أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت السعيد - رسالة إلى الإخوان














المزيد.....


رسالة إلى الإخوان


رفعت السعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4250 - 2013 / 10 / 19 - 10:08
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ولكى أكون واضحاً تماماً هذه ليست رسالة مصالحة ولا تحالف، ولا هى رسالة شماتة، فما كانت هذه أخلاقى.

لقد واصلت انتقادكم وتحذيركم وتحذير الناس منكم أكثر من 37 عاماً. وأنتم ما تقبلتم لا التحذير ولا النقد. وكالعادة اكتفيتم بالشتائم والتكفير والتهديد. ونحن- أبناء الجيل القديم- نعرف بعضنا أكثر من غيرنا، فأنا من الجيل الذى عاصر جيلكم القديم فى طرة، وسجن بجناح الواحات. عشنا الزمن الصعب على امتداده، وكل منا يمتلك حلمه الخاص. وأبداً لم تلتق الأحلام ولا حتى الهواجس. بل كانت هواجسكم أحلامنا والعكس. والآن لعل من تبقوا من هذا الجيل المنقرض هم الأقدر على فهم بعضهم البعض. فتعالوا، وأنصتوا. أعتقد أننا نحن تعلمنا من دروس الماضى والحاضر، وراجعنا، وانتقدنا مقولاتنا، وحاولنا قدر الطاقة أن نقدم شيئًا لشعبنا ووطننا. فماذا عنكم؟ المحنة تلو الأخرى 1948- 54- 56 ثم الطامة الكبرى الآن، ولا تتعلمون. تعودون لممارسة ذات الأساليب وذات المواقف ولا تراجعون، فالافتراضات التى قالها الأستاذ البنا تحولت عندكم إلى عبادة، واعتبرتموها جزءاً مكملاً لدينكم، وما هى كذلك. وعشتم طوال تاريخكم تكررون الالتزام الحرفى بها وكأنها الدين ذاته، وما هى كذلك. فخذوا مثلاً «لعبة المصالح المشتركة مع الطاغوت» وخذوا «هذا المنهاج كله من الإسلام وكل نقص منه نقص من الإسلام ذاته». فالأولى جربتموها دوماً، خادعتم الآخرين باعتبارهم طاغوتاً وكل مرة ينقلب سحركم عليكم، ولعلكم ما زلتم تمضون فى ذات الالتزام النصى بما قاله الأستاذ البنا. العالم تغير. مصر تغيرت. ناسها تغيروا وأنتم لا تزالون تقيدون أنفسكم بقيد مصطلحات الماضى، وقد أتت فى زمان غير الزمان، وهل نسيتم الحديث «إن الله يبعث على رأس كل مائة من السنين لهذه الأمة من يجدد لها أمر دينها». رواه أبوهريرة. وقال الإمام الأسيوطى، ولا تشترط المائة سنة، فالتجديد الفكرى سُنة وفرض، وأنتم تعيشون فى عالم الماضى دون حرج. ولعلكم وأنتم فى عزلتكم ترون سير الزمان، تسيدتم السلطة والسلطان، فحكمتم، وتحكمتم، وأغلقتم قلوبكم وآذانكم عن كل نصح أو نقد أو عتاب، وأغضبتم الناس بتوحش فى النهم للسلطة، فتحول بعض التأييد الذى نلتموه إلى ندم، فإلى غضب، ثم إلى رفض. ونسيتم فى غمرة زهوكم واستعلائكم معنى قول الرسول الكريم «لا يؤم رجل أناساً هم له كارهون». وساقكم الاستعلاء إلى الاستحواذ، فإلى شراهة الأخونة.

فماذا بعد؟ والسؤال: هل تقبلون نصيحة من مثلى؟ لكنى أقولها لأبرئ ذمتى. الآن ما من مجال مرة أخرى لخلط الدين بالسياسة، العبث بالبشر والوطن وفق أوهامكم فى الخلافة هو معاندة لمسيرة تاريخ طوى صفحة الماضى بكل مرارتها، وأن العودة للعقل هى الحل. وهل آن لكم أن تدركوا أن وهم تحالفاتكم قد تبدد؟ أوباما تسحب من معيتكم، وأدانكم، وأشتون تنكرت، وأنكرت، وأردوجان يعانى، وسيسقط حتماً هو والغنوشى والبشير، والناس كرهتكم فماذا تبقى؟ يتبقى إعمال العقل، وتعالوا أقترح عليكم مخرجاً من نقاط محددة:

1- الاعتراف بثورة 30 يونيو وبخلع المخلوع فما من أحد خلعه الشعب، وعاد. 2- الجماعة صارت مذمومة، وهى غير قائمة، ولم يعد بالإمكان التمسك بعدم حلها. والجمعية كانت سفاحاً، وأموالها سحت، فإن رغبتم فى الدعوة للإسلام بصدق ودون مخاتلة، فلتكن دعوة فقط وباسم آخر مقبول. 3- أما الحزب، فليقبل حل نفسه، وله أن يعيد تأسيس نفسه بقيادة جديدة غير التى ارتكبت جرائم ستعاقب عليها. وعليه أن ينزع عن نفسه سمة الانتماء للإخوان، وأن يلتزم بعدم الخلط بين الدين والسياسة، وأن يكف عن التأسلم الذى أصبح مكشوفاً ومكروهاً. وبهذا وحده تنصفون أنفسكم، وتستبقون بعضاً من جماهيرية فقدت تماماً.

وباختصار: كونوا بشراً، ولا تزعموا أنكم مبعوثو السماء، واعملوا بالسياسة دون تمسح بالدين، لعلكم تفلحون.



#رفعت_السعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالحة مع نواب الأرض والسماء «2»
- المصالحة مع نواب الأرض والسماء «1»
- جماعة الإخوان.. مسيرة الصعود هبوطاً (3 - 3)
- جماعة الإخوان.. مسيرة الصعود هبوطاً (2- 3)
- جماعة الإخوان.. مسيرة الصعود هبوطاً (1 - 3)
- أتراك مع الأرمن وضد أردوغان
- الإخوان وإسرائيل
- درس خصوصى فى الإرهاب
- 30 يونيو .. وكيف غيرت العالم
- عن التنظيم الدولى الإخوانى «2»
- عن التنظيم الدولى الإخوانى (1)
- مأساة أردوجان مع 30 يونيو
- الإخوان وفقه العنف
- دستور لجنة العشرة
- رسالة إلى الذى كان مرشداً
- خرافات التأسلم الإخوانى
- الشخصية الفاشية.. من أين؟ وإلى أين؟
- سباقان.. الشعب والعشيرة
- دليل الحيارى فى أحوال ملة النصارى (2)
- الأستاذ بامية


المزيد.....




- قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رفعت السعيد - رسالة إلى الإخوان