أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - الشيعة يهملون القرآن















المزيد.....

الشيعة يهملون القرآن


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 4256 - 2013 / 10 / 25 - 00:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما استمعت لأول مرة لأشرطة الشيخ الشيعي الجليل أحمد القبانجي وهجومه الشديد على القرآن وقعت في حيرة. فزميلنا في الحوار المتمدن (انظر صفحته http://www.ahewar.org/m.asp?i=5933) ينكر أن يكون القرآن كلام الله ويهزأ بمن يقول ان فيه اعجاز بلاغي. وقد بدأت أعي سبب هذا الموقف بعدما أن قررت أن أضيف إلى طبعتي العربية للقرآن اختلاف القراءات كما تراها المصادر الشيعية المعتمدة.

فقد اكتشفت أن فقهاء الشيعة الكبار يقرون دون دوران ولف بأن قرآن عثمان محرف. فلدى فقهاء الشيعة قاعدة مضطردة.
- فأينما وجدت "أُنزل إليك" أو "أنزل الله" أو ما شابههما يرون أنه حُذفت منه جملة "في علي"، مثل: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ "في علي" وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ (112-5 : 67)؛ المر تِلْكَ آَيَاتُ الْكِتَابِ وَالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ "في علي" الْحَقُّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ (96-13 : 1)؛ بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ "في علي" بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ (87-2 : 90).
- وأينما وجدت كلمة "ظلموا" فقد حُذفت جملة "آل محمد حقهم"، مثل: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا "آل محمد حقهم" لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا (92-4 : 168).
- وأينما وجدت كلمة "أشركوا" فقد حُذفت جملة "في ولاية علي"، مثل: وَقَالَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا "في ولاية علي" لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا عَبَدْنَا مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ (70-16 : 35)؛ سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا "في ولاية علي" لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلَا آَبَاؤُنَا وَلَا حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ (55-6 : 148).
- وأينما وجدت كلمة "أمة" فقد حرِّفت وأصلها "أئمة"، مثل: كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ (عند الشيعة: أئمة) أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ (89-3 : 110).
وبالمختصر الشديد يمكن القول أن التغييرات التي يدخلها فقهاء الشيعة على القرآن تكاد تتعلق حصرا بقضية الإمامة التي هي أحد أركان الإسلام عندهم. وهذا هو السبب وراء اتهام الشيعة عثمان بتحريف القرآن، كما أن السبب وراء اتهام القرآن اليهود والنصارى بتحريف كتبهم هو عدم ذكر اسم محمد. والشيعة لا تكتفي بإضافة عناصر الولاية في آيات القرآن، لا بل تفسرها لصالح تلك الولاية بصورة مفعمة بالخيال (أنظر مثلا هامش الآيتين 27-85 : 3 و 54-15 : 76).

ولتعميم الفائدة دون ارهاق القارئ، قررنا اضافة تلك الاختلافات بين السنة والشيعة وبعض تلك التفسيرات في هوامش طبعتنا العربية للقرآن معتمدين فقط على كتابين أساسيين عند الشيعة الإمامية: تفسير القمي وهو من أشهر رواة الشيعة وأبرزهم والمتوفي عام 919 ميلادي، وكتاب "الكافي" للكليني المتوفي عام 941 ميلادي والمقلب "ثقة الإسلام". وهذا الكتاب يعتبر عند الشيعة الإمامية أحد الكتب الأربعة وأصحِّ الكتب وأكثرها اعتباراً في الحديث، وهو عندهم بمنزلة صحيح البخاري عند أهل السنة. وقد أخذ الكليني الكثير من تفسير القمي.

واحقاقاً للحق يجب أن نشير إلى أن الشيعة لا يقولون بصحة كل ما جاء في تفسير القمي أو كتاب الكافي، إلا انهم يقبلون المصحف العثماني على مضض ويعتبرون أن القرآن الحقيقي – وهو مصحف علي - سوف يأتي به المهدي. ويذكر الكليني في هذا الخصوص: "قَرَأَ رَجُلٌ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ [جعفر الصادق] وَأَنَا أَسْتَمِعُ حُرُوفاً مِنَ الْقُرْآنِ لَيْسَ عَلَى مَا يَقْرَأُهَا النَّاسُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ كُفَّ عَنْ هَذِهِ الْقِرَاءَةِ اقْرَأْ كَمَا يَقْرَأُ النَّاسُ حَتَّى يَقُومَ الْقَائِمُ فَإِذَا قَامَ الْقَائِمُ قَرَأَ كِتَابَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى حَدِّهِ وَأَخْرَجَ الْمُصْحَفَ الَّذِي كَتَبَهُ عَلِيٌّ". ويقول نعمة الله الجزائري (المتوفي عام 1701) في كتابه الأنوار النعمانية: "فإن قلت كيف جاز القراءة في هذا القرآن مع ما لحقه من التغيير؟ قلت: قد روي في الأخبار أنهم عليهم السلام أمروا شيعتهم بقراءة هذا الموجود من القرآن في الصلاة وغيرها والعمل بأحكامه حتى يظهر مولانا صاحب الزمان فيرتفع هذا القرآن من أيدي الناس إلى السماء ويخرج القرآن، الذي ألفه أمير المؤمنين عليه السلام فيقرى ويعمل بأحكامه". ويقول العلامة عدنان البحراني: "إن الحث منهم [أي الأئمة] على قراءته لا ينافي وقوع الاختلال فيه. الا ترى أنهم حثوا على الاقتداء بأئمتهم [أئمة أهل السنة] الفسقة الكفرة وتشييع جنائزهم وانقاذ غريقهم ومؤاكلتهم ومساورتهم مع ما هم عليه من الكفر الثابت بالكتاب والسنة". ولا داع للمزيد من الاقتباسات.

