|
بداية تكوين المجامع الدينية السياسية اليسوعية في أوربا (سفر أعمال الرسل ) - 20
طلعت خيري
الحوار المتمدن-العدد: 4246 - 2013 / 10 / 15 - 01:14
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بداية تكوين المجامع الدينية السياسية اليسوعية في أوربا (سفر أعمال الرسل ) - 20
أهمية دراسة المجامع المسيحية تتصل بقضية التثليث في العقيدة المسيحية، وذلك: لأن عقيدة التثليث على النظام الموجود حاليا الذي تتصف به الديانة المسيحية حاضرا لم يكن من التعاليم التي جاء بها السيد المسيح، بل ولا من تعاليم الإنجيل في حدود نصوصه الدينية، ولكنه كان من تفسيرات القساوسة والأساقفة في المجامع التي انعقدت خاصة لمثل هذه التأويلات في العقيدة الدينية المسيحية، ومجمعا بعد مجمع، وطائفة بعد طائفة، ولد ذلك الذي يسميه المسيحيون اليوم بالأقانيم. فأهمية دراسة المجامع المسيحية من زاوية أنها أضفت على وجودها مسحة من الأحقية في التشريع الديني بما لا يوجد له، ولا به، ولا فيه، نص واحد من نصوص الأناجيل، بل إن الرسائل التي تعتبر المصدر الوحيد للطقوس، والبروتوكول الديني لم يعترف بها إلا في بدء القرن الرابع الميلادي، وما قبله من الزمن فهي إما مجهولة، أو غير معترف بصحتها. وإذن فأهمية الدراسة لهذه المجامع من ناحية هامة وهي، تحديد بدء الاتفاق على القول بالتثليث، وتحديد بدء إدخاله في الديانة المسيحية كنظام ديني. كذلك تحديد الفاعلين، والقائلين والمتمذهبين بهذا التثليث، وأدلتهم ومراجعهم الدينية، أو التاريخية.
ص 94
2 - معنى المجمع: بعد أن ترك السيد المسيح عليه السلام تلاميذه، يروى أنهم عقدوا مجمعا في أورشليم بعد السيد المسيح بإثنين وعشرين سنة، وفي هذا المجمع قرر التلاميذ: 1 - عدم التمسك بالختان. 2 - عدم التمسك بشريعة التوراة، وما بعدها من الأسفار الخاصة بالعهد القديم، وحول هذا يقول سفر الأعمال الإصحاح الخامس عشر: أنهم سنوا للمسيحيين طريقة جمع المجامع لدراسة ما يتصل بمسائل العقيدة والشريعة. وإذن: فمعنى المجمع على هذا هو: المشاورة التي ينعقد لها جمع من علماء الدين المسيحي للنظر في المسائل المتعلقة بالعقيدة أو بالشريعة على السواء فهو بالعبارة الموجزة هيئة تشريعية في الدين. وعلى هذا فينبغي أن يلاحظ في دراسة المجامع مستقبلا - هل في الدين نصوص تبيح للعلماء أن يتحدثوا في: 1 - مسائل العقيدة. 2 - مسائل الشريعة المقررة بالنصوص. وإذا جاز ففي أي مسألة يبيحها الدين، وما هو المصدر الذي يرتكز عليه الباحث. 3 - عدد المجامع - وأنواعها: أولا: أنواعها:
تنقسم المجامع المسيحية إلى قسمين، وتحتهما أنواع ثلاثة. القسم الأول: المجامع العامة، الشاملة لكل الكنائس والطوائف والمذاهب. القسم الثاني: المجامع الخاصة، وهي تنقسم إلى قسمين:
ص 95
أ - المجامع الملية: الخاصة بملة واحدة. ب - المجامع الأقلية التي تجمع مذاهب وملل موضع محدد. كالمجمع الإقليمي الذي انعقد في جاكرتا قبيل انعقاد مجلس الشورى الديني في نوفمبر عام 1967 م لتوقيع ميثاق بين كل الطوائف للتحالف على مواجهة المسلمين بكلمة واحدة في الاجتماعات التي عقدتها الحكومة الإندونيسية لإنهاء حالة الاعتداء التي يشنها جانب من علماء الدين على الأديان المسالمة. ومن هذا التقسيم يظهر لنا أن حاجة الدراسة إنما تختص بالمجامع العامة لأنها هي المختصة بتقرير القواعد والقرارات الدينية العامة التي ينبغي أن تلتزم بها كل الطوائف والكنائس والقسيسين، والرهبان، والأساقفة، والبطريركيات... الخ. ومن هنا فإن الخطوط التي سأقدمها في هذه الرسالة إنما هي عن المجامع العامة التي لها سلطان التشريع العام، لنرى إلى أي حد كانت، وتكون، مسؤوليتها الدينية والتاريخية. ثانيا: عددها؟ يقول المؤرخون: إن الاحصائيات التي أجريت لمعرفة عدد المجامع التي انعقدت بين المدة من القرن الأول المسيحي إلى عام 1869 م تساوي عشرين مجمعا، هكذا يروي نوفل بن نعمة الله بن جرجس في كتابه (سوسنة سليمان)، مع الاختلاف والانكار لعمومية بعضها أو لصحة قرارتها. وأخطر المجامع التي لها صلة بقضايا التثليث أربعة وهي: 1 - مجمع نيقية الاول المنعقد في 325 م. 2 - مجمع قسطنطينية الأول المنعقد في 381 م. 3 - مجمع افسس المنعقد في 431 م.
