|
بل ايمان وعقيدة معمّرة ...لو كانو يعلمون !!!..ردا على مقال سامى لبيب ايمان وثقافة مدمرة
شاهر الشرقاوى
الحوار المتمدن-العدد: 4252 - 2013 / 10 / 21 - 21:36
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
وجه صديقى الكاتب الكبير سامى لبيب مقالا مهما جدا كما هى العادة فى جميع مقالاته الى من اسماهم . اصحاب الايمان الاسلامى ذو الوعى والثقافة قائلا(...يعتنى هذا المقال بالبحث فى مصداقية أصحاب الإيمان الإسلامى ذوى الوعى والثقافة بالتراث والنص عندما يبشرون بالإسلام المتسامح الذى يقبل الآخر والمُعتنى بتعايش سلمى مع البشر , والمُتعاطى مع منظومات العصر كالديمقراطية وحقوق الإنسان فهل هم صادقون أم كاذبون مضللون مخادعون .؟!)
استثنى سامى لبيب هذه الطائفة المستنيرة او التى تدعى الاستنارة من وجهة نظره كما يبين فى مجمل مقاله ...من عامة المسلمين بالوراثة ...والذين فى تقديره لا يملكون اى حيز ثقافى او تنويرى من الثقافة الاسلامية والتراث ..بل اعطاهم ..صفر .. فى هذا المجال ثم قام مشكورا باستثناء شخصى الضعيف من هذه الطائفة المستنيرة ومثنيا على مشكورا..و احسبه صادقا فى تحيته وليس مجاملا .ولا متحيرا ولا شاكا فى نواياى ....باعتبار ما احمله من افكارورؤية للاسلام رؤية خاصة بحتة لاجمل الصور القبيحة فى الاسلام كما اسماها ولا املك ما اوثقها به من ادلة فقهية او ايات واحاديث يمكن ان اعول عليها فى اثبات صحة وصدق رؤياى لمحمد صلوات الله عليه وفهمى للقران .ومعرفتى بالله سبحانه وتعالى ..وهذا بالطبع ليس صحيحا ..على الاطلاق .قلست مبتدعا ولا مخالفا لظاهر الايات والاحكام والموضوع ولكن فقط متدبرا للنص وللاحداث وللقصص واغوص بفضل الله فى بحر المعانى لا فى بحر الاغانى .باحثا عن الدرر واللألئ فى كنز القران الذى لا ينضب ولا يجف ولا تنتهى عجائبه ولا تنقضى انواره
المقال فى مجمله .لا غبار عليه ..الا فى بعض النقاط ابينها تباعا ...واوافقه تماما على ان هناك من يدعى الاستنارة والحداثة الفكرية ..ليظهر للناس وكانه يواكب العصر بكل معطياته ..ولكن بداخله يقبع انسان ..لا اقول سلفى او اصولى .او متحجر الفكر ...ولكن يقبع فى داخله انسان جاهلى ...وثنى يعبد اصناما .ونصوص وقوالب واشخاصا .. بل واحيانا اوهاما وشيطانا .وهو لا يشعر . .. توصلت الى هذا الراى من الذين كشف عنهم القناع فى الاحداث الاخيرة بعد ثورة 30 يونية ..والتى اظهرت قامات اسلامية وفكرية كنا نتصور انها ابعد ما يكون عن الفكر الهمجى والقمعى و الارهابى .اظهرتهم على حقيقتهم وحقيقة افكارهم العنصرية الضاربة فى اعماق وغيابات الجب والكهف المعرفى....
