقاذ - قراءة نقدية من أجل تجديد اليسا ... / محمد علي مقلد
- الدين/الماركسية من اجل منظور جديد للعلاقة نحو أفق بلا إرهاب / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف - الماركسية وافق البديل الاشتراكي - سوسن بشير - بداية حوار حول الماركسية في عيون أصحابها