أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - ضد الانحدار المشترك














المزيد.....

ضد الانحدار المشترك


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 4248 - 2013 / 10 / 17 - 09:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تواجه الأمتان العربية والفارسية انحداراً مشتركاً بسبب الصدامية المحافظة، خاصة في منطقة المشرق.
إن الحضور القومي المزدهر المعبر عن تفتح الخصائص النيرة والديمقراطية والإنسانية وُوجه بعقبات كبرى من داخل الأبنية الاجتماعية القديمة المحافظة، ومن عجز الفئات الوسطى الصغيرة المتصدية للقيادات السياسية الإيديولوجية، بحيث قامت القوى الطائفية المتشددة بالتنطع للقيادات وتوجيه الأمتين لمساراتٍ صداميةٍ متراجعة إلى كهوف التاريخ.
منذ القرون الوسطى عجزتْ الأشكالُ الدينية المحافظة المعتمدة على العنف والنصوصية الجامدة حيث حكم قوى(الأشراف) المنفصلة عن الناس المستغلة للعبادات البعيدة عن تقدمية الإسلام الموجِّهة المسلمين للتصادم والانغلاق في صدف متحجرة متعصبة، تقودُ إلى التقاتل بين المذاهب الكبرى.
إن قوى الشعبين كانت تستهدف إبراز القوميتين الكبريين قائدتي الإسلام في عصر النهضة وقد قدمت الكثيرَ من عناصر التفتح والتحرر الفكرية والسياسية، لكن هذه العناصر لم تصل لتكون رؤى تحديثية ديمقراطية وتفصلُ الجذورَ القومية عن عناصر التعصب، والقيمَ النهضويةَ الإسلامية المشتركة عن قواقع العنصرية.
وخلال القرنين التاسع عشر والعشرين الميلاديين كانت ثمة محاولات لاستعادة مثل تلك العناصر الديمقراطية الإنسانية، لكن القوى التحديثية لم تصل للقاعدة الديمقراطية المدنية العالمية، في تشكيل أنظمة حرة وعلمانية ذات جذور إسلامية إنسانية، حيث صراع الأغنياء والفقراء في ظل تنمية ديمقراطية مشتركة، وحيث قوى العمال والبرجوازية تتصارع تنموياً ووطنياً في ظل أنظمة برلمانية ذات صحافة حرة.
لقد وصلنا الآن إلى ما يقارب الهوة الكبرى حيث الانزلاق للحروب، ويقدم لنا الجانب الفارسي المتجه للتفتح عناصر لم تعد بقادرةٍ على القطع البنيوي الحاسم مع عناصر التخلف، فقد رفض المتنورون منذ خاتمي الرؤيةَ الديمقراطية الحديثة العلمانية العالمية، وجعلهم ذلك الرفض ينحصرون في زوايا ضيقة تُهاجم باستمرار ولم تُطرح إستراتيجيةٌ هجومية ضد قوى الإقطاع الديني السياسي، ولهذا فإن الرئيس الإيراني الحالي روحاني المتراجع حتى عن تلك الرؤية القاصرة المعبرة عن فئات وسطى صغيرة غير صناعية كبرى وغير عمالية وغير ذات حضور شعبي، يقدم فتاتاً متناثراً من علاقاتٍ عامةٍ لا تؤسّس سياسةً شعبية ديمقراطية ولا حداثةً طليعية تهزم قوى التخلف.
إن العودة لمراجعة فكر خاتمي وكل قوى التنوير الإيراني المتذبذب وإلحاقه بوعي البشرية الحديثة وقيادة الأمم الإيرانية لمساواة ومدنية وديمقراطية هي السبيل لفك الارتباط مع قوى التقليد الطائفية المنتجة للحروب وجر المسلمين للتصادم والتخلف.
وفي الجانب العربي الذي عاني من رؤية القومية العربية المتعصبة ينتقل الآن إلى بدء توجه القومية نحو الديمقراطية الملتبسة بدون حسم جوهري، وإلى صعود قوى النهضة المتعددة المنقسمة المتحدة ضد الرجوع الطائفي للوراء، وحتى الآن لم تصبح هذه رؤيةً عربية مشتركة واسعة الحضور بين الجمهور وإن كانت قد أخذت تتجه نحو ذلك.
إن تبلورها في أنظمة كبيرة مؤثرة تحتاج إلى تحالفات جبهوية بدون أن ينفرد فصيل بالحكم، وبدون أن تتحكم طبقة واحدة في شؤون الثروة، وأن تكون خطط التنمية الصناعية التقنية العلمية الجماهيرية العادلة بين مناطق كل دولة هي المعايير النهضة والحكم.
إن إنبثاق مثل هذا الحكم والبرامج في كل دولة عربية من خلال قواها السياسية وإرادات مثقفيها وجماهيرها الشعبية وبعزل قوى الطائفية والتعصب والحروب والتخلف قضية حاسمة وطويلة الأمد، وهي تتراكم في دول معينة حتى تغدو محوراً يجذب الشعوب العربية والإيرانية لنفس المسار.
إنه بدون تعاون ووحدة القوى السياسية الديمقراطية العربية والفارسية يستحيل حل مشكلات الشعوب المتعددة في المشرق، حيث تطرح القومية المتعصبة وواجهتها القوى الطائفية المختلفة على الجانبين التحكم المطلق في الدول وهو الطرح الذي يتقنع بمشكلات الناس والصراعات الاقتصادية الاجتماعية لتأجيج الصراع القومي الطائفي وليس حل مشكلات شعوبنا وتكوين رأي عام ديمقراطي متفتح إنساني في المنطقة.
لو أن المسعرين والملقين الحطبَ في الأتون يوجهون نقدهم لقوى التعصب والقومية الطائفية وبؤر التأزيم لخففوا وبينوا سبلَ الإصلاح والتعاون بين مختلف الأمم والمذاهب والشعوب في المنطقة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في جدلِ المعارضة
- عبدالفتاح إسماعيل ورفاقه (2)
- عبدالفتاح إسماعيل ورفاقه (1-2)
- نقابيةٌ مستقبليةٌ
- تراكمُ الإرثِ النضالي
- الشباب والماضي
- السيرُ للوراء
- حين تتسعُ الرؤيةُ تتطورُ العبارةُ
- علاقاتُ الوعيين القومي والديني
- القوميون في الخليج (2)
- الحركةُ القوميةُ في الخليج (1)
- الإيديولوجيا والواقع في الخليج
- العداءُ للرأسماليةِ في الخليج
- اليسارُ في الخليج (2)
- اليسارُ في الخليج (1)
- أشكالُ الوعي التي تتردى
- تطورٌ واقعي حذر
- تباين طرقِ التطور العربية
- صناعتان وسياستان
- العنفُ ذروةُ الطائفية


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - ضد الانحدار المشترك