|
مريكا -تطوّب- الشرق الأوسط لإسرائيل
أسعد العزوني
الحوار المتمدن-العدد: 4253 - 2013 / 10 / 22 - 16:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بات في حكم المؤكد أن أمريكا قد "طوّبت" إقليم الشرق الأوسط لإسرائيل،لأنها قررت مجبرة الإنسحاب منه ،والتمترس في إقليم جنوب شرق آسيا ،كي تحاول قدر الإمكان منع تمدد الصين في ذلك الإقليم.وما إستغلال أمريكا لإنتاج نفطها وبالطاقة القصوى قبل أيام "12 مليون برميل يوميا متجاوزة السعودية إلا مؤشر كبير على الهروب الأمريكي من إقليم الشرق الأوسط. الأمر ببساطة هو ان واشنطن قامت بالتنازل عن إقليم الشرق الأوسط لإسرائيل، وتطويبه لها لتصبح إسرائيل هي الآمر الناهي والتي تهيمن وتسيطر على مقدرات الإقليم وما أكثرها ،وتكون إسرائيل بذلك قد حققت هدفها المعلن سابقا "شعارك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل "لتتجاوزه ويصبح "شعارك يا إسرائيل من البحر المتوسط حتى بحر قزوين "، مسقط رأس يهود بحر الخزر، فيما نتلهى نحن بالشعار الكاذب "أمجاد يا عرب امجاد". كان متداولا سابقا أن أمريكا هي صاحبة القوة الوحيدة في المنطقة ، وقد أثبتت واشنطن أن بإمكانها ردع إسرائيل إن هي رغبت في ذلك، وتجلى ذلك أولا في أمر الرئيس الأمريكي الأسبق آيزنهاور بالإنسحاب من سيناء بعد العداون الثلاثي على مصر عام 1967 بمشاركة إسرائيل. كما أن الرئيس الأسبق جورج بوش الأب رفض منح إسرائيل قرضا مقداره 10 مليارات دولار ثمنا لمشاركتها في مؤتمر مدريد عام 1992،إضافة إلى رفض مشروع طائرة لافي ،لأن المسؤولين الأمريكيين إقتنعوا ان ذلك المشروع يضر بالمصالح الأمريكية، وتم إجبار رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحق شامير على المشاركة في مؤتمر مدريد والجلوس مع العرب علانية وجها لوجه. منذ ذلك الحدث بدأ يهود يستشعرون الخطر الداهم عليهم من قبل أمريكا رغم أنهم هم المسيطرون على كافة مفاصلها السياسية والإقتصادية والمالية وحتى الإجتماعية ،إلى درجة أن أي مسؤول أمريكي أو عضو كونغرس ،إنما كان رهنا لإسرائيل ويعمل لتحقيق مصالحها ،وكان لا يخجل من إظهار دفاعه عن إسرائيل اولا ،إلى درجة أن المرشح الأمريكي للرئاسة أو الكونغرس كان يجبر على زيارة إسرائيل لضمان التأييد اليهودي. لذلك رأينا تكثيف الغزل اليهودي ضد أمريكا لصالح الصين التي تحث الخطى نحو قمة هرم العالم على انقاض أمريكا التي وجه اليهود أسهمهم إلى خاصرتها لتصيب مقتلا في القلب ،بسبب ضغطها عليهم لإنجاز حل سلمي للقضية الفلسطينية يكون بطبيعة الحال لصالح إسرائيل. لقد أحرجت امريكا إسرائيل من حيث لا تعلم، لأن جلوس إسرائيل مع العرب وفي مقدمتهم الفلسطينيين ،علانية وبحميمية ملحوظة ،أبطل إدعاء إسرائيل بأنها حمل وديع يحيط به 22 من الغيلان والحيوانات المفترسة،كما كانت تضلل العالم منذ نشأتها عام 1948 وحتى العام 1992 . رأى العالم بأم عينية ولمس بكل حواسه القبول العربي لإسرائيل إلى درجة أن مخابرات العالم كشفت أن هناك علاقات وثيقة سرية كانت تربط إسرائيل مع العديد من الدول العربية ،وأن إسرائيل كانت تصدر منتجاتها الصناعية للدول العربية على أنها من إنتاج دول أخرى لكن المسؤولين العرب المعنيين ،كانوا يعلمون أن تلك الصناعات جرى إنتاجها في إسرائيل وأنها دخلت الدول العربية من إسرائيل. وتبين للعام ايضا بعد العام 1992 أن العرب لا يريدون رمي اليهود في البحر المتوسط ،وأن الفلسطينيين بموجب أوسلو