أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توفيق عبد الصادق - حركة 20 فبراير بين الآمال والمآل: نموذج للفهم














المزيد.....

حركة 20 فبراير بين الآمال والمآل: نموذج للفهم


توفيق عبد الصادق

الحوار المتمدن-العدد: 4253 - 2013 / 10 / 22 - 07:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حركة 20 فبراير بين الآمال والمآل: نموذج للفهم

شكل ظهور حركة 20 فبراير للكثير من المغاربة، بداية الآمال في بناء مجتمع الحرية والديمقراطية والكرامة الإنسانية ، بعد أن أعياهم الصبر على واقع سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي، كل المؤشرات والإحصائيات تقول أنه متردي، رغم الشعارات المرفوعة، من إصلاح سياسي وتحقيق للتنمية البشرية واحترام لحقوق الإنسان، تحت مسمى "النموذج المغربي الاستثنائي"، كتأكيد لتميز وضع المغرب عن بلدان الربيع العربي.
ويمكن اعتبار الدينامية المجتمعية التي أفرزتها حركة 20 فبراير، كمرحلة تؤرخ لعلاقة جديدة بين المجتمع والدولة، يعاد فيها الاعتبار للمجتمع والقوى الحركية الاحتجاجية، كمتغير مستقل ومهم في علاقتهم بسلطة الدولة. كما أن هذا الحراك أعاد الاعتبار للشارع كفضاء عمومي في تفاعلاته مع الدولة ومن أهم الظواهر التي نتجت عن تغيرات هذا الشارع، على مستوى تطور تأثيراته، تجلت في ظهور قوى اجتماعية جديدة ومؤثرة، كفئة الشباب والطلبة ومستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي، كقوى خارج المؤسسات التقليدية مثل الأحزاب والنقابات ومؤسسات المجتمع المدني، وهذا ما يفسر انتقاد شباب الحركة لغالبية الأحزاب والتنظيمات النقابية والمدنية ورفض وصايتهم، في العديد من مسيراتهم وشعاراتهم المرفوعة، باعتبارهم مساهمين ومشاركين للنظام السياسي في الوصول بالمجتمع لحالة التردي هاته.
ولا شك أن التراجع وحالة الوهن التي أصابت الحركة، للحد الذي دفع البعض بالقول بموت الحركة وانتهائها، يدفعنا لطرح السؤال الملح والمهم في نظرنا، والذي يشاركنا فيه كل نشطاء الحركة والباحثين والدارسين بل وعموم المغاربة. ما مصير حركة 20 فبراير الآن؟
في الحقيقة ما يهمنا هنا ليس إعطاء الجواب، فلكل منا أجوبته وفق قناعاته وتحليلاته ومبرراته، بل هناك كثيرين من لهم حكم سلبي مسبق على الحركة حتى قبل انطلاقتها، بقدر ما يعنينا الإشارة إلى دراسة مهمة لأطروحة الدكتوراه بعنوان " علاقة الإعلام بالحركات السياسية والاجتماعية والرأي العام"، نوقشت بكلية الإعلام جامعة القاهرة في منتصف 2010، للباحثة المصرية إيمان حسني، قالت فيها أن الدراسات العلمية أثبتت أن جميع الحركات الاجتماعية والسياسية على اختلافاتها، غالبا ما تتخذ مساراً ثابتاً لتطور حياتها، تمر من خلالها بعدد من المراحل الرئيسية، والتي تتنوع فيها وتيرة الاحتجاج :
1- المرحلة الأولى الحركة غالبا ما تبدأ بعملية جذب الانتباه.
2- المرحلة الثانية تنتقل جهود الحركة نحو عملية الحشد.
3- المرحلة الثالثة وهي مرحلة العصيان المدني وهي قمة الحدث الاجتماعي.
استرشاداً بهذا الطرح التفسيري ومن خلال التتبع لمسار حركة 20 فبراير، منذ انطلاقتها وعلى مر التموجات والمحطات التي مرت بها لأزيد من سنتين من عمرها الاحتجاجي ، خاصة في المدن التي كانت فيها الحركة أكثر دينامية واستمرارية (طنجة، الدار البيضاء، بني بوعياش...)، نلاحظ أن الحركة عاشت ومرت بالمرحلتين الأولى والثانية، أي مرحلة جذب الانتباه والحشد، غير أنها وحسب الكثير من المراقبين والباحثين لم تصل فيهما الحركة إلى التغلغل وسط الجماهير الواسعة، بما يمكنها من عملية الحشد القوي والفعال، بل اقتصرت وبقيت محصورة في أوساط نخبها الناشطة والداعمة لها، أي فئة الشباب المتعلم وبعض أنصار وشبيبات الحركات والأحزاب والجماعات المحتضنة للحركة، وهذا ما جعلها بقوة العامل الذاتي والواقع الموضوعي، لم تنتقل إلى المرحلة الأكثر تطوراً والتي تسمى "العصيان المدني"، كقمة وخطوة نوعية للحدث الاحتجاجي حسب الطرح التفسيري العلمي للحركات الاجتماعية. من هنا نفهم تحفظ ورفض قادة الحركة لبعض الدعوات التي كانت تنادي بالقيام بخطوة العصيان المدني (أطلقت ما من مرة هذه الدعوة في مدينة الدار البيضاء)، حيث لم تكن هذه الدعوات لتستمر إلى حدود 12 ليلاً ليدرك حركيي 20 فبراير أنهم معزولين وعددهم قليل، مما كان سيؤدي في حالة الاستمرار إلى تعريض أنفسهم للقمع بدون ادني نتيجة أو فائدة تعود على الحركة والعمل النضالي بالتقدم والتطور، ذلك أن الحركة لا زالت بعيدة على إيجاد نفسها بقوة الواقع الموضوعي، تدخل وتنتقل إلى هذه الخطوة.
بعد هذه المراحل والمسماة بدورة الحياة للحركات الاجتماعية، تصل الحركات إلى مفترق طرق لتصبح أمام خمسة سيناريوهات ومائلات مستقبلية:
1- النجاح في تحقيق الأهداف الأولية والصعود نحو تحديد وتكوين أهداف أخرى.
2- الفشل والميل نحو الانكماش والأفول.
3- سيناريو التعاضد من خلال تكوين تحالفات مع مختلف القوى المعارضة الأخرى.
4- سيناريو التجميد وفيه تجمد الحركة أنشطتها بسبب عملية القمع والاضطهاد، أوبسبب تغيير أهدافها وتوجهاتها.
5- تجنح فيه الحركة نحو الانخراط في المجرى الرئيسي للسياسات، وغالبا ما يحدث ذلك من خلال عقد صفقات سياسية مع الأنظمة القائمة، مقابل الحصول على بعض المكاسب المرضية للحركة و قادتها.
من المؤكد أن كل واحد منا سيجد نفسه يميل وينتصر إلى إحدى هذه المألات والمخارج الخمسة بشكل آو بأخر، لكننا نعتقد انه مهما تكن المواقف والأحكام ووجهات النظر حول مآل حركة 20 فبراير، ، إلا أن الثابت والمتفق عليه بالإجماع، أن حركة 20 فبراير، شكلت علامة فارقة في المشهد السياسي والحياة المجتمعية المغربية، وبالتالي على كل الأشخاص والقوى المناضلة والطامحة لمغرب أفضل أن تساهم وتسعى لتحقيق مطالب الحركة في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
[email protected]



