نضال الربضي
الحوار المتمدن-العدد: 4252 - 2013 / 10 / 21 - 17:13
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الثقة بالله – خاطرة قصيرة جداً.
نتكلم كثيرا ً عن الثقة بالله و الإيمان بتدبيره و نريد أن نضع حياتنا و أسرنا و مستقبلنا بين يديه، لكننا كبشر نكتشف أننا لا نعرف معنى الثقة بالله و الاتكال الحقيقي عليه.
عند أول مشكلة نتحزب و نبدأ باتخاذ الإجراءات الصدامية مع الآخر لأننا "نخاف" ما سيفعله، و لا "نثق" أن الأمور ستكون جيدة و نتيجتها كما نريد، و هذه مشكلة حقيقية لأننا قد قررنا مسبقا ً ما نريد، و قررنا أنه صواب، و قررنا أنه يجب أن نسعى له و نعمل و نسوي و نجهز و و و و ، و لم نترك الله يصنع شيئا ً.
في السياسة لا أحد يثق بالله و لا أحد يؤمن به، كل الناس على الحق و كلها تريد أن تنصر الحق و كلها تريد أن تنتصر من أجل الحق و كلها تقول "الله معنا"
يا سادة الله ليس معكم، لأنه إن كان معكم فهل هو ضد أبنائه الآخرين الذين أنتم ضدهم و هم ضدكم!
في الحقيقة أنكم أخرجت الله من الواقع و الحياة و أبقيتموه في الأفواه و استعطفتم أنفسكم باسمه في العقائد و الطقوس، فهو ليس معكم، لأنه رب الحب و المحبة و الإنسانية الجامعة و لا شأن له بكل تصوراتكم عنه و كلامكم الخبير بصفاته و طريقته في العمل و إرادته.
الخلاصة من هذا التأمل السريع جدا ً و الذي كان يمكن أن يكون طويلا ً جدا ً هي جملة قالها لي أحد الآباء الكهنة قبل سنوات طويلة:
"الإيمان هو الارتماء في أحضان الله و الاستسلام له استسلاما ً مُطلقا ً."
لو كنا نؤمن ما سال دم عبر التاريخ. جميعنا أخطأ بدرجات متفاوتة.
#نضال_الربضي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