|
بعض التناقضات الإجتماعية المفاتيح - برنامج الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي– اللينيني – الماوي)-5-
شادي الشماوي
الحوار المتمدن-العدد: 4253 - 2013 / 10 / 22 - 22:17
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
الثورة فى إيران و البرنامج الأدنى
الماوية : نظرية و ممارسة – 14 - شادي الشماوي برنامج الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي - اللينيني – الماوي ) (2000)
محتويات الكتاب :
مقدّمة مترجم برنامج الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي– اللينيني – الماوي) ============================ / I الثورة العالمية و البرنامج الأقصي
مقدّمة :
الماركسية – اللينينية – الماوية : الماركسية :
اللينينية :
ثورة أكتوبر الماوية :
الثورة الصينية
مواصلة الثورة فى ظلّ دكتاتورية البروليتاريا :
السياسة و الثقافة و الإقتصاد فى المجتمع الإشتراكي
الشيوعية العالمية والمرحلة الإنتقالية : الدولة البروليتارية : الديمقراطية و الدكتاتورية :
الدولة و الحزب : الدولة و الإيديولوجيا :
الدولة و الدين : الدولة و الثقافة : الدولة و الدعاية :
الحرّية و القمع و المقاربة المتصلة بالمعارضة : الإقتصاد الإشتراكي :
العلاقة بين البلدان الإشتراكية و الثورة العالمية : تناقضات النظام العالمي و صورة العالم الراهن :
II / الثورة فى إيران و البرنامج الأدنى
لمحة عن إيران المعاصرة
الهيمنة الإمبريالية : الرأسمالية البيروقراطية : شبه الإقطاعية : ثلاثة جبال و علاقات إنتاج مهيمنة على المجتمع :
الدولة شبه المستعمرة فى إيران : الجمهورية الإسلامية و ثورة 1979 :
الطبقات و موقعها فى سيرورة الثورة فى إيران
طبقات البرجوازية – الملاكين العقاريين :
البرجوازية الوسطى ( أو البرجوازية الوطنية ) :
البرجوازية الصغيرة المدينية :
المثقّفون :
الفلاحون :
الفلاحون الأغنياء :
الفلاّحون المتوسّطون :
الفلاحون الفقراء و الذين لا يملكون أرضا ( أشباه البروليتاريا فى الريف ) :
شبه البروليتاريا المدينية :
الطبقة العاملة :
بعض التناقضات الإجتماعية المفاتيح
النساء :
القوميات المضطهَدَة :
الشباب :
طبيعة الثورة و آفاقها
فى المجال السياسي : فى المجال الإقتصادي :
فى المجال الثقافي :
الخطوات الفورية و إرساء إتجاه التغيير
بشأن العمّال :
بشأن الفلاحين : بشأن النساء : بشأن القوميات المضطهَدة :
بشأن التعليم : بشأن الدين و النشاطات الدينية :
عن بعض أمراض المجتمع
البطالة : الإدمان على المخدّرات : البغاء :
المدن المنتفخة و اللامساواة بين الجهات :
السكن : الوقاية الصحّية و الرعاية الطبيّة :
الجريمة و العقاب :
العلاقات العالمية :
طريق إفتكاك السلطة فى إيران
أدوات الثورة الجوهرية الثلاث : الحزب الشيوعي و الجبهة المتحدة و الجيش الشعبي :
قواعد الإرتكاز و السلطة السياسية الجديدة :
الإعداد للإنطلاق فى حرب الشعب :
نزوح سكّان الريف و نموّ المدن :
مكانة المدن فى حرب الشعب :
الأزمة الثورية عبر البلاد بأسرها :
حول إستراتيجيا الإنتفاضة المدينية :
حرب شاملة و ليست حربا محدودة :
لنتقدّم و نتجرّأ على القتال من أجل عالم جديد!
مقدّمة مترجم برنامج الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي– اللينيني– الماوي): مواصلة للخّط الذى قادنا فى أعمالنا السابقة و ربطا للأفكار التى صغنا بصدد إيران و تجنّبا للتكرار ، إرتأينا أن تكون هذه المقدّمة مركّبة من أجزاء ثلاثة هي أوّلا مقتطف من مقدّمة كرّاس " جمهورية إيران الإسلامية : مذابح للشيوعيين و قمع و إستغلال و تجويع للشعب " و ثانيا مقتطف من مقدّمة كرّاس " إنتفاضة شعبية فى إيران ، وجهة نظر شيوعية ماوية " ( المقتطفان صدرا ضمن كتاب يحمل ذات عنوان الكرّاس الأوّل ؛ العدد السادس من " الماوية : نظرية و ممارسة " ) ؛ إليهما أضفنا فقرة عن أهمّية هذا البرنامج. و على هذا النحو نمرّ من قراءة مقتضبة للصراع الطبقي فى إيران الحديثة و نقد لقراءات خاطئة مناهضة للماركسية – اللينينية – الماوية إلى النضالات الشعبية و إمكانية الثورة و من ثمّة إلى البرنامج الشيوعي الثوري الأقصى و الأدنى الذى يمكّن إن طبّق و نجح تطبيقه من جعل الثورة المرجوّة جزءا لا يتجزّأ من الثورة البروليتارية العالمية و أفقها الأسمى الشيوعية العالمية. و من الأكيد أن الرفيقات و الرفاق الإيرانيين منذ سنة 2000 ، سنة نشر هذا البرنامج ، قد طوّروا جوانبا من برنامجهم أو نظرتهم لمسائل عملية و نظرية و بالفعل قد نشروا عدّة كتب و مقالات للأسف الشديد هي فى غالبيتها غير متوفّرة إلاّ باللغة الفارسية لذا ندعو الرفاق و الرفيقات العرب الذين يمسكون بناصية اللغة الفارسية و نلحّ فى دعوتهم إلى النهوض بواجب ترجمة أهمّ الأدبيّات الحديثة التى أصدرها الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) كما نتوجّه بالدعوة إلى الرفيقات و الرفاق الإيرانيين أن يسعوا جهدهم على الأقلّ لتقديم أدبيّاتهم الأهمّ باللغة الأنجليزية فنتولّى تعريبها أو يتولّى المهمّة غيرنا كي يتمّ التفاعل اللازم من منطلق أمميّ . 1- من مقدّمة كرّاس " جمهورية إيران الإسلامية : مذابح للشيوعيين و قمع و إستغلال و تجويع للشعب " : " منذ السبعينات ، شدّت إيران إنتباه المتابعين للشؤون السياسية و الدينية عالميا .فقد عرفت البلاد مخاضا كبيرا و نموّ مقاومة لنظام الشاه بجناحين من حيث الأساس ، جناح يساري و جناح يميني ديني شيعي و قد إستطاع الشعب الإطاحة بالشاه بيد أن القوى الدينية بتنسيق مع الإمبريالية العالمية سارعت إلى الإستيلاء على السلطة و إجتهدت فى وأد ثورة 1979 و الثوريين و خاصة منهم الشيوعيين فى المهد لتركّز دولة دينية أوتوقراطية تواصل بوجه جديد مضلّل للجماهير الشعبية رعاية و خدمة مصالح الإمبريالية و الكمبرادور و الإقطاع. و كان لهذا تبعات جدّ خطيرة بصورة خاصة على الصراع السياسي فى الوطن العربي . فمن جهة ، أعطى هذا ، ضمن أسباب أخرى متنوعة و معقدة ، دفعا كبيرا للحركات الأصولية الإسلامية فى الأقطار العربية و من جهة ثانية و إضافة إلى البلبلة التى دبّت فى صفوف القوى اليسارية تقييما و تحالفات ، مثّل هذا الحدث ، إلى حدّ كبير ، منعطفا فى تراجع تأثير الشيوعيين و إنتشارهم و قوّتهم عربيا سيما و أن الحركة الشيوعية العالمية كانت تشهد ساعتئذ صراعات حادة بين القوى الماركسية –اللينينية الحقيقية و القوى التحريفية المعاصرة الموالية للإمبريالية السوفياتية أساسا. و ممّا قصم ظهر الحركة الماركسية –اللينينية عالميا عاملان إثنان أولاهما خسارة الصين الماوية فى 1976 كقلعة حيّة للثورة البروليتارية العالمية بإستيلاء التحريفيين و على رأسهم دنك سياو بينغ على مقاليد الحكم و تحويل الصين من صين إشتراكية إلى صين رأسمالية و ما نجم عن ذلك و عن الخطّ التحريفي الصيني من تشويش و تشويه للماركسية- اللينينية- الماوية [ حينها الماركسية – اللينينية – فكر ماو تسى تونغ ] .و ثانيهما هو الطعنة فى الظهر التى وجّهها أنور خوجا ، قائد حزب العمل الألباني للماركسية – اللينينية – فكر ماو تسى تونغ التى كانت تقود الحركة الماركسية –اللينينية منذ أواسط الخمسينات و بشكل جلي منذ الستينات حيث أعلن أنور خوجا ، الدغمائي التحريفي ، أن فكر ماوتسى تونغ معاد للماركسية ،عوض أن يلتقط المشعل الشيوعي الماركسي –اللينيني الذى طوّره ماو تسى تونغ و يرفع رايته فزاد بذلك الطين بلّة . و تكالبت القوى الإنتهازية لتتخلى عن الشيوعية الحقيقية ، الثورية و تشنّ حربا شعواء على ماو تسى تونغ الذى كان لعقود رمزا للحركة الماركسية –اللينينية العالمية و أهمّ قادتها فساد نوع من الفوضى الفكرية داخل الحركة الشيوعية العالمية قبل أن يخاض النضال المرير و الطويل لوضع خطوط تمايز مع جميع أرهاط التحريفية السوفياتية و الصينية و الأوروشيوعية و الخوجية ...و ليتم الردّ عليها و دحضها و لتشرع الماركسية –اللينينية –الماوية فى الإنصهار مجدّدا فى صفوف شعوب العالم عاملة على تغييره ثوريا بغاية بلوغ الشيوعية عالميا . و عربيا ، تحوّل بعض المثقفين الذين كانوا يدّعون الماركسية إلى بوق دعاية للرجعية يدافعون عن الأصولية الإسلامية و مشروعها المجتمعي و الإقتصادي و السياسي و الثقافي . و طرح البعض إقامة تحالفات مع القوى الإخوانجية التى سرعان ما تضاعفت قوّتها و تضاعف تأثيرها جماهيريا غاضين النظر عن برامجها ووسائل عملها و مواقفها اللاوطنية و اللاديمقراطية و اللاشعبية الموالية للأنظمة السائدة و الإمبريالية و إن تظاهرت أحيانا بمعارضتهما أو عارضتهما لتتقاسم السلطة معهما . و فى حين أسبغت مجموعات" ماركسية " صفة الوطنية على بعض الإخوانجية ( طامسة مثلا علاقة النظام الإسلامي الإيراني بالإمبريالية كما كشفته " إيران غايت " ) ، أسبغت عليها مجموعات أخرى صفة الديمقراطية ( متحالفة معها على أساس نقاط سميت الأدنى الديمقراطي أو جاعلة من الإنتخابات الإيرانية نموذجا للديمقراطية فى حين أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية يحكمها نظام وحشي فاشي ) و جعلت مجموعات ثالثة من الفكر الخرافي الرجعي الفكر الذى يجب أن يسود حركة التحرّر الوطني العربية عوضا عن الفكر العلمي و الشيوعي الثوري ، فإلتفتت إلى الوراء لتعلن أن الحلّ عند السلف لاوية معها عنق الجماهير الشعبية ذات الوعي الطبقي المتدنى إلى الخلف و مانعة عنها بالتالى التطلع إلى المستقبل الشيوعي الذى تصنعه الشعوب بقيادة الشيوعيين الثوريين إنطلاقا من الواقع لا من الخيال . و فى السنوات الأخيرة ، إلى جانب ظاهرة التشيع التى أخذت فى الإنتشار فى الأوساط الإسلامية ، ذهبت مجموعة من الذين يقولون عن أنفسهم مستنيرين و حتى ماركسيين إلى حدّ الدعاية السافرة لا فقط للأفكار السياسية و إنما أيضا لإيديولوجيا "حزب الله" و مراجعه الفكرية باثة مزيدا من الأوهام حول طبيعته و برامجه و تاريخه و ممارساته . ووصل الأمر بالبعض إلى إبتلاع المقولة السامة المعادية للفهم الشيوعي حول الدولة و الصراع السياسي و علاقته بالحرب بان هذا الحزب لا يعمل إلا على مقاومة الكيان الصهيوني و بهذا لحملهم السلاح فى وجه الكيان الصهيوني جعلوا منهم وطنيين ناسين برنامجهم الرجعي الذى لا يقطع مع الإمبريالية و إرتباطاتهم التبعية لإيران و نظامها العميل للإمبريالية و ما إلى ذلك و فصلوا نظريا البعد الوطني عن البعد الديمقراطي فى الثورة الوطنية الديمقراطية / الديمقراطية الجديدة فصلا خاطئا و ضارا كلّ الضرر ، و روّجوا لكون "حزب الله" لا يستعمل السلاح فى الصراع السياسي الداخلي اللبناني ماحين هكذا بجرّة قلم تاريخ هذا الحزب و الفهم المادي التاريخي و حقيقة أن الحرب مواصلة للسياسة بطرق عنيفة ومن جديد و ببساطة أتت الأحداث فى لبنان لتكشف مدى خور هذه الترهات فبالسلاح إستولى حزب الله على بيروت أحياء و شوارعا ليفرض سياسات معينة و نقلت ذلك مباشرة شاشات التلفزة عبر العالم . إن مثل هذه القراءات الفجة لطبيعة الأنظمة و الأحزاب و التنظيمات الأصولية الإسلامية و لتاريخها و التعامى عن تنظيراتها وبرامجها و ممارساتها الرجعية تجاه الشيوعيين و الثوريين و التقدميين و المرأة إلخ يصبّ فلسفيا فى خانة الحكم المثالي بظواهر الأشياء و من بعيد و عدم تحليلها ماديا جدليا و ماديا تاريخيا من منظور بروليتاري شيوعي ثوري و الغوص إلى لبّها و حقيقتها العميقة ، و سياسيا فى خانة فصل الوطني عن الديمقراطي و مغالطة جماهير الشعب و خدمة الأنظمة السائدة و دول الإمبريالية-الإقطاع – الكمبرادور و طبقيا فى خانة الإستسلام لأعداء الثورة و التذيّل لكتلة من كتل الأنظمة الرجعية على حساب إستقلالية البروليتاريا و غايتها الأسمى الشيوعية . و هذا يطرح علينا كشيوعيين ماويين ، إذا ما رمنا تحرير الشعب و تنويره بالحقيقة التى هي وحدها ثورية كما قال لينين و خوض الصراع اللازم ضد تلك الإنحرافات الخطيرة للغاية ، إيلاء هذه المسألة جزءا من جهدها النضالي على الجبهة الفكرية النظرية و السياسية و يطرح على جميع الشيوعيين التعمّق فى دراسة و فضح ما يقدّم على أنه بديل إسلامي للشيوعية عبر نقد أهمّ إن لم يكن كلّ تجارب الإخوانجية الذين وصلوا إلى السلطة و مارسوها أو لم يصلوا إليها بعد أو يتقاسمونها ضمن إطار الأنظمة الرجعية السائدة و تبسيط ذلك لنشره فى صفوف الشعب . فمن أوكد الواجبات فى هذا الحقل تناول تجربة إيران و تجربة السودان و غيرهما بالبحث لتعرية وجهها الحقيقي و فضح طبيعتها و برامجها و ممارساتها شعبيا . و إن خوض هذه المعركة من الضرورة بمكان إذا كنّا نتطلّع إلى التقدّم فى إتجاه الإشعاع شعبيا و رفع وعي الشعب و إلحاق هزائم بالفكر الخرافي المكبل لطاقات ثورية هائلة فى صفوف الطبقات الشعبية و المدعى أنه بديل شعبي بينما هو بديل إمبريالي . " 2- من مقدمة كرّاس " إنتفاضة شعبية فى إيران ، وجهة نظر شيوعية ماوية " : " حقيقة كانت إيران و لا تزال نموذجا للغالبية العظمى من التيارات الأصولية الإسلامية منها إستلهموا بعض الأفكار و الكثير من القوة بإعتبار إيران مثالا حيّا نابضا لإمكانية وصول الأصوليين الإسلاميين إلى السلطة و المحافظة عليها و بناء مجتمع إسلامي يعزّز الحركة الظلامية عبر العالم و يعضدها بما أوتي من قوّة مادية و معنوية. تصوّروا الآن تحوّل إمكانية الإطاحة بنظام جمهورية إيران الإسلامية إلى واقع ملموس، تصوّروا تفكّك هذه الدولة القروسطية و مدى المدّ النضالي و طموح الإنعتاق الوطني و الطبقي و الطاقة التحررية التى سيطلقها الحدث بالنسبة لشعوب الشرق الأوسط فشمال إفريقيا و آسيا و العالم بأسره. تصوّروا دحر أحد محركات – أو قلب رحي- وركائز الحركات الإسلامية وقد تعرضت بعدُ حركات أصولية أخرى فى عديد البلدان إلى ضربات موجعة و مدى فسح ذلك للمجال لإنكسارات داخلية فى صفوفها و لخوض النضالات ضدّها و فضحها على أوسع نطاق شعبي ممكن. تصوّروا بالإضافة إلى ذلك أن تكون الإطاحة بنظام جمهورية إيران الإسلامية الرجعي القروسطي على أيدى قوى شعبية تقودها البروليتاريا و توجهها الشيوعية. تصوّروا هذا و أكثر ، ألا يستحق منّا حينئذ السعي حثيثا لمعرفة حقيقة ما حدث فى إيران و دراسته و تحليله وإستخلاص الدروس منه لدفع عجلة الصراع الطبقي و التاريخ من موقع أممي ووحدة الطبقة العاملة مصيرا و مهمّة تاريخية ؟ إذا كنا فعلا شيوعيين هذا الأمر يستحق العناء كلّه بل هو من صميم واجباتنا الثورية الأممية. [ ...] و ننهى هذه المقدّمة بالتنبيه إلى الحاجة إلى وعي الشيوعيين لضرورة ملحّة من مهام النضال على الجبهتين الإيديولوجية و السياسية ألا وهي مهمّة دراسة و كتابة مقالات تحليلية و نقدية طويلة و لما لا كتب لتعرية و فضح مشاريع و تجارب الأصوليين الإسلاميين فى البلدان العربية و غير العربية و نشرها شعبيا و التصدّى لهذه المهمّة العظيمة من منظور شيوعي ثوري و النجاح فى إنجازها من شأنه أن يكنس الكثير من العوائق الحائلة دون رفع وعي الجماهير وإنتشارالفكر العلمي و المشروع الشيوعي شعبيا فالظلامية لن تضمحلّ بمحض إرادتها ، يجب علينا كنسها كنسا شأنها فى ذلك شأن الغبار الذى لا يتلاشى لوحده ليدع المكان نظيفا بل ينبغى علينا كنسه إذا ما رمنا تنظيف المكان . " 3- أهمّية برنامج الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) بالنسبة للشيوعيين عامة و الشيوعيين الماويين خاصة : تتأتى أهمّية هذه الوثيقة من أمرين محوريين بالنسبة للشيوعيين الماويين الذين يهدفون لتطوير مستلزمات الثورة البروليتارية العالمية بتيّاريها ، الثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية فى المستعمرات و أشباه المستعمرات و المستعمرات الجديدة و الثورة الإشتراكية فى البلدان الرأسمالية الإمبريالية و بصورة خاصة عربيّا تطوير التيّار الأوّل : - أوّلا و قبل كلّ شيء هذه الوثيقة الصادرة سنة 2000 عن أوّل مؤتمر لحزب يرفع بوضوح راية الماركسية – اللينينية – الماوية منذ سنوات تجاوزت العقد الآن رغم القمع و العسف الوحشيين لنظام قراوسطي فاشستي ، عن حزب كان من الأعضاء الفاعلين فى الحركة الأممية الثورية و مساهماته فى صراع الخطين صلبها بصدد البيرو و النيبال و تقييم الخلاصة الجديدة و الخلافات مع الحزب الشيوعي ( الماوي ) الأفغاني ... معروفة لدي المتتبّعين عن كثب لتطوّر الحركة الماوية العالمية . - وثانيا إنّ الرفيقات و الرفاق الإيرانيين الذين قدّموا التضحيات الجسام و تمكّنوا من مواجهة المخاطر و العراقيل الموضوعية و الذاتية بلغوا منذ سنوات مرحلة تأسيس الحزب الشيوعي الماركسي – اللينيني - الماوي ، مرحلة لم تبلغها أيّة مجموعة أخرى على الصعيد العربي . و فى سيرورة تطوّرهم هذه و قطعهم أشواطا أخرى بإتجاه الإعداد لخوض حرب الشعب الماوية لإنجاز الثورة الديمقراطية الجديدة الممهّدة للثورة الإشتراكية فالشيوعية كتيّار من تياري الثورة البروليتارية العالمية ، لا شكّ فى انّهم قد عالجوا عدّة قضايا و إنحرافات لا يزال الماويون فى الأقطار العربية يتخبّطون فيها فوجب التعلّم منهم بروح أممّية بروليتارية - مع مراعاة الإختلافات فى الواقع الموضوعي والذاتي، الكمّية منها و النوعية أحيانا - بعيدا عن الشوفينية القومية. حقيقة موضوعية هي أنّهم متقدّمون علينا فى مجالات عدّة لا سيما نظريّا و مثلما قال لينين فى " ما العمل ؟ " : " الحركة الإشتراكية - الديمقراطية [ أي الحركة الشيوعية – صاحب المقدّمة ] هي حركة أممية فى جوهرها. و ذلك لا يعنى فقط أنّه يتعيّن علينا أن نناضل ضد الشوفينية القومية بل ذلك يعنى أيضا أن الحركة المبتدئة فى بلاد فتيّة لا يمكن أن تكون ناجحة إلاّ إذا طبقت تجربة البلدان الأخرى . و لبلوغ ذلك لا يكفي مجرد الإطلاع على هذه التجربة أو مجرّد نسخ القرارات الأخيرة . إنّما يتطلّب هذا من المرء أن يمحص هذه التجربة و أن يتحقّق منها بنفسه . و كلّ من يستطيع أن يتصوّر مبلغ إتساع و تشعب حركة العمال المعاصرة ، يفهم مبلغ ما يتطلّبه القيام بهذه المهمّة من إحتياطي من القوى النظرية و التجربة السياسية ( الثورية أيضا ) . "
بعض التناقضات الإجتماعية المفاتيح
فى التمييز بين أصدقاء الثورة و أعدائها ، إضافة إلى موقف مختلف القوى الطبقية ، هناك تناقضات هامّة أخرى تشقّ الخطوط الطبقية وتأثّر فى إصطفاف القوى فى المجتمع . و من أهمّها الإضطهاد القومي و إضطهاد النساء . و سيرورة الصراع الطبقي فى إيران وثيقة الروابط بالصراع من أجل معالجة هذه التناقضات .
النساء :
تعانى غالبية النساء من الإضطهاد المزدوج : الإضطهاد الطبقي والإضطهاد الجندري . و لهذه الخصوصية دلالة سياسية كبرى . وتمتدّ جذور إضطهاد النساء إلى آلاف السنين و قد نشأ على أسا تطوّر الملكية الفردية و النظام الطبقي فى المجتمع الإنساني . و يأتى إضطهاد النساء نتيجة إنقسام المجتمع إلى طبقات. و بظهور الطبقات و الإختلافات الطبقي ، تحوّل التقسيم الأوّلي للعمل الذى وجد على قاعدة الإختلاف الجندري بين الرجل والمرأة و الذى إنطوى على بذور إمكانية اللامساواة الأولية إلى تقسيم إضطهادي للعمل. و مذّاك ظهر عصر التراتبية على قاعدة الملكية الفردية ، ظهرت القوانين و الأعراف المهيمنة فى العلاقات بين الجنسين ، بما فى ذلك دور النساء فى التكاثر ؛ و إستخدمت كوسائل لضمان إعادة إنتاج علاقات الإنتاج هذه. و الأفكار و المعتقدات التى تصوّر النساء ضعيفة و دونية قائمة للحفاظ على علاقات الملكية الفردية . وواحد من الهياكل الإجتماعية الأولى فى المجتمع الطبقي هي الأسرة الأبوية التى تأسّست لقهر النساء و الأطفال . و قد عملت الدول الإستغلالية فى مختلف الحقبات التاريخية كشوفينية ذكوركبار و حاولت أن تضحّي بالنساء بوضعهنّ فى مرتبة ثانوية و تبعية .
و فى إيران أيضا ، الإضطهاد الجنسي ركيزة حيوية وجزء لا يتجزّأ من سير الدولة الرجعية . و أكثرية النساء لسن مكبلات فقط بسلاسل الهيمنة الإمبريالية والرأسمالية البيروقراطية و شبه الإقطاعية فحسب بل هنّ تعانين أيضا من نير الشوفينية الذكورية .و تفرض هذه الظروف لامساواة خبيثة و شاملة و تمييز ضد النساء فى المجالات الإقتصادية و السياسية و الإجتماعية . و فى حال النساء من القوميّات المضطهَدة ، يُضاف الإضطهاد القومي للنير المذكور أعلاه . فى المجتمع و فى أماكن العمل ، تحيا النساء فى ظروف دونية مقارنة بالرجال . و يستفيد الرجال من هذا الوضع . هذا إمتياز تمنحه الطبقات المستغِلّة للرجال . و النساء مجبرات على طاعة أبائهن نو بعد الزواج أزواجهن ،و عندما تطعنّ فى السنّ أبنائهن. و تعانى كافة النساء من الإضطهاد لكن المصالح الطبقية و الإجتماعية لجميع النساء ليست هي نفسها و لا تشكو جميعهن من هذا الإضطهاد على نفس الدرجة أو بنفس الصفة .
لإضطهاد النساء فى إيران طبيعة إقطاعية تمتزج بالأشكال البرجوازية الإمبريالية . و المعتقدات و النير الدينيين من الأشكال الأساسية للإضطهاد الإقطاعي للنساء . و رغم التغيرات التى حصلت فى مؤسسة العائلة الإقطاعية ، لا تزال هذه المؤسسة ، لا سيما فى الريف ، وحدة إنتاج . و تربط العائلة فى الريف ربطا تاما قوّة عمل النساء ونشاطاتهنّ الإجتماعية بعمل الرجال و نشاطاتهم . بصفة مطلقة يمكن قول إنّ النساء الريفيات هنّ أكثر النساء إضطهادا. و يلعب عملهنّ دورا جوهريّا فى سير إقتصاد القرية ومشاركتهن فى الإنتاج الفلاحي هامة . إذ تنجز النساء 86 بالمائة من نشاطات تربية الماشية و 50 بالمائة من الإنتاج الفلاحي . و غالبية النساء عمليّا محرومات من حقّ إمتلاك الأرض و إستعمال دخلهنّ الخاص . و قدجعل وضع منتهى إضطهاد النساء فى الريف لديهنّ قدرة كبيرة على التغيير الثوري . و لتحطيم علاقات ملكية الأرض القديمة و إلغاء حرمان النساء فى الريف مكانة مفتاح فى تحطيم العلاقات شبه الإقطاعية فى الريف .
و فى المدن أيضا ، معظم النساء " عبيدات منازل " . لا يعترف بعملهنّ فى المنزل . وزيادة على ذلك ، نساء الجماهير الأساسية مضظرّات كذلك إلى المشركة فى إنتاج بعض السلع و تقديم بعض الخدمات للسوق . و تمثّل النساء جزء هاما من قوّة العمل فى الإقتصاد غير الرسمي . و تنخرط كعاملات بالمنزل فى نشاطات من مثل الخياطة و إنتاج الغذاء و التعليب و المخابز و تجميع اللعب و العمل التزويقي و تركيبات تقنية أدنى . و الأجر المقدّم لعاملات المنازل هذه هو ربع إلى ثلث أجر عامل ينجز ذات الشغل فى ورشة .
جندر العاملات من النساء وسيلة بيد الرأسماليين ليستغلّوهنّ إستغلالا مضاعفا و لإبقائهنّ مطيعات.و لا تحصل النساء على أجور مساوية لأجور الرجال لنفس العمل . و هذا أيضا صحيح لكن إلى درجة أقلّ بالنسبة للنساء الموظّفات و المتعلّمات . و تعيش النساء فى المدن كذلك فى جوّ من شبه الإقطاعية و منبعه روابط و تواصل قوى العلاقات ما قبل الرأسمالية فى الريف . و العلاقات الزوجية و العائلية فى المدن هي بدورها فى منتهى التقليدية ،و حتى أولئك الرجال المنتمين إلى الفئة الحديثة من المجتمع منغمسون كلّيا فى الأفكار و السلوكات الإقطاعية . و حاجيات الرأسمالية البيروقراطية تجلب بإستمرار قطاعات هامة من النساء المدينيات إلى مجال العمل خارج البيت . و فى نفس الوقت ، تحاول الدولة أن تقمع هذه القوّة القابلة للإنفجار فى المراكز المدينية . لقد جعل هذا التناقض المدن بؤر صدام و مراكز توتّر بصدد قضيّة المرأة .
و يتمّ التخطيط لإضطهاد النساء عبر المجتمع على أعلى مستويات الدولة و يمارس عبر الأجهزة السياسية و التنفيذية و الدينية و كذلك عبر الأسرة . و الإيديولوجيا و القوانين و الثقافة و التقاليد الرجعية و القوات المسلّحة هي حارسة هذا الإضطهاد . و الإسلام كإيديولوجيا حاكمة و قوانين الشريعة و التقاليد هي الفارضة و المبرّرة و الناشرة للامساواة و إستعباد النساء . و قد ادّت هذه الظروف إلى تطوّر طاقة كبرى و حماس كبيرين لدى النساء وهذا عنصر إستراتيجي فى تقدّم الثورة البروليتارية . و قد بيّنت نظرة سريعة على النساء قدرتهنّ القتالية بمساهمتهنّ العريضة فى ثورة 1979 و فى التطوّرات اللاحقة .
نضال النساء من أجل التحرّر قوّة محرّكة هامة للثورة الإشتراكية . و يعزى هذا إلى أنّ إلغاء إضطهاد النساء مرتهن بإلغاء الملكية الفردية . و بالتالي قادت المشاركة الواسعة و الشاملة للنساء فى الثورة بقيادة الطبقة العاملة سيعزّز العناصر الإشتراكية لهذه الثورة و منذ البداية .
القوميات المضطهَدَة :
إيران سجن للأمم و نضال القوميات المضطهَدة من أجل التحرّر القومي قوّة محرّكة للثورة البروليتارية . و فى هذه البلاد المتعدّدة القوميات ، الأمم و التجمّعات القومية من أكراد و آزاريين و بالوش و تركمان إلى العرب و اللور و الأرمن و الأسيريين يعانون من الإضطهاد القومي ( أي هيمنة و تفوّق القومية الفارسية ) . و علاوة على ذلك تعاني الجماهير الأفغانية التى تعيش فى إيران من أشدّ و أخبث شكل من الإضطهاد القومي تحت راية الشوفينية الإيرانية . و ردّا على ذلك ، و إلى درجات متفاوتة ، نهضت القوميات المضطهَدة ضد هذا الإضطهاد و خاضت نضالات حركات قومية ضد الدولة المركزية . و قد إتخذت هذه النضالات فى عديد المناسبات شكل النضال المسلّح .
الإضطهاد القومي ركيزة من ركائز الدولة الرجعية . و وطّدت البرجوازية الإستعمارية ولاحقا القوى الإمبريالية الإضطهاد القومي عبر المؤمرات و الإحتلال و إعادة رسم الحدود و عبر تقطسع أوصال القوميّات . و اللامساواة القومية إرث من الدولة الإقطاعية المركزية لغدجار. لكن بعد وصول رضا خان إلى السلطة جرى تشكيل دولة مركزية حديثة على قاعدة الأهداف الإمبريالية و تفوّق الفرس . و منذ البداية ، كان الإضطهاد القومي يخدم مباشرة الهيمنة الإمبريالية. لترافقه مع الإضطهاد القومي الإمبريالي ، تعانى هذه القوميات من إضطهاد مزدوج [ الإضطهاد القومي للفرس و الإضطهاد القومي الإمبريالي – المترجم إلى الأنجليزية ] .
و أدّى التطوّر المشوّه للرأسمالية البيروقراطية إلى لامساواة إقتصادية بين مختلف مناطق البلاد و فاقم من مركزة السلطة بأيدي الحكومة المركزية . و قد فاقم ذلك الإضطهاد القومي . و نتيجة للتطوّر الرأسمالي ، تطوّرت أيضا برجوازية هذه القوميات و صارت فى تناقض حاد مع إحتكار برجوازية القومية المضطَهَدة .
و تلعب العلاقات شبه الإقطاعية دورا حيويّا فى إعادة إنتاج الإضطهاد القومي . و ملكيات الأرض الشاسعة و العشائر و كذلك العلاقات الإقطاعية قويّة نسبيّا فى المناطق التى تسكنها القوميات المضطهَدة . و معالجة المسألة القومية فى إيران وثيقة الإرتباط بمعالجة المسألة الزراعية الفلاحية .