ص 96
4 - مجمع خليكدونية المنعقد في 451 م. وسوف نقدم في هذه الرسالة كمقدمة للبحث في هذه المجامع درس أربع نقاط هي: أسباب انعقاد المجامع:
جملة الحاضرين: أهم القرارات: الملاحظات التي ينبغي أن تأخذ إهتماما في الدراسة. الأول - مجمع نيقية 325 م هذا هو المجمع الأول الذي له أثر بعيد في حياة التدين المسيحي، وهو أخطر في شأنه من كل مجمع، لأنه بدء التخطيط لعقيدة التثليث. 1 - سبب انعقاده؟ اختلفت الطوائف المسيحية في شخص المسيح، هل هو رسول نبي من عند الله فقط؟ أو هل هو يملك منزلة أعلى من الرسالة فهو بمنزلة الابن، وإن لم يكن ابنا حقيقيا؟ أو: هل هو حقيقة ابن الله؟ أما الكنيسة المصرية في الإسكندرية فكانت تقول بألوهية المسيح، وأما أريوس وهو مصري فقد جحد رأي الكنيسة ونشر مبدأه الذي يقول إن المسيح ليس ابنا لله. وحول هذا ينقل ابن البطريق رأي اريوس فيقول: كان يقول إن الأب وحده هو الله والابن مخلوق مصنوع. (وقد كان الاب إذ لم يكن الابن). وعلى الجانب الآخر تقول كاتبة كتاب (تاريخ الأمة القبطية): الذنب ليس ذنب أريوس، بل يقع على فئات أخرى سبقته في إيجاد هذه البدع، فأخذ هو عنها، ولكن تأثير تلك الفئات لم يكن شديدا، كما كان تأثير أريوس الذي جعل الكثيرين يذكرون سر الألوهية حتى انتشر هذا التعليم وعم. إذن: الأسرة المسيحية فيها شغب وفوضى عقائدية حول من هو المسيح،
ص 97
وكانت الدولة الرومانية قد خففت اضطهادها عن النشاط المسيحي، بل إنها شاءت أن تحتضن المسيحين، فعطف قسطنطين الملك على المسيحيين، وأراد أن يحسم النزاع فدعا هو إلى عقد مجمع نيقية 325 م، وأرسل بذاته رسائل إلى الفرق المتخاصمة وهي: أريوس نفسه وبطريرك الإسكندرية. وجمع قسطنطين بينهما، ولكن الاجتماع أسفر عن خيبة أمل وإخفاق في المحادثات، فانتقل الموقف إلى قمة أعلى، وهو عقد مجمع نيقية، لفض النزاع القائم بين: الموحدين المائلين إلى فكرة أريوس وغيرهم. وفي هذا يقول ابن البطريق: (بعث الملك قسطنطين إلى جميع البلدان، فجمع البطاركة والأسقافة، فاجتمع في مدينة نيقية ثمانية وأربعون وألفان من الأساقفة (2048) وكانوا مختلفين في الآراء والأديان: فمنهم من كان يقول إن المسيح وأمه إلهان من دون الله وهما البرابرانية، ويسمون الريميتين. ومنهم من كان يقول إن المسيح من الابن بمنزلة شعلة نار انفصلت من شعلة نار، فلم تنقص الأولى بانفصال الثانية منها، وهي مقالة سابليوس وشيعته. ومنهم من كان يقول: لم تحمل به مريم تسعة أشهر، وإنما مر في بطنها كما يمر الماء في الميزاب، لأن كلمة الله دخلت في أذنها، وخرجت من حيث يخرج الولد من ساعتها، وهي مقالة اليان وأشياعه. ومنهم من كان يقول إن المسيح إنسان مخلوق من اللاهوت كواحد منا في جوهره، وإن ابتداء الابن من مريم، وأنه اصطفي ليكون مخلصا للجوهر الأسمى، صحبته النعمة الإلهية، وحلت فيه المحبة والمشيئة! ولذلك سمي ابن الله، ويقولون: إن الله جوهر قديم واحد، وأقنوم واحد، ويسمونه بثلاثة أسماء ولا يؤمنون بالكلمة، ولا بالروح القدس، وهي مقالة بولس الشمشاطي بطريرك أنطاكية وأشياعه وهم البولقانيون.
