أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن كمال - الرسول محمد لم يكن يحكم















المزيد.....

الرسول محمد لم يكن يحكم


حسن كمال

الحوار المتمدن-العدد: 4255 - 2013 / 10 / 24 - 02:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل كان الرسول يحكم وفقا للمعنى السياسى الحالى فى ظل دعوات تيار الإسلام السياسى للحكم بما أمر الله وفقا للقران وكما كان يفعل الرسول وقتها كما يدعون .

السؤال الأن :
يعنى إية حكم ؟

كلمة " حكم " وتعنى فى اللغة الإنجليزية Governance و لها عدة تعريفات وفقا للمفهوم السياسى الحالى , وسوف نأخذ أهمها :

1- هى عملية صنع القرار والعملية التى من خلالها يتم تنفيذ قرارات ) أو لم تنفذ ). " لجنة الأمم المتحدة الإقتصادية الاجتماعية لآسيا والمحيط الهادىء – UNESCAPE ".
2- هى ممارسة السلطة السياسية والاقتصادية والإدارية لإدارة شئون البلاد. " برنامج الأمم المتحدة الإنمائى – UNDP ".
3- هى الطريقة التى تمارس السلطة فى إدارة الموارد الاجتماعية والاقتصادية لبلد من أجل التنمية. " بنك التنمية الآسيوى – ADB ".

و من كلمة ( حكم ) يأتى مصطلح حكومة " Government ". وهى مجموعة من الناس تحكم المجتمع, وتدير السياسة العامة وتمارس السلطة التنفيذية والسياسية والسيادية من خلال الجمارك, والمؤسسات, والقوانين داخل الدولة. و الحكومات يمكن تصنيفها إلى حكومة ديمقراطية, ملكية, جمهورية, أرستقراطية, دكتاتورية وهى عدد قليل. ( راجع التعريف الوارد فى http://www.businessdictionary.com ) .

فهذا هو تعريف لفظ ( حكم ) فى المعنى السياسى المتعارف عليه حاليا , والذين يتمسكون به تيار الإسلام السياسى بإعمال حاكمية الله وفقا لما جاء بالقرأن فى العديد من آياته " و من لم يحكم بما أنزل الله ... ) .


والسؤال الآن : هل لفظ " حكم " فى القرآن هو نفس المعنى السياسى ؟
الجواب بالنفي . كما أوضح المستشار / محمد سعيد العشماوى فى كتابه " الإسلام السياسى "

فلفظ " الحكم " فى القرآن الكريم لا يعنى السلطة السياسية على المعنى الذى يقصد من اللفظ فى لغة العصر الحالى. لفظ " الحكم " يعنى – فى لغة القران ومفرداتها ووقائعها – القضاء بين الناس, أو الفصل فى الخصومات, أو الرشد والحكمة. فهو يعنى القضاء بين الناس ( وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ) النساء 4 : 58 , و هو يعنى الفصل فى الخلافات ( إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون ) الزمر 39 : 3 .

أما مفهوم السلطة السياسية بالمعنى الذى يسمى فى العصر الحالى : الحكومة , عبر عنها القران الكريم بلفظ " الأمر " ومن هذا اللفظ جاء لفظ الأمير, أى الشخص الذى يتولى الحكم والسلطة. وفى القرآن الكريم ( وشاورهم فى الأمر ) ال عمران 3 : 159 ) و آمرهم شورى بينهم ) الشورى 42 : 38 .
أى أن لفظ الحكم فى القران الكريم جاء بمعنى القضاء بين الناس و الفصل بين الخصومات فيما بينهم وليس بالمعنى السياسى الحالى فى مفهوم الدولة الحديثة .


والسؤال الآن : ماذا عن آيات حاكمية الله فى القرآن ؟

يستخدم تجار الدين و تيار الإسلام السياسى و الأصولية الدينية , عدد من آيات القرآن الكريم حتى يحتكروا الحكم بأسم الله ويرددون تلك الآيات .. ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون .. ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون .. ومن لم يحكم بما أنزل الله فاولئك هم الفاسقون ) سورة المائدة 5 : 44 – 47 . ويقصدون بذلك أن من يحكم – فى السياسة أو القضاء – بغير حكم الله فهو كافر ظالم فاسق, لا تحق له طاعة ولايجب له ولاء : وأن حربه واجبة, وجهادة لازم, واغتياله تنفيذ لحكم الله. وبعد أن اوضحنا لفظ الحكم فى القرآن وما المقصود من المعنى الحقيقى للفظ الحكم فى القرآن, نوضح ماهية تلك الآيات القرآنية .

