أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جهاد علاونه - أحبكم يا أصدقائي














المزيد.....


أحبكم يا أصدقائي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4254 - 2013 / 10 / 23 - 20:36
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


قبل أن أعرفكم كنتُ أظن نفسي رجلا مجنونا,وكنتُ أعتقدُ بأنني خسرت كل شيء في هذه الحياة,لم أكن متفائلا,وكنتُ أظن بأنني أخطأت الطريق,ولكن بعد أن تعارفتُ عليكم تأكدتُ بأنني رجلٌ عاقلٌ وعرفتُ أيضا بأن هنالك أناسٌ قد أحبهم ويحبونني, ينتظرون ما أكتبه بفارغ الصبر بعد أن كنت أظن نفسي لا أصلح للكتابة....يوم فكرتُ بالعبور إليكم كانت الحياة بالنسبة لي مظلمةٌ جدا,وكانت الأجواء تعيسة والسماء غير صافية,وكان أملي بكم ضعيفٌ جدا,وكنت وقتها منكباً على وجهي,كانت الحياة بالنسبة لي هي وظروفي تعيسة جدا,ولم يكن لي قبلكم أي أملٍ بالحياة, كان كل شيء في وجهي مسدودا,وكانت أمنيتي الوحيدة أن أجدا ولو إنسانا واحدا يتعرف عليّ وتكون أفكاره قريبة من أفكاري ومعتقداته قريبة من معتقداتي حتى وجدتكم جميعا تبحثون عني كما أبحثُ عنكم, وبعد أن عبرتُ إليكم تغيرت الحياة كثيرا وتبدلت الظروف, كنتُ منقسما على نفسي أتصارع معها,كنت في بعض الأحيان مجنونا وراودتني كثيرٌ من الأفكار المتشائمة وكنتُ أفكر بالانتحار,ولكن قصة العبور إليكم غيرت الكثير من أسلوب حياتي,فأصبح لي هدفٌ أعيش من أجله ,ووجدتُ أصدقاء صادقين بعد أن خذلني كل الناس من أقربائي وأهلي وجيراني,وجدت أيضا متنفسا أتنفسُ منه ووجدتُ بيتا له سقفٌ يحميني من الشمس ومن البرد,وجدتُ أناسا طيبين جدا,كانت حياتي بلا معنى وكانت طريقي بلا معالم واضحة.

كلما اقتربتُ منكم كلما ألهبتُم مشاعري أكثر, فبحبكم لي فتحتم لي بابا أعبرُ منه إلى السماء,وكلما فكرتُ فيكم كلما عرفتُ بأن الله وضعكم في طريقي عامدا متعمدا.. هذه الدنيا من غير وجودكم فيها معي لا تعني لي أي شيء,وأنا بدونكم لا أُساوي أي شيء,أنتم من أنقذني من العزلة الطويلة التي كنتُ أعيش فيها,وأنتم من أخرجني من قاع البئر الذي رموني فيه إخوتي,كانوا يفكرون بقتلي وبإبعادي عن هذه الحياة,وكانوا جميعهم متفقون على محاصرتي من كل الجهات,وكنتُ في هذه المعركة وحدي أتصارع مع الأوهام والحقائق وأنتم من رد لي بصري وعافيتي,وحياتي بدونكم جحيمٌ لا يطاق.

هذه الدنيا لا تعني لي أي شيء سوى القراءة والكتابة عن همومكم الكبيرة والصغيرة وعن همومي وتطلعاتي وأحلامي التي بدأت كبيرة ثم أصبحت تصغر شيئا فشيئا حتى غدت بحجم رأس دبوس,ولولا الكتابة عن دينكم وديني لانفجر قلبي منذ عشر سنين,الآن صرتُ أعرف جيدا أن الله يحبني ويحبكم , ولو لم يكن الله يحبني لما أعطاني أصدقاء مثلكم يحبونني ويخافون عليّ وإذا غبتُ عنكم يوما تسألون عني ألف سؤال, الله يحبني وأنتم أصدقاء تغضبون إذا غضبت وترضون إذا رضيت,وتنزعجون إذا انزعجت,أعرفُ جيدا بأن الله يحبني وأعرف جيدا بأن الله قد دلني عليكم وأعرف أيضا بأن الله يحبكم أنتم كما يحبني لذلك خلقنا لبعض ,لنخاف على بعض ولنشعر ببعض, ولو لم يكن الله يحبني لَما فتح لي الطريق التي توصلني إليكم,كانت الطريق بيني وبينكم طويلة جدا ومتعرجة ومسدودة وفيها منعطفات حادة وخطيرة جدا,وكل تلك الطرق أصلحها الله لي لكي أعبر إليكم وأنا مشروح الفؤاد.

