أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد سيد رصاص - -سوريا نموذجا.... تباعد الوطني والديموقراطي -















المزيد.....

-سوريا نموذجا.... تباعد الوطني والديموقراطي -


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 1212 - 2005 / 5 / 29 - 11:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


.كان سقوط بغداد من أهم الأحداث العربية منذ سقوط الدولة العثمانية وما أدى إليه الأخير من مجيء إنكلترا وفرنسا لاقتسام المشرق العربي بما فيه إنشاء دولة إسرائيل عبر وعد بلفور , الذي يبدو أنه كان جزءاً لا يتجزأ من اتفاقيات سايكس بيكو ولو أنه أتى بعد عام ونصف من توقيعها بين إنكلترا وفرنسا .
من غير المجدي , كما يفعل الكثير من منظّري الأنظمة العربية أو بعض المعارضين العرب الذين لم يستوعبوا متغيرات ( ما بعد 11 أيلول ) , عدم رؤية واقعة تبدل نظرة واشنطن إلى الأنظمة العربية , على ضوء النظرة الأميركية الجديدة إلى ما يسمى بـ ( بالإرهاب الإسلامي) , الذي ضرب , في ذالك اليوم , العاصمتين الاقتصادية والسياسية للعالم , حيث أصبحت الولايات المتحدة ترى في هذه الظاهرة نتيجة للديكتاتورية والفساد وللنظم التعليمية والثقافية السائدة في البلدان العربية والإسلامية , الشيء الذي دفعها للحضور المباشر إلى المنطقة العربية لإعادة صياغتها, على حد تعبير وزير الخارجية الأميركية قبيل أسبوعين من غزو بغداد , وإلى تغيير نظرتها إلى الأنظمة العربية .
أدى ذلك إلى اضطراب الأنظمة ومنظّريها وساستها , فيما رأينا ميولاً عند الكثير من المعارضين العرب إلى تلقف وملاقاة هذا التوجه الأميركي الجديد , الذي أصبح فعلاً يرى في الديموقراطية مصلحةً أميركية وخاصة إذا تمّ ضمان صندوق الاقتراع عبر اتفاق وتوافق أميركي في النظرة للأمور مع القوى المرشحة عربياً للصعود عبر الانتخابات ( أي القوى الإسلامية التي على طراز أردوغان , إن توافقت مع الرؤية الأميركية للقضايا الإقليمية والداخلية ) , وبشكل يمكن القول عبره أن الديموقراطية , ولكن المعزولة طبعاً عن البعد الوطني بحكم حاملها الأميركي الغازي للمنطقة , قد أصبحت أيديولوجية للأميركي عبر القميص الليبرالي الذي يرتديه أو يرغب بإلباسه للمنطقة العربية التي يريد احتلالها أو إخضاعها إلى النفوذ والهيمنة .
يبدو أن نموذج المعارضة العراقية , التي كانت غطاءً محلياً للاحتلال , ليس معزولاً أو خاصاً بالعراقيين , بل يشمل الكثير من المعارضات العربية , وقد رأينا كيف كان النموذج السوداني قريباً كثيراً لذلك الذي كان في بلاد الرافدين , إلا أن المفاجأة قد كانت في الشام : إن المعارضة السورية , التي دخلت في صدام منذ أواخر السبعينات مع نظام كان مدعوماً من موسكو وواشنطن , قد طرحت منذ ذلك الزمن تلازم ( الوطني ) و ( الديمقراطي ) , إلا أن هذه المعارضة لم تستطع البقاء متوحدة في مرحلة ( ما بعد بغداد ) , حيث رأينا , بعد أشهر من سقوط العراق , أحد زعماء الأحزاب السورية الرئيسية المعارضة يأخذ وضعية أحد علماء الأرصاد الجوية ليقوم بقياس كيف - على حد تعبيره - نقل الأميركان العراق (( من تحت الصفر)) إلى (( درجة الصفر)) , وهو عاد ليكرر , قبل أسابيع من الزمن ومن على شاشة فضائية (( المستقلة )) , أنه لن (( يدافع إذا أتى الأميركان لغزو البلد ما دام النظام قائماً )) , وكأن الأميركان قد أتوا إلى العراق لاحتلال قصر صدام حسين فقط . ولم يسقط العراق وبغداد معه بحكم توحيده وإلغاءه للبلد والسلطة والمجتمع في شخصه ونظامه الديكتاتوريين .
هذا الإتجاه لا يشمل فقط ذالك الرمز الأبرز للمعارضة السورية , وإنما يشمل الكثيرين – وبعضهم قد بدأ يحوّل ذلك من الشفوي إلى المكتوب - في المعارضة , سواء في الأحزاب أو في (( لجان إحياء المجتمع المدني )) أم في المنظمات الحقوقية الخاصة بحقوق الإنسان : الملاحظ على هؤلاء , إنهم كلهم قد كانوا ماركسيين وتحولوا إلى الليبرالية بعد هزيمة موسكو أمام واشنطن , وأنهم يفتقدون للجذور الاجتماعية وللامتداد الاجتماعي , والكثير منهم قد راهن على العهد الجديد حتى عام 2003 ثم انتقلوا في العامين الماضيين بعد خيبتهم من المراهنة على الصراع بين التيارين (( الإصلاحي )) و(( المحافظ )) - حسب ما كانوا يرون انه موجود في العهد الجديد - إلى المراهنة على ما وراء الحدود .
