بطرس رشدى جندى
الحوار المتمدن-العدد: 4256 - 2013 / 10 / 25 - 16:53
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
- وقف الغلام الصغير في خجلٍ شديدٍ يمد يده يطلب مساعدة الغير، فقد ترك والدته تعاني من آلام المرض مع الجوع الشديد .
في وسط الزحام الشديد لمح أحد العظماء علامات الارتباك على الغلام. ذهب إليه وصار يلاطفه. سأله عن علامات الارتباك التي تظهر على ملامحه. فأجابه الغلام : أرى يا سيدي أنك إنسان شريف ، تلبس ثيابا فاخرة ، وترتدي على رأسك Top hat التي هي قبعة الأشراف.
إني لم اعتد أن اشتكي لأحد ما نحن عليه.
لكنني في صراع مر .
والدي مات ، ولم يترك لنا شيئا نقتات منه.
ووالدتي تعمل لكي بالكاد نحصل على القوت الضروري.
وها هي مريضة، طريحة الفراش، ليس لدي طعام ولا دواء أقدمه لها .
أخفى الرجل دموعه التي تسللت من عينيه بابتسامة ظاهرية ، وربت على كتف الغلام ، ثم أمسك بيده ، وطلب منه أن يرشده إلى بيته .
إذ اقترب الاثنان نحو البيت ، دخل الشريف إلى محلٍ وطلب منه بعض الأطعمة وقدم له الثمن وسأله أن يرسلها على عنوان الغلام .
دخل الاثنان المنزل وإذ تحدث مع السيدة المريضة رقّ قلبه لها ، ثم اعتذر لها قائلًا : "إنني لست الطبيب المختص بمرضك ، لكنني أكتب لك ورقة بها وصفة تنفعك . ثم كتب الورقة وتركها مع السيدة وخرج.
تطلعت السيدة على الورقة بعد خروج الضيف فوجدته شيكا بمبلغ كبير ... كم كانت دهشتها حين وجدت التوقيع على الشيك "جورج واشنطن" رئيس أمريكا .
- في الحرب العالمية الثانية أُلقي القبض على قائد عسكري ألماني عرف بنجاحه العسكري وقدرته .... فرح القواد الأعداء عند إلقاء القبض عليه ، فقيدوه وساروا به إلى سجن عسكري ، ودخلوا به إلى زنزانة .
كانت أعين القادة المملوءة شماتة وهي تتطلع إلى وجه القائد ، متوقعين انهياره نفسيا ، لكنهم لاحظوا بشاشة وجهه ، بل كان يضحك وهو ينحني بظهره ليدخل الزنزانة كمن يدخل إلى موكب نصرة .
لماذا تضحك وأنت تدخل الزنزانة ؟
أضحك من أجل الزمن .... بالأمس كنت إلى فوق ، لكن اليوم نزلت بي العجلة إلى أسفل ؛ غدا تنزلون أنتم أيضا مع عجلة الزمن التي تلهو بالجميع .
- دفن المهرج ابنه الوحيد ثم صعد الى المسرح .... ضحك الجمهور ... نفض المهرج يديه من التراب .. ضحك الجمهور اكثر .... بكى المهرج بكاءا مرا .... تعالت الضحكات من الجمهور فى كل مكان .... سقط المهرج ميتا على المسرح ... وقف الجمهور وصفق بحرارة ..... باختصار عندما تعتاد على اسعاد الناس ... فكن على ثقة بأن الناس غالبا لن يشعروا بما تمر به من ضيق .
#بطرس_رشدى_جندى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