يرى سامى لبيب ان السلفيين رغم فجاجتهم هم اكثر الاسلاميين شفافية وصدقا مع انفسهم فى الاعلان عن حقيقة ما يعتقدونه .. ربما تكون محقا الى حد كبير ...لكن هذا لا يعنى انهم وحدهم كذلك ..ولا يعنى ايضا ...وهذا هو الاهم ..انهم يمثلون الاسلام بوجهه الصحيح ...كل ما يفعلونه انهم يريدون ان ينقلوا لنا الماضى كله .بكل ما فيه وما يحتويه.دون ان يضعو فى حسبانهم حساب الزمن والبيئة ...اعتقادا منهم ان زمان وبيئة الرسول هو الزمان والمكان والسلوك والبيئة الامثل فى الوجود متمثلين لحديث النبى صلوات الله عليه ..خير القرون قرنى .متناسين ان الخيرية هى خيرية تخصصية لظهوره فى هذاالزمان كنقطة تحول فى التاريخ البشرى والنظم المجتمعية كلها ..وليس المقصود ان الحياة والخيرية تتوقف عند هذاا الزمن وهذا القرن بالتحديد ..قلا يصح بعده اى تجديد مع ان هناك حديث ان الله يهيئ للامة كل مائة عام من يجدد لهم دينهم وفق كل عصر
يخوض بعد ذلك صديقى سامى لبيب فى موضوع المقال الاساسى وهو موضوع التقية فى الاسلام معتبرا هذا منتهى الكذب والتدليس والخداع للاخر من منطلق سماح تشريعى وفقهى يسمح للمسلم بالتلون والنفاق والرياء كى يتقى شر الكافر او حتى كى يتمكن من خداعه واستغلاله طالما كان فى حالة ضعف
لن الومك يا سامى على تصورك هذا ...فانت اتيت من التراث الفقهى ما يعضد رايك ويثبته .من قضايا الناسخ والمنسوخ وشرح الفقهاء لايات من القران ومواقف وروايات تثبت بها وجهة نظرك ناهيك عن الفقه الشيعى المبنى كله ..كله على التقية ... غاية ما هنالك انك اعتبرت قضايا خلافية بين فقهاء المسلمين انفسهم انها قضايا لا خلاف فيها ابدا وانها من المعلوم من الدين بالضرورة ...واقصد على التحديد قضاية الناسخ والمنسوخ ..والتى اتحفظ عليها بصورة شخصية وانا مع الرافضين لها .... .فما تتصوره تناقض فى الايات هو فى حقيقته اختلاف فى الظروف والحالات ... .وكل ما هو مثبوت فى القران الان يعمل به وفق الظرف الحالى او الحاضر ووفق الفهم الباطنى للاية والمعنى العام وروح النص ككل مفهوم التقية انت اتيت بما يوضحه ..ولا شئ غير ذلك ..وهو:
لصَّحَابَةِ ، وَمُجَاهِدٍ مِنَ التَّابِعِينَ " . ويُشْتَرَطُ لِجَوَازِ التَّقِيَّةِ عندَ أهلِ السنّةِ أَنْ يَكُونَ هُنَاكَ خَوْفٌ مِنْ مَكْرُوهٍ ، وأَنْ لاَ يَكُونَ لِلْمُكَلَّفِ مُخَلِّصٌ مِنَ الأْذَى إِلاَّ بِالتَّقِيَّةِ ، وَيُشْتَرَطُ أيْضا أَنْ يَكُونَ الأْذَى الْمَخُوفُ وُقُوعُهُ مِمَّا يَشُقُّ احْتِمَالُهُ. كما يَنْبَغِي لِمَنْ يَأْخُذُ بِالتَّقِيَّةِ أَنْ يُلاَحِظَ أَنَّهُ إِنْ كَانَ لَهُ مُخَلِّصٌ غَيْرُ ارْتِكَابِ الْحَرَامِ ، فَيَجِبُ أَنْ يَلْجَأَ إِلَيْهِ ، وأَنْ يُلاَحِظَ عَدَمَ الاِنْسِيَاقِ مَعَ الرُّخْصَةِ حَتَّى يَخْرُجَ مِنْ حَدِّ التَّقِيَّةِ إِلَى حَدِّ الاِنْحِلاَل بِارْتِكَابِ الْمُحَرَّمِ بَعْدَ انْقِضَاءِ الضَّرُورَةِ
كانت هذه الفقرة كافية جدا وتغنيك اساسا عن استخدام فقه التقية ..للاستدلال على ان الاسلام يبيح الكذب والخداع والتدليس .على من يختلف معه فى كافة الاحوال
الذى يحل كل هذه الاشكاليات يا سامى شيئا واحد بسيييييط جدا جدا الا وهو ان نفرق بين مصطلح (المختلف معى عقائديا ) وبين مصطلح (عدوى ) ..لو اتفقنا على هذين التعريفين ..لانحلت جميع المشاكل المترتبة عن الخلط بين التعريفين .بين المسلم وغيره ..مهما كانت عقيدة الغير اما بخصوص قصة عمار بن ياسر .واية الا ان تتخذو منهم تقاة ..والتى اتخذتهما كدليل على مشروعية التقية بالصورة الهزلية والمقيتة والتى تفرغ الدين والايمان من مضمونهما حتى لو اتبعت مع غير المسلم والتى فى الحقيقة انت غير مسئول عنها على الاطلاق ..بل هو لبس فى الفهم التبس علىبعض الفقهاء فلم يفرقو بين العدو وبين المختلف معى ولم يفرقو بين حالات الحرب والضرورة وبين حالات السلم والاستقرار ..فهى كالتالى :
ال ياسر كانوعبيدا عن ابى بن خلف ..وقد امنو بدعوة محمد .واسلمو بدون رغبة او موافقة سيدهم ومالكهم ...على غير ما كان متبع قبل الاسلام ان العبيد يتبعون سادتهم فى كل شئ حتى فى عقيتهم الوثنية .الصنمية ... فقام الظالم المستبد ابى بن خلف بتعذيبهم عذابا شديدا حتى مات ابوه وقتلت امه سمية اول شهيدة فى الاسلام طعنا بحربة ابى بن خلف لانه رفضت ان تسب محمد وبصقت على وجهه ...اما عمار فلم يتحمل العذاب وسب محمد صلوات الله عليه ظاهريا حتى يخلى سبيله ويكف عن اذاه ولما ذهب لرسول الله بكى عنده قائلا ما تركونى يا رسول الله حتى خضت فيك ...اى حتى سببتك .فقال له الرسول ...كيف تجد قلبك يا عمار ؟؟؟قال مؤمن يا رسول الله ...فقال له الرسول ..ان عادو فعد ..
هذه هى التقية ورخصتها ...هى اختلاف قدرات وتحمل للبشر على العذاب القاتل ...فى الظروف القهرية ...وليست رخصة للخداع والكذب على المختلف معى فى اى ظرف وتحت اى مسمى . وفى جميع الاحوال.
.ابى بن خلف يا سامى فى هذه الواقعة لم يكن مجرد مختلف مع عمار وال ياسر فى وجهة نظر ...فاثر السلامة ...لكنه قام بالتعذيب والقتل ... ..ويكفيهم شرفا ان الرسول بنفسه بشرهم بالجنة قائلا لهم ...صبرا ال ياسر ...فان موعدكم الجنة..حيث ان المسلمين وقتها مستضعفين جدا ..ومقهورين .لانهم كانو يطالبون بالحرية ..وخاصة حرية العقيدة ..والوحدانية لله وبالفعل اثبتت الاحداث بعد ذلك ان حياة عمار بن ياسر كانت خيرا له وللاسلام .. وقد ابلى بلاءا حسنا بعد ذلك فى حياته سجله التاريخ باحرف من نور ...
