أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - نسيم عبيد عوض - الحياة















المزيد.....

الحياة


نسيم عبيد عوض

الحوار المتمدن-العدد: 4256 - 2013 / 10 / 25 - 07:43
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    



الحياة هى الله ‘لأنه مصدر الحياة فبعد أن جبل الله الإنسان من تراب نفخ فى أنفه نسمة حياة فصار آدم نفسا حية ‘وقد خلقنا الله لنعيش معه فى حياة أبدية خالدة لا تعرف الموت ‘لأن الموت دخل الى العالم بحسد إبليس فأسقط آدم فى خطية التعدى فحكم عليه بالموت وعلى كل نسله.
ولذلك أصبح سؤال البشرية الأبدى كيف أرث الحياة الأبدية ؟ أو ماذا أعمل حتى أرث الحياة الأبدية ؟ وهو السؤال الذى أورده انجيل مرقس البشير 10: 17-31 "وفيما هو خارج الى الطريق ركض واحد وجثا له وسأله ايها المعلم الصالح ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟". ويتصف صاحب السؤال بأنه شاب مت19: 20 ‘ذو أموال كثيرة ورئيس فى مجمع اليهود لو18: 18‘ مستقيما يحفظ الوصايا ‘جاء راكدا يبحث عن مايوصله للحياة الأبدية ‘ أنسان على خلق وأدب لسجوده إجلالا وإحتراما للمعلم الصالح‘ أيضا متواضعا لسجوده أمام جموع الشعب. ولكن مهما كانت صفات هذا الشاب ‘فسؤاله يهم البشرية كلها ‘ ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟ وهذا سؤال يختلف من مؤمن العهد الجديد عن مؤمن الناموس الموسوى مثل هذا الشاب ‘ كقول الكتاب " لأن الناموس بموسى أعطى . أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا.يو1: 17‘ فأن المؤمنين بالمسيح يسوع ولدوا ولادة جديدة بخلقة جديدة بالماء والروح ‘ وأعطاهم الله سلطانا أن يصيروا أولاد الله.وبالتالى وارثين للحياة الأبدية ‘ فكيف تكون الإجابة على السؤال اليوم ‘ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟
مامعنى الحياة الأبدية؟
1- كلمة الحياة فى الإنجيل عامة وفى العهد الجديد خاصة هى الحياة غير القابلة للموت (لأن الموت عقوبتة الخطية ‘فأجرة الخطية هى موت أما هبة الله حياة أبدية.
2- الحياة فى الله والتى يمنحها الله بروحه القدوس هى وحدها تسمى الحياة ‘ وهى تختلف عن الحياة الجسدية التى مآلها الموت ‘ أما الحياة فى الله فهى الحياة الحقيقية أو الحياة الأبدية.
3- الحياة الأبدية أو الحياة الحقيقية هى الحياة التى نكتسبها الآن لحساب مابعد الموت‘ كوصف القديس الرسول بولس أنها تقترن بالحاضر والمستقبل ‘ فيقول لتلميذه تيموثاوس (1تيم4: 8 ) ولكن التقوى نافعة لكل شيئ إذ لها موعد الحياة الحاضرة والعتيدة.."فالحياة فى الكتاب المقدس هى الحياة الأبدية . ويقول الكتاب المقدس " لأنه كما ان الآب له الحياة فى ذاته . كذلك أعطى الأبن أيضا أن تكون له حياة فى ذاته."يو5: 26 ‘ أى ان له سلطان الله فى هبة الحياة الأبدية .ولذلك يقول الرب يسوع " من يسمع كلامى ويؤمن بالذى أرسلنى فله حياة أبدية .ولا يأتى (فى المستقبل)الى دينونة .بل (الآن )قد أنتقل من الموت الى الحياة." يو5: 24‘والمعنى هنا أن الحياة الأبدية تخلصت نهائيا من الموت فأصبحت بالنسبة لنا (خلاصا).
4- المولود الجديد يرث الحياة الأبدية فى عالمه الحاضر على أساس الرجاء الحى الذى نعيشة بالإيمان.كقول الكتاب" مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذى برحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حى بقيامة يسوع المسيح من الأموات لميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل فى السموات لأجلكم.1بط1: 3و4.
5- روح الله القدوس هو الذى يقوم الآن بإعطاء الحياة فى الله كقول الرسول بولس"لأن الحرف يقتل لكن الروح يحيي.."2كو3: 6.
6- كلمة الله التى بها تهب رياح النعمة التى هى رائحة المسيح التى فى الكلمة لتحيي من يسمعها ويؤمن بها.كقول الكتاب " متمسكين بكلمة الحياة . في2: 16‘ ومن فم رب المجد " الكلام الذى أكلمكم به هو روح وحياة."يو6: 63‘ ويقول الملاك للرسل " إذهبوا قفوا وكلموا الشعب فى الهيكل بجميع كلام هذه الحياة.أع5: 20
7- الحياة الأبدية هى أسم استخدمه السيد المسيح للتعبير عن ذاته ونفسه" أنا هو القيامة والحياة." يو11: 25.وهو يمنح الحياة للذين يلتصقون به ويتبعونه من كل قلوبهم ‘ ولأنه له الحياة فى ذاته فهو يحيي من يشاء مثل الآب‘ فيقول" خرافى تسمع صوتى وأنا أعرفها فتتبعنى.وأنا أعطيها حياة أبدية .ولن تهلك الى الأبد ولا يخطفها أحد من يدى.."الحق الحق أقول لكم أن من يسمع كلامى ويؤمن بالذى أرسلنى فله حياة أبدية ولا يأتى الى دينونة بل قد إنتقل من الموت الى الحياة.. ولهذا يقول عن نفسه أنه "هو الحياة" كقوة ألهيه فعاله ومحييه " فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس والنور أضاء فى الظلمة والظلمة لم تدركه."يو1: 4و5.
