أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب طهوري - لا عيد هذه السنة..لا أضحية ....قصة قصيرة















المزيد.....


لا عيد هذه السنة..لا أضحية ....قصة قصيرة


الطيب طهوري

الحوار المتمدن-العدد: 4247 - 2013 / 10 / 16 - 11:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


امتلأت السوق عن آخرها بالكباش والنعاج والخراف وأشباه الكباش والخراف من البشر..
قال المشتري: كم ثمن هذا الكبش؟..
06ملايين..أجاب البائع.
وهذا الخروف؟..
03ونصف..
صاح الصغير : أريد هذا الكبش يا أبي..وأشار إلى الـ 06 ملايين..
تقدم الرجل ذو السحنة السمراء والأنف المعقوف من أحد الكباش..جسه..مسح على رأسه وقرنيه..
استدار الكبش إلى جاره الكبش: يريد التضحية بي هذا الرجل إذن..
مأمأ الجار..مأمات الكباش الأخرى ..مأمأت الخراف والنعاج ايضا..
ضرب الكبش بقرنيه الرجل ذا السحنة السمراء والأنف المعقوف..
ضربت الكباش الأخرى والخراف والنعاج الواقفين امامها من الباعة والمشترين..
هرجت السوق وماجت..
مزقت الكباش والنعاج والخراف الحبال والخيوط التي كانت تُربط بها فرادى وحلقات..
داست على الكثير من الباعة والمشترين..
طالبت الكباش البشرية المشترية استرجاع أثمان الكباش والنعاج والخراف التي اشترتها ولم تأخذها بعد من باعتها..ورفض الباعة..
صاح كبش بشري اشترى في وجه كبش بشري باع: سأضحي بك إذن ..ونطحه بسيفه فمزق بطنه..
قال آخر مشترٍ: أنت أضحيتي..ونطحه بعصاه فشج رأسه..
ثالث نطح ثالثا برأسه فحطم أسنانه..
تناطحت العصي وكأنها السيوف..
سالت الدماء بغزارة لم تعرفها سوق الكباش والنعاج والخراف من قبل أبدا..
وقفت الكباش والنعاج والخراف مبتسمة مندهشة وهي ترى الكباش البشرية يناطح بعضها البعض بعنف وحقد شديدين..
قال كبش حيواني لأخيه الكبشَ الحيوانيَ: ما أبشع إخوتنا البشر..
انتبهت بعض الكباش البشرية للكباش والنعاج والخراف الحيوانية وهي تخرج من السوق مستغلة تناطح الكباش البشرية ، فأسرعت إلى الأبواب تحاول غلقها..
غضبت الكباش والنعاج والخراف الحيوانية فضربت بأضلافها الأرض غاضبة ..ثم توجهت نحوالكباش البشرية ..دحرجتها على الأرض..داستها ومرت إلى الخارج..
سارت الكباش والنعاج والخراف جماعات جماعات..
امتلأت الشوارع بها..دخلت الدكاكين وأكلت مافيها ..أسواقَ الخضر والفواكه أيضا..مزقت قارورات الماء البلاستيكية وشربت ماءها..
عبر الهواتف علمت الكباش البشرية أن الشيء نفسه حدث في الأسواق الأخرى من جمهوريتهم والجمهوريات المجاورة لها..وفي المملكات أيضا..
احتارت الكباش والنعاج والخراف البشرية..
قال بعضها: جنت الكباش والنعاج والخراف..
قالت كباش بشرية أخرى: إنه الله يعاقبنا على أفعالنا..
ثالثة قالت: إنهم اليهود..صنعوا أدوية ما ونثروها في هواء الأسواق..استنشقتها الكباش والنعاج والخراف..فكان ما كان..
نادى المؤذنون في المساجد إلى الصلاة..خطب الأئمة ودعوا الله بكل خشوع إلى رفع هذه الحالة عن الكباش والنعاج والخراف..
بكت الكثير من الكباش البشرية البائعة بحرقة كبيرة وقد رأت أموالها تتبخر هكذا فجأة...
بكت الخراف البشرية الصغيرة أكثر أكثر..
حزنت الكثير من الكباش البشرية المشترية وقد أدركت استحالة أن تضحي في هذا العيد أو تسترجع أموالها من االكباش البائعة ..
وشاهدت الكباش والنعاج والخراف البشرية الكباش والنعاج والخراف الحيوانية ترعى جماعات جماعات في الحدائق والحقول والمروج والمزابل ..وكانت تتحرك مجتمعة غاضبة مهددة حين يحاول كبش أوخروف بشري ما التحرش بأي منها....
تمردت الأغنام التي كانت في المراعي على رعاتها ورفضت العودة إلى الزرائب..
رأت الأبقار والثيرا ن والعجول ما فعلته الأغنام فحطمت السلاسل التي كانت تقيدها ومزقت الحبال التي كانت تُربط بها وخرجت تملأ الشوارع والأزقة والطرقات ب
قالت الكباش والنعاج والخراف البشرية بعد أن زالت دهشتها: لقد وعت الكباش والنعاج والخراف والأبقار والثيران والعجول..
أكملت أخرى: وجن البشر..
ولم تعد تقول: قد جنت الكباش والخراف والنعاج والأبقار والثيران والعجول..
سطعت شمس ذلك اليوم كما لم تسطع من قبل أبدا..
ضحكت المروج والسهول والحقول والبحار والأنهار والأشجار والجبال والتلال كما لم تضحك في كل حياتها أبدا أبدا..
زقزقت العصافير وغردت الطيور كثيرا كثيرا..
سطيف:12/10/2013



