أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أسماء منصور أبوالحسن - الصعيد بين الأهمال والتهميش














المزيد.....


الصعيد بين الأهمال والتهميش


أسماء منصور أبوالحسن

الحوار المتمدن-العدد: 4257 - 2013 / 10 / 26 - 14:42
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


اليوم يعيش الصعيد في ظل تهميش حاد ومعاناة جسيمة من الفقر والبطالة وتدنى مستوي المعيشة وتدهور اقتصاده وسوء توزيع الموارد والخدمات في القرى والمراكز والنجوع. فظل يعانى الصعيد من استمرار تهميشه مما أدى إلى تصور البعض بانفصاله جغرافيا وسياسيا عن جمهوريه مصر العربية , ويرجع ذلك إلي العديد من الأسباب , لم تكن تلك الأسباب وليده تلك الفترة بل ممتدة إلي عهد الأنظمة السياسية المتتالية التي تقلدت مقاليد الحكم بمصر .

فقد تفاقمت الأزمات التي يعانى منها الصعيد يوما بعد الآخر خاصا في ظل تعمد الأنظمة السياسية المختلفة على تجاهل الصعيد وعدم تلبية حاجته.
فلا يوجد رؤية حقيقة لتنمية الصعيد رغم امتلائه بموارد طبيعية وثروات بشرية ,بدءا من المحاجر أو المزارع السمكية ومشروعات الدواجن و الثروة الحيوانية و منجم فوسفات أبو طرطور وغيرها ,لذا يجب أن تكون عجلة التنمية متوازنة بين الريف والحضر وبين وجه بحري ووجه قبلي , حتى لا يخلق هذا التهميش فجوة كبيرة داخل المجتمع المصري .

فألان قرى الصعيد مازالت تحتل المراكز الأولى في قائمة الفقر بمصر مما ساعد على انتشار الإرهاب والتطرف , كما ساعد على استغلال البعض لعقول الشباب والفقراء للترويج لأفكارهم وخلق بيئة مليئة بالعنف والتطرف لتحقيق مصالحهم الشخصية . فالإرهاب لا ينشر وبائه إلا في المجتمعات المصابة بالفقر والجهل ولا يستطيع أن يحقق غرضه في الهدم والتخريب إلا في مجتمعات تعاني من التهميش والظلم والقمع , لذا يحق لنا القول بأن محاربة الفقر بالصعيد هي أهم خطوة للتخلص من الإرهاب والتطرف .

كما أن الصعيد يعاني أيضا من أهدار حقوق المرأة في التعليم والتوريث مثلما يعاني من الفقر والجهل . فالمرأة في الصعيد لا ترث وتصل نسبة الإحصاءات لمعدلات مرتفعة في هذا الأمر .
كما تعاني المرأة الصعيدية الحرمان من حقوقها في التعليم والعمل . حيث تصل نسبة أمية امرأة في الصعيد إلي 60 % .
فإذا نظرنا إلي المرأة الريفية قديما سنجد أنها كانت تشارك الرجل في العمل بالريف أكثر من مشاركة المرأة للرجل في المدن وكانت تحظي بكامل حقوقها في زمن كانت تعاني المرأة في الحضر من انتهاك لحقوقها في التعليم والعمل .فكيف الآن قلبت الموازين وعكست الآية إلى هذه الدرجة ؟ ومتى بدأ تدني وضع المرأة بهذا الشكل في صعيد مصر ؟
لنعود إلى البدايات الأولى لتدنى وضعية المرأة في مصر فلا يمكن أن نبدأ من منتصف القرن التاسع عشر حين حاول إسماعيل باشا تعليم المرأة, ولكننا يمكن أن نرجع بدايات تدنى وضعيه المرأة في العالم العربي إلى بدايات بعيدة إلي أول حكم الدولة العباسية. فظهرت دعوات تحرير المرأة أثناء الدولة العثمانية التي اتسمت بالاستبداد, وبناء نظام اجتماعي يقوم على تقسيم شرائح المجتمع من الأفندي إلي البك إلى الباشا, وكانت المرأة في ظل هذا النظام الاجتماعي تمثل ادني مراتب الهرم الاجتماعي. ومن هنا نجد أن تدني الوضع في الصعيد ليس وليد لحظة بعينها بل بتعاقب أزمنة متتالية ساهمت في ظلمها وتهميشها بل حتى وصلت إلى قتلها .

