أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - إعلان الجمهورية الجعفرية














المزيد.....

إعلان الجمهورية الجعفرية


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4255 - 2013 / 10 / 24 - 15:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



وزير العدل حسن الجعفري (الشمري)، وضع الحجر الأساس لـ«جمهورية العراق الجعفرية»، بإعلانه إنجاز «قانون الأحوال الشخصية الجعفرية»، و«القضاء الشرعي الجعفري»، وإحالتهما إلى مجلس شورى الدولة. وكم نحن محظوظون وسعداء، إذ طمأننا وزير العدل الجعفري «باقتناع مجلس شورى الدولة بصلاحية إحالة المشروعين إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء تمهيدا لعرضهما على مجلس الوزراء لإقرارهما». وكم نحن محظوظون وسعداء، إذ طمأننا وزير العدل الجعفري، طمأننا نحن من غير الشيعة، سواء من السنة، أو المسلمين اللامتمذهبين، أو اللادينيين، أي المرتدين، سواء من الإلهيين اللادينيين، أو الملحدين، أو من أتباع الديانات الأخرى، بأنهم أي (مشرعي القانون) «لم ينطلقوا في طرحهم لهذين المشروعين من منطلق التعصب والتعنصر للعقيدة [الإسلامية] أو المذهب [الشيعي الجعفري]، ولا يدعون فرضهما على الآخرين»، لافتا إلى أن «العراقيين وحدهم لهم الحق بعد إقرار المشروعين العمل بهما من عدمه». فالرجل يعمل بتكليفه الشرعي الجعفري، بوصفه وزيرا للعدل الشرعي الجعفري. إذن كما لدينا وقف شيعي ووقف سني، وكما لدينا طائفية شيعية وطائفية سنية، وكما لدينا قتل شيعي وقتل سني، وكما لدينا فساد شيعي وفساد سني، فلتكن هناك إذن وزارة عدل سنية، إلى جانب أختها اللدود وزارة العدل الجعفرية. لكن هذا لن يكون ممكنا، لأن من البديهي – كما صرح مرة رئيس وزرائنا المالكي – ألا يكون رئيس الوزراء في العراق إلا شيعيا (جعفريا).
في كل الأحوال وضع وزير (العدل الشرعي الجعفري) الحجر الأساس لـ«جمهورية العراق الإسلامية الشرعية الشيعية الجعفرية اللامتعنصرة واللامتعصبة العظمى جدا جدا»، أسوة بجماهيرية القذافي.
العراق أصبح حقا عراق العجائب والغرائب، التي لا مثيل لها من عجائب وغرائب كل الأمم، وعجائب وغرائب كل التاريخ.
ومن عجائب وغرائب العراق، ميثاق (الشرف)، الذي وقع عليه الكثيرون من السياسيين، ممن يتجلى الشرف فيهم بذروته، هذا إذا علمنا أن الفساد قد أصبح مصداقا لـ(الشرف)، وسرقة المال العام مصداقا لـ(الشرف)، والطائفية مصداقا لـ(الشرف)، ونقض العهود والمواثيق، بما فيها مواثيق الشرف مصداقا لـ(الشرف).
ومن عجائب وغرائب العراق خطاب العَبرة والعِبرة لفيلسوف الدولة العراقية الحديثة إبراهيم (الجعفري)، وقد خنقته العبرة في خطابه الوعظي في حفلة توقيع وثيقة الشرف، وهو الناصح الذي لا يُنتصَح بنصائحه، والواعظ الذي لا يُتعَّظ بمواعظه، والمعلم الذي لا يُتعلَّم من دروسه.
ومن عجائب وغرائب العراق، أن توقع وثيقة الشرف، ويعقبها مسلسل التفجيرات، مباشرة منذ اليوم الذي تلا التوقيع، ذلك المسلسل الإرهابي المستدام، والذي أصبح من ثوابت يوميات الإنسان العراقي، من أجل تصحيح الفهم الخاطئ الذي حصل للبعض، ظنا منه أن ثمة تلازما بين ميثاق الشرف وحقن الدماء.
