(تدليس الأنبياء)

حسين إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4255 - 2013 / 10 / 24 - 23:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

(تدليس الأنبياء) مستوحى من سبينوزا العظيم....._

من يطالع الأديان وتاريخها ... يرى أن المبدأ الأساسى الذي تقوم عليه ..،هو أن اللغة يغلب عليها المجاز والإستعارة، وهذا متعمد ومقصود..، وتزين الألفاظ وتدبيحها ، والمبالغة بالوصف والتعبير، لأنه يتناول النزعة العقلية الساذجة للناس في ذالك الوقت و لأن الأنبياء والرسل قد لجأوا إلى إثارة الخيال في دعوة الناس إلى مبادئهم ومذاهبهم ، واظطروا إلى تكيف أنفسهم وفقاً لرغبات الشعب وتفكيره......،فقد كتب كل كتاب منزل لدعوة شعب معين أولا ،ودعوة شعوب العالم ثانياً ، ويترتب على ذالك أن ينسجم ما جاء في هذا الكتاب ويتناسب مع عقلية الجماهير ما أمكن إلى ذالك سَبِيلا ،إن الكتب المكتوبة التى يقال أنها منزلة..، لا تفسر الأشياء بأسبابها الثانوية ، ولكنها تقصها وترويها في طريقة وأسلوب قوي متدفق للتأثير على الناس الساذجة حينها ، ودفعهم إالى الإيمان والنسك والعبادة ، وخاصة الفئة الجاهلة غير المتعلمة منهم . إن الكتاب المنزل لا يستهدف مخاطبة العقل وإقناعه ،بل جذب الخيال والسيطرة عليه ومن أجل ذالك يكثر فيه ذكر المعجزات والخرافات وتكرار مظاهر الله...........،.يعتقد الناس أن قوة الله وعنايته تتجليان بوضوح أكثر بالحوادث الخارقة التى تناقض الفكرة التى كونوها عن الطبيعة .. ..، وهكذا فهم يتصورون قوتين تختلف إحداهما عن الاخرى ،لأن البيانات الرصينة الحرفية لا تستهوى مشاعر الناس ولا تحرك نفوسهم .، إذ لا يحرك مشاعر الناس ويدفعها إلى الإيمان والعبادة والتصديق أكثر من المعجزات والخرافات التى تحرك خيالها وعواطفها ، فلو قال موسى لقومه إن الرياح الشرقية هي التى شقت لهم طريقهم في البحر الأحمر ..........،أو قال محمد لقومه أن فيروس أو وباء أصاب أصحاب الفيل... .لما كان لقولهم أثر على عقول الناس ..ولهذا السبب لجأ الرسل إلى سرد قصص المعجزات كما لجاوا إلى سرد الأمثلة والحكايات التى تتناسب مع عقلية الشعوب السطحية.. إن تأثير الأنبياء والرسل الكبير على الناس بالمقارنة مع تأثير الفلاسفة والعلماء يعود إلى أسلوب التهويل والخرافة الذي استعمله أصحاب الديانات من الانبياء والرسل وشدة عواطفهم اما التفسيرات الفلسفية فتكشف لنا من وراء ضباب البيان والشعر أفكار المفكرين والزعماء العميقة التى تكشف تدليس الأنبياء والرسل .، وتوضح تأثير الدين الكبير على عقول الناس.............،لكن يوجد ناس لا تعقل ..، فهؤلاء دائما سيطلبون دين يتسم بإثارة الخيال . ويتحدث عن الحوادث الخارقة ...وإذا أصيب هذا الدين بالعطب فهم يخلقون دينا اخر ليحل محله لهذا نرى ناس تصبح مسيحية او العكس ...فطالما الجهل مسيطر سيبقى الوضع هكذا ..، لذالك لا حل إلا العلم الإلزامي للبشر مع منع تدريس الدين وخرافاته في المناهج العلمية...دمتم بود..تحياتي للعقلاء

#حسين_إبراهيم (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات