أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - علي فقير - حول مفهوم اليسار و ما يترتب عنه














المزيد.....

حول مفهوم اليسار و ما يترتب عنه


علي فقير

الحوار المتمدن-العدد: 4252 - 2013 / 10 / 21 - 12:25
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


إلى حدود التسعينات لا نجد في قاموس الصراع الطبقي بالمغرب إلا مفاهيم/نعوت: الثوري، التقدمي، الإصلاحي ،الرجعي، الملكي، الجمهوري. وكان طرفا التناقض الرئيسي يتشكلان من القوى التقدمية ( الحركة الاتحادية، الحركة الماركسية اللينينية، حزب التحرر و الاشتراكية، الحركة النقابية عمالية و طلابية، اتحاد الكتاب...)من جهة، و القوى الرجعية ( القصر و كل من يلتف حوله) من جهة ثانية.

من بداية التسعينات، برزت مفاهيم/نعوت جديدة، اختفت معها التقدمية و الثورية، لصالح مفهوم / نعت: اليسار/اليساري.

إن ترويج مفهوم اليسار بدل التقدمية له عدة خلفيات:

- الردة: كان هناك العديدة من المناضلين الذين قطعوا جميع علاقاتهم (تنظيميا، سياسيا و فكريا) مع الحركة الماركسية اللينينية المغربية، لذلك فضلوا استعمال مفهوم "اليسار الجديد" بدل من الحركة الماركسية اللينينية المغربية بهدف خلق غموض، و محو جزء من تاريخ الصراع الطبقي بالمغرب من الذاكرة الجماعية.

- المراجعة (التحريفية؟): هناك من تأثر بالموجة العالمية المناهضة للشيوعية، و التي ركزت نقدها الهدام على التجربة البلشفية عامة، و على المنظور اللينيني للثورة خاصة، هذا ما جعل العديد من "الماركسيين اللينينيين" القدماء يقتصرون على مفهوم الماركسية فقط و " تتشوك لحومهم" عند سماع أسماء لينيني، ماو...

- هناك العديد من الشباب يتأثر بآخر كتاب (إن لم نقل مقال) قرأه، فالوقت الذي لم يطلعوا بما فيه الكفاية على كتابات انجلز، ماركس، لينين، ماو...

- هناك بطبيعة الحال أموال باهظة تنفقها البرجوازية لترويج الفكر المعادي للثورة، المعادي ل اللينينية كممارسة ثورية، في محاولة تقديم الماركسية كممارسة إصلاحية (مختلف الأحزاب الاشتراكية الغربية، و في مقدمتهم الحزب الاشتراكي الفرنسي، يتبنون الماركسية كمرجعية فكرية).

أين يكمن الفرق بين التقدمية (حتى لا أقول الثورية)، و اليسار؟

اليسار هو مفهوم مرتبط بالمكان، و التقدمية مفهوم مرتبط بالزمان و المكان، مفهوم يعبر عن دينامية، مفهوم مناقض للجمود، فكر و ممارسة يتناقض مع الفكر المحافظ و مع الممارسة الإصلاحية...

مفهوم اليسار يفتح الباب أمام قوى غير تقدمية، أمام قوى رجعية لتدخل الجبهات الشعبية و تقودها نحو بدائل أكثر رجعية، نحو بدائل انغلاقية، نحو بدائل أكثر اختناقا ( étouffantes) للحريات العامة و الفردية.

ليست التقدمية عبارة فقط عن موقع في الصراع السياسي ضد نظام معين، فزيادة عن الموقف السياسي من النظام السياسي، فهي منظور فلسفي للعالم، مشروع سياسي، اقتصادي، اجتماعي، ثقافي ، مجموعة من القيم الإنسانية. إن التقدمية بديل يتماشى مع منطق عجلة التاريخ.

نجد في مغرب اليوم، أن طرفي التناقض الرئيسي يتشكلان من النظام المخزني و مختلف القوى المرتبطة به (أكانت "حداثية" أو إسلامية)، حيث تشكل الملكية الأسمنت الذي يرص صفوفها، هذا من جهة، و مختلف القوى المعارضة ( أكانت "يسارية"، ديمقراطية أو إسلامية) من جهة ثانية.

و يمكن الحديث عن التنقاضات الثانوية داخل الكتلة السائدة، رغم أنها محافظة في مجملها (الاتفاق حول الملكية، الرأسمالية، و المذهب السني)، فالفرق مثلا بين الاتحاد الاشتراكي و العدالة التنمية يتجلى في: ، الأول يريد بعض الإصلاحات في اتجاه " الحداثة"، و العدالة و التنمية تريد بعض الإصلاحات في اتجاه الماضي ألظلامي.

إن مشاريع المعارضة تتناقض كليا فيما بينها. فإذا كان الجميع مناهض للمخزن، فالبدائل المطروحة لا تسمح بتشكيل جبهة موحدة ذات أسس متينة. فالمشروع التقدمي ، مشروع مرتبطة بالمستقبل، مرتبط بالقيم الإنسانية التحررية، بالمساواة و في مقدمتها المساواة بين المرأة و الرجل، بإلغاء الاحتكار لوسائل الإنتاج و ما يترتب عنها من استغلال الإنسان للإنسان، مرتبطة بالعلمانية (عدم حشر و استغلال الدين في الصراع السياسي، و في تدبير الشأن العام...)،فالوقت أن البديل الإسلامي يطرح كشرط أساسي للتعامل مع الآخر "الاعتراف بإسلامية الأمة "، "رفض أي قانون يتعارض مع المرجعية الدينية" كالمساواة الفعلية بين المرأة و الرجل، يرفض إلغاء احتكار وسائل الإنتاج (باسم "فضل الله بعضكم على البعض في الرزق")...فهو مشروع ماضوي، مشروع رجعي، يتناقض كليا مع القيم الإنسانية.

هذه تناقضات فعلية، لكنها لا تعلو إلى مستوى تناقض عدائي. فالنضال الوحدوي الميداني ضروري في المرحلة الراهنة، على أساس الاحترام المتبادل، و هذا لا يعني المهادنة في الصراع الفكري، و المقارعة البرنامجتية.

العدو، عدو مشترك، عدو واحد: المخزن بكل تشعباته و امتداداته.



#علي_فقير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا حزب الطبقة العاملة؟
- حول شعار -إسقاط النظام-
- حول حزب الطبقة العاملة و فائض القيمة
- حول التشكيلة الاجتماعية والصراع الطبقي بالمغرب
- التمثيلية الشعبية
- حول ما يتعرض له النهج الديمقراطي
- في التحالفات: التجربة الصينية
- احذروا من سرطان ميكرو-كريدي
- حول المقاومة الشعبية
- الإسلاميون، اليساريون و الديمقراطية-


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - علي فقير - حول مفهوم اليسار و ما يترتب عنه