أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - أخبار سريعة وأخرى مريعة..















المزيد.....

أخبار سريعة وأخرى مريعة..


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 304 - 2002 / 11 / 11 - 03:42
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

طالعتنا أخبار اليوم, الأحد الأول في الشهر المبارك رمضان, جعله الله شهر هدوء وأمان و اطمئنان وسلام ومحبة ووئام لكل إنسان في هذا العالم المبتلي بناسه وأشباه ناسه . كانت الأخبار سريعة ومريعة, فمنها ما قل ودل, ومنها ما توسع وتوزع من الإحصائيات والمعلومات التي تعرف السكان من الذين لا يعرفوا حاجة عن البلدان التي يسكنون فيها, بكل مستجد وجديد عن أحوال الناس في البلد المعني, إلى ما هو أبعد من مكان الإقامة لبعضنا, إذ قد جاءت أخبار بلادنا أيضا في المقدمة, تماما كما عودتنا الأخبار منذ القدم.

في جريدة التلفزة المقروءة قرأت اليوم خبرا يقول أنه تم أجراء استطلاع على  ما مجموعه 4000 تلميذ وتلميذة من 180 مدرسة نرويجية حول مستوى القراءة والمطالعة عند التلاميذ. وقد تبين للمؤسسة التي أجرت الاستطلاع أن ما نسبته واحد من كل خمسة تلاميذ نرويجيين يعتبر تقريبا أميا, على الرغم من تخطيه مرحلة المدرسة الابتدائية. كما أن هؤلاء التلاميذ جاءوا في المرتبة الأخيرة بين تلاميذ أوروبا, فهم يكتبون أسوء من بقية  تلاميذ الدول الأوروبية الأخرى وكذلك يقرئون بنسبة أقل وأسوء منهم. هذا الكلام صحيح لأنه مأخوذ من الواقع الموجود في المدارس النرويجية. عندما قرأت الخبر تذكرت ما كان قاله لي يوما أبني البكر يعقوب وهو الآن في الصف السابع, أي نهاية المدرسة الابتدائية وابتداء من العام القادم في الإعدادية.

 قال لي ولدي أن هناك في صفه طلاب لا يعرفون القراءة بشكل معقول, ومنهم من يقرأ كأنه يقرأ للمرة الأولى في حياته.

أن مشكلة المسألة التعليمية والمدارس في النرويج, مشكلة عويصة ومعقدة بسبب القيمين على المناهج الدراسية. وأسرد هنا مثال على ذلك قضية تدريس الدين المسيحي في المدارس لكل التلاميذ, على الرغم من الاعتراضات والاحتجاجات التي رافقت العملية من قبل المسلمين والكاثوليك والملحدين والشيوعيين والاشتراكيين وغيرهم. فقد أقرت تلك المسألة وأصبحت واقعا معاشا, لكني لاحظت أنه ومنذ ظهرت تلك المسألة وصار تدريس الدين إجباريا في المدارس الرسمية النرويجية, أخذت قضية هذا مسلم وذاك مسيحي أو غير ذلك تطفو على السطح. وقد سمعت بعض الأطفال الصغار وهم يتبادلون الحديث عن هذه التقسيمات, وأعتقد أن السبب هو الجدل الذي دار حول إلزامية تعليم الدين أم لا. وما تلاها من توابع بعد إقرارها.

 

وبالمناسبة تذكرت أيضا حادثة معينة, قالت لي ابنة الجيران الشقراء التي لها من العمر 6 سنوات, وهي صديقة ابنتي وردة, بأنها كانت تلعب مع ابنة جيراننا السمراء 6 سنوات أيضا, حين قالت الشقراء للسمراء أنت بشرتك سمراء وأنا بشرتي بيضاء, والمفاجئة لم تكن فيما قالته الشقراء لكن في جواب السمراء التي وبكل أدب وتحذير قالت لها : هل أنت "راسيست" أي عنصرية. تصوروا مدى الظلم الذي ألحقته سياسة العبودية والرق التي ازدهرت في أمريكا وأوروبا سابقا, فحتى الأطفال الذين تجمعهم طفولتهم البريئة يعرفون معنى التفرقة العنصرية. مع أن كلا الطفلتين أصغر من أن تستوعبا ما قالتا.

