مازن كم الماز
الحوار المتمدن-العدد: 4255 - 2013 / 10 / 24 - 01:41
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
برفضها لأية قيود مصطنعة على البشر , تكون الأناركية هي الحرية نفسها , و التمرد و الثورة على كل أشكال الإكراه و القمع .. ليس الأناركي إلا إنسانا يرفض القيود و القضبان , يرفض الانصياع الأعمى , و يأبى الخضوع لأي شكل من أشكال القمع بما في ذلك المسلمات السائدة .. إنه فرد "يقدس" حريته , و حرية الآخرين , قبل أي شيء آخر , و هو غير مستعد للتنازل عنها تحت أي مبرر .. لكن الأناركي أكثر بكثير من مجرد متمرد , ببساطة لأن أغلب المتمردين سلطويون , ربما أكثر سلطوية من المؤسسات القمعية التي يثورون في وجهها , كل ما يريدونه هو أن يتحولوا من عبيد إلى سادة , ليس فقط أن الأناركي ينتفض على القمع و القهر , إنه يرفض التبعية و الهيمنة كأساس للعلاقات بين البشر .. يرفض الأناركي أن يستعبده أحد , لكنه أيضا لا يريد أن يستعبد أحدا .. "الهوية" التي يتمسك بها الأناركي لذاته و لغيره من البشر , جميعهم دون استثناء , هي الحرية , حريتهم من أي قمع و اضطهاد , يرى الأناركيون أن أحدا من البشر غير جدير لا بوضعية "السيد" و لا بوضعية "العبد" , أن كل البشر لا يستحقون إلا الحرية , رغم أن معظمهم يولدون عبيدا في هذا العالم , و هذا بالضبط ما يناضلون ضده , ضد كل ما يحول الإنسان إلى عبد .. رغم أن بعض التيارات الفاعلة في الأناركية , و أن معظم الأناركيين , انشغلوا بالدفاع عن هذا التعبير الفردي عن النزوع إلى الحرية , لكن القضية الأهم في الأناركية تبقى أبعد من هذا , المشاركة في الجهد الجماعي للبشرية و للمقموعين لاكتشاف طريق جماعي نحو حريتهم , لرسم معالم عالم جديد , يتألف من سادة دون عبيد , من بشر أحرار و متساوين فقط
#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