تنازلوا عن ثلثي فلسطين لإسرائيل،ويدرك العالم كله ان إسرائيل هي المعيق الوحيد للسلام في المنطقة ،وبتنا نسمع هذا القول من الأوروبيين وحتى الأمريكيين ،الأمر الذي أدخل الرعب في قلوب القادة الإسرائيليين ،ولا ننسى أن عواصم اوروبية معروفة عقدت محاكمات لقادة إسرائيل وحاولت إعتقال بعضهم وجرى إعتقال أحدهم في لندن قبل أيام. إسرائيل ل تغفر لمن يخطيء معها ،لأن نسيجها متين في الغرب وحتى في الشرق ،وما أعطاها هذه الميزة هو غياب الاخر وهو العرب والمسلمين لأنهم وعلى ما يبدو غير معنيين ،ولو كانوا معنيين لما إستفردت إسرائيل بالعالم تحت التهديد والوعيد وتصوير العرب بأنهم أكلة لحوم البشر. لقد أخطأت أمريكا بحق إسرائيل مرارا حسب وجهة النظر الإسرائيلية التي كانت ترى في إسرائيل دولة فوق القانون ،وهذا ما قتل الرئيس الأمريكي الأسبق جون كينيدي منتصف ستينيات القرن المنصرم عندما إستدعى رئيس الوزراء الإسرائيلي في تلك الحقبة بن غوريون ، وناقش معه ملف إسرائيل النووي وطلب فتح هذا اللمف علانية بقوله :إلى متى ستبقى إسرائيل فوق القانون الدولي ؟
بناء عليه قررت إسرائيل طرد أمريكا من المنطقة، ساعدها في ذلك تحالفها مع الدول العربية ،ضد إيران التي باتت هي العدو الرئيسي للعرب ،بينما أصبحت إسرائيل صديقتهم وحليفتهم واملهم في القضاء على إيران. الربيع العربي كان من العوامل المساعدة في إضعاف الموقف الأمريكي في المنطقة ،حيث دخلت إسرائيل على الخط ،وها هي تؤيد وبشدة إنقلاب السيسي في مصر، وها هي إسرائيل تسرب أن الرئيس السوري بشار الأسد سيوقع تنازلا رسميا عن الجولان مقابل ضمان حكمه لسوريا. كل ذلك يؤشر على أن إسرائيل بدأت ترسخ نفسها وصية على المنطقة وها هي تستغل البرنامج النووي السلمي الإيراني ،لتحقيق أهدافها ،مستغلة حالة العداء العربي لإيران. صحيح ان إستراد أمريكا من النفط العربي لم يتجاوز 10 % من إحتياجاتها ، بمعنى أن النفط العربي لم يكن ملكا لها ،لكنها كانت في ترى في الفضاءات العربية مسرحا لقواتها البرية والبحرية والجوية بعد توحيد ألمانيا وغزو وإحتلال العراق. أمريكا الآن تقع تحت الضغط الإسرائيلي وفي مواجهة التنين الصيني وتململ الدب الروسي ،لذلك قررت الهروب من هذا الإقليم ،وليس بعيدا إعادة خلخلة وتشطير أمريكا ،خاصة تنفيذ رغبات الولايات الشمالية الغنية التي أبدت رغبتها في الإنفصال عن الولايات الجنوبية الفقيرة.
#أسعد_العزوني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قطر تنجح في إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين من سوريا
-
مفاوضات واشنطن ...الكونفدرالية مع الأردن
-
الأزمة المالية الأمريكية ... الضربة اليهودية القاضية
-
فتاوى النكاح ..حرف للعقل عن مساره السليم
-
السيسي فرعون مصر لا عزيزها
-
إيران النووية تجبر أمريكا على الإنحناء
-
الكيماوي السوري-بصمة الإدانة
-
الكيماوي العربي في مهب المصادرة
-
التغلغل الإسرائيلي في أفريقيا
-
القاعدة في سوريا...المدخلات والمخرجات
-
الإستسلام ما قبل السقوط
-
أم الجرائم
-
أسرار العدوان الأمريكي على سوريا
-
الحراك الشعبي العربي..دروس وعبر
-
ضربة سوريا ..قراءة أخرى
-
قطر ..سهيل 1 ..العزّ في العزّة
-
الأردن ..دولة فلسطينية ..مبادرة حوتوفلي
-
عودة حكم مبارك
-
مكالمة من الكاهن عبد الله السامري ..العرب اليهود وصل وتواصل
-
حماية المسيحيين في مصر ..دعوات مشبوهة
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|