أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الشعور والشعورية














المزيد.....

الشعور والشعورية


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4251 - 2013 / 10 / 20 - 11:18
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الشعور والشعورية
الشعور أو الفعل السلوكي الاستشعاري أو ما يسمى بالخاصية الشعورية عند الإنسان,كانت مثار جدل واختلاف كما حصل في الكثير من المصطلحات والمفاهيم التي تتصل بالنفس ومفهومها العلمي والسلوك ودلالاته ,ومرد كل ذلك لاختلاف الزوايا التي ينظر منها كل باحث أو دارس لها,أما لاختلاف المنطلقات الفكرية أو لاختلاف الأساسيات العلمية ,وبذلك ظهرت مدارس فكرية ونظريات تدعي أنها علمية كل تدور على نفس الأسباب الأختلافية ومن نفس المنشآت السببية دون أن يكون ولو حد أدنى جامع تأتلف عنده هذه النظريات والمدارس لتكشف عن تصور أساسي واحد ولا سيما نحن ندرس جوهر واحد وحقيقة واحدة .
الاختلاف يكشف عن البطلان والانحراف عن حقيقة المراد ألفهمي من خلال التغالب عن إنكار حقيقته الوجودية الأصلية التي يوردها النص التالي{أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ}المؤمنون115,عدم إرجاع ما يتعلق بفهم ما يتصل بذاتية الإنسان الى خالقة وصانعه ومصوره لما له من علم به ودراية بما صنع لا تتوفر لغيره وإن سعى لها فالعارف بالأشياء والعالم بالموجودات هو الذي يمكننا أن نثق ونتيقن بما يقول وأن نرد قولنا وكلمتنا عن الإنسان إليه ونبني على شاكلة بنيانه ووفق نفس الأسس {هَاأَنتُمْ هَؤُلاء حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }آل عمران66.
الله تعالى هو العالم بالسرائر والعوالم ونحن ليس لنا إلا ما ظهر لنا منها وتناولته عقولنا القاصرة من إفهام وحتى الملائكة والتي هم في مقام القرب من الله لا علم لهم بالإنسان إلا ما علمهم ربهم فيكيف يكون الإنسان عالما بما هو مستودع في علم الله ويبتغيه من غير مأخذه ومورده كمن يطلب الماء من جود العطشان الظامئ {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }البقرة30.
وبالعودة الى الشعور فأن النصوص القدسية تناولت فهما واسعا ومتشبعا له{وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَن جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ }القصص11,والكثير من النصوص النقلية تناولت الشعور وتفسيره كما تناولت الشعورية كحالة وصفية للإنسان مختصة به على مستوى الإدراك وعلى قاعدة إن الإنسان في حقيقته الشعورية كائن شعوري متحسس بما يشعر,كما صنفت النصوص الشخصية الإنسانية بموجب الشعور الى مستشعر {فَابْعَثُوا أَحَدَكُم بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَاماً فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً } الكهف19,متعاملين مع الأخر بالحس الشعوري,وبين شخصية لا تستشعر ما يدور حولها {نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لَّا يَشْعُرُونَ }المؤمنون56.
ومن هذا يتبين لنا أن النصوص القدسية تربط بين حالتين أحدهما الشعور وربطت بينهما على سبيل العلة والنتيجة((أَلاَ إِنَّ أَبْصَرَ اَلْأَبْصَارِ مَا نَفَذَ فِي اَلْخَيْرِ طَرْفُهُ أَلاَ إِنَّ أَسْمَعَ اَلْأَسْمَاعِ مَا وَعَى اَلتَّذْكِيرَ وَ قَبِلَهُ)) فلا شعور عند الإنسان إلا ومرتبط بحالة حسية تسبقه,فهو لا يشعر إلا بما يحس وما ينعكس من الإحساسات ما هو إلا شعوره المنعكس بالصورة التي تولد لديه حالة سلوكية نفسية أو عقلية معينة تستبعها بالضرورة وكما في النصوص السابقة(فَلْيَأْتِكُم بِرِزْقٍ مِّنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ) فعملية التلطف ما هو إلا إحساس بالخوف,كما إن النص أورد كلمة(وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً) .
أي لا تثيروا شعور أحد من الناس بوجودكم من خلال محسوساتهم وذلك بالتلطف المقصود في العبارة السابقة فالتلطف الحسي أي تقليل الأثر الحسي يولد بالضرورة تضعيف للاستشعار عند الأخر وهو مدلول النص ومفهومه للحس والشعور كما في الكم الكثير من النصوص التي تناولت الحس أو تناولت الشعور وربطت بينهما {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُم بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَاراً وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً }الكهف18,فالتقليب في الصورة التي أتى بها النص وما يولد من إحساس بكون هؤلاء الموتى إنما هم أحياء يستتبعه شعور أولا بكونهم أحياء وثانيا الشعور بالخوف والرعب من المنظر الصوري لهم فلا شعور بلا حس وإحساس بالماديات العضوية الوظيفية المعدة لهذه الخاصية
عليه لابد لنا في دراستنا هذه أن نتبين الآلية التي يشعر بها الإنسان ومباعث الشعور عنده في ضوء العلم الوضعي وبين العلم الرباني الذي جاء في النصوص القدسية من خلال مفهومي الحس والشعور,وكذلك التعريف التام للمفهومين والفوارق بينهما وما يشتركان به من خطوط وما يفترقان به من تقاطعات.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذاكرة الشرقية والتجربة الغربية
- الديمقراطية فلسفيا
- لا تنتظروا عودة كاظم _ قصة قصيرة
- الحس و الإحساسية
- الشخصية الإنسانية _ تعريف ومفهوم
- وداع مريم الاخير
- حقوق الأقليات _ قراءة في الفكر الإسلامي
- أهمية فهم المعاني لدارس علم النفس
- عقلنة العلم أم علمنة العقل
- في الفهم القرآني للنفس والسلوك _ الجزء الثاني
- فهم النفس فهم السلوك الجزء الاول
- جدلية صراع القيم
- قوة العلم
- أصالة الكينونة
- ما هو التأريخ ج1
- ما هو التاريخ ج2
- أزمة الفهم وتجسيد الأزمة
- البرغماتية الكهنوتية
- دور الفلسفة في التغيير
- أساسيات التغيير الفكري في أوربا


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - الشعور والشعورية