سنان الخالدي
الحوار المتمدن-العدد: 4246 - 2013 / 10 / 15 - 09:15
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
كلما كانت معلوماتنا عن الماضي والحاضر أقل فسيدخل حكمنا على المستقبل المزيد من الريب والشكوك. فإما أن يصبح الحاضر ماضياً ينتفع به أو أنه سيكون وقت محروق خالي من التجارب والمآثر والعبر. إن ما يتعلمهُ الفرد المتحضر يكون سلاح ذو حدين. فإما ان يستخدم معرفته في ايجاد الحلول لكل العقبات في طريق حياته او ان ما يتعلمه سيعينهُ على الاستمرار بفشله بعد ان فهم الكيفية التي يمكنه بها تجاهل الوقت والمضي نحو المستقبل بلا مبالاة وبمرونة المتقن لمبررات الفشل والخضوع. وهذا بالطبع يحدد بحسب الميول الشخصية للفرد، فما يبنيه الإنسان يسهل تدميره، والعلم والتقنية اللذان يشيد عليهما الإنسان بناء حياتهِ يمكن ان يستخدما في تقويض وتخريب ذلك البناء. وفي كل المجتمعات نجد بإن الحضارة هي ما تفرضه على أكثرية جاهلة أقلية عرفت كيف تضع يدها على وسائل القوة والردع. وهذا ما لم أجده حتى اليوم في مجتمعنا العراقي الذي يعاني الضياع والتشرذم. حيث لم تبرز من بيننا مجموعة مثقفة تضع النقط على الحروف وتبدأ مشروعاً فعلياً ينهج تغيير الواقع والنهوض بالمجتمع مما يعانيه من امراض انهكتهُ حد الاعياء. وبما ان الواقع يفرض صعوبة اقتلاع تلك الأيديولوجيات التي تكتنف المجتمع العراقي وتزيده احباطاً وتشتتاً فباعتقادي يجب الحد من كل ما يزيد حالة الضياع تلك كمرحلة أولية للعلاج، وما يكون ذلك إلا بالمصارحة والكف عن مجاملة طبقة ادعت انها مثقفة او تصور الناس انها مثقفة في زمن غاب عنهُ صناع الحياة. وكل عمل لا يرتقي بالمجتمع إلى حالة افضل من سابقتها يجب ان يرفض او يهمل ولا يجامل صاحبهُ او يمدح المدح المذموم فيما ينقل من خبر او وجه نظر .
#سنان_الخالدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