ص 98
ومنهم من كان يقول: إنهم ثلاثة آلهة لم تزل: صالح وطالح وعدل بينهما، وهي مقالة مرقيون اللعين وأصحابه، وزعموا أن مرقيون هو رئيس الحواريين، وأنكروا بطرس. ومنهم من كان يقول بألوهية المسيح، وهي مقالة بولس الرسول، ومقالة الثلاثمائة وثمانية عشرا أسقفا.) ذلك هو سبب الانعقاد: خلاف غير محدود، وآراء غير متلاقية، ولا متحدة بوجه ما! 2 - عدد المجتمعين: يروي ابن البطريق: أن عدد الحاضرين في مجتمع نيقية (318) أسقفا فيقول: (وضع الملك للثلاثمائة وثمانية عشر أسقفا مجلسا خاصا عظيما، وجلس في وسطه وأخذ خاتمه وسيفه وقضيبه فدفعه إليهم، وقال لهم: قد سلطتكم اليوم على مملكتي لتصنعوا ما ينبغي لكم أن تصنعوه مما فيه قوام الدين، وصلاح المؤمنين). فمن هذه الرواية يتضح أن عدد الحاضرين (318) أسقفا من التابعين لرأي قسطنطين. 3 - القرارات:
كان المجتمعون عامة قبل المجلس الخاص الذي عقده قسطنطين (2048) وكان النقاش بينهم حادا وعنيفا وقاسيا، مما أدهش الملك قسطنطين، فأمرهم بالتناظر ليدرك هو من خلال التناظر الرأي الصحيح، وأخيرا اعتقد قسطنطين في صحة الرأي الذي يذهب إليه بولس الرسول القائل بألوهية المسيح، وعندئذ اختلف الناس إلى قسمين، الفريق الملكي الذي شكل مجمع نيقية فيما بعد وعدده (318) أسقفا، والفريق المعارض وهم شتى في الرأي والمذهب وعددهم (2030) أسقفا. بهذه الأقلية صدرت القرارات التالية:
ص 99
1 - الكنيسة الرسولية تحرم القول بأن الزمن قد خلا من ابن الله بتاتا. 2 - طرد كل من يخرج على هذه العقيدة. 4 - الملاحظات:
1 - اتخذ المجمع قراره بأقلية مغلوبة على أمرها. 2 - كان للملك قسطنطين اليد الأولى في ترجيح مذهب بولس الرسول الذي انتهى إليه المجمع. 3 - كيف يؤخذ برأي قسطنطين في ترجيح مسألة في العقيدة مع ملاحظة أنه ليس قديسا، ولا قسيسا، بل ولا مسيحيا، فما زال حتى انعقاد المجمع محايدا يعطف فقط على المسيحيين؟ 4 - ما هي سلطة المجمع الدينية في الأناجيل لتحل أو تحرم من غير الرجوع إلى النصوص في الأناجيل؟ 5 - كيف يمكن تفسير موقف أحد الأساقفة الذين اتبعوا الملك في القول بألوهية عيسى ثم عندما سنحت له الفرصة عارضها وندد بها، وراح يدعو إلى مذهب أريوس؟ ذلك هو الأسقف: أوسابيوس، الذي تقرب إلى قسطنطين حتى عينه بطريركا للقسطنطينية فانقلب وراح يدعو ويروج مذهب أريوس، وأظهر ذلك في مجمع (صورن) الذي انتهت المناقشات فيه إلى الملاكمات بالأيدي، وضربوا بطريرك الإسكندرية على رأسه ليخرج منه الوثنية لأنه كان مخالفا لرأي أوسابيوس؟ كيف يمكن تفسير هذا الموقف، مع أن الرجل كان واحدا من الموافقين على ألوهية المسيح؟ على الأقل ألا يعطينا هذا الحدث دليلا على أن المجمع الأول في (نيقية) قد قرر قرارات رغم أنف جانب من الحاضرين؟
ص 100
إذن فيكف يوثق في مجمع قرر أقليته قرارات ظهر فيما بعد أن جانبا من الحاضرين قد أرغم على قبولها، والذي تمثله قصة (أوسابيوس)؟؟ الثاني - المجمع القسطنطيني الأول 381 م
1 - سبب انعقاده؟ أسفر مجمع نيقية 325 م عن القول بألوهية المسيح، وأنه ابن الله، ولكنه لم يبحث علاقة الألوهية بالروح القدس، ولما كان المجتمع المسيحي ما يزال يحمل أفكارا متلونة ومتغايرة ولهذا الفكر أساليبه في التعبير عن عقيدته فقد صعدت في آفاق الفكرة الثقافية المسيحية فكرة يحملها القسيس (مكدرنيوس) ملخصها: (أن الروح القدس ليس بإله، وإنما هو مخلوق مصنوع، وروجت هذه المقالة وشاعت فلقيت في المجتمع نوعين من الناس: 1 - الموحدين أصحاب أريوس، وأوسابيوس، فتقبلوها بقبول حسن، ونشروها وروجوها. 2 - الوثنيين المؤلهين فخالفوها وحاربوها، وعلى رأس هذا الفريق بطريرك الإسكندرية، فاجتمع هذا الفريق بما له من سلطة دينية عند الملك، وأوعز إليه بعقد مجمع يقرر فيه أن الروح القدس إله. 2 - عدد المجتمعين: فاجتمع لذلك (150) خمسون ومائة أسقف في القسطنطينية، وهو عدد لا يمثل فكرة المجامع المسكونية العامة، ولهذا فإن الكاتب المسيحي (نوفل بن نعمة الله بن جرجس) يروي عن الرهبان البند كينيون: أن المجمع الذي لم يكن أربابه
ص 101
إلا مائة وخمسين أسقفا لا ينضم في سلك المجامع المسكونية إلا بعد أن يقره جميع الكنائس. 3 - القرارات: 1 - إثبات أن الروح القدس هي روح الله وهي حياته، فهي من اللاهوت الإلهي. 2 - لعنة مكدونيوس وأشياعه، وكل من يخالف هذا القرار من البطاركة وغيرهم... الخ. 4 - الملاحظات: 1 - بهذا المجمع القسطنطيني في عام 381 م. أي في أواخر القرن الرابع الميلادي اكتملت فكرة التثليث كعقيدة للمسيحية، بعد جدال عنيف بين الطوائف. 2 - هذه الفكرة التي اتخذتها المجامع بالترتيب وعلى التوالي، لم تقرر بأغلبية عامة مطلقة كما هو الشأن في المجامع والمؤتمرات العامة، ولكنها اتخذت بالأغلبية المغلوبة على أمرها، بل بالمخالفة للقرارات التي إنتهى إليها.