فالآيات المنوه عنها – والتى تستعمل كشعار سياسى وهتاف حزبى – نزلت بسبب معين, عندما أخفى اليهود عن النبى حكم رجم الزانى, فى واقعة احتكموا فيها إلى النبى لكى يقضى فيها ؛ ووفقا لأسباب نزول تلك الآيات, فهى نزلت فى أهل الكتاب , وأنهم وحدهم هم المقصودون بها , وليس المسلمين كما يدعى تيار الأصولية الإسلامية .

راجع فى ذلك الأمر ( الجامع لاحكام القرآن الكريم المسمى تفسير القرطبى - طبعة دار الشعب – ص – 185 ومابعدها , أسباب النزول لأبى الحسن الواحدى ص 131 وما بعدها, أسباب النزول للسيوطى ص 72 وما بعدها , تفسير البيضاوى ص 177 وما بعدها , تفسير النسفى ص 220 ومابعدها , تفسير الطبرى ج 10 ص 346 , الزمخشرى ج 1 ص 616 .

فالمحتجون بتلك الآيات – للإثارة الجماهيرية والشغب على الحكام – يستعملونها على أن كلمة " الحكم " الواردة فيها تعنى الحكم السياسى, وقد سلف أن هذا المعنى يعبر عنه فى القرآن وفى أحاديث الخلفاء الراشدين بلفظ " الأمر " لا بلفظ " الحكم " .
وعلى ذلك فلم يكن هناك حكم أيام النبى وفقا لمفهوم الحكم السياسى الحالى الذى يستلزم من قيام سلطة تشريعية وتنفيذية وقضائية, فكان لفظ الحكم المقصود منه هو فقط ( القضاء أو الفصل فى المنازعات ) و أيات حاكمية الله التى يتم الإستناد لها كان يقصد بها القضاء فى واقعة حكم رجم الزانى عند اليهود .


و هل كان يحكم الرسول إجباري أم إختيارى ؟

حكومة النبى إن صح تجاوزا أن تسمى حكومة " لأنها بالتعبير القرآنى " إمارة " حكومة من نوع خاص جدا. فهى حكومة تحكيم يلجأ إليها الناس مختارين وينفذون أحكامها راضين طائعين, وليست حكومة حكم تفرض على المواطنين – بأسم القانون – أن يلجأوا إلى سلطاتها وأن يخضعوا لأوامرها و أن يصدعوا لتنفيذ أحكامها وقرارتها , و لو جبرا عنهم. بمعنى أن النبى لم يكن يحكم فى القضايا إلا إذا رفعت إليه من الخصوم محتكمين إليه, على أن يرتضوا حكمه فى ذلك وينفذوة طواعيه واختيارا؛ وهذا على عكس حكومة الحكم – وهى النظام الحالى للحكومات, ونظام الحكومة الإسلامية فيما بعد النبى, وخاصة منذ أيام عمرو بن الخطاب. فحكومة الحكم تفرض القانون على رعاياها, كما تلزمهم الإلتجاء إلى سلطانها ومحاكمتها, ثم تنفذ الحكم بالجبر والقوة إن اقتضى الأمر.

ومن الجدير بالذكر إنه لم تنشأ فى عهد النبى إدارات, ولا دواوين, ولا شرطة, ولا أجهزة. ولا كان النبى _ بنفسة أو من ينوب عنه – يشرف على الزراعة أو التجارة أو التموين أو الرى أو ماشابة ذلك. ولم يضرب النبى عمله ولا أتخذ نظاما نقديا ولا أنشأ بيتا للمال. و كل ما كان يصدر عنه فى ذلك إنما هو النصح والإرشاد.


و السؤال إذن
متى سوف يقرأ المسلمون القرآن الكريم و أسباب نزول الأيات و يتدبرون فى معانيه ؟!



#حسن_كمال (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية ليست صناديق !
- هل يلغى الإسلام العقل ؟
- كيف نزل الوحى ؟
- هل يمكن أن تكون ليبراليا من غير أن تكون علمانيا ؟
- العلمانية و ثقافة التسامح


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسن كمال - الرسول محمد لم يكن يحكم