علي مسلم الشمري
الحوار المتمدن-العدد: 4254 - 2013 / 10 / 23 - 15:09
المحور:
المجتمع المدني
مليشياتكم جميعهالن تستطيع ان تحرمني من ان احلم. فحلمت ان سراق المال العراقي في البرلمان العراقي قد صوتوا بالاجماع على تحويل مبالغ المنافع الاجتماعية للرئاسات الثلاث الى برنامج المفتاح. لقناة الشرقية. وبعد ان افاقني فرحي قررت ان اعرف القارئ ببرنامج المفتاح وبالاستاذ الدكتور سعد البزاز وبالمنافع الاجتماعية للرئاسات العراقية الثلاث. ولا اعرف لماذا انتابني هذا الشعور بضرورة ذلك التعريف بهذه الأمور. ربما كانت مشاهدتي لإحدى حلقات برنامج المفتاح أو ربما لما قرأته عن بعض الاتهامات التي وجهت للأسف للدكتور سعد البزاز الذي طالما اعتبرته مفخرة للعراق. وكان من ضمن قائمة طويلة تشرف العراق والعراقيين أولاً / الدكتور سعد البزاز اسم ورمز إعلامي عراقي بارز يعرفه الجميع كصحافي وإعلامي عراقي متميز برز منذ أيام النظام السابق كأديب وشاعر وصاحب برنامج تلفزيوني أدبي ثم ارتقى سريعا في عالم الصحافة والإعلام من خلال ترؤسه لتحرير أبرز المجلات والصحف العراقية ك¯ "ألف باء" و"الجمهورية" وادارة الملحقية الثقافية العراقية في لندن أوائل ثمانينيات القرن الماضي ثم صعوده لرئاسة الإذاعة والتلفزيون في العراق حتى غزو الكويت, والتداعيات, ومن ثم الهزيمة العسكرية الماحقة التي أحاقت بنظام صدام حسين بعد ذلك الغزو, وبروز بعض الأصوات المعترضة من النظام السابق نفسه وحلقاته الإعلامية والفنية الضيقة, وكان أبرزهم موقف السيد سعد البزاز ذاته الذي أصدر كتابه الشهير "حرب تلد أخرى" والتي أخرجته للأبد من جنة النظام, ثم ليتحول بعد ذلك مطارداً من صقور النظام السابق, وأبرزهم نائب الرئيس الأسبق طه الجزراوي , فخرج البزاز من سفينة النظام الغارقة ليحل في بريطانيا بعد أن توافرت له من خلال مناصبه السابقة شبكة واسعة جدا من العلاقات, مع أهل الرأي و القرار في العالم العربي في ساحة تبدأ من الرياض مرورا بصنعاء وعمان و الرباط و لا تنتهي عند بعض العواصم الأوروبية , ثم صعد البزاز بعد أن أصبح حرا طليقا يصول برأيه ويجول ليصدر أول صحيفة عراقية متميزة في أوروبا, وفي لندن تحديدا, وهي صحيفة "الزمان" التي كانت مركزا إعلاميا شاخصا و متميزا إستطاعت أن تثبت وجودها وحضورها الإعلامي الفاعل في عالم الصحافة, ثم جاءت الخطوة التصاعدية المهمة جدا مع قيام سعد البزاز بإنشاء أول قناة تلفزيونية عراقية في الخارج, وهي قناة "الشرقية" التي تحولت اليوم مجموعة إعلامية مهمة ومفصلية في صياغة المشهد الإعلامي لعراق مابعد نظام البعث وصدام و الإحتلال الأميركي.