3 - في قرارات هذا المجمع خروج على ما قرره مجمع نيقية بالزيادة وحول هذا يقول مؤرخ المسيحية ابن البطريق: (زادوا في الأمانة التي وضعها الثلاثمائة وثمانية عشر أسقفا الذين اجتمعوا في نيقية: الإيمان بروح القدس، الرب المحيي المنبثق من الأب الذي هو مع الأب والابن مسجود له، وممجد، وثبتوا أن الأب والابن وروح القدس ثلاثة أقانيم، وثلاثة وجوه، وثلاثة خواص، توحيد في تثليث، وتثليث في توحيد، كيان واحد في ثلاثة أقانيم، إله واحد، جوهر واحد، طبيعة واحدة). السؤال الذي ينبغي أن يكون جوابه شافيا: من أين لهم هذا؟!
ص 102 الثالث - مجمع أفسس الاول 431 م.
1 - سبب انعقاده: في الشكل العام حدد مجمع قسطنطينية الأول 381 م عقيدة التثليث: الله الأب، الله الروح القدس، الله الابن، وبقيت حقيقة هذه العقيدة غامضة التفسير، فيكف تلتقي هذه الأقانيم الثلاثة؟ وما هو طريق التقائها، وما هي العلاقة بينها؟ هنا - وعلى العادة - عج المجتمع بالنظريات التي تفسر علاقات الأقانيم بعضها ببعض، ومن ذلك العجيج: 1 - مذهب نسطور: يقرر بطريرك القسطنطينية (نسطور) أن هناك: أقنوما وطبيعة، فأقنوم الألوهية من الأب، ونسبة الألوهية تكون إلى الأب، وطبيعة الإنسان وهو مولود من مريم، وإذن فمريم أم الإنسان وليست بأم الله، والمسيح الذي ظهر بين الناس متحد بالمحبة مع الابن، والعلاقة بين الله وبين ابنه المحبة، والمسيح الظاهر ليس إلها ولكنه مبارك بما وهبه الله من الآيات والتقديس، وحول هذا يقول كتاب (تاريخ الأمة القبطية): (أما هرطقة نسطور هذه فلم تكن كغيرها نشأت عن إختلاف في عقائد وضعها الآباء والأحبار، بل هي جوهرية تختص بأعظم موضوعات الإيمان والأركان في الدين المسيحي ذلك، أن نسطور ذهب إلى أن ربنا يسوع المسيح لم يكن إلها في حد ذاته بل هو إنسان مملوء من البركة والنعمة، أو هو ملهم من الله، فلم يرتكب خطيئة، وما أتى أمرا إدا. وينقل إلينا ابن البطريق رأي نسطور فيقول: (إن هذا الإنسان الذي يقول إنه المسيح بالمحبة متحد مع الابن، ويقال إنه الله وابن الله ليس بالحقيقة
ص 103
ولكن بالموهبة، وإذن فنسطور لا يقول بألوهية المسيح، ولا يقول إنه هو ابن الله. 2 - مذهب أسقف رومية وبطريرك الإسنكدرية، على العادة خرجت جموع الأساقفة الوثنيين يعارضون فكرة نسطور في تفسيره للأقانيم، وقوله ببشرية المسيح، وفي مطلعهم أسقف رومية، وبطريرك الإسكندرية، ودارت بينهم مكاتبات بشأن عقد مجمع للنظر في بدعة نسطور، فاتفقوا على عقد مجمع في أفسس لبحث هذا الموضوع. 2 - عدد المجتمعين: جرت مراسلات بين: (1) أسقف رومية، (2) بطريرك الإسكندرية، (3) أساقفة أنطاكية، (4) أساقفة بيت المقدس. غير أن نسطور امتنع عن الحضور لما علمه من النية حول لعنه وطرده، واتخاذ قرار ضد مذهبه، وكذلك تبعه أساقفة أنطاكية، فبقي من المتراسلين لعقد الاجتماع بطريرك الإسكندرية، وأساقفة رومية، وبيت المقدس. وفي أفسس عام 431 م انعقد المجمع بقوة (200) مئتي أسقف لا غير. 3 - القرارات: 1 - مريم العذراء أم الله كما يقول في ذلك كتابهم الذي وقعوه، أن مريم القديسة العذراء ولدت إلهنا يسوع المسيح الذي مع أبيه في الطبيعة، ومع الناس في الناسوت والطبيعة. 2 - أقروا بطبيعتين للمسيح: واحدة لاهوتية، والأخرى ناسوتية بشرية. 3 - لعن نسطور ونفيه إلى مصر.