وعلى ذكر (الإنسان العراقي)، وذكر (حقن الدماء)، نجد أيضا من عجائب وغرائب العراق، أن تفتي المرجعية الدينية (الجعفرية) العليا القابعة في النجف (الجعفري) على لسان ممثلها خطيب جمعة كربلاء بـ«حرمة الدم العراقي». وهنا لا بد من طرح سؤال شرعي جعفري، أيُّ مجتمع هذا الذي يحتاج من أجل أن يمتنع عن دوامة القتل والقتل المقابل إلى فتوى نجفية بـ«حرمة الدم العراقي». يعني قبل صدور هذه الفتوى لم نكن نعلم أن قتل بعضنا البعض محرم، وأن لحياة الإنسان (العراقي) حرمة. وبالمناسبة هل تعني الفتوى، ألا حرمة لدم وحياة غير العراقي، إذا صادف أن تواجد على الأرض العراقية، زائرا، أو سائحا، أو تاجرا، أو عاملا؟ ما أغربها من فتوى. صدور فتوى في أمر بديهي، ألا هو الامتناع عن ارتكاب جريمة القتل، تجعلني أخشى أننا سنتحاج إلى فتوى، تلزمنا بعدم أخذ المريض إلى نجار أو بقال أو مهندس معماري بل إلى طبيب، وسنحتاج إلى فتوى أن يجوز لنا أن نأكل عندما نجوع، وسنحتاج إلى فتوى ألا يجوز التزاوج بين البشر وسائر الحيوانات. وإلا فأخبروني بالله عليكم، هل حرمة القتل تحتاج، إلا في عراقنا العجائبي والغرائبي، إلى فتوى؟ ثم هل سيمتنع أفراد (القاعدة) وأفراد (دعاش) أي (الدولة الإسلامية في العراق والشام) عن القتل، عندما تصلهم فتوى المرجع الأعلى للدولة الجعفرية؟ بل هل سيلتزم القتلة حتى من الشيعة الجعفرية، الذين لا يرون أنفسهم مكلفين (شرعا) بالعمل بفتاوى المرجع، إما لأنهم يقلدون غيره، ممن لا يحرم ما حرم، أو إنهم لا يعرفون التقليد، ولا يلتزمون بأحكامه، أو إنهم لا يرون من سبيل لوقف القتل الطائفي الممارس ضدهم، إلا بقتل طائفي مضادّ.
ومن عجائب وغرائب العراق الجديد، أن تخرج الملايين مشيا على الأقدام لأداء طقوس الزيارة، ولا يخرجون للمطالبة بحقوقهم كآدميين.
ومن عجائب وغرائب الشعب الجعفري في العراق، أنهم كسروا كل الأرقام القياسية في عدد المناسبات الدينية المعطلة للحياة والمضرة بالاقتصاد والمربكة للنظام.
وغدا سنرى المزيد من العجائب والغرائب، عندما تجدد الولاية لرئيس وزرائنا العتيد و(الفلتة) التي لا تكرر، ثالثا، ورابعا وعاشرا.
وربما سنرى لونا آخر من العجائب والغرائب، عندما سيخلف أبناء المسؤولين الحاليين آباءهم في السلطة، فلن يكون أحمد نوري المالكي الحالة الغريبة والعجيبة الوحيدة، بل سنجد غدا أبناء البرزاني والطالباني والنجيفي والهاشمي والعيساوي، وأبناء كل هذه الطبقة السياسية العجائبية الغرائبية سيخلفون آباءهم، ليكونوا الخلف السائر على سيرة السلف.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاث وقفات قصيرة مع رموز الشيعسلاموية العراقية
- أين سترسو سفينة مصر؟
- قبل عزت الشابندر وفرهاد الأتروشي انتقدت المرجعية منذ 2003
- مصر تؤسس لمدرسة لها خصوصيتها
- من الثورة على الديكتاتورية إلى الثورة على الإسلاموية
- تأجيل سلسلة (مع مصطلحي «الذين آمنوا» و«الذين كفروا» في القرآ ...
- مع مصطلحي «الذين آمَنوا» و«الذين كَفَروا» في القرآن 1/8
- وهل من حرمة لحياة من لا ينطق بالشهادتين؟
- مجزرة زاوية أبو مسلم وظاهرة الإرهاب الإسلامي والطائفية
- «التنزيهية» كخلاصة للاهوت التنزيه وشرحها 4/4
- «التنزيهية» كخلاصة للاهوت التنزيه وشرحها 3/4
- «التنزيهية» كخلاصة للاهوت التنزيه وشرحها 2/4
- «التنزيهية» كخلاصة ل(لاهوت التنزيه) وشرحها 1/4
- مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 11
- مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 10
- مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 9
- مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 8
- مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 7
- مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 6
- مناقشتي لمناظرة بين ربوبي ومسلم 5


المزيد.....




- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...
- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - إعلان الجمهورية الجعفرية