ولو لم يكن الله يحبني لَما جعلكم الرئة التي أتنفسُ منها,والعين التي أُبصر فيها,أنتم نافذتي على هذا العالم,وهذا العالم كله لي ولكم خلقنا الله جميعا في زمانٍ غير زماننا وأوجدنا في مكان غير مكاننا,ورغم كل تلك الصعاب التقينا ببعض,وكان لقاءنا مثيرا,كان المطرُ يسقطُ عليّ من كل جانب,وكان النهار يطل عليّ بأعين مفتوحة وبقلب لا ينضب معينه,وجدنا مع بعض لنكون شهداء على الناس الذين نحاول تنوير عقولهم,وكانت محاولاتنا لفهم العالم من حولنا موفقة جدا,فعرفنا من أين تشرق الشمس وأين تغيب ومتى تصبح أشعتها فوق رؤوسنا عمودية,كانت قصتنا بطولية جدا,فيها الكثير من الإثارة والتشويق والموسيقى الهادئة والصاخبة,كان العرقُ يتصببُ من جبهاتنا,كانت أرواحنا تبتهلُ إلى خالقها ومعلمنا,كانت عيوننا تراقب الأجواء من حولنا,ومن شدة توهج مشاعرنا كادت الأرضُ أن تشتعل من تحت أقدامنا, فهذا العالم المحيط بي لا يعني لي أي شيء بدونكم أنتم ومشاعركم,وهذه السماء التي فوق رأسي لا تعني لي أي شيءٍ بدونكم,أنتم لي وأنا منكم وكلانا متحدون بالروح متقاربون في وجهات النظر.

يا أصدقائي هذه الحياة قصيرة جدا,وهذه الحياة لا تساوي أي شيء,إنها حتما زائلة بزوالنا,ولكن أنتم من جعل لها في فمي طعما وفي أنفي رائحة,كانت الحياة قبل معرفتي بكم ليس لها معنى أو أي لونٍ أو أي رائحةٍ حتى وصلني عطركم وعطر الذي أرسلكم لي,إنني مدينٌ لكم بأشياء كثيرة,أنتم جعلتموني أمشي فوق الماء,وأرقصُ في وسط النار واللهيب المستعر,


أيا ترى!!كيف ستكونُ الدنيا لو لم تكونوا معي !!كان طعم الدنيا سيبقى مرّاً وللأبد ,منذ أن عرفتكم بدأ تاريخ ميلادي,وبدأت أعرفُ قيمة نفسي,كنت قبلكم لا أعرفُ بأن كتاباتي جميلة,وبأنني جميلٌ إلى هذا الحد,وإلى هذه الدرجة من الانبهار, الآن أعتبر نفسي محظوظ جدا لأن الله أعطاني أصدقاء مثلكم,وأعتبر نفسي محسود من قِبل كل الناس لأن الله جعلني منكم وإليكم,والسلام عليكم.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حواري المسيح وحواري محمد
- التطبيع مع إسرائيل
- المثقف والدولة
- محمد شخصية متطرفة وعادية
- مر العيد من هنا
- إيليا بن أبي طالب
- أسرى بدر
- الإسلام دين غير عقلاني
- العرب لا يصلحون إلا للجنس والخيانة
- المسلمون غير أصحاء عقليا
- الإسلام دين من لا مستقبل
- الصورة الجميلة لليهود قبل الإسلام
- من أجل الدين والوطن
- عثمان بن عفان
- قصة خرافية عن موت عمر بن عبد العزيز
- كل شيء مدهش ومثير
- أين شفقة نبي الإسلام؟
- الجمال من أجل الجمال
- لتعش إسرائيل إلى الأبد
- عندي حساسية زائدة


المزيد.....




- «المحكمة العسكرية» تحبس 62 من أهالي سيناء لمطالبتهم بـ«حق ال ...
- منظمات دولية تدعو السلطات المصرية للإفراج عن أشرف عمر
- متضامنون مع الصيادين في «البرلس» و«عزبة البرج» الممنوعون من ...
- تأييد حكم حبس الطنطاوي وأبو الديار عقابًا على منافسة السيسي ...
- متضامنون مع “رشا عزب”.. لا للتهديدات الأمنية.. لا لترهيب الص ...
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
- تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل ...
- في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو ...
- التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل ...
- السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جهاد علاونه - أحبكم يا أصدقائي