ص 104
الملاحظات: 1 - إن المجمع ذاته لم يكن شاملا لكل أطراف النزاع لغياب أساقفة أنطاكيا ونسطور نفسه. 2 - إن المجمع زاد في تفسير مفهوم الأب الذي وضعته المجامع السابقة، حيث قال: إن الابن، وهو الله، له طبيعتان: واحدة لاهوتية إلهية، والأخرى ناسوتية بشرية. 3 - إن المناقشات في موضوع العقيدة لم ينل حظها من التأييد بالنصوص من الأناجيل. الرابع - مجمع خلقيدونية 451 م 1 - سبب الانعقاد: من نتائج المجمع السالف، إعتبار أن للمسيح طبيعتين: لاهوتية، وناسوتية، وهذا القرار لم يحسم النزاع بين الطوائف المسيحية المتخاصمة، لا سيما والفريق المعارض أخذ ينشر مذهبه حتى سافرت مبادئه إلى الموصل والفرات. وعلى الجهة المقابلة نرى بطريرك الإسكندرية يخرج بمذهب جديد في تفسير طبيعة المسيح، فيقول: إنهما طبيعتان في طبيعة واحدة، إنهما اللاهوت والناسوت التقيا في المسيح، ولهذا عقد بطريرك الإسكندرية مجمع أفسس الثاني وقرر فيه مذهبه إلى أن للمسيح طبيعة واحدة اجتمع فيها اللاهوت، والناسوت. فغضبت الكنيسة الكاثوليكية وسمت هذا المجمع بمجمع اللصوص، وعارضه بطريرك القسطنطينية معارضة شديدة وانسحب من المجلس وأعلن عدم احترامه لقرارات المجمع، فأمر رئيس المجمع بحرمانه وطرده، وحدث لذلك
ص 105
شغب وصخب وعراك شديد وعنيف، وبرزت أفكار دينية حول: 1 - صحة انعقاد مجمع أفسس الثاني. 2 - مدى سلطانه التشريعي، ومدى الاحترام الذي تناله قراراته. 3 - وقيمة القرارات الحرمانية التي يصدرها: هل تحترم وتعتبر نافذة المفعول، أو ملغاة؟ لكل هذا عم البيئة المسيحية نزاع وعراك وفوضى فكرية ودينية فأرادت ملكة الرومان وزوجها إنهاء ذلك الشغب، فدعت حكومتها إلى عقد مجمع في مدينة خليقيدونية في عام 451 م. 2 - عدد المجتمعين: يقول الكاتبون المسيحيون: إن مجمع خلقيدونية المنعقد في أكتوبر عام 451 م حضره (520) عشرون وخمسمائة أسقف، تحت إشراف زوج الملكة. وقد ساد اجتماع هذا المجمع صخب وفوضى ولدته مشكلة اقتراح إخراج ديسكورس بطريرك الإسكندرية بتهمة أنه عقد مجمع أفسس الثاني بغير إذن من الكرسي الرسولي المقصود به (بابا روما)، ولكن مندوبي الحكومة رفضوا هذا الاقتراح، فوقع بسبب ذلك ألوان عديدة من المشاجرات والمنازعات. 3 - القرارات: 1 - إن المسيح فيه طبيعتان منفصلتان لا طبيعة واحدة، وإن الألوهية طبيعة وحدها، والناسوت طبيعة وحده، التقتا في المسيح، وحول هذا ينقل ابن البطريق: (قالوا، إن مريم العذراء ولدت إلها، ربنا يسوع المسيح الذي هو مع أبيه في الطبيعة الإلهية، ومع الناس في الطبيعة الانسانية، وشهدوا أن المسيح طبيعتان وأقنوم واحد، ووجه واحد).
ص 106
2 - لعن نسطور، ولعن ديسكورس، وكل ما يشايعهم في مقالتهم. 3 - لعن وإبطال قرارات مجمع أفسس الثاني الذي كان قد عقده ديسكورس بطريرك الإسكندرية، والذي قرر فيه أن للمسيح طبيعة واحدة التقى فيها اللاهوت والناسوت. 4 - نفي بطريرك الإسكندرية ديسكورس إلى فلسطين. 4 - الملاحظات: 1 - الجو الذي ساد اجتماعات المجمع كان عنيف الخصومة غير مهذب البروتوكول، إلى درجة أن رجال الحكومة وجهوا إنذارا إلى الأساقفة: (إنه لا يجدر بالأساقفة وأئمة الدين أن يأتوا مثل هذه الأعمال الشائنة من صياح، وصراخ، وسب، وقذف، وضرب، ولكم، بل يجب أن يكونوا قدوة للشعب في الهدوء وتسيير الأمور على محور الحكمة والسداد، ولذلك نرجوكم أن تستعملوا البرهان بدل المهاترة، والدليل عوضا عن القول الهراء، وأميلوا آذانكم إلى سماع ما سيتلى عليكم). 3 - تمسك كل فريق برأيه، وهدم آراء الآخر، فقد تمسكت الكنيسة المصرية بالإسكندرية ببطريركها، وبمذهبه، ورفضوا قرار المجمع الذي ينص على نفيه وطرده، ورفضوا: كل رئاسة دينية تبعث بها الحكومة الرومانية، وحول هذا يقول كتاب الأمة القبطية: (ولما طرق مسامع المصريين ما لحق ببطريركهم من الحرمان والعزل، هاجوا وغضبوا واتفقوا على عدم الاعتراف بقرار المجمع، وأعلنوا رضاهم ببقاء بطريركهم رئيسا عليهم، ولو أنه محروم مشجوب، وأن إيمانه ومعتقده هو عين إيمانهم ومعتقدهم، ولو خالفه فيهما جميع أباطرة القسطنطينية وبطاركة رومية، ولقد اعتبر المصريون أن
ص 107
