أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان عبد الرزاق - الثورة السورية-غياب السياسة















المزيد.....

الثورة السورية-غياب السياسة


مروان عبد الرزاق
كاتب

(Marwan)


الحوار المتمدن-العدد: 4247 - 2013 / 10 / 16 - 22:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من أهم النتائج التي أفرزتها الثورة السورية السلمية, عودة الحديث السياسي إلى المجتمع السوري, والذي تمحور حول حق الشعب السوري في نيل حريته, واستعادة كرامته, وبناء دولته المدنية الديمقراطية الحديثة. مترافقا مع الفعل السياسي الثوري الذي تمثل في التظاهرات السلمية, التي طالبت برحيل الاستبداد, تحت شعار " سلمية, سلمية", و"واحد, واحد, الشعب السوري واحد".
لقد أرعبت التظاهرات السلمية النظام, او الفعل السياسي المدني السلمي, لذلك عمل منذ البداية على وأدها بطريقة وحشية لامثيل لها في العصر الحديث.
وفظاعة القتل التي واجه بها النظام المتظاهرين السلميين, دفع بهم إلى حمل السلاح للدفاع عن أنفسهم. حيث تم تأمين السلاح الفردي في البداية من مدخرات الثوار البسيطة, ومصاغ النساء, دون أي تفكير بالدعم الخارجي. ثم تدريجيا بدأت تترسخ القناعة بأن هذا النظام لن يرحل, ولن يسقط إلا بالقوة. وبالتالي اندفعت الثورة في مسار الثورة المسلحة. فبدأت تتشكل الكتائب المسلحة, وخاصة في الارياف التي شكلت حاضنة اجتماعية عظيمة للكتائب الثورية المسلحة. واصبحت بذلك الراية العليا للسلاح وليس للكلمة, او للسياسة, أو الفعل المدني الثوري.
وهنا يمكن الاشارة إلى أن قدر الثورة السورية أن تكون مسلحة, وليس كالثورة المصرية والتونسية واليمنية. إذ وجد الثوار أنفسهم أمام مفترق طرق صعب: إما حمل السلاح والدفاع عن انفسهم, أو الاستسلام والعودة إلى بيوتهم, حيث سيقوم النظام بجرهم كالأغنام إلى المعتقلات, وتنفيذ الاعدامات الميدانية كما حصل في الثمانينات. إلا ان الشعب اختار الطريق الاول, لأنه لم يعد بإمكانه العيش تحت حكم الاستبداد.
ومنذ بداية الصراع المسلح, برزت تحديات كثيرة امام الثورة السورية المسلحة, أهمها:
- البحث عن تمويل للسلاح, حيث أن التمويل الداخلي لم يعد كافيا, وخاصة أن الطبقة الرأسمالية من تجار وصناع, إما هربوا مع اموالهم للخارج, أو اصطفوا إلى جانب النظام. مما أجبر الثوار على اللجوء للخارج العربي والدولي, الذي أفرز بدوره إرتهانات للخارج لم تكن بالحسبان.
- تشكيل قيادة عسكرية مشتركة للكتائب المسلحة, على مستوى المدن, وعلى مستوى سوريا كلها, تمتلك رؤية استراتيجية وتكتيكية موحدة. وقد فشل الجيش الحر حتى الآن في تشكيل هذه القيادة, لأسباب اجتماعية وتمويلية.
- البحث عن قيادة سياسية للثورة. لأن الجانب السياسي في الثورة, أي اتحاد التنسيقيات, والهيئة العامة للثورة, وغيرهم من الهيئات الشبابية, الذين سارعوا إلى تشكيل وتنظيم القيادة السياسية للثورة, في المرحلة الاولى السلمية, والتعريف بأهداف الثورة وبرنامجها السياسي, تراجعوا أمام صوت السلاح, إلى الصف الثاني, ليعملوا في الاغاثة, وتأسيس المجالس المحلية لإدارة الخدمات الضرورية في المناطق المحررة. أو الاعلام على الفضائيات, والتي انحصرت مهمتهم بالدرجة الاولى, في الكشف عن جرائم النظام ومجازره, و توثيق وتعداد الشهداء. وقسم كبير منهم هاجر ليستقر في تركيا, او بعض الدول العربية والاوروبية.
ورغم اهمية الاغاثة, والاعلام, والمجالس الخدمية, إلا انه من المهم أيضا, فشل التنسيقيات والهيئات الجديدة للثورة, في الانتقال إلى طور أعلى, أي الانتقال الى تشكيل أحزاب أو تجمعات سياسية, تكون قادرة على قيادة الثورة سياسيا, وتساهم في توحيد الكتائب المسلحة, وتعالج الفوضى التي تسود المناطق المحررة, وتكون مقنعة للشعب سواء الذي يسكن في مناطق سيطرة النظام, أو في المناطق المحررة.
أما الائتلاف الوطني, ومن قبله المجلس الوطني, الذي اعترف فيه الثوار في الداخل ممثلا للثورة, ورغم ما قدمه للثورة من احلام واموال, الا أنه تبين فيما بعد اتساع الفجوة بينه وبين الداخل, بل والاساءة اليها, بوضعه الثورة على مائدة الدول العربية والغربية, مستجديا المال والسلاح.
والمسألة الهامة هنا, هي أن الائتلاف بدلا من أن يجعل اقامته في المناطق المحررة, ويشجع الناشطين على الارتقاء بنشاطهم المدني والسياسي, ويشكل معهم قيادة سياسية للثورة, إنما بالعكس ساهم في هجرة الناشطين إلى تركيا وغيرها, تحت مسميات مختلفة, مثل توسعة الائتلاف, الاغاثة, الاعلام, دورات واجتماعات مدنية وحقوقية. الخ.
حيث يبقى السؤال ضروريا ومطروحا منذ اكثر من عام: لماذا لا يجعل الائتلاف اقامته في الداخل السوري, في المناطق المحررة, مع بقاء بعض الرموز في الخارج كممثلين للثورة؟. إذا كان الجواب هو الخوف من الشهادة, فكيف سيكون مقنعا للشعب, ولمئات الآلاف الذين يقدمون أرواحهم يوميا, ويواجهون القصف والمجازر اليومية, سواء من المقاتلين, أو من المدنيين؟. ورغم عدم كفاية جواب كهذا, الا أنه من الضروري الاشارة إلى أن الائتلاف إذا أراد أن يكون قائدا حقيقيا للثورة عليه أن يكون في الداخل السوري. ليس فقط, من أجل تحويل نفقاته للداخل, رغم اهميتها, إنما من أجل تفعيل وإعادة احياء الجانب المدني والسياسي للثورة, والارتقاء بالفعل الثوري السياسي المدني, كي يكون النشطاء أكثر اقناعا للحاضنة الاجتماعية التي يمثلونها, والذين يساهمون بدورهم في الارتقاء بوعي هذه الحاضنة كي تستمر في دفاعها عن الثورة.
إن الفراغ السياسي في الداخل, أفسح المجال واسعا, أمام السلاح ليكون الحاكم المطلق في المناطق المحررة. كما أدى إلى زيادة التطرف الديني, و اتساع مساحة سيطرته, والذي لم يكن ملائما في السابق للسوريين. مما يُنذر بمخاطر عديدة تواجهها الثورة الآن وفي المستقبل.
لذلك تبدو الحاجة ملحة, لإعادة إحياء الجانب المدني والسياسي للثورة. ومع اليقين بأن الائتلاف, لن ينقل اقامته للداخل, وكذلك تجمعات المثقفين على الفضائيات في الخارج. لذلك يصبح المطلوب من الجميع العمل على ملء هذا الفراغ. وذلك بتشكيل خلايا منظمة, أو احزاب, أو تجمعات, تضم كافة الاطياف السياسية, برؤية وبرنامج سياسي واضح, في كل مناطق سوريا. والعمل على الاعداد لمؤتمر وطني سياسي شامل, يجمع هذه الخلايا, ويؤسس لقيادة سياسية حقيقية في الداخل. واخيرا يمكن الاشارة إلى العديد من المثقفين الذين يلاحقون الائتلاف بانتقاداتهم, بأن النقد البناء هو أن تعمل على البديل, وإلا يُصبح النقد لا أهمية له.
واذا كان صحيحا أن النظام لن يسقط إلا بقوة السلاح. أيضا استكمال طريق الثورة وانتصارها, وإعادة بناء الوطن, والدولة الديمقراطية الحرة, لا يمكن أن يتم إلا بإعادة بناء السياسة, ومنظمات المجتمع المدني, وحقوق الانسان في المجتمع.