قناة "الشرقية" كانت متميزة في رسالتها الإعلامية ولم تحظ أبدا برضا الجماعات الطائفية الصفوية التي تهالكت على السلطة في العراق, وكانت "الشرقية" تنهج نهجا وطنيا صرفا متساميا على الطائفية والعرقية, إلا أن موقفها المناهض, والواضح والقوي, ضد النفوذ و الهيمنة الإيرانية قد جلب لها سخط السلطة وبقية الميليشيات الصفوية التي شوهت رسالة الشرقية الإعلامية و أتهمتها بالطائفية, رغم أن العكس هو الصحيح تماما, ففي العراق إختلطت الرؤى وتصارعت التيارات في حروب شرسة لكسر العظم , ورغم ظهور قنوات تلفزيونية عراقية عديدة وكثيرة لمختلف الأطراف والأحزاب والتوجهات لكن ظل ل¯ "الشرقية" وموقعها المتميز وشخصيتها الخاصة و مكانتها الإعتبارية والإعلامية والسياسية القوية والخاصة والتي تثير المتابعة وتجلب سخط السلطة دائما , وكان للتخطيط الإعلامي الذكي و الرؤية و الخبرة الإعلامية المتميزة لسعد البزاز دورها المهم في تصاعد تأثيره الإعلامي وفي إثارة الحروب المتنقلة ضده من أطراف عديدة من السلطة أو خارجها , ولعل أهم نقطة محورية في نشاط الأستاذ سعد البزاز كانت مساهماته الإجتماعية وبرامجه الموجهة مساعدة ومخاطبة الملايين من فقراء العراق الذين تخلت عنهم السلطة الطائفية التائهة بمشاريعها الفاشلة. فما أجمل حمل الشرقية الأخيرة للدراجات الهوائية وما اروع إنسانية برنامج المفتاح وفطوركم علينا والكثير الكثير من البرامج الشريفة المعطاء التي تبرهن ان هذه القناة ومديرها عراقية تشاطر العراقيين كل إحزانهم وأفراحهم ولم تترك العراقيين خاصة
هؤلاء الفقراء و الأيتام و المحرومين و الأرامل الذين تعج بهم مدن وقرى وقصبات العراق و نسيهم الزمان وتجاهلتهم حتى المؤسسات الدينية و الحوزوية , فجاء سعد البزاز في إطلالة إعلامية ذكية ولا تخلو من مبادرات تضامن مجتمعية ليسد الفراغ الهائل ويمارس دور وزارات "الأوقاف" والشؤون والداخلية و التضامن الإجتماعي , وليقدم خدماته و مساعداته المادية لجميع الملل و النحل العراقية متساميا على الطائفية المريضة ومادا يد الخير للمحتاجين, غير آبه بعنصره أو عرقه أو دينه و مذهبه , وهي خطوات إنسانية ظلت حالة متقدمة جدا على الإعلام الرسمي العراقي المتخشب و الميت الذي لايهتم إلا بتحركات و نشاطات الطبقة السياسية العراقية الفاشلة و المتهاوية من "دولة رئيس الوزراء"!! المحصور في منطقته الخضراء, والمتحصن خلف فيالق حمايته "لضخامة" الرئيس الذي لا يعرف مصير صحته وحياته وغاب غيبيته الكبرى ليكون الملا خضير رئيسا بالوكالة وآخر سفراء المنتظر حتى اشعاراً آخر ...!
مبادرات الأستاذ سعد البزاز الإنسانية صورت على الطبيعة وبالألوان العجز الفضائحي لسلطة الطوائف المتخلفة , كما أبرزت دور الإعلام الإجتماعي الحساس في التقليل من معاناة المحرومين وفي محاولة توزيع البسمة على قوافل الثكالى والأيتام... سعد البزاز تجاوز بكثير الدور الإعلامي المحدود و الهادف للربح و الأرتزاق ودخل في خانة رجل الأصلاح الحقيقي و الذي يتخذ من الإعلام التفاعلي قاعدة حقيقية لرعاية المحرومين وهو ما يقلق أشد القلق رجال السلطة الفاشلة من أهل البطون التي جاعت ثم شبعت وسرقت وهربت بغنيمتها و أعتزلت الجماهير.سعد البزاز صاحب الغيرة العراقية احب الناس وأحبوه لعطائه و نشاطه وليس بنهبه و التربح من دماء المحرومين! كما هو حال اغلب سياسيين العراق الحاليين سعد البزاز الذي هو قامة صحافية عراقية راقية ومعطاءة , هو دون شك رجل الغيرة العراقية الأول والذي إستطاع بمبادراته الإنسانية تعرية المفلسين والدجالين وأهل "الثلاث ورقات" من النصابين في السياسة العراقية.. ثانياً / المنافع الاجتماعية للرئاسات العراقية الثلاث حقيقةً الموازنة وخرافة الدولة العراقية الحديثة.
