أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - مفهوم التصور والتخيل دراسة في المصطلح














المزيد.....

مفهوم التصور والتخيل دراسة في المصطلح


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4257 - 2013 / 10 / 26 - 19:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


التصور والتخيل
التصور نشاط ذهني طبيعي للعقل يفترض وجود عالم حقيقي ليتحرك من خلاله العقل لمعالجة وفهم موضوع ما دون أن يكون هذا الموضوع بالضرورة حقيقي ولكن المعالجة تبدو حقيقية منتجة قابلة للانتقال بواقعية إلى الوجود الفعلي دون أن تصطدم باللاواقعية أو المحال اللا ممكن,وهنا يمكننا أن نفهم التصورات الذهنية على أنها نشاط معرفي للعقل الذي يخترق بقدرة تكيفية وتكوينية عالم الوجود المادي إلى ما هو خارج نطاقه ولكن يرتبط به برابط الإمكان.
فالتصور أذن ليس اختراعا للوجود بل ابتكار ماهيات بالصورة الذهنية المجردة حاضرة بالزمن اللا حسي أو اللا زمن حسيا الهدف من خلق وابتكار هذه الماهية هو لافتراض عالم يقبل بقوانين الوجود من غير حضورها المادي للوصول إلى نتائج من خلال تفاعل الماهية المبتكرة هذه مع حال التجاوز هذا وخلق معالجة أو صنع وعي خاص بحالة معين أو موضوع يجب أن يمتحن تحت قاعدة هل يمكن أو لا يمكن.
بمعنى أخر التصور هو بناء عقلي افتراضي في مساحة خالية من الحد الزمكاني والمادة لا يخرج عن نطاق الفاعلية الذهنية ولكنه يستهدف الواقع محتسبا للزمان والمكان ولا بد أن يتقيد بقوانين المادة, فليس التصور قفز على القوانين العامة التي تحكم الوجود والموجود أو هي افتراضات لا تعير في عملها أهمية لها لأنها بذلك تتجاهل حقيقة التكوين وموجبات تحققه وتتحول إلى وصف أخر.
نأخذ مثالا من الواقع كحال المعماري الذي يرسم في ذهنيته الهندسية مجموعة من التصاميم الهندسية التي تتعلق بمشروع عملي مبتدأ بحساب الممكن والمحال, كذلك يجسد افتراضيا مقدماته ونتائجه وحساب التناسب والموائمة بينهما,ولا ينسى أن يضيف أو ينقل ما هو غير معتاد أو مألوف في رسم هذه الصورة ليخرج بنتيجة تؤهل الافتراض المبدئي للإمكان ألحدوثي,متجاوز في ذلك عامل المادة والزمان والمكان في إنجاز المشروع بالصورة الذهنية هذه.
فهو لم يخترع وجود ولم يحدثه محكوما بقوانين الوجود المادي ولكن أبتكر لنفسه عالم وجودي ذهني بامتياز دون أن يصطدم بالقوانين الطبيعية التي تحده من تجاوز الممكن ألحدوثي الفعلي وتتناغم مع حساسية العقل وقدرته على صناعة وجود مفترض ولكن ذو أبعاد كاملة وحقيقي نسبي بالتجاوب.
أذن التصور نوع من أنواع المعرفة وشكل من أشكال النشاط العقلي وليس من الصحيح جعل التصور خارج أطار الفعل العقلي السليم وهو نوع من أنواع النظر الفكري المستند في تأسيسه على الذاكرة القريبة والبعيد وعلى الوعي الحقيقي بالأشياء,وطريقا بدويا لبناء أسس تقام عليها فيما بعد مع توفر القدرات تجربة أما حسية مادية أو نظرية فكرية أو منتج معرفي يتلمس الواقع الوجودي ويصل إليه.
أما التخيل فهي عملية تشترك مع التصور في ميكانيكية النشوء والبدء لكنها تفترق عنه من أن الأولى لا تراعي دائما حدود الإمكان الحدوثي ولا تلزم نفسها أبداً بتوافق النتائج وتطابقها مع الواقع المادي ببعديه الزمان والمكان لو قدر لهذه العملية أن تترجم واقعيا,فهي أذن تبنى على افتراض يتملكه المحال إبتدأً في الصيرورة والشكل .
فالتخيل هو عالم من الافتراضات الذهنية تصاحب دائما حالة من تعجز أو شعور بالعجز أو الاستحالة الحدوثية في ذهن المتخيل ولكن في نفس الوقت هي لا تتصل دائما بقوى النفس الثالثة الناطقة ولكنها تجد في قوى النفس الثانية داعما وأرضية ترعى التخيل وتشبع رغبات ما تحت الإدراك الواعي للنفس الإنسانية وبالتالي فيكون التعاطي معها بالصورة السلبية هذه نوع من أنواع الأمراض التي تصيب النفس وتقعد بها عن محاولة استكشاف الواقع بالوسائل العقلانية أو المعرفية التي تتناسب مع القوة الأولية للعقل ذاته.
والفرق الأساسي بين التصور والتخيل هو القاعدة التي ينشأ بموجبها النشاط الذهني وكيفية إنشاء هذه القواعد والنتائج المتحصلة من تلك المقدمات والمعطيات,فالتخيل دائما يبنى على الاعتباطية في تقديم وتأخير الخيارات الممكنة والمتوقعة والقابلة للترجمة حدوثا وقبولا,وهنا يمكن أن نقول أن التخيل يبنى بصورة رئيسية على ما يناسب قوى النفس الحسية ويتناغم مع توجهاتها دون أن يكون للمتخيل قدرة على تعديل سير هذه القوى أو تقويمها من خلال هذا العمل الذهني أو يطور من قيمة التعاطي معها لبلوغ درجة أعلى في تلبية الحاجة أو الإستجابة للضرورات الملحة .
فالتصور له صفة عامة يمكن أن نضعها في أطار الإيجابية الضرورية والبُدية التي لا غنى عنها لتطوير القدرة الذهنية والمقدرة في تكوين المعرفة,أما التخيل فبالضد من ذلك تماما ولا يساعد في أنتاج المعرفة ولا يطور من آليات العقل الفاعلة بل من خلال التخيل المفرط قد تصبح تلك القوى والقدرات في تراجع حتمي من ناحية التشغيل والتفعيل وبالتالي التراجع العقلي الذي يرجع بالإنسان الكثير التخيل إلى السلبية التي تقوده حتما للتخلف عن مجارات الواقع والوجود المحيط.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاحلام دراسة في سيكولوجيا العقل ج1
- الاحلام دراسة في سيكولوجيا العقل ج2
- الوجود والغيب
- بين الساتر والمدفع
- الوردي والتنظير الأجتماعي
- لماذا ندعوا لدولة مدنية؟.
- دور الهوية المجتمعية
- الوردي وأشكالية الفهم الديني
- أوربا وصراع الأمم _ أهمية الصراع في تحريك القوة في المجتمع
- الوردي ونظرية المعرفة
- تناقض الشخصية العراقية أسباب وظواهر. ج1
- تناقض الشخصية العراقية أسباب وظواهر. ج2
- لماذا نكره النساء
- الإنسان الكوني وأشكالية الهوية
- مفهوم الجنون في علم السلوك
- أين نزرع الأشجار _قصة قصيرة
- الشعور والشعورية
- الذاكرة الشرقية والتجربة الغربية
- الديمقراطية فلسفيا
- لا تنتظروا عودة كاظم _ قصة قصيرة


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - مفهوم التصور والتخيل دراسة في المصطلح