الحكم الذي صدر ضد بطريركهم ماس بحريتهم الوطنية مجحف بحقوقهم السياسية، ولو أنه حكم ديني صرف). 3 - ظهور مذهب جديد، وهو مذهب يعقوب البراذعي وفيه يدعو إلى مذهب الكنيسة المصرية التي ترى أن المسيح له طبيعة واحدة على خلاف ما قرره المجمع الرابع الذي انعقد في خلقيدونية عام 451 م، وذلك في خلال القرن السادس الميلادي. وبهذا فقد بدأ انفصال الكنيسة المصرية عن الكنيسة الغربية، ويوجز لنا هذا الحال كتاب (تاريخ المسيحية في مصر) فيقول: (كنيستنا المستقيمة الرأي التي تسلمت إيمانها من كيرلس، وديسكورس، ومعها الكنائس الحبشية، والسريانية والارثوذكسية، تعتقد بأن الله ذات واحدة، مثلثة الأقانيم، أقنوم الأب، وأقنوم الابن، وأقنوم الروح القدس، وأن الأقنوم الثاني أي أقنوم الابن تجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء، فصير هذا الجسد معه جسدا واحدا، وحدة ذاتية جوهرية منزهة عن الاختلاط، والامتزاج، والاستحالة، بريئة من الانفصال، وبهذا الاتحاد صار الابن المتجسد طبيعة واحدة من طبيعتين، ومشيئة واحدة). تعقيب: هذه هي أهم المجامع التي لها الخطر الأكبر في حياة المسيحية كعقيدة ونظام ودين وخلق، وأننا نقدم للباحث أربع نقاط هامة جدا ليلاحظها عند البحث في دراساته عن المسيحية وسواء كان الباحث مسلما أو غير مسلم، وتلك الملاحظات الأربع هي: 1 - أن المجامع المسيحية مطلقا سواء كانت مسكونية عامة، أو ملية مذهبية خاصة أو إقليمية محددة، فإنها لم تجمتع إلا تحت ظروف
ص 108
الشقاق الذي أحدثته المناقشات حول تفسيرات خاصة بالعقيدة التي لم تفسر بعد! 2 - أن المجامع لم تنه خلافات، لا حول العقيدة ولا حول الوحدة المسيحية البشرية، ولكنها ولدت خلافات جديدة، وعمقتها بقرارات الحرمان والطرد. 3 - أن المناقشات والقرارات لم تعتمد على نصوص من الأناجيل، ولا من رسائل الرسل بل إن الرسائل لم تأخذ نصيبها من الصحة إلا بقرار من بعض المجامع التي انعقدت بعد مجمع نيقية عام 325 م. 4 - في خلال هذا العراك الذي تاهت فيه حقيقة الاعتقاد، وحقيقة العقيدة، وتاهت فيه معالم المسيحية التي جاء بها عيسى عليه السلام، ولما تتبين الطوائف المسيحية ديانتها كانت البعثة الإسلامية بالنبي الخاتم محمد (ص) في عام 610 م. ولذا يجدر بالباحث مطلقا سواء كان مسلما أو غير مسلم أن يعرج في بحثه عن المسيحية على تفسير قول الله تعالى: (وإن الذين أورثوا الكتاب من بعدهم لفي شك منه مريب، فلذلك فادع، واستقم كما أمرت، ولا تتبع أهواءهم، وقل آمنت بما أنزل الله من كتاب، وأمرت لأعدل بينكم، الله ربنا وربكم، لنا أعمالنا ولكم أعمالكم، لا حجة بيننا وبينكم، الله يجمع بيننا وإليه المصير) 14 - 15 الشورى. ولتكتمل للباحث عناصر الموضوع أرشح له قراءة صفحات من الجزء الخامس والعشرين من تفسير (في ظلال القرآن) 15 - 26 و90 - 98 من تفسير سورة الزخرف. موجز واستطراد: وإذن فعقيدة التثليث أخذت الأدوار التالية: 1 - في المجمع الأول المنعقد في نيقية عام 325 م. تقرر فيه أن المسيح إله
ص 109
فقد، وباقي المسائل المتعلقة بالروح القدس، وطبيعة المسيح لما تبحث بعد ذلك لأنها بعد لما تتولد من عراك أو مشاجرة. 2 - في المجمع القسطنطيني الأول عام 381 م. تقرر أن الروح القدس إله في مواجهة مقالة مكدونيوس أن الروح القدس ليس بإله، ولكنه مصنوع ومخلوق لله. 3 - في المجمع الثالث المنعقد بأفسس عام 431 م. تقرر أن للمسيح طبيعتين: إحداهما لاهوتية، والاخرى ناسوتية في مواجهة مقالة نسطور بأن المسيح ليس إلها ولكنه مبارك وملهم من الله وأنه ليس الابن ولكنه متحد مع الابن بالموهبة والتقديس. 4 - في المجمع الرابع بخلقيدونية عام 431 م. تقرر أن الطبيعتين منفصلتين: إحداهما لاهوتية والأخرى ناسوتية يلتقي بهما المسيح مع الله، ومع الناس، وذلك في مواجهة رأي ديسكورس بطريرك الإسكندرية القائل بالطبيعة الواحدة، وأن اللاهوت والناسوت اجتمعا في السيد المسيح، عند هذا اجتمعت عقيدة التثليث بقرارات تواجه وتعارض، وتحارب، فهل انتهى العراك عند تحديد العقيدة المسيحية بهذا الثالوث، أو ما زال مستمرا؟ لقد استمرت المجامع في الانعقاد، وفي إصدار القرارات، فهل كانت تسعى لبحث علمي نزيه قائم على أصول المسيحية الغراء الحقيقية التي جاء بها السيد المسيح؟ أو أنها كانت تتخذ فكرة قومية وطنية ذاتية؟
ص 110
الخامس - مجمع قسطنطينية الثاني عام 553 م. 1 - سبب انعقاده: إن جانبا من الأساقفة اعتنق فكرة تناسخ الأرواح حتى زعم أن المسيح ليس حقيقة بل هو نموذج خيالي. 2 - عدد المجتمعين: فاجتمع لذلك (140) أربعون ومائة أسقف. 3 - القرارات: قرروا حرمان كل الأساقفة القائلين بأن المسيح رمز خيالي، وكل من يعتقد بفكرة تناسخ الأوراح، كما قرروا احترام جميع قرارات المجامع السابقة ومنها قرارات مجمع خلقيدونية السالف، وأنكروا القول بالطبيعة الواحدة للمسيح. 4 - الملاحظات: إن فكرة ألوهية المسيح لم تستقر بل أخذت في النقاش حتى توصل بعض القساوسة إلى اعتقاد أن السيد المسيح رمز خيالي وليس بحقيقة، مما جعل المجمع الخامس يقرر صحة قرارات المجمع الرابع القائل بالطبيعتين وفي ذلك يلاحظ التعصب الذي يتحدى قول الأساقفة الذين يقولون بأن المسيح ليس حقيقة وإنما هو خيال فقط.