و للإضطهاد القومي فى مختلف المناطق خصوصيّات متنوّعة. وتنشأ هذه الإختلافات عامة عن: درجة تطوّر العلاقات الرأسمالية و بقاء عنيد للعلاقات الإقطاعية ،و مستوى مشاركة الطبقات الرجعية لهذه القوميات فى السلطة المحلّية و المركزية و الماضي التاريخي و الموقع الإستراتيجي فى كلّ منطقة . و مظهر مشترك لهذا الإضطهاد هو القمع الثقافي ( و الديني) و الإخفاق فى الإعتراف باللغات القومية و منع التعليم بهذه اللغات و منع إستعمالها فى الشؤون الإدارية . و الأجهزة العسكرية – البيروقراطية وموظّفو الدولة فى هذه المناط يُنظر إليهم عادة على أنّهم غرباء و محتلّون و هم فى عزلة عن الناس الذين يكرهونهم .
إنّ الإضطهاد القومي إضطهاد للقوميات المضطهَدة و الأقلّيات القومية من قبل الطبقات الحاكمة من الفرس . بإستثناء قلّة من الملاكين العقّاريين الكبار و البرجوازية الكبرى للقوميات المضطهَدة ، كافة الطبقات الأخرى لهذه القوميات تعانى من الإضطهاد القومي . من العمّال إلى الفلاحين إلى البرجوازية الصغيرة المدينية ، و البرجوازية الوطنية و الملاكين العقّاريين الصغار جميعهم يعانون من شوفينية الفرس و الإضطهاد الإقتصادي و السياسي و الثقافي و يشاركون فى حركات قومية بمطالبهم و نظرتهم الخاصين .
برجوازية القوميات المضطهَدة سواء التجار أو مالكو وحدات صناعية أو أخصّائيون أو فلاحونأغنياء ،هم عُرضة للإضطهاد القومي . إنّهم يطالبون بحصّتهم من السلطة السياسية و كذلك من موارد البلاد وأسواقها من البرجوازية - الإقطاعيين الفرس الذين يتحكّمون فى كلّ هذا. حتى و لو أنّ هذه البرجوازية ضعيفة و قليلة نسبيّا ، فبالإستناد إلى المثقفين القوميين و الفلاحين الأغنياء لها حضور نشيط فى الحركة القومية . و بفعل حدّة المسألة القومية و التناقضات مع الدولة الردعية ، يمكن لهذه القوّة فى فترات معينة أن تتحد مع الثورة فى ظلّ قيادة الطبقة العاملة.
و نظرا للتطوّر الرأسمالي ، بما فى ذلك لدي القوميات المضطهَدة ، توسّعت أيضا صفوف العمّال . و هذا ينمّى قدرة الطبقة العاملة على التأثير فى الحركات القومية و التوحّد معها فى سيرورة الثورة . و بإمكان البروليتاريا ، معوّلة على وحدتها الطبقية الخاصة و الوحدة الوثيقة مع جماهير الفلاحين ( بالأساس الفلاحين الفقراء و الذين لا يملكون أرضا ) ، أن تتجاوز النزعات البرجوازية – الإقطاعية للطبقات المترفة للقوميات المضطهَدة ،و أن تتجاوز الفكر الضيّق للقوميين البرجوازيين الذين يضعون حدودا أمام الحركة القومية و يخلقون الفرقة فى صفوف عمّال و كادحي جميع القوميات ؛ و يغلقون الباب أمام التسوية و البحث عن الإمتيازات والحلول غير التامة للمسألة القومية ، و يقتلعون الإضطهاد القومي بثورة واحدة .
إنّ الحلول غير الناجزة و المحدودة من مثل " الحكم الذاتي " أو " الفدرالية " فى إطار دولة الطبقات الرجعية ، ليس بوسعها أن تنتج إلغاء صريحا و حاسما للإضطهاد القومي لأنّها تبقى على جهاز الدولة القديم و الإضطهاد القومي كما هو و فى أفضل الأحوال تكسب بعض الإمتيازات لشريحة صغيرة من طبقات البرجوازية – الملاكين العقاريين لهذه القوميات .
و الحلول التى تفصل بين النضال ضد الإضطهاد القومي و النضال ضد الإمبريالية أو تقلّص الإضطهاد القومي إلى إضطهاد القومية المهيمنة و تعلّق آمالا على الإمبرياليين غير قادرة على معالجة المسألة القومية . فى إطار أوسع ، إطار عالمي ، هذه القومية المضطهَدة ذاتها جزء من الأمم التى تضطهدها الإمبريالية و التى تعاني من إضطهاد مزدوج . يمسك الإمبرياليون بالدولة المركزية للقومية المضطهَدة و يدّعون أحيانا الإعتراف بحق الأمم فى تقرير مصيرها و تحت هذا القناع يدخلون بعض التغييرات فى هيكلة دول عملائهم . بيد أنّه حتى حينها ، ما يفكّرون فيه هوتركيز أشكال أخرى من الإخضاع القومي . و بالتالي ، النضال من أجل التحرّر الوطني مرتبط بالنضال الشامل ضد الإمبريالية . فقط بواسطة الثورة الديمقراطية الجديدة ،و فى ظلّ قيادة الطبقة العاملة والإنتقال إلى الإشتراكية ، يمكن معالجة المسألة القومية فى إيران .