اذا الاصل ان اتخذ التقية فى الضرورة القصوى مع الاعداء فى حالة الحرب .اذا خشيت على حياتى ان تضيع هدرا بلا فائدة حبذا لو اننى يمكننى ان افيد الاخرين بوجودى حيا اكثر من كونى مقتولا بلا فائدة
كلمة اخيرة ليس من المنطق .ولا من الطبيعى ولا من المعقول ولا من المتصور ولا من المتخيل ...ان يكون هناك . قائدا ..زعيما ..حكيما .مربيا ..نبيا.. كما نؤمن نحن او حتى مدعيا كما تؤمنون انتم .يقوم بدعوة الناس ..الى مكارم الاخلاق واهمها الصدق والامانة ...والحلم .. والى كل ما دعى اليه الاسلام من مبادئ الحق والعدل والسلام وعدم اتباع الهوى فى الحكم بين الناس حتى لو كان بيننا وبينهم كراهية ..ليس من المنطق ولا من دواعى التصديق ان نصدق ان من قال كل الاحاديث التى تدعو للصدق ..وتنهى عن الكذب ...والذى حدد الرسول ثلاث حالات فقط بعينها يباح فيها الكذب لا باعتباره كذب ولكن مجاملة للزوجة او الاصلاح بين الناس او حماية للوطن بالنسبة للاسير .وهى معروفة لغير المسلمين قبل المسلمين ... ثم بعد ذلك .يكون هو واتباعه واصحابه اول من يخالف هذه التعليم ....والا ما كان نجح ونجحت دعوته واقيمت دولته التى غيرت العالم ...وحررته من اسر الجهل والكهانة والفرس والرومان . .نجاحا مبهرا ..معجزا مهما انكر المنكرون وجحد الجاحدون .وخدع النفسهم المخادعون
واكتفى بهذا القدر ..
وكنت احب ان اعلق على موضوعك ذاته . كى تكون الفائدة اعم وايسر على المتابعين للحوار بينى وبينك غيرانك تعلم مبدئى ...وتحفظى على بعض المعلقين من زوارك ومحبيك . والتى لاتمت الى الحوار المتمدن بصلة من قريب او بعيد . والسلام عليكم..
#شاهر_الشرقاوى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لأ فيه عقل ..وفيه منطق .وفيه فهم .. ..المشكلة عندك مش عندنا
...
-
ردا وتعقيبا على مقال المبدع سامى لبيب ايمان يحمل فى احشائه ع
...
-
بين الصفة والوصف والموصوف .يتوه الانسان ويتحير ويطوف
-
العقل كالحصان .نصل به الى باب الرحمن .ولا ندخل به عليه ..ادب
...
-
الاسراء والمعراج ..ليلة الحرية ..والجائزة العلية4 واخير
-
الاسراء والمعراج ..ليلة الحرية ..والجائزة العلية3
-
الاسراء والمعراج .ليلة الحرية والجائزة العلية 2
-
الاسراء والمعراج ..ليلة الحرية ..والجائزة العلية
-
كتاب أنزل أليك ليدبرو اياته ....ادم عليه السلام 1
-
اللبس الشيطانى ..ما بين الفكر الالحادى والعلمانى .والسلفى وا
...
-
عن الوعى والجمال سألونى
-
الحب فى الاسلام والقران ...حال ومقام .وعمل بالاركان
-
عزة المسلم فى الوحدانية لا الوثنية...ولسنا الاغبياء
-
النكاح ليس كلمة قبيحة سيد نيسان سمو الهوزى
-
ما بين الامر.. بطاعة ولى الامر وبين الاستعباد..تتوه المعانى
...
-
الحقيقة والشريعة وعلاقتهما بالحق والطريقة1
-
بين الاستهزاء والاكتفاء ...تضيع الحقائق ومعانى الانتماء
-
المهتم واللامهتم ..أ يهم اكمل ...وايهم اجمل..ردا على مقال ال
...
-
قد تكون اخر المقالات..فلا والف لا ..للاهانات
-
يا استاذة ديانا احمد حلمك شوية ..واستنى لما نشوف الاخوان وال
...
المزيد.....
-
هآرتس: إيهود باراك مؤسس الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب
-
الاحتلال يسلم عددا من الاسرى المحررين قرارات بالابعاد عن الم
...
-
هآرتس: الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب أسسها إيهود باراك
-
السويد ترحل رجل دين ايراني دون تقديم توضيحات
-
10 أشخاص من الطائفة العلوية ضحايا مجزرة ارهابية وسط سوريا
-
الجنة الدولية للصليب الاحمر تتسلم الاسير الاسرائيلي كيث سيغا
...
-
الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الثاني
-
الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الاسرائي
...
-
إطلاق نار على قوات إسرائيلية في سوريا وجبهة المقاومة الإسلام
...
-
تردد قناة طيور الجنة الجديد بجودة HD على جميع الأقمار الصناع
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|