أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس الجمعة - عيد الاضحى يدق على فلسطين الأبواب ومشهد في الذاكرة














المزيد.....

عيد الاضحى يدق على فلسطين الأبواب ومشهد في الذاكرة


عباس الجمعة

الحوار المتمدن-العدد: 4246 - 2013 / 10 / 15 - 09:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عيد الاضحى يدق على فلسطين الأبواب ومشهد في الذاكرة
بقلم / عباس الجمعة
من منا لا يحب العيد ولا ينتظر قدومه ومن الذي لا يرغب في المشاركة في طقوسه وبرامجه المزدحمة الحافلة بكل ما هو طيب وممتع وجميل، للعيد حياة غير الحياة، الحركة والصخب والعمل المتنوع والنشاط المتجدد، يتهيأ الناس للعيد قبل أيام من وصوله ذاك بما يستحقه الزائر من استقبال حافل وما يليق به من تكريم وتقدير وبسبب ما يكنه الناس في نفوسهم للعيد من مكانة واحترام، ولكن تبقى مأساة الشعب الفلسطيني تتصدر الحدث في كل عيد .
ها هو عيد الأضحى المبارك يدق على فلسطين الأبواب ومشهد في الذاكرة لا يغيب عن الأذهان ، أطفال في عمر الورود ورجال ونساء هربوا من مرارة العيش والجوع والحرمان والقصف وظروف الحرب والاقتتال الداخلي في سوريا ، فكان لهم الموت في عرض البحر ، هذا المشهد القاسي من المشاعر والأحاسيس يبقي الانسان الفلسطيني بحالة الخوف والهلع من المستقبل المجهول .
كما يتعرض الفلسطيني للقتل الممنهج من الاحتلال الصهيوني على ارضه, ما بين قتل وتشريد، وما يتعرض له ابناء مخيمات سوريا الآن من قتل على ايدي مجموعات مسلحة تحصد بأرواحهم، الطفل والشاب والرجل والمرأة الواحد تلو الأخر ،فهاهم يستقبلون العيد, وكأنه شبحا جديد يذكرهم بمعاناتهم وآلامهم, فمنهم من يرى كيف يقتل ومنهم من يرى رحلة النزوح والهجرة تذهب بهم إلى الهاوية، ومنهم من يرى أن العيد سيكون أثقل ضيفا دق الباب على بيتهم الخاوي من أي مظهر للحياة, وذلك نتيجة للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تعصف بالفلسطينيين بشكل عام .
ما بين الخوف واليأس, تتناثر الأفكار وتتبدد الأحلام ، ويبقى الخوف من المجهول سيد الموقف، أطلقت لنفسي العنان ، حيث لم ارى بعيون اطفال فلسطين من مخيمات سوريا العيد بأعينهم, فرأيت ما لم أكن أتوقعه, فكان الموقف كما انه يدا خفية تتهيأ لتصفية حق العودة.
عيد الأضحى عند الشعب الفلسطيني يختلف عنه في بقية دول العالم مع أن العيد هو العيد بإدخال الفرحة على قلوب ملايين المسلمين. مع تواصل المعاناة في العيد لأكثر من 12 مليون فلسطيني في الضفة والقدس وغزة والأراضي المحتلة عام 48 وملايين اللاجئين الفلسطينيين في الشتات؛ أصبح كل فلسطيني مقهور ومكلوم والعالم من حوله يتجاهل معاناته وكأنه من عالم آخر.
عيد الأضحى يتميز في هذا العام بتزايد الأخبار ، فالعدو يتربص بالشعب الفلسطيني والامة العربية شر من خلال ما يسمى بالمفاوضات التي تجلب الكوارث ، ومعاناة الأسرى في سجون الاحتلال تزداد ومعهم عائلاتهم لم يتذوقوا طعم الفرحة والسعادة في هذا العيد، وبات له طعم آخر غير الفرحة والسعادة. من بين الأسرى توجد أسيرات فلسطينيات لم يذقن طعم الحرية ولا طعم العيد مع سجان لا يعرف الرحمة، وعرب بلا نخوة المعتصم، وأصبحن منسيات وسط غابة من الوحوش الآدمية.
تتفاقم المعاناة لمختلف قطاعات الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجدهم ولجوئهم قبل وبعد العيد، ولكنها في العيد أشد، كونه يفتقد الفرحة والبهجة كبقية دول العالم. في الضفة الغربية حواجز تذل وتحط من كرامة كل فلسطيني في العيد، عدا عن الاستيطان والجدار والاقتحامات والاعتقالات اليومية.
في غزة حصار وخنق وقتل نتيجة الانقسام ومليون ونصف إنسان محاصر بلا ذنب سوى من حبهم وتشبثهم بأرضهم وحقهم في العيش بكرامة كبقية شعوب الأرض. في الأراضي المحتلة عام 48 يحارب الإنسان الفلسطيني في هويته ووجوده المستحق منذ فجر التاريخ. وفي القدس تهويد ومصادرة أراضي ومحاولات لهدم المسجد الأقصى عبر بناء الإنفاق.
رسم صورة قاتمة حول العيد وعدم وجود بارقة أمل قد يكون مبالغا فيه في نظر البعض مع تزايد الأصوات الداعية للوحدة الوطنية.
ثبت للجميع عدم صوابية وضع جميع البيضات في سلة واحدة. المفاوضات طيلة 20 عاما أوصلت إلى جدار عنصري وحواجز وعزل القدس عن حضنها الطبيعي، واستيطان متوحش لا يعرف التوقف عن نهم وسلب المزيد من الأراضي الفلسطينية. بالمقابل فان الدخول من أبواب متفرقة يصعب على الاحتلال مهمته في احتلال مريح ومربح له، ويوصل لنتيجة مفادها: إن تنوع الوسائل وتناسبها مع كل مرحلة يعجل في كنس الاحتلال حيث ما عاد الزمن يعمل لصالحه في ظل تغييرات دولية وشيكة.
عيد الأضحى، ومع زيارة قبور الشهداء، وكون آلاف من الشهداء هم تحت الثرى، يتم تذكرهم وسط الدموع والذكريات الحزينة والأليمة، فهم من قدموا أرواحهم رخيصة فداء لفلسطين والعيش بكرامة لمن بعدهم .
هكذا هو الحال في فلسطين في كلّ بيت مأساة و في كلّ زاوية كارثة أو مصيبة ، هذا ما فعله الأشرار من الصهاينة الذين اقتلعوا الشعب الفلسطيني من وطنه بقوة السلاح ، مما ادى تشريد الملايين من أهلنا أصحاب الأرض الشرعيين من وطنهم ليعيشوا المرارة و الحرمان على مدى ما يزيد عن ستة و خمسين عاماً .
كلّ التحية و التقدير للشعب الفلسطيني المرابط على ثرى ارض فلسطين ومقدساتها الاسلامية والمسيحية وفي اماكن اللجوء والشتات والمنافي ، و كل التحية لأرواح الشهداء ، و للمعتقلين والاسرى البواسل ، و للمصابين الصابرين على الجراح .
كاتب سياسي



