|
............أثر الاحلام على العقائد الاسلامية
عبده جميل اللهبي
الحوار المتمدن-العدد: 1213 - 2005 / 5 / 30 - 04:51
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نشأت بين المذاهب الإسلامية عقيدة كان لها الأثر الهائل في السيطرة على حياتهم الفكرية والاجتماعية والسياسية منها... وهي انه برؤية النبي في المنام فقد رؤى حقا..واصبح المسلمون يتلقون الأخبار والأحاديث التي يلقيها النبي عليهم في نومهم وبأنها أحاديث صحيحه لا يجوز الشك فيها ......... فنشأت نتيجة لذلك الخرافات والأساطير حتى أصبحت منتشرة في كتب الحديث عندهم ..وليس مستغربا أن نجد بين المسلمين من يغير الأحكام الشرعية أو يؤلها تبعا لما قال له النبي في المنام عنها..وفد يتعجب القارئ حين يجد حديثا عن النبي مصدره أحد الرواة الحالمين .. واجزم بان المسلمين من اكثر الأمم تأثرا بالأحلام من الناحية الاجتماعية ..أصبحت الكثير من عاداتهم وتقاليدهم مطبقتا بالخرافة والجهل من جراء ما يسبغ على أحلامهم من صبغة القدسية..... كما يعتقد بعض رجالات الدين من أن الأحلام تنطق أحيانا بالوحي .ومن الأحاديث التي تروى في هذا الشان للتأكيد ما نقله أهل السنة في إصحاحهم عن النبي انه قال ..من راني فقد راني حقا فان الشيطان ةلا يتمثل بي ).. وكذلك روى الشيعة عن أئمتهم انهم قالوا (من رانا فقد رانا حقا فان الشيطان لا يتمثل بنا).. وقد نشأت بين المسلمين من جراء ذلك مهنة خاصة وهي تعبير الرؤيا ..وهي مهنة تمنح صاحبها مكسبا وفيرا.. وقد اصبح تعبير الرؤيا علما قائما بذاته ومعترفا به ..واعظم من اشتهر في تعبير الرؤيا من المسلمين هو محمد بن سيرين،وقد نسبت إليه بعض كتب التعبير ، والمظنون أنها ليست له لانه مات عام 108للهجرة 0اى قبل عصر بداية تدوين الكتاب 00ولكن لمثل هذه الكتب رواجا كبيرا بين العامة من المسلمين بشكل ملفت للنظر بعد خلو الكثير من البيوت من هذه الكتب كما وصل الحال في كثير من الناس أنهم لا يرون في منامهم شيا حتى يسرعوا في الصباح إلى مفسر الأحلام لكي يطلعهم على ما يخبئ لهم القدر وقد يتقاعس أحدهم عن سفر أو يترك زواجا أو يلغى صفقة تجارية إذا رأى في المنام ما يخالف ذلك... وقد جعل المسلمون آدابا للرؤيا بحيث انه من المستحسن عندهم أن يستعد أحدهم لاستقبال الوحي عند نومه بقص الأظافر والغسل من الجنابة وان يكون جائعا وليس متخما ولايا كل البصل ونحوه والكثير من الشروط التي تقصم الظهر ... المهم ...إذا رأى المر في منامه مايظره فعليه أن يستغفر الله من شر الرؤيا حتى لا تضره في الدنيا والآخر وان يبصق نحو اليسار ثلاث مرات.... من يريد رؤية النبي في منامه :- وخصص لهذا الأمر الكثير من الكتب والفصول فالأمام أبو الحسن المالطي في كتابه(التنبيه والرد) يذكر لمن أراد رؤية النبي في المنام فعليه أن يغتسل ليلة الجمعة ثم يصلى ركعتين ويقرا فيها سورة ((قل هو الله أحد)) ألف مرة رأى النبي في منامه.... وهكذا اعتاد القوام من الناس اخذ جميع عقائدهم من محيطهم الذي نشاوا فيه وكثيرا متكون هذه العقائد باطلة وغير حقه ولبس من المستبعد أن ينام أحد هؤلاء العوام فيرى النبي وهو يؤيده في عقيدته أو يأمره . بان يشهر سيفه وينثال على الكفر ذبحا وسبيا... الأحلام والحكم على رجال التاريخ:- ووصل الأمر في بعض المحدثين الإسلاميين إلى درجة تبرئة الطغاة بمجرد رؤية حلم فلى ذلك فالمتوكل مثلا كان من اظلم الحكام وأكثرهم عربدة .ولكن كثيرا من المحدثين غفروا له سؤ أفعال بعد ما رأوا أحلاما تذكر بان الله غفر له... وكذلك ما حدث لتيمور لنك الطاغية . فقد روى ابن حجر الهتيمى أن أحد والقراء كان يذهب إلى قبر تيمورلنك ويقراء((خذوه فغلوه ثم الجحيم صلوه) وصار يكررها .ولكنه رأي في منامه ذات ليلة كان النبي جالس وتيمور لنك بجانبه.فانتهز الرجل تيمورلنك وقال له(ألي هنا ياعدوالله)واراد أن يأخذ بيده ويزجه عن جانب النبي 0فقال النبي : دعه فانهكان يحب ذريتي فأنتيه الرجل فزعا وترك ماكان يقراه000 ويروى ابن حجر على ذلك عددا من الأحلام التي رؤى النبي فيها وهو ينصح المسلمين بالإحسان إلى ذريته والعفو عن سئياتهم 0ويتخذ هذه الأحلام دليلا شرعيا لاعتراض عليه000 من هنا أتت قضية تقديس السادة أو أهل البيت000 الأحلام عند الشيعة : الطوائف الاسلاميه من هذا الأمر سواء00 فقد ذكرنا ابن حجر من أهل السنة ولكن رجال الشيعة لا يختلفون عنهم في ذلك000 وتنتشر بين الشيعة قصة مفادها أن لصا من قطاع الطريق تعرض ذات مرة لزوار الحسين فسلبهم أموالهم وأذاهم 0 ثم رأى في منامه ذات ليله كان القيامة قد قامت وان الناس قد حشروا للحساب وكان الحسين واقفا وبيده دفتر سجلت فيه أسماء الذين زارو قبره ولما جاء دور اللص نظر الحسين ألي الدفتر فوجد فيه اسمه 0 وقد تعجب اللص من ذلك وعلم اللص بان الملائكة سجلت اسمه في دفتر الزوار لان شيئا من غبارهم وقع عليه أثناء قطعه الطريق عليهم وقد دخل اللص الجنة بسبب ذلك فاستيقظ اللص وهو ينشد: إذا رمت النجاة فزر حسينا لكي تلقى الإله قرير عينا فان النار ليس تمس جسما عليه غبار زوار الحسين وانتشر هذا الشعر بين الناس واصبح عندهم كأنه من الآيات المنزلات ولى أن أقول بان الحسين الذي ثار في حياته على من استعبد الناس ونهب أموالهم لا يستطيع بعد موته للصوص وقطاع الطرق ولو انغمسوا فى الغبار المقدس إلي قمة رؤياهم 000 ولم يقتصر تأثير الأحلام في عقول المسلمين من الناحية السالفة الذكر وحدها 00 بل في نواحي كثيرة حتى في عقائدهم الشيخ احمد الاحسائى لا يعرفه الكثير وهو رجل جدير بان يعرفوه ويدرسوا اثاره0 له اتباع كثيرون وهم منتشرون اليوم في بعض نواحي العراق وإيران والسعودية 0 وقد اشتهرت هذه الطائفة بغلوها المفرط في الائمة الاثتى عشر نجد أن الشيخ الاحسانى استلهم معظم عقائدة المفالية من الاحلام واستند فيها الى الحديث المزعوم (من رانا فقد رانا حقا)000 وسيرتة حافلة بذلك 000 اودان لاتفوتنى الفرصة هنا لاشير الى ظاهره اجتماعية معروفةلدى المسلمين منذ قديم الزمان ولها صلة كبيرة بالاحلام وهي ظاهرة القبور الوهمية التي يزورها الناس ويتبركون بها وينذرون لها النذور بينما هي في حقيقة امرها لا سند لها من التاريخ ...... وقد قراءت للشيخ المفيد شيخ الطائفة الشيعية كلاما يؤيد فيه الاحلام ويفند اراء المنكرين لها..والايمان بصحة الاحلام عادة قديمة ورثها الناس من الشعوب البدائية ،والعوام قد اعتادوا ان ياخذوا عقائدهم من محيطهم الاجتماعي الذي نشاوا فيه .... الانسان يعاني دوما من صراع عنيف كامن في اعماق نفسه ،فهو يشتهي امورا كثيرة .ولكن الحياة الاجتماعية تظطره ان يكبت شهواته ويداريها، ومعنى هذا ان الانسان واقع بين حجري الرحى .. فالاداب الاجتماعية تفرض عليه نوعا معينا من السلوك ولكن غرائزه العارمه تدفعه على مخالفة ذلك السلوك وهو اذا حائر ملتاث يعاني صراعا نفسيا اليما .. ولكن الطبيعة هياءت له مخرجا يخفف به شدة ذللك الصراع ويظهر هذا التخفيف في صور شتى اهمها الاحلام... اذا.....هل بامكان المسلمين اليوم الوقوف قليلا امام تراثهم المليء بغباوة التاريخ ورذالة البشرية ..... ولماذا هم اكثر من غيرهم تمسكا باوهام الاحلام ؟.. وفي زمن كهذا وفي عصر صعد فيه الانسان الى سطح القمر .فهل صارت الخرافة والاسطورة غريزة جبل عليها العربي المسلم .. ..ام انها فطرة الله التي فطر الناس عليها؟!.........................................
#عبده_جميل_اللهبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سلمان رشدي .......الحقيقة الضائعة0
-
في زمن العولمة...ماهو مصير النص الديني؟
-
إيسياغولوجية التخلف عند العقل العربي المسلم
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|