ص 111
السادس - مجمع قسطنطينية الثالث 680 م. 1 - سبب انعقاده: في القرن السابع الميلادي ظهر رجل يسمى يوحنا مارون 667 م. كان يدعي بأن المسيح له طبيعتان، ولكن له مشيئة واحدة، فانزعج لذلك القساوسة والأساقفة والحكام، خاصة الملك يوغانا قوس، فدعا إلى مجمع قسطنطينة الثالث عام 680 خ. 2 - عدد المجتمعين: واجتمع لهذا المجمع في مدينة قسطنطينية عام 680 م (289) أسقفا. 3 - القرارات: 1 - إن المسيح له طبيعتان، وله مشيئتان. 2 - لعن وطرد كل من يقول بالطبيعة الواحدة أو يقول بالمشيئة الواحدة (1). السابع - مجمع نيقية الثاني عام 787 م. 1 - سبب انعقاده: في عام 754 م انعقد مجمع بأمر الملك قسطنطين الخامس وقرر هذا المجمع: 1 - تحريم إتخاذ الصور والتماثيل في العبادة. 2 - تحريم طلب الشفاعة من مريم العذراء. *(هامش) (1) يراجع في هذا تاريخ ابن البطريق.
ص 112
فأمرت الملكة ايريني بعقد مجمع في نيقية عام 787 م للنظر في قرارات مجمع الملك قسطنطين الخامس الذي انعقد في عام 754 م. 2 - عدد المجتمعين: واجتمع لهذا المجمع (377) أسقفا. 3 - القرارات: 1 - تقديس صور المسيح والقديسين. 2 - وضعها في الكنائس، والأبنية المقدسة، والبيوت، والطرقات، لأن النظر إلى ربنا يسوع المسيح ووالدته، والقديسين يشعرنا بالميل إلى التفكير فيهم. الثامن - مجمع القسطنطينية الرابع 869 م 1 - سبب انعقاده: ذهب بطريرك القسطنطينية فوسيوس إلى أن الروح القدس منبثق من الأب وحده، فعارضه بطريرك روما وقال إنه منبثق من الاب والابن معا، وقامت المعركة، وانعزل بطريرك القسطنطينية وجاء خلفه بطريرك آخر فعقد مجمعا في قسطنطينية عام 869 م - ويسميه المؤرخون المجمع الغربي اللاتيني للنظر في قضية انبثاق الروح القدس من الأب والابن. 2 - عدد المجتمعين: يعتبر هذا المجمع مليا خاصا، ولم أحظ بالتعرف على عدد المجتمعين وعلى كل حال فهو مجمع يمثل فكرة واحدة هي التي جاءت في قراراته.
ص 113
3 - القرارات: 1 - انبثاق الروح القدس من الأب والابن معا. 2 - كل ما يتعلق بالديانة المسيحية ينبغي أن يرفع إلى الكنيسة بروما. 3 - كل المسيحيين في العالم يخضعون لكل المراسيم والطقوس التي يقول بها رئيس كنيسة روما. 4 - لعن وطرد البطريرك فوسيوس وحرمانه هو وأتباعه. الثامن مرة أخرى - مجمع قسطنطينية الخامس: 879 م 1 - سبب انعقاده: استطاع البطريرك فوسيوس أن يعود إلى مركزه، فعمد إلى ما كان قرره مجمع القسطنطينية الرابع عام 869 م ليبطله، وليقرر مذهبه هو مكانه، فلذلك عقد هو مجمعا يسمى تاريخيا: المجمع الشرقي اليوناني. 2 - القرارات: 1 - رفض كل ما قرره المجمع القسطنطيني الرابع المنعقد عام 869 م. 2 - انبثاق الروح القدس عن الأب فقط. وهنا يلاحظ الباحث أن الصراع الفكري والقومي في الكنيسة قد ظهر، فلم تعد المسألة مسألة دين ولكنها مسألة سلطة وقومية. 1 - فعن المجمع الرابع المنعقد في خلقيدونية انفصلت الكنيسة المصرية بالإسكندرية انتصارا لبطريركها وانتصارا لشعورها الوطني الذي تراه قد أهين بما نسب إلى بطريركها، وما حكم عليه به من الحرمان، فتعصبت لمذهبه ورأته أنه هو الصحيح، وإن خالفه كل بطاركة العالم.