إن ذلك لم يؤدى فقط إلى انقسام المعارضة السورية تجاه الموقف من الأميركي الآتي إلى المنطقة , وإنما أساساً ينبع ِمنْ ذلك الموقف الخيط الذي يقود إلى خلافات المعارضة في القضايا الأخرى , والتي تشمل ( العراق) و ( لبنان ) وتقييم مغزى ودلالات أحداث القامشلي , فيما يلاحظ أيضاً أن هؤلاء الليبراليين الجدد يملكون تصورات جديدة - لم تكن موجودة سابقاً عندهم - تجاه قضايا ( العروبة ) و ( فلسطين ) , وهذا طبيعي ما دام أن كل تحول أيديولوجي يحوي بداخله رزمة مواقف متكاملة من قضايا عديدة .
أدى هذا الوضع , الناشئ في المعارضة السورية خلال العامين الماضيين , إلى استقطاب كبير بالحياة السورية السياسية , يخترق المعارضة والموالاة والسلطة, شبيه بالذي جرى في عام 1970 تجاه حركة (16ت2) أو بالذي حصل في عامي 1979- 1980 حيال الأحداث السورية : أحد معالم هذا الاستقطاب هو تباعد القوى المعارضة عن بعضها البعض بين تلك التي تجمع الوطني و الديمقراطي وبين تلك التي تراهن على الديموقراطية الأميركية , كما في العراق , أو التي تأمل بحدوث سيناريو شبيه بالذي جرى في لبنان - من دون غزو عسكري - عندما تمّ تحجيم الرئيس لحود وكل القوى الموالية للسوريين عبر عملية إجبار واشنطن لدمشق على الخروج من لبنان , تمهيداً لإسقاطهم واستلام المعارضة اللبنانية لمقاليد الأمور في بيروت ولكن عبر الخضوع – ربما- لعوكر بدلاً من رستم غزالة في عنجر .
هنا , من الممكن (كما توحي مؤشرات عديدة برزت بالأشهر الأخيرة ومنها تصريح كوندوليسا رايس في 23 آذار الماضي حول عدم وجود موانع عند واشنطن من استلام الإسلاميين المعتدلين للسلطة , مما يفسر – ربما - التحركات الأخيرة لجماعة الإخوان ضد الرئيس مبارك واللهجة التصعيدية لبيان الإخوان المسلمين السوريين في 3 نيسان ) أن يحصل اتفاق بين القوى الإسلامية والاميركان على طراز ما هو جارٍ في أنقرة : هذا إن حصل سيزيد استقطاب المعارضة السورية إلى معسكرين حدةً وقوة , مما سيضيف الإسلاميين إلى معسكر الليبراليين الجدد وأغلب الأحزاب الكردية في مواجهة المعارضين السوريين الآخرين الرافضين لفصل الجانب الوطني عن الديموقراطي , وهو ما يشمل حتى الآن القوميين والإسلاميين و الماركسيين .
تؤكد مواقف السلطة السورية من قضايا ( العراق ) و ( فلسطين ) وطنيتها في مواجهة الأميركان والإسرائيليين إلا أن الوضع الداخلي السوري يقول بافتقاد وطنية السلطة السورية للبعد الديموقراطي : السؤال المطروح على الساحة السورية الآن هو التالي : هل يؤدي تلاقي الوطنيين , في السلطة وفي أحزاب ( الجبهة ) ومن هم بالوسط مثل شيوعيي ( تيار قاسيون ) بزعامة الدكتور قدري جميل , مع معسكر (الوطنيين الديموقراطيين ) في المعارضة , ولكن عبر برنامج إصلاحي يبدأ من السياسة عبر بابي ( إنهاء احتكار حزب البعث للسلطة ) و( إلغاء قانون الطوارئ ) - إلى معادلة جديدة في السياسة السورية , تقوم على إنهاء حالة التباعد بين الوطني والديمقراطي ( المتزايدة باطّراد ضمن وسط المعارضة السورية فيما لم تحاول السلطة حتى الآن الجمع بينهما ) عبر تحصين الداخل الوطني بالديموقراطية في مواجهة الأميركي , بما يعنيه هذا من عزلٍِ لـ ( حزب أميركا ) المحلي في سوريا , والذي امتّد كثيراً في المعارضة السورية خلال العامين الماضيين ؟ ................



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا في مرحلة - ما بعد بيروت –
- عقدة الديمؤقراطية الاميركية
- مفهوم الديمقراطية:تحديدات
- المتكيفون
- خلافات المعارضة السورية
- -أزمة العقلانية في الفكر الغربي الحديث-
- ليبراليتان
- الاصلاح بين الداخل والخارج
- اخفاق القرن العشرين الكبير
- استدعاء الاسلام الى السياسة العربية
- تأملات استرجاعية في الأحداث السورية: 1979 - 1980
- تديين السياسة العالمية
- الحبل السري: من الماركسية الى الليبرالية
- الرئيس الحريري نموذجأ سياسيأ
- النزعة الا لتحاقية
- الثورة اليمينية
- حزب سوري على أبواب مؤتمره
- الديمقراطية والعلمانية - في التجربتين الأوروبية والإسلامية
- ?هل هنا ك شعب كر د ي في سو ر يا
- حجارة النظام القديم


المزيد.....




- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...
- محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
- لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمد سيد رصاص - -سوريا نموذجا.... تباعد الوطني والديموقراطي -