#عباس_الجمعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عملية اكيلي لاورو والعمل الثوري المفقود
- مخيمات الشتات وفلسطيني سوريا
- انتفاضة الأقصى أثبتت أنها الطريق والخيار الوحيد لتحرير الارض ...
- المفاوضات ومسار الوضع في المنطقة
- مجزرة صبرا وشاتيلا جرح شعب ما زال يجمع أشلاءه
- الإعلام بين إدارة الأزمات وصناعتها ودور قناة الجزيرة
- العدوان على سوريا سيكون هزيمة للامريكي ومشاريعه
- ضاحية المقاومة والصمود استمعت جيدا الى سماحة السيد حسن نصر ا ...
- المفاوضات مسار تنازلي او مسار انتصار
- القرار الاوروبي ضد الجناح العسكري لحزب الله ليس وليد الصدفة
- جولة كيري والمفاوضات ومن المستفيد
- انتصار تموز شكل منصة لصياغة التوازنات الجديدة
- ضياع الحق العربي في فلسطين مسؤولية من؟
- على ماذا تراهنون
- الربيع العربي و-خريطة الدم الأمريكية-
- المقاومة تصنع المعجزات .. فتحية الى الشهداء الذين أعطونا شرف ...
- الحالة العربية والفلسطينية الى اين
- زيارة القرضاوي الى غزة وتبادل الاراضي ..
- المؤامرة على سوريا ومحنة الشعب الفلسطيني
- لتتحد قوى الشغيلة في مواجهة قوى الاستغلال


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس الجمعة - عيد الاضحى يدق على فلسطين الأبواب ومشهد في الذاكرة