ص 114
2 - ومن المجمعين الشرقي اليوناني، والغربي اللاتيني، المنعقدين في مدينة القسطنطينية انقسمت الكنيسة اليونانية على كنيسة روما وصارتا كنيستين: إحداهما تسمى الكنيسة الغربية البطرسية، التي تدعى أنها من أعمال بطرس الرسول كبير الحواريين، وأن جماعات البابا خلفاء عنه، كما تدعي أنها صاحبة السلطان الديني، وأن سلطانها يمتد إلى بلجيكا، وإيطاليا، وإسبانيا، وفرنسا والبرتغال. والأخرى تسمى الكنيسة الشرقية اليونانية الارثوذكسية: فلا تعترف إلا بالمجامع السبعة التي سبقت مجامع القسطنطينية التي حدث فيها الخلاف والافتراق، كما لا تعترف لبابا روما بالسيادة، أو الرياسة (وإن كان موقفها الآن قد تغير لعوامل الزمن، ومحاولة التقرب، فترى له الأسبقية بالتقدم لا بالسلطان، وترى أن بطريرك القسطنطينية هو الذي يليه في الرتبة مباشرة. وسلطانها في بلاد روسيا، واليونان، والصرب، وجانب من جزر البحر الأبيض. وإلى هنا فقد تقرر تاريخيا الانفصال بين الكنائس: 1 - الكنيسة المصرية بالإسكندرية وحدها. ومقر رياستها القاهرة. 2 - الكنيسة الشرقية اليونانية الأرثوذكسية وحدها: ومقر رياستها القسطنطينية. 3 - الكنيسة الغربية البطرسية البابوية وحدها: ومقر رئاستها روما. الاستنتاج: كل المجامع الآتية بعد هذا لا يمكن أن تدعي أنها مجامع مسكونية عامة، بل هي: (1) إما مجامع ملية مذهبية خاصة، (2) أو مجامع إقليمية محددة ذات غرض شخصي محدد.
ص 115
التاسع - انعقد في روما عام 1123 م وأهم قراراته: أن تعيين الأساقفة من شأن البابا لا من شأن الحكام. العاشر - انعقد في روما عام 1139 م وأهم أحداثه أنه فشل في التوصل إلى إزالة الخلافات بين الكنيستين الشرقية اليونانية والغربية اللاتينية البطرسية البابوية، وكان أعضاؤه (1000) ألف أسقف. الحادي عشر - انعقد في روما عام 1179 م وأهم ما جاء في قراراته: 1 - انتخاب الباب بثلثي عدد الكرادلة. السكوت عما شاع عن: استحالة الخبز والخمر، في العشاء الرباني، إلى جسد ودم المسيح. الثاني عشر - في روما 1215 م وأهم ما جاء في قراراته: 1 - الكنيسة البابوية تملك الغفران وتمنحه لمن تشاء. 2 - إقرار ما شاع سابقا من أن الخبز والخمر في العشاء الرباني يتحول إلى جسد ودم السيد المسيح وجعله مبدأ دينيا.
ص 116
ثم تتوالى المجامع على شكل هذه المجتمعات إلى أن احتدت المنازعات بسبب ظهور البروتوستانت فكان أهم المجامع بعد ذلك المجمعين التاسع عشر والعشرين. التاسع عشر من عام 1542 إلى عام 1563 م تم انعقاد هذا المؤتمر المتواصل انعقاده من عام 1542 م إلى عام 1563 م للرد على الأفكار التقدمية التي طالعت بها الجماهير المسيحية فرقة البروتوستانت، وكان مكان الانعقاد في مدينة (تريدنتوا) وكل ما فيه الرد على أفكار الفرقة البروتوستانتية. العشرون - المنعقد في روما عام 1869 م وأهم ما جاء في قرارات هذا المجمع هو: (إقرار أن البابا معصوم).. وحول هذا يقول نوفل بن نعمة الله بن جرجس: (قد نشأ في ذلك انقسام في الطوائف الكاثوليكية ببلاد أوربا والشرق، والذين خالفوا في هذه العقيدة من أهالي أوربا سموا أنفسهم الكاثوليك القدماء). تلك هي مقالات علماء المسيحية حول مجامعهم، والذي ينبغي أن يلاحظ كما أشرت إليه كثيرا أربع نقاط: 1 - انعقاد المجامع سببه الخلاف بين علماء المسيحية. 2 - أن المجامع انتهت بحدة الخلافات وزيادتها في المجتمع، ولم تستطع إنهاءها. 3 - أن القرارات التي اتخذت لم يعتمد فيها على نصوص الكتب المقدسة.
ص 117
4 - أن هذه المعارك أخفت معالم المسيحية إلى درجة أن رجالها وعلمائها ما زالوا في خلافات يعقدون لها المجامع لتأييد آراء جانب منهم، وأن البعثة الإسلامية المحمدية كانت غوثا لهم من الانتحار الفكري والاجتماعي الذي عاشوا ويعيشون فيه. وإذن: فلا بد عند البحث من توضيح الإجابة عن هذه الأسئلة: 1 - أليس الإنجيل بكاف في تفسير وتفصيل العقيدة المسيحية؟ 2 - إذا لم يