محفوظ أبي يعلا
الحوار المتمدن-العدد: 4246 - 2013 / 10 / 15 - 04:47
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
39 وزيراً بالتمام و الكمال . علق أحد الظرفاء مذكراً بالقصّة الشهيرة : كانوا بالأصل 40 لولا أن أحدهم تاب ! و الحقّ أن المواطن يستغرب ممّا وصلت إليه قناعات رئيس الحكومة و محاولاته المستميتة لتبرير ما لا يمكن تبريره . اذا تحدّث بنكيران كرر في كلامه عبارة : مصلحة الوطن . مصلحة الوطن اقتضت 39 وزيراً .. اقتضت فلان , اقتضت علان .. اقتضت كذا و كذا . و هل حقّاً هي مصلحة الوطن الّتي تقتضي ما تقتضيه؟
صار في يقيني أن الأحزاب السياسيّة حين تتحدّث عن مصلحة الوطن فإنّها تعني مصلحتها . فكلّ حزب بما لديهم فرحون , كلّ حزب يزعم أنه الوطن , و أنه الشعب . يلاحظ هذا كلّ متتبع للشأن السياسي الوطني .
أين تكمن مصلحة العدالة و التنمية؟
المتأمّل للأوضاع العربيّة ينتبه إلى تراجع المد الإسلاموي , فإخوان مصر , أبناء عمومة العدالة و التنميّة , طردوا من الحكم بعد فشلهم في تحقيق وعودهم للمواطنين . و قد هدد أكثر من سياسي بأن مصير بنكيران سيكون كمصير مرسي و إخوانه . و لم يكن تمرد حزب الاستقلال إلا لخدمة هذا المصير الذي توجهت إليه رغبات الكثير من خصوم العدالة و التنميّة .
إن مصلحة الوطن هي مصلحة العدالة و التنميّة في انهاء ولايتها الحكوميّة . و قد مضت أكثر من سنتين على هذه الولاية و لازالت هناك سنوات أخرى قبل أن يسدل الستار على هذه الملهاة التافهة التي يعرفها الوطن .
في الختام , ليس لنا من خيار , بعد أن اضمحلّ ذلك الوعي الرومانتيكي الجميل المتمثل في حركة 20 فبراير , سوى أن ننتظر , ننتظر الاصلاحات الموعودة , و غداً لناظره قريب , و لكن حين ننتظر و نكتشف أننا كنا ننتظر وهماً من سيعيد لنا ـ ساعتها ـ أيامنا الضائعة و شبابنا المهدور؟!
#محفوظ_أبي_يعلا (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