أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سامي صلاح - تحرير سوريا أولا















المزيد.....

تحرير سوريا أولا


سامي صلاح

الحوار المتمدن-العدد: 1213 - 2005 / 5 / 30 - 04:42
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


وسواس الشعارات : لقد أصبح شعار تحرير فلسطين وسواسا يستحوذ على العقول، ويتسبب بآلية تفكير مرضية خطيرة، ويكاد المواطن السوري ينسى تحرير الجولان، بل ويكاد ينسى اسمه وهويته وقضيته وألمه، وإرادته وكرامته ووطنه الذي هو أحوج ما يكون للتحرير من كابوس الاستعمار المحليّ الذي يتسمّى بالوطنية؟
العصاب البعثي. : إنها آلية الإفساد البعثي الشوفيني الأصوليّ، التي دأبت على تدمير الشخصية الآدمية للمواطن السوري، وغسل دماغه وحشوه بأوهام العقائد الشمولية (وهي أسوأ ما استورده البعثيون من الغرب)، وقد دفع الغرب ضريبة دموية باهظة للتخلص والتحرر من هذه العقائد العنصرية العدوانية التي تجسدت بالنازية والفاشية سيئة الصيت.
لقد سخّر النظام البعثي الديكتاتوري كل وسائل التخريب المنظم لشخصية المواطن السوري خلال فترة حكمه، وخلق نظام إفساد شمل فيما شمل : التربية والتعليم، الإعلام، الثقافة، السياسة، الاقتصاد، والجغرافيا والتاريخ، وعسكرة الحياة المدنية والحزبية والاجتماعية والنقابية والفكرية، وصار ورشة لإنتاج الإنسان المد جن السلبي المريض المجرد من إنسانيته وحريته وكرامته وقدرته على الإبداع والعمل والعطاء، والمكبل بالخوف المرضي العصا بي المزمن.
الديانة البعثية : وقد أخذ البعثيون على عاتقهم من البداية فكرة نشر " ديانتهم " القومية المستوردة، وبعد أن استنفذت جدواها وتحولت إلى " خردة "، وبعد أن تغو طها الغرب، ولم يتمكن من هضمها، وهانحن نعاني ونقاسي الآ ن من " المغص " القومي المزمن، برعاية وحراسة أئمة البعث المعصومين، المفوضين من الإله البعثي المفترض بتقرير مصائر البلاد والعباد دون قيد أو شرط. ولا أرى فرقا بينهم وبين شركائهم وحلفائهم من التيارات الإسلامية الأصولية التكفيرية، إن من حيث العقائد، أو من حيث تبني الإرهاب منهجا وسلوكا، بهدف تفصيل عالم على مقاساتهم المشوهة.. الممسوخة.. بالقوة والقتل والإقصا ء المادي والمعنوي، إنها الكارثة التي نعيش فصولها في مناطق عدة من عالمنا، وأقربها إلينا : العراق.
النيوطالبانية البعثية ؟؟ : البعث الجاهلي عمل على تنسيب الماضي والحاضر والمستقبل إلى صفوفه، فصادر الزمان والمكان، وأعلن الجهاد ضد كل مخالف أو معترض في العالم أجمع. مثبتا تفوقه على الطالبانية، لم لا وهو الذي يمثل بالفعل نوعا من " النيو طالبانية"
منجزات مأساوية : وقد أنتج هذا النظام أجيالا من المهووسين المهلوسين العاجزين عن رؤية الحقيقة، وربط الأسباب بالنتائج، وقلب المفاهيم والمعادلات والصور رأسا على عقب. وبتنا إزاء حالة من العصاب الجماعي الذي يدمن الهرطقة والسفسطة والثرثرة الفارغة والجدل العامي الأشبه بالشعوذة والعبث والضياع في حلقة ميتافيزيقية مفزعة ومفرغة ومحكمة الإغلاق ومدوّخة. حتى صار المواطن السوري لا يثق بنفسه ولا بالآخر، قريبا كان أم غريبا، والعالم مؤامرة بمؤامرة، فلو اختلف مع أخيه أو أبيه أو زوجته لعزا السبب إلى مؤامرة خارجية، ولكل مشكلة مسببات خارجية. ونوايا تآمرية عدوانية تقف وراء كل شيء، فكم من الصعب إصلاح واقع كهذا؟ وكم سيستغرق ويكلف من الوقت والجهد؟ ولكن مهما يكن ذلك صعبا وشاقا، فلا مفرّ ولا مهرب لنا من هذا الاستحقاق والواجب السياسي الوطني الذي يعتبر أولوية وعنوانا للإصلاح والتغيير.
خطوة إلى الأمام: لو قمنا بمراجعة أولية بسيطة لما حشيت به أدمغتنا من معتقدات مقدّسة، نتعامل معها على انها بديهيات ومسلمات لا يرقى إليها الشك، ولا يأتيها الباطل، ولو أخضعناها للبحث والتحليل، ووضعناها تحت المجهر، وتجرأنا على طرح الأسئلة، فسوف نتوصل إلى نتائج لا تروق للحكواتي البعثي الذي يجتر قصص أفلام كرتون ويدفن رأسه في رمال الخيال غير العلمي.
تساؤلات : من كان المسؤول عن احتلال الجولان؟ ومازال مسؤولا عن استرداده؟ النظام البعثي الحاكم.. محتكر القرار؟ أم الشعب السوري المجرد من حقوقه ومن كل أسباب القوة والبأس والقدرة على اتخاذ القرار إزاء ذاته وإزاء وطنه المحتل من قبل زمرة من المهووسين البعثيين الذين يتصرفون كقطاع طرق ولصوص بلا حياء ولاخجل؟
لقد عجز هؤلاء عن استرداد الجولان حربا وسلما، فيما نجحت مصر ولبنان، فلماذا؟ ومن يتحمل مسؤولية ذلك الفشل؟ ولماذا يتناقض المنطق البعثي مع ذاته أو مع الواقع، حين يعلن إيمانه بأن المقاومة هي الخيار والطريق الوحيد للتحرير، ولا يترجم هذا الاعتقاد إلى فعل؟ هل نسي أن نفاقه الشعاراتي هذا سينفضح وهو يطبل ويزمر لبطولات وخرافات ومعجزات " حزب الله " الذي سرق الأضواء من القوميين ولاسيما البعثيين بألاعيبه السحرية البهلوانية التي تجيد فنّ إثارة الدهماء والغوغاء، تماما كما يثيرها " شعبولا" ؟
علكة سياسية : مما سبق نجد أن شعارات تحرير فلسطين والجولان والقضايا العربية ماهي سوى علكة سياسية ودعاية مملة لتسويق وترويج السياسات الاستعمارية البعثية في السوق السورية المحتلة. فكيف لبلد محتل أن يحرر أو يتحرر كيف لشعب أقصي عن الحياة السياسية أن يصدق مستعمريه المحليين ال" وطنيين " من آل قرقوش " وأزلا مهم من المهرجين الفاشلين؟

الشعب السوري يعرف أن الجولان جزء من سوريا المحتلة بعثيا، وليس العكس، وهذا يعني بوضوح أن الأولوية هي لتحرير سوريا والشعب السوري من الاحتلال العائلي الأسدي البعثي، وأن هذا التحرير هو الطريق السالكة لاسترداد الجولان، بل ولاستقرار المنطقة ككل.
أولويات

أيها المواطن السوري. قبل أن تفكر بتحرير فلسطين، فكر بتحرير الجولان، وقبل أن تفكر بتحرير الجولان، فكر بتحرير نفسك وأهلك وشعبك ووطنك السوري من الاستعمار البعثي الجاثم على حياتنا، مستنزفا أرواحنا وعقولنا وإرادتنا وطموحنا وأحلامنا وإنسانيتنا وأرزاقنا وكراماتنا وأرضنا وعرضنا وسائر حقوقنا.
لا بديل عن التحرر من الاستعمار البعثي الذي يتزيّا ويتقنّع بالوطنية، وهو العدو الأول للوطن والمواطن والشعب والتاريخ والإنسانية.

تحرير سوريا أولا، هو المهمة الديمقراطية الرئيسية لكل سوري وطني شريف، وهو بداية لبناء سوريا مدنية عصرية ديمقراطية منسجمة وإيجابية مع ذاتها وجيرانها والعالم ..



#سامي_صلاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تدجين المعرفة
- حرب نفسية ضد التغيير في سوريا


المزيد.....




- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...
- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سامي صلاح - تحرير سوريا أولا