وفى حياة غربتنا على الأرض ونحن ورثة الملكوت ‘ أعطانا الله الوسائل التى إستودعها سر الحياة لكى نقر بها ونحيى:
1- سر المعمودية "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله ."يو3: 5
2- فى سر الشكر (بكسر الخبز وشرب الكأس بعد البركة -الأفخارستيا-"أنا هو الخبز الذى نزل من السماء .إن أكل أحد من هذا الخبز يحيا الى الأبد.يو6: 51.
3- كلمة الله "الكلام الذى أكلمكم به هو روح وحياة.يو6: 63‘ لأن كلمة الله فى كتابة المقدس وهى وحيه الإلهى : - هو قانون الحياة الحاضرة.مز19: 7‘ ناموس الرب يرد النفوس‘ هى إعلان الحياة العتيدة ‘ هى إعلان عن ذات الله وعن قصده الإلهى نحو البشر‘ الذى شمل الماضى والحاضر والمستقبل‘ كقول الكتاب" الذى خلصنا ودعانا دعوة مقدسة لا بمقتضى أعمالنا بل بمقتضى القصد والنعمة التى أعطيت لنا فى المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية.وإنما أظهرت الآن بظهور مخلصنا يسوع المسيح الذى أبطل الموت وأنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل."1تيمو1: 9و10.
الحياة الأبدية هى المقابل الإيجابى لغفران الخطايا والتوبة الصادقة لأن مقابل الخطية موت.‘ كقول الكتاب" لأن ناموس روح الحياة يسوع قد أعتقنى من ناموس الخطية والموت ."رو8: 10‘ فالحياة الأبدية تنمو وتزدهر فينا بقدر مايقع علينا من ضيق وتجارب قاسية وإضطهادات " فإنى أحسب أن آلام الزمن الحاضر لا تقاس بالمجد العتيد أن يستعلن فينا." رو8: 18 ‘ لأن لى الحياة هى المسيح والموت هو ربح." في1: 21. وهذا مايؤكده القديس يوحنا أن حياتنا الأبدية هى فى المسيح" وهذه هى الشهادة أن الله أعطانا حياة أبدية وهذه الحياة هى فى إبنه .ومن له الأبن فله الحية .ومن ليس له إبن الله فليست له حياة." 1يو5: 11و12.
ولكى نظل وارثين ومحتفظين بالحياة الأبدية لآبد أن نستمر متحدين مع الله ‘كقول الرسول " لا أحيا ما أنا بل المسيح يحيا في." كقول الرب فى صلاته الختامية فى يوحنا 17" ليكون الجميع واحدا ‘كما أنك أنت أيها الآب في وأنا فيك.ليكونوا هم أيضا واحدا فينا."يو17: 21 ‘لأن هذه الوحدة هى التى تسوقنا للحياة الأبدية. وتتحقق الوحدة مع الله بعنصرين أساسيين هما:
أولا : معرفة الله كقول الرب " وهذه هى الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقى وحدك ويسوع المسيح الذى أرسلته" .يو17: 3‘ والحياة الأبدية التى نعرفها على الأرض هى حياة معاشة وإختبار يومى ‘ولذلك يجب أن ننفصل عن الحياة الأرضيى بمفهومها المادى والتى نهايتها الموت‘ ونتعايش مع ورث الحياة الأبدية التى لا يوجد فيها موت. فالحياة الأرضية بكل متغيراتها – فرح ينقلب الى حزن وسلام ينتقل الى قلق وإضطراب ‘ حب يصير كراهية وبغضة ‘ أمل ورجاء الى يأس وقنوط. أما الحياة الأبدية فى معرفة الله فكل صفاتها وأحوالها دائمة وغير قابلة للتغيير للضد ‘ بل هى دائما الى الأفضل.
ثانيا: بالإيمان .. وهو الإيمان التصديقى بالروح –بدون برهان- "تؤمنوا بى" " فى ذلك اليوم تعلمون انى أنا فى أبى وأنتم في وأنا فيكم." يو14: 20‘" والذى يحبنى يحبه أبى وأنا أحبه وأظهر له ذاتى. "
وللإجابة على سؤال البشر نسألكم جميعا هل ورثنا الحياة الأبدية ونعيشها على الأرض قبل أن نصعد للسموات؟ وكل شخص له أن يجيب على السؤال لنفسه بكل صدق حتى يختبر حياته‘ ويعضدها حتى لا يهلكها .الرب مع جميعكم.



#نسيم_عبيد_عوض (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقال لك أقول قم
- سؤال كل البشر
- أول توت
- عيد النيروز رأس السنة القبطية
- فانظروا الى أنفسكم
- لتكن مشيئتك
- صوم العذراء مريم
- بشارة الممتلئة نعمة
- نعم سأذهب وأقول -لا -
- لن يسحق الأقباط بوقاحة دستورية
- إنتفاضة مصر
- ياوطنى الذى ينزف دما
- أين ذهبت مصر؟
- مملكة النوبة المسيحية
- بطريرك مصر
- السلفيين يدمرون مصر
- مجتمع تايه يااولاد الحلال
- -الضرب فى الميت حرام-
- الصعود إلى القاع
- البعض يحب العبودية


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - نسيم عبيد عوض - الحياة