وتجدر الإشارة إلى أن المدرسة الإخبارية عند الشيعة تقصي القرآن عن المعرفة الدينية، فأحاديث الأئمة عند هذه المدرسة أولا وآخراً. ويقول مؤسس هذه المدرسة محمد أمين الإسترآبادي (المتوفي عام 1623) في هذا الخصوص: "وأن القرآن في الأكثر ورد على وجه التعمية بالنسبة إلى أذهان الرعية، وكذلك كثير من السنن النبوية. وأنه لا سبيل لنا فيما لا نعلمه من الأحكام الشرعية النظرية أصلية كانت أو فرعية إلا السماع من الصادقين". وقد يفسر هذا سبب عدم اهتمام الحوزات العلمية لعلوم القرآن. فهو لا يدخل ضمن المناهج التي يعتمدها طالب العلوم الدينية طيلة مدة دراسته العلمية ولا يختبر في أي مرحلة من مراحل سيره العلمي بالقليل منها ولا بالكثير. فيمكن بهذا لطالب العلوم الدينية في هذا الكيان أن يرتقي في مراتب العلم، ويصل إلى أقصى غاياته وهو الاجتهاد من دون أن يكون قد تعرف على علوم القرآن الكريم واسراره أو اهتم به ولو على مستوى التلاوة وحسن الأداء إلا ما يتعلق باستنباط الأحكام الشرعية منه من خلال التعرض لآيات الأحكام ودراستها من زوايا فقهية وفي الحدود العقلية والأصولية الخاصة. ويقول آية الله الخامنئي: "مما يؤسف له أن بإمكاننا بدء الدراسة ومواصلتنا لها إلى حين استلام إجازة الاجتهاد من دون أن نراجع القرآن ولو لمرة واحدة ... لماذا؟ لأن دروسنا لا تعتمد على القرآن".

وأنا آمل أن اضع نسخة جديدة منقحة من طبعتي العربية للقرآن خلال شهر متضمنة اختلاف القراءات عند الشيعة وغيرها من الإضافات. وادعو القراء لمطالعة الطبعة الحالية الموجودة في موقعي واعطائي ملاحظاتهم عليها:
http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315

كما ارجو القراء مدي بكل المعلومات المتوفرة لديهم بخصوص تحريف القرآن عند الشيعة.

واريد هنا أن انبه القراء بأن مقالي هذا ليس لزرع التفرقة بين السنة والشيعة. ففقهاء السنة أنفسهم يعترفون بوجود عدد كبير من اختلاف القراءات تمس أكثر من نصف آيات القرآن، كما يعترفون أن عددا كبيرا من آيات القرآن قد ضاع، وما ضاع منه قد يصل إلى حجم ما هو عليه قرآن عثمان الحالي. وقد اشرت إلى تلك الاختلافات والاختفاءات في مقدمة كتابي وهوامشه. وعلى الشيعة وأهل السنة أن يقبلوا بحقيقة أن القرآن الذي بين أيدينا هو تراكم لمعلومات تم تجميعها بصورة عشوائية مما يجعل القرآن أقرب الى الكشكول منه إلى الكتاب. وبدلا من أن يتخاصم الشيعة وأهل السنة فيما يخص تحريف القرآن، عليهم ان ينظروا للقرآن نظرة تاريخية وليس عقائدية، تماما كما ننظر اليوم لكتاب ألف ليلة وليلة الذي نملك منه طبعات مختلفة دون أن يثير النزاعات.

د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي
http://www.sami-aldeeb.com
--------------------------------------
حملوا مجانا كتبي: http://www.sami-aldeeb.com/sections/view.php?id=14
حملوا كتابي عن الختان http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=131
حملوا طبعتي العربية للقرآن بالتسلسل التاريخي http://www.sami-aldeeb.com/articles/view.php?id=315
موقعي http://www.sami-aldeeb.com
مدونتي http://www.blog.sami-aldeeb.com



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طلب رسمي لله: اريد أن اصير حمارا
- قد كانت لكم اسوة حسنة في الحمار
- جريمة الختان 157: عندما يحكمنا اغبياء مجرمون
- جريمة الختان 155: مقابلة مع حاخام بلجيكا وسامي الذيب
- جريمة الختان 154: التم الهمج على بعض
- الجامعة العربية تريد محاكم تفتيش
- نقاش مع مسلمة مسيحية
- القرآن 17 : أسئلة حول طبعتي العربية للقرآن
- سامي لماذا تذكر دينك المسيحي؟
- القرآن 16: طبعة جديدة فريدة من نوعها
- ذبح الحيوانات: رجال دين بلا دين
- القرآن 15: في مزبلة التاريخ
- القرآن 14: صدق سامي العظيم
- ردي على مبشر مسيحي
- القرآن 13: نحن بحاجة إلى طبعة علمية للقرآن
- القرآن 12: الأهداف الاجتماعية لطبعتي العربية
- حملوا كتبي مجانا
- القرآن 11: الأخطاء اللغوية – دعوة للقراء
- القرآن 10: كشكول مفكك الأوصال
- أكبر درجات الغباء الاعتقاد بالكتب المقدسة


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - الشيعة يهملون القرآن