الشباب :
إيران مجتمع شاب فيه أكثر من نصف السكّان أعمارهم دون الخمسة و العشرين سنة . و الوضع الراهن لا يبشّر إلاّ بمستقبل مظلم ينتظر الشباب : البطالة و الإحتقار و التسلّط و الحرمان . و إضافة إلى الإضطهاد الطبقي الذى يطال غالبية الشباب ، يعانون أيضا من النظام الأبوي . فى مجتمع حيث الأب الأكبر هوالدولة ، يواجه الشباب الدولة مباشرة . إنّهم يعنون من دكتاتورية رجعية و من أحكام الشريعة الإسلامية و المعتقدات التقليدية و العلاقات و الالقواعد الإستبدادية داخل العائلة و فى مجال التعليم ،و الحرمان الثقافي و الحرمان من التعليم و الرياضة و الخدمات الترفيهية . لا يملكون حقّ إختيار علاقاهم أو حقّ التجربة و الإختلاط أو ربط صداقات مع شبان و شابات . و أكبر عبء الإضطهاد يقع على النساء و الشابات اللواتي تعانين من نير الشوفينية الذكورية و التمييز الجندري . و القسم الأوفر حرمانا من الشباب هو أبناء العمّال و الفلاحين و الفقراء القاطنين بمدن الصفيح . فهم لا يواجهون كلّ الإضطهاد أعلاه و حسب ، بل يواجهون أيضا إستغلالا فاحشا منذ طفولتهم يتعيّن عليهم العمل فى ظروف قاسية .
و يفرز هذا الإضطهاد نهوضا لمقاومتهم الشرعية . و الجيل الجديد لا يستسلم بسهولة للضغط و الوعود الخدّاعة الكريهة و الخطاب المزدوج . إنّه أكثر قوى المجتمع حيوية و جرأة . إنّه عطشان لتعلّم أشياء جديدة و هم أعداء الفكر المحافظ . الشباب أوّل المبادرين بفضح العدوّ و الضراع ضد عبادة الأفكار المسبّقة القديمة و الرجعية و لن يقبل بالوضع السائد . الشباب هو الذى عادة ما ينشر لهيب التمرّد و يقف فى الصفوف الأمامية للمعارك و يواجه العنف بلا خوف. و الشباب يبعث الشجاعة فى الأجيال السابقة و يدفعها إلى الأمام . للشباب روح نقدية و روح تحدّى و تمرّد و لا ينظر إلى وضع على أنّه غير قابل للتغيير . لا يظهر الشجاعة فقط فى مجال الممارسة و إنّما يظهرها أيضا فى مجال الأفكار و النظرية إذ هو يتمرّد ضد الأفكار و الفهم القديمين و يدخل التجديد . الشباب رائد يحمل راية التغيير .
يحتاج الشباب إلى فلسفة هادفة و متفائلة ؛ يحتاج الشباب إلى أن يكون مستقلاّ و متحرّرا من نير و هيمنة السلط الإضطهادية كما يحتاج إلى تملّك السلطة على القيام بأشياء أكبر . كلّ هذا يمكن أن يحقّقوه فى الثورة البروليتارية و يمكن أن يبلغوه بالإطاحة بالنظام الرجعي . على هذا الدرب ، يحتاج جيل الشباب إلى الوحدة مع الأكبر سنّا و التعلّم من تجربتهم فى القتال فى سبيل كسب نظرة أعمق و أشمل للمشاكل الإجتماعية . و يرتهن إنتصار حركة الشباب بالتوجّه السياسي و العملي و بالروابط بالصفوف الأصلب و الأكثر صراحة فى الثورة الإشتراكية ، أي بجماهير العمّال و الكادحين فى المدن و الريف . لا يمكن إنجاز الثورة دون مساهمة الشباب . تستخدم الطبقات الحاكمة كلّ من العصا و الجزرة لمنع الشباب من القيام بهذا . إنّها تدعو الشباب للعمل ضمن النظام القائم والمشاركة فى ألعابها . بيد أنّ الحلّ الوحيد هو تفكيك هذه الألعاب و المساهمة فى المعركة الثورية من أجل مستقبل مغاير و قابل للتحقيق .
#شادي_الشماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الطبقات و موقعها فى سيرورة الثورة فى إيران - برنامج الحزب ال
...
-
لمحة عن إيران المعاصرة - برنامج الحزب الشيوعي الإيراني ( الم
...
-
السياسة و الثقافة و الإقتصاد فى المجتمع الإشتراكي - برنامج ا
...
-
برنامج الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي– اللينيني – الماوي)
...
-
مقدّمة مترجم برنامج الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي– اللين
...
-
مراجع كتاب - عن الخطوات البدائية و القفزات المستقبلية -
-
عن الخطوات البدائية و القفزات المستقبلية - بحث فى ظهور الإنس
...
-
إبراهيم كايباكايا قائد بروليتاري شيوعي ماوي.
-
العلم أم البراغماتية ؟ مقتطف من : الخلاصة الجديدة للشيوعية و
...
-
القومية أم الأممية ؟ مقتطف من : الخلاصة الجديدة للشيوعية و ب
...
-
وحدة من أجل تحرير الإنسانية أم وحدة بلا مبادئ للحصول على- قو
...
-
لن يتحرّر أي إمرء دون تحطيم الدولة البرجوازية : دروس النيبال
...
-
كوريا الشمالية ليست بلدا إشتراكيّا
-
كوريا الشمالية – الولايات المتحدة : من يمثّل تهديدا نوويّا ح
...
-
هل يمكن أن توجد حركة شيوعية لا تصارع من أجل الشيوعية ؟
-
مجتمع جديد [إشتراكي ٍ] بعمق ثوري و تحرّري : اللبّ الصلب مع ا
...
-
هل هناك حاجة الآن إلى تلخيص علمي لتجربة الإشتراكية و تصوّر ك
...
-
هل نحن فى حاجة إلى تقدّم نوعي فى علم الشيوعية لقيادة المرحلة
...
-
طبيعة مشروع هوغو تشافيز و حدوده (1) - مقالات ماوية حول - الث
...
-
الخلاصة الجديدة للشيوعية و بقايا الماضي - تعمّق النقاش حول ا
...
المزيد.....
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|