#توفيق_عبد_الصادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موت الاستثناء الديمقراطي المغربي
- الاخوان المسلمين يسقطون انفسهم
- المَكَاسبْ تُخَصَصْ و الخَسَائرْ تُعَمَمْ
- قراءة في كتاب :الصراع السياسي في شبه الجزيرة العربية
- الانتقال الديمقراطي ، الانتخابات ، التعددية الحزبية : عناوين ...
- البندقية التي لا ثقافة خلفها تَقْتُلُ وَ لاتُحَررْ
- الحراك الشعبي وحركية المعطلين بالمغرب: نحو إدراك الفرصة السي ...


المزيد.....




- أوكرانيا تعلن إسقاط 50 طائرة مسيرة من أصل 73 أطلقتها روسيا ل ...
- الجيش اللبناني يعلن مقتل جندي في هجوم إسرائيلي على موقع عسكر ...
- الحرب في يومها الـ415: إسرائيل تكثف هجماتها على لبنان وغزة ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام تسفي كوغان في الإمارات ب ...
- اتفاق الـ300 مليار للمناخ.. تفاصيله وأسباب الانقسام بشأنه
- الجيش اللبناني: مقتل جندي وإصابة 18 في ضربة إسرائيلية
- بوريل يطالب بوقف فوري لإطلاق النار وتطبيق مباشر للقرار 1701 ...
- فائزون بنوبل الآداب يدعون للإفراج الفوري عن الكاتب بوعلام صن ...
- الجيش الأردني يعلن تصفية متسلل والقبض على 6 آخرين في المنطقة ...
- مصر تبعد 3 سوريين وتحرم لبنانية من الجنسية لدواع أمنية


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - توفيق عبد الصادق - حركة 20 فبراير بين الآمال والمآل: نموذج للفهم