#الطيب_طهوري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يعود عهد مبارك؟
- دعاة الدولة الإسلامية وإقامة الحدود
- أكل رمضان ومشاعر المسلمين
- نقاش فيسبوكي العرب والغرب..الإسلام والديمقراطية
- هل يحدث في سوريا ما حدث في الجزائر في تسعينات القرن الماضي؟
- الأبواب
- عن الشعر ولغته
- كيف يكون احترامنا لأنفسنا ورمضاننا؟..دفاعا عن المفطرين في رم ...
- يفتح البحر أعماقه
- الأديب الطيب طهوري : المرأة تمثل قوة انتخابية كبيرة لكن عقلي ...
- عن الانتخابات البرلمانية في الجزائر( 10 ماي ) ودور المثقف في ...
- صخرة
- هيفاء
- لأديب الطيب طهوري للصقر :- تغيير جلد السياسة الثقافية في الج ...
- المغزل*
- عن الدين والعلمانية والأحزاب الإسلامية
- ممرات ضيقة للكلام لكنزة مباركي.. إرادة التحدي التي لا تلين..
- لماذا عجز عن القيام بالثورة شباب عشرات الالاف من المساجد في ...
- عندما تحتقر السلطة شعبها
- الخطاب الإسلامي الراهن يرسخ التخلف والاستبداد اكثر؟


المزيد.....




- 130 ألف مصل يؤدون العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- جماعة يهودية متطرفة تعلن تسليمها -قائمة ترحيل- لمسؤولي إدارة ...
- دعوات لملاحقة اليهود التونسيين المشاركين في العدوان على غزة ...
- 100 ألف فلسطيني يصلون العشاء في المسجد الأقصى
- استقبال مواطنين من الطائفة الدرزية السورية أثناء دخولهم إسرا ...
- وفد درزي سوري يعبر خط الهدنة بالجولان لزيارة الطائفة في إسرا ...
- 80 ألفا يؤدون صلاة الجمعة الثانية من شهر رمضان في المسجد الأ ...
- بأنشودة طلع البدر علينا.. استقبال وفد من رجال الدين الدروز ا ...
- كابوس في الجنة: تلوث المياه يهدد جزر الكناري!
- تعرف على 10 أهم بنوك إسلامية في أوروبا وأميركا


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - الطيب طهوري - لا عيد هذه السنة..لا أضحية ....قصة قصيرة