#مروان_عبد_الرزاق (هاشتاغ)       Marwan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانقلاب العسكري في مصر وعودة النظام السابق
- من أحاديث الثورة السورية(1) طبيعة الثورة– العسكرة والاسلام- ...
- هل يمكن تفادي الحرب الأهلية القادمة في سوريا
- مسقبل الثورة السورية
- آفاق الثورة السورية
- عودة السياسة الى المجتمع السوري والحوار الوطني
- ربيع الحرية العربي(2)-محاولة للفهم
- ربيع الحرية العربي(1)-محاولة للفهم
- ثقافة الهزيمة والحرب الإسرائيلية السادسة
- ثنائية الدولة والمقاومة في لبنان
- الانتخابات والديمقراطية
- الوطنية السورية: بين الحلم والواقع
- تفكيك الاستبداد: بداية التغيير الوطني الديمقراطي في سوريا:
- سوريا: من سيكون المنقذ ؟
- سوريا: من سيكون المنقذ؟
- إعلان دمشق :هل يشكل خطوة الى الأمام؟
- بعض إشكاليات التحول الديمقراطي والإصلاح السياسي في البلدان ا ...
- (سورية على مفترق طرق (2&3
- سوريا على مفترق طرق (1 من 3)
- أزمة الفعل السياسي في المعارضة السورية


المزيد.....




- ماذا يعني إصدار مذكرات توقيف من الجنائية الدولية بحق نتانياه ...
- هولندا: سنعتقل نتنياهو وغالانت
- مصدر: مرتزقة فرنسيون أطلقوا النار على المدنيين في مدينة سيلي ...
- مكتب نتنياهو يعلق على مذكرتي اعتقاله وغالانت
- متى يكون الصداع علامة على مشكلة صحية خطيرة؟
- الأسباب الأكثر شيوعا لعقم الرجال
- -القسام- تعلن الإجهاز على 15 جنديا إسرائيليا في بيت لاهيا من ...
- كأس -بيلي جين كينغ- للتنس: سيدات إيطاليا يحرزن اللقب
- شاهد.. متهم يحطم جدار غرفة التحقيق ويحاول الهرب من الشرطة
- -أصبح من التاريخ-.. مغردون يتفاعلون مع مقتل مؤرخ إسرائيلي بج ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان عبد الرزاق - الثورة السورية-غياب السياسة