لا سيما ان غموضا كبيرا شاب صرف الاموال وكانت هناك مبالغ مالية طائلة صرفت لاشخاص بدون مستمسكات الاستلام وغابت اسماؤهم عن الواقع ولا بد ان ابين .
فيماابين كأحد الحقوقيين وبالرغم من كوني مبتدىء وما أزال متعلماً للقانون والحقوق وهذه المعونات تشوبهاالكثير من المخالفات وهي مخالفات واضحة للقانون حيث صرفت مبالغ لسكرتير رئيس الوزراء ومستشاره الاعلامي وعضو هيئة المستشارين وهو مايعده القانون مخالفة للفقرة الرابعة من قانون الموازنة العامة والتي تنص على ان " لا تصرف المنافع الاجتماعية لنفس الجهة المخصصة لها. ".
ومصطلح المنافع الاجتماعية لم يكن معروفاً او متداولاً في مؤسسات الدولة العراقية قبل سقوط النظام، وقد عرف هذا المصطلح بعد السقوط .
والمنافع الاجتماعية هي مصروفات مالية تمنح من ميزانية الدولة الى الرئاسات الثلاث (مجلس رئاسة الجمهورية، ورئاسة مجلس النواب، ورئيس الوزراء) كما ان اسمها يشير الى من توزع المنافع، حيث انها يجب في قانون الموازنة العامة توزع على المواطنين الذين يحتاجون اليها، وهناك شرط قانوني ان لاتستفيد الجهة المستلمة من تلك المبالغ يعني على سبيل المثال، ان المواطن الذي يتعرض الى عمل ارهابي وتهدم داره يمنح مساعدة من تلك المنافع، أو المواطن المريض ويحتاج الى علاج خارج القطر تمنحه الجهة الرئاسية التي يقدم عليها المواطن او المواطن الذي لايملك عملأ وغير ذلك، كما وتمنح لمساعدة منظمات المجتمع المدني والاحزاب لتطوير العمل الديمقراطي والمدني في العراق .
برغم ان الموازنة العامة وضعت ضوابط لذلك وبهذا تعتبر المنافع دعماً للمواطن ولتقوية التجرية الديمقراطية في العراق.
بالمناسبة هذه المنافع غير النثرية التي هي ملايين الدولارات التي تمنح للرئاسات المذكورة ومصاريف الاليات وغيرها..وتوزع المنافع بالشكل التالي:-
1- رئاسة مجلس النواب (رئيس المجلس ونائباه)6892500 (ستة مليارات وثمان مئة واثنان وتسعون مليون وخمس مئة الف دينارعراقي).
2- رئاسة الجمهورية (رئيس الجمهورية ونائباه)66500000(ستة وستون مليار دينار وخمس مئة مليون دينار عراقي).
3- رئيس الوزراء37100000(سبعة وثلاثون مليار ومائة مليون دينار عراقي).
علما ان هذه المنافع تمنح سنوياً للرئاسات الثلاث بهذه المبالغ الطائلة لمساعدة المواطنين واعانتهم على مشاق الحياة، كما ان قانون الموازنة العامة للدولة ينص على ان لاتزيد قيمة الدفعة على عشرة ملايين دينار.
ولا ادري هل تستطيعون ان تقولوا لي كم مواطناً عراقياً استفاد من هذه المنافع التي تقدر قيمتها للرئاسات الثلاث في سنة واحدة 110492500(مئة وعشرة مليارات واربعمائة واثنين وتسعين مليوناً وخمس مئة الف دينار عراقي). ولكن كل عراقي يعرف برنامج المفتاح وقناة الشرقية وسعد البزاز يارب أسألك ان تحقق حلمي بتحويل المنافع الاجتماعية لحساب برنامج المفتاح. ثالثاً / برنامج المفتاح لا يتحدث عن جزء من الصورة الإعلامية التي يتفنن بصناعتها عملاء ايران أو أميركا أو دول الخليج أو تركيا إنما هو برنامج يهدي عائلة بلا وطن وطناً ربي احفظ البزاز وبارك في الشرقية وارزق المفتاح.
#علي_مسلم_الشمري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