                                                            ****

الخبر الثاني الذي لفت انتباهي أيضا , قرأته في صحيفة الداغبلاديت اليومية النرويجية التي نقلته بدورها عن الجريدة الأمريكية لوس أنجلوس تايمز, ومفاده أن الطفل الفلسطيني محمد أبو هلال البالغ من العمر ستة أعوام,كان منذ ولادته يعاني من عطل في عمل القلب, كان قلبه يدق بأسرع مما يجب, وقد خضع الطفل للعلاج في مستشفى إسرائيلي وبأشراف أطباء إسرائيليين, استمرت فترة العلاج لعدة سنوات, و في أيار الماضي أجريت عملية جراحية لقلب محمد وتكللت بالنجاح حيث أنقذت حياته على أيدي أطباء إسرائيليين. بعدها عاد الطفل محمد إلى بيته وأولاد حارته ومحلته.

يومها اعتبر الناس  تلك الواقعة بمثابة نقطة بيضاء وجميلة في سجل الصهيونية المجرمة و أعمالها الإرهابية التي تحصد الفلسطينيين كبارا وصغارا. لكن القضية لم تنته هنا, إذ أن الجنود الصهاينة قاموا يوم 17  أكتوبر الماضي بإطلاق نيرانهم العشوائية على مجموعة من الأطفال الفلسطينيين الذين كانوا يلعبون في أحد الأزقة مما تسبب في مقتل ستة منهم, وكان من بين الشهداء طفلة تبلغ الثامنة من العمر وكذلك الطفل محمد أبو هلال. وهكذا قام الصهاينة بتصفية اللحظة الجميلة واللمحة البيضاء التي صنعها الأطباء في إحدى المستشفيات. فقتلوا بدم بارد محمد الذي ذهب أباه مع والدته لأداء العمرة في مكة المكرمة, بعدما كانوا قد نذروا على أنفسهم أن يحجوا لبيت الله إكراما لمحمد وشفائه الذي جاء بأذن الله وبركاته. لكن فرحتهم لم تكتمل كما حياة محمد ابنهم, إذ بعد عودتهم إلى فلسطين وجدوه شهيدا وبعيدا في جنة الشهداء يحلق عاليا مع عصافير الجنة وحول أعلام فلسطين الانتفاضة.

هنيئا لمحمد شهادته على عصر الظلمة والقتلة من بقايا الحقد الذي يهدد سلام وأمن العالم وحياة البشر وبقاء الشجر. ومحمد العربي الفلسطيني ليس محمدنا الفلسطيني الأول ولا الأخير, ففي شعبنا كل طفل فلسطيني يحمي الشرف العربي من الإهانة عبر دمه الذي يسيل متشبثا بالكرامة, هو محمد الدرة وهو أيضا محمد أبو هلال.

    

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مثل وردة تسقى بالدم
- زيني يا زين, لا أنت عالراس ولا عالعين..
- إسرائيل الجديدة ستكون يمينية اللون والعقيدة
- أمريكا والإرهاب العلني ..
- إنما أحب أخي إذا كان صديقي ..
- عجائب وغرائب 2
- شارون ونتنياهو أفضل من بيريز وشارون
- فارس بلا جواد, آخر الفرسان العرب
- تغلبت مصلحة فتح على مصلحة فلسطين
- سأحدثكم عن أيمن..
- من جنين إلى مستوطنة أرئيل المقاومة مستمرة في فلسطين..
- مقاطعة إسرائيل واجب قومي وأنساني وأخلاقي..
- الشيشان أرض الذئاب والعذاب
- خطة الطرق الأمريكية تعج بالإشارات الإسرائيلية
- الأمم المتحدة من روزفلت إلى بوش
- للحيوان في العالم الغربي مكانة أكبر من مكانة الإنسان الشرقي. ...
- ثلج, أطفال وغربة
- الناموس في عالم السياسة..
- 16 أكتوبر يوم لنصر لبناني جديد
- جنازة الكندري والهاجري تختصر كل شيىء ..


المزيد.....




- الكرملين يكشف السبب وراء إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد على ...
- روسيا تقصف أوكرانيا بصاروخ MIRV لأول مرة.. تحذير -نووي- لأمر ...
- هل تجاوز بوعلام صنصال الخطوط الحمر للجزائر؟
- الشرطة البرازيلية توجه اتهاما من -العيار الثقيل- ضد جايير بو ...
- دوار الحركة: ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
- الناتو يبحث قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ فرط صوتي قادر على حمل ...
- عرض جوي مذهل أثناء حفل افتتاح معرض للأسلحة في كوريا الشمالية ...
- إخلاء مطار بريطاني بعد ساعات من العثور على -طرد مشبوه- خارج ...
- ما مواصفات الأسلاف السوفيتية لصاروخ -أوريشنيك- الباليستي الر ...
- خطأ شائع في محلات الحلاقة قد يصيب الرجال بعدوى فطرية


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - أخبار سريعة وأخرى مريعة..