أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واثق الجابري - عاصفة الربيع














المزيد.....

عاصفة الربيع


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 4254 - 2013 / 10 / 23 - 22:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


.
يكاد أن يٌشبه لي حكم الأنظمة العربية الدكتاتورية في الأعوام المنصرمة بتلك القوة الطاردة المركزية, التي تظهر خلال حركة تسبب ميلان الأجسام للبقاء في حالة التوازن, نواجهها في حياتنا اليومية حين ركوب السيارة مثلاً حالة الإنحناء نشعر القوة تدفعنا للخارج وتتحرك أغراضنا جانباً, تسمى القوة الخيالية, لكن أينشتاين في نظريته النسبية يراها تعطي مراقب الإطار غير المستقر إعتباره حالة سكون, أيّ الجسم الساكن يبقى في سكونه حتى تجعله قوة خارجية يتحرك ويستمر التحرك بنفس القوة وألإتجاه, أما نيوتن يقول الجسم يبقى في سكونه او حركته الاّ أن تؤثر عليه قوة خارجية تجبره على تغيير مساره, بينما الجاذبية قوة تؤثر على الجسم لتغيير مساره لكونه اختلاف الأقطاب للتكامل أوالمسألة الطبيعية للوجود. القوة المركزية مثلما تسير الأشياء بقوتها تسحق من يخرج عن المدار المرسوم, تسير الشعوب مع قوتها وما تشتهيه, تطرد مخالفها خارج مدارها, تجعلها ساكنة ساكتة عن حقوقها منساقة لإرادة مركزية.
إنهيارها وفقدان سيطرتها على الحكم أدى الى تناثر المجتمعات حسب قواعدها الفكرية وأوزانها, طفحت الأمراض الإجتماعية والسياسية الكامدة تحت جبروتها, فجرت بركاين الأفكار المستعرة تحت رماد الإستبداد والتفرد. المجرم والمتطرف كشف عن قِناعهٌ وتصاغرت الشعارات بين النظريات والتطبيق, تحركت الكراهية والقومية والطائفية والمناطقية, الإرهاب أصبح القوة الجديدة الضاغطة بأفعالها البشعة, متجاوزة حقوق الإنسان في فسحة الحرية والإنفلات وحمى صرعات السلطة.
الربيع العربي لم يعد ربيع او حتى خريف, عاصفة تغييرات جوهرية بقوة ضربت المنطقة, لا يعرف بالتحديد متى تنتهي وأين جذورها وما شكل الشرق الأوسط القادم, دمر مصالح الشعوب وجغرافيتها وتاريخها, صراعات أيقضت مئات السنين النائمة والحروب الباردة دولية وأقليمية, اعاد التاريخ نفسه بطريقة مأساوية, حين تتسابق الشعوب الأخرى وستثمر كل مناسبة للشراكة الستراتيجية الأقليمية في السياسية والأمن والأقتصاد والثقاقة, بينما قادتها يتنافسون على الزعامات تحت مسميات الديموقراطية او دكتاتورية الخلافة الإسلامية, ثورات شوهت طموحات الشعوب, حطمت سجون المجرمين بعشوائية, كلاب ووحوش إطلقت من اقفاصها تحصد الجمامجم قصصها الخيانات والنكبات, تحمل حطام العرب ومحتويات قاذورات عقولهم الساذجة, تفتح أبواب الفساد والإنحطاط والجريمة والإنحراف, غيّرت تاريخ أمة كاملة وتطأ بأقدامها الحضارة حتى نبشت القبور خوفاً, يطربها عويل الثكالى وصرخات فض البكارة وتناثر أشلاء الأطفال, تستذكر الماجانات الراقصات أمام الرؤوس اليانعة في حضرات السلاطين, تدفع بقوة الى إسقاط صورة الرسالة السماوية المحمدية والأديان التي سبقتها, أبدلت نحر الأضاحي بالبشر, تسقط مفاهيم إمتداد الدين وبيوت الرسالة في عقل الأمة, تكفر الأديان والرسل الى أن تتنازل عن بيت المقدس, ثورات حرب شعواء بعون من الشيطان, دكتاتورية فكرية زرعت الإنحراف والتطرف وحياة العبودية والقوة والسطوة والجريمة, بعد بناء السلطة على حساب الدولة والقيم, طاردة مركزية تديرها المنابر الغاوية, تاركة أمة مائلة عن تقدير مصالحها التاريخية والدينية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية.
المجتمعات بحاجة الى مرحلة من الإستقرارتلتقط أنفاسها, تتعلم الديموقراطية والتنميةكونها مصدر السلطة, تمارسها ثقافة قبل أن تكون تغيير في شكل الحكم, تجمع شتاتها المتطاير حسب الأوزان بعد هزيمة القوة الطاردة المركزية ( الدكتاتورية), تعيد الشعوب الى طبيعتها والتأثيرعليها بجاذبية تتناغم فيها أفعال القوى الجديدة مع الطموحات العامة.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موسم الحج لأمريكا
- سيناريو حل الحكومة وتأجيل الإنتخابات
- ماذا يحمل المالكي في حقائبه لأوباما ؟؟
- فشل التطرف في قيادة الشعوب
- علاقة الإنتخابات بالحرب العالمية الثالثة
- حمير السياسة
- طيور الجنة تحلق في سماء المدارس
- أهمية الأختصاص في بناء الدولة
- متأمر على العملية السياسية
- للمرة الأولى يعترف المالكي
- إيجابية التقارب الأمريكي الإيراني على المنطقة
- اربيل عاصمة العراق .
- زهراء بائعة البخورِ
- الولاية الثالثة بلا منازع
- مخطط إنتخابي خطير
- حُروفُنا بِلا نُقطْ
- ثنائيات صناديق الديموقراطية
- عندما تعجز السياسية يتكلم القلم
- الخارج يصادر حقوق الداخل
- عودة مدحت المحمود للولاية الثالثة


المزيد.....




- مقتل فلسطينية برصاص القوات الإسرائيلية قرب سلفيت (فيديو)
- قصة فرنسا مع الأقليات والطائفية السياسية في سوريا
- شهيدة برصاص الاحتلال بزعم تنفيذها عملية طعن قرب سلفيت
- الإفتاء الليبية: ضريبة شراء الدولار وخفض قيمة الدينار الليبي ...
- دار الإفتاء الليبية: ضريبة شراء الدولار وخفض قيمة الدينار ال ...
- أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: دعوة الجهاد المسلح صدرت عن ...
- المرشد الأعلى الإيراني: إسرائيل سجلت رقما قياسيا في الإجرام ...
- إسرائيل تقرر إبعاد مدير الحرم الإبراهيمي وتغلق أبوابا بالمسج ...
- مصر.. الإفتاء ترد على فتوى -وجوب الجهاد المسلح ضد إسرائيل-: ...
- حرب غزة تثير خلافا دينيا.. الإفتاء المصرية تحذر من مغامرات غ ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - واثق الجابري - عاصفة الربيع