|
الياس العماري وقضية علي أنوزلا
خالد الصلعي
الحوار المتمدن-العدد: 4255 - 2013 / 10 / 24 - 02:56
المحور:
المجتمع المدني
الياس العماري وقضية علي أنوزلا *********************** من هو الياس العماري ؟ كيف امتلك عصاه السحرية التي أصبحت تحول كل شيئ يلمسه ذهبا وان كان فحما ؟ ، هل هو عراب النظام الجديد ؟ أم هو الوجه الظاهر لأوجه خفية ؟ . حين نقرأ سيرة الرجل ، فاننا نصطدم بشخصية صنعت من لا شيئ كما يقول الصحفي الباحث " فريد بوكاس " ، لكنه مثير للجدل كما يؤكد نفس الصحفي . استطاع من خلال حزب الملك " الأصالة والمعاصرة " الذي أثار هو أيضا جدلا سياسيا ولغطا سياسويا ؛ لم تنته تداعياته الى اليوم ، أن يحشد حوله الأضواء ، في ظرف قياسي ؛ ليؤشر على معطى سياسي جد هام في مغرب محمد السادس ، ألا وهو معطى ما سمي أيام حكم أنور السادات في مصر " بالقطط السمان " . وهي كائنات تتضخم ثروتها في زمن قياسي دون بذل أي جهد نضالي أو تراكم سياسي ، وهم لا يدخلون الديار من أبوابها بل ينزلون عبر مظلات من أعلى . لذلك لن تجد لهم قاعدة أو تاريخا يجيب عن أسئلة عديدة يبقى كثير منها خارج امكانية الجواب . كالتدرج الحزبي ، والتاريخ النضالي ، والقاعدة الشعبية ، والابداع السياسي ....الخ . ومثله كثير ممن سمح لهم نظام محمد السادس بالطفو عبر صناعة أنبوبية ، فجأة على سطح العمل السياسي . شخصية الياس العماري كما يحكيها بعض من عاين مسيرته أثناء اشتغاله بطنجة كمقاول مع أحد أقربائه ، لا تعكس ألمعية ما ، لكننا وبالحفر في ايام دراسته الثانوية ، نجده من أولئك الطلبة النشيطين الذين يتجشمون عناء السفر الى جامعة فاس مثلا لينضم الى رفاق النضال الماركسي ، قبل أن تستقطبه المخابرات المغربية دون أن يتمكن من متابعة دراسته الجامعية . وهاهو اليوم يبدو كاحدى الشخصيات السياسية المهمة في البلد ، وقد تجاوزت أنشطته حدود الوطن الى الخارج ، ولم يعد يكتف بلعب دور الوسيط الماركسي لتجمع سياسي استقطب معذبي الأمس ومهمشيه ، بل تجاوز ذلك الى لعب أدوار ديبلوماسية ، كلقائه بالفلسطينيين وبالرئيس محمود عباس ، والرجل لا يتحرك من فراغ هنا ، فهو الرئيس الفعلي ل" مؤسسة دعم فلسطين الدولية " ، ولعله بهذه الصفة التقى بأعضاء من حركة حماس ، وقبل أيام كان يرتب لقاء مع الأردنيين بالعاصمة عمان . لكن نشاط الرجل كما يحكي لي أحد المناضلين الذين ساهموا عن قرب في التضامن مع ساكنة الحسيمة اثر زلزال 2004 ، يفوق امكاناته الذاتية والشخصية ، فقد نصب نفسه المتحدث باسم ضحايا الزلزال ، متجاوزا العديد من الأطر والجمعيات المحلية التي ظلت لصيقة بالحسيمة ، عكسه . والسؤال الذي طرحه الكثيرون في ذلك الوقت من مهد وعبر له الطريق ليصبح الناطق الرسمي باسم القصر ، وباسم ضحايا الزلزال في آن واحد ؟ . لم يعد أحد اليوم يراجع دفاتر الماضي القريب ، لكن القريب منه يحبل بالمفاجآت . فالرجل استطاع عبر تأسيسه لجمعية "اتويزة " أن يبعثر الملايير من الدراهم على الفراغ ،دون أن يحاسبه احد ،أو يسائله . كما استطاع أن يجعل من فريق كروي مغمور هو فريق " شباب الحسيمة " ، فريقا يحسب له ألف حساب بانتدابه للاعبين من العيار الثقيل حسب مواصفات الانتدابات واللاعبين بالمغرب . وصعد في نفس السنة التي ترأس فيها الساحر العماري الفريق الى الدرجة الأولى . ويانتقالنا الى سحره في عالم السياسة ، سنتفاجأ ببزوغ فرع من آل العماري ، وهو أخوه الأصغر "فؤاد العماري " الذي لم يكن يعرفه أحد بطنجة قبل سنة 2009 ، كما صرح هو بفمه للجريدة الالكترونية هسبريس ، لكنه استطاع أن يحصل له على مقعد اثناء الانتخابات البرلمانية الأخيرة ، واستطاع أن يدهس عتاة تجار الانتخابات بطنجة ويتولى عمادة هذه المدينة العريقة ، والأدهى من ذلك أنه أصبح رئيس الجمعية المغربية لرؤساء الجماعات المحلية، في ظرف قياسي . وهو الأمر الذي يدفع أي باحث عن التساؤل عن سر هذه القوة الصاروخية لرجل لم يدخل معترك السياسة الا قبل خمس سنوات . لكن بالربط بين اسمي "الياس" و " فؤاد " ، يستطيع الباحث أن يعثر على العصا السحرية لهذا الارتقاء الفجائي لشخص فؤاد العماري . لكننا اذا اعتمدنا على الحسابات السياسوية بالمغرب ، يمكن أن نفهم هذا الخلل بكل بساطة ونضعه في اطاره السوسيوسياسي المناسب . غير أن طفو اسم "الياس العماري " في ملف حساس وضخم ، كملف الصحفي المعتقل ظلما السيد :علي أنوزلا " يجعلنا نراجع جميع حساباتنا في مسألة صعود نجومية من ورق في سماء المغرب الملبدة ، ونضع أكثر من خط أحمر حول هذه القوة الجبارة وهذه العصا السحرية لاسم لم نجد له أي ملف مستوف لشروط هذه القوة وهذا السحر . اللهم اذا كان ملفا مختوما ب TOP SECRET. كيف استطاع الياس أن يمحو فريقا من المحامين ، من بينهم نقيبان سابقان ، هما عبد الرحمان بنعمرو وعبد الرحيم الجامعي ؟ ، سؤال لا يمكن الاجابة عنه الا من خلال ما تمثله شخصية الياس العماري من لغز مكشوف ، وهو سؤال يجيب عن مدى حيادية مؤسسة القضاء ، وهيمنة النظام على جميع تدرجاته . فلا يمكن أن نفهم هذا التدخل العنيف في مجريات قضية السيد أنوزلا الا من خلال خضوع القضاء لأجهزة غير معلومة وغير دستورية ، فحتى الجهاز التنفيذي كما يعرفه القانون الدستور ، يبدو أنه خارج اللعبة ، وأن المخابرات والنظام المخزني هو من يملك مفتاح الرضى والسخط على المواطنين من شاكلة علي أنوزلا . لا يتعلق الأمر هنا ببراءة الصحفي من عدمها ، بعدما تدخلت في شأنه كل المنظمات والهيآت الدولية ذات العلاقة ، وآزره زبدة المثقفين والاعلاميين المغاربة ، كما أن ملف القضية نفسه شابه كثير من العوار الاجرائي والقانوني . وهو بلغة بسيطة ملف فارغ ، لكنه كيف امتلأ ليفرض تدخلا من شخصية كالياس العماري ؟ . لكن تفاجأ الجميع عندما تم اقحام اسم السيد " حسن السملالي " في القضية بايعاز من علي أنوزلا نفسه كما قالت أخته للصحفي المغترب أبو بكر الجامعي . وهو اقحام جاء ضدا على الأعراف الدفاعية وعلى اجراءاتها المسطرية ، ما دفع الهيئة الأولى الى الانسحاب من القضية ، ليستفرد بها القادم الجديد . وهنا تجد الكثير من الأسئلة التي تبادرت الى الذهن قبل أن تنجلي متانة العلاقة بين المحامي الجديد وبين عراب النظام المغربي ، دون اغفال الاشارة الى العلاقة الودودة بين الياس وعلي أنوزلا . وهذا ما يجعلني أستقرئ ما استقرأه غيري ، بكون هذا التدخل المفاجئ كان وراءه وعد بتصفية القضية وطي ملفها بايجاد مخرج قانوني قصير الطريق للافراج عن الصحفي . لكن الاخراج كان على غير قامة علي أنوزلا ، حين وافق على اقفال جريدته " لكم " بنسختيها العربية والفرنسية ، رغم عدم قانونية اقفال النسخة الفرنسية حسب معطيات التي ساقها أبو بكر الجامعي . فهل بهذه الخفة تقفل ملفات ضخمة تورط فيها النظام المغربي عن جهل وصلف وعند ؟ ، هل بتدخل سلطوي فوقي يمكن شطب كل هذه الأخطاء القانونية وهذا الاعتداء السافر على حقوق الانسان وعلى حرية التعبير ؟ . ان منطق الفقاعات لا يمكن أن يستمر ويحفر سجله على حجر واقع صلب ومرن . وكثر الأخطاء التي تكبدها النظام خلال هذه السنة تعطي انطباعا واضحا أن الفريق الذي يعمل من خلاله النظام ؛فريق هاو لا يملك الا العصى ومفاتيح الزنانين . وكل الياس وأنتم طيبون .
#خالد_الصلعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ضد مركزية الثقافة وتركيزها
-
يوم خارج التقويم
-
مؤشر الحلم والكابوس - قصة قصيرة -
-
ملامسة قشرة الحياة
-
لبن الأمل
-
خطاب البرلمان والعودة الى الوراء -1
-
مسرحية بعنوان : من كسر الكمنجة ؟
-
موسيقى عسكرسة
-
المغرب وسياسة اللاسياسة
-
اله الدم
-
الانسان العربي : القيمة والحقيقة -1-
-
البحث عن الحاضر الغائب -رواية-21-
-
الأم خط أحمر
-
كأنه الموت .....
-
شعرية الانفجار عند ايمان الونطدي -2-
-
لاسقوف للعبارة
-
المغرب وريح الشركَي
-
عالم جديد في طور التكوين -3-
-
انصفوا عمال الانعاش الوطني
-
البحث عن الحاضر الغائب -رواية-20-
المزيد.....
-
ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ
...
-
أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال
...
-
الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق
...
-
العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال
...
-
البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن
...
-
اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
-
البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا
...
-
جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا
...
-
عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س
...
-
حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|