ولو عدنا للحديث عن الصعيد فدائما ما نشاهد في التلفاز زيارات لمسئولين بمدن الصعيد ومؤتمرات منعقدة لبعض الرموز السياسية تحت مسمى "تنمية الصعيد" متناسين أن الصعيد لا يحتاج "شو" أعلامي يسعي إليه اى مسئول بل يحتاج لتنمية حقيقية ورغبة في التغيير الفعلي لمشاكله , فالصعيد يريد نظام حكم يؤمن بقضية التنمية فيه وتحقيق نهضة حقيقة بشعبه .

فالبعض يعتقد أن الصعيد قديما كان يعيش في مثل هذه المعاناة متناسين أن الصعيد عاش فترات طويلة في شموخ وازدهار, فالصعيد هو أقدم أرض سكنها الإنسان في مصر وتشهد بذلك الآثار الدالة علي حضارة "نقادة" وحضارة "البداري" وهما حضارتان سبقا حضارة الفراعنة . كما أن الصعيد بلد مينا موحد القطرين وإخناتون الباحث عن التوحيد وهدى شعراوي التي ناهضت من أجل المرأة وطه حسين عميد الأدب العربي وجمال عبد الناصر ومصطفى عبد الرازق وغيرهم من الشخصيات البارزة سواء في المجالات العلمية أو الفنية أو السياسية .

كما أن الصعيد دائما كان درع حماية لمصر والمصريين فكيف يصل به الحال إلي مثل هذه الحالة المتدنية والمتأخرة اقتصاديا وتنمويا بعد أن كانت أمجاد الصعيد يتغنى بها الجميع حينما كانوا يفتخرون بأنه يخرج الثوار والمجاهدين ويحمى رموز الثورة وكل المناضلين الذين كانوا يأتون إليه طلبا للحماية , إلى أمجاد شيخ العرب همام حينما كان للصعيد سيادة ؟ فمتى سيتخلص الصعيد من قيوده ويخرج من الكهف الذي وضعته الحكومة المصرية به ؟ومتى سيتم تقديم حلول جذرية لمشكلاته وتقديم سياسة عادلة تجاهه؟
وأخيرا أريد أن أتساءل إلي متى سيظل الصعيد مهمشا ؟ .



#أسماء_منصور_أبوالحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- المدافن الجماعية في سوريا ودور -حفار القبور-.. آخر التطورات ...
- أكبر خطر يهدد سوريا بعد سقوط نظام الأسد ووصول الفصائل للحكم. ...
- كوريا الجنوبية.. الرئيس يون يرفض حضور التحقيق في قضية -الأحك ...
- الدفاع المدني بغزة: مقتل شخص وإصابة 5 بقصف إسرائيلي على منطق ...
- فلسطينيون يقاضون بلينكن والخارجية الأمريكية لدعمهم الجيش الإ ...
- نصائح طبية لعلاج فطريات الأظافر بطرق منزلية بسيطة
- عاش قبل عصر الديناصورات.. العثور على حفرية لأقدم كائن ثديي ع ...
- كيف تميز بين الأسباب المختلفة لالتهاب الحلق؟
- آبل تطور حواسب وهواتف قابلة للطي
- العلماء الروس يطورون نظاما لمراقبة النفايات الفضائية الدقيقة ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أسماء منصور أبوالحسن - الصعيد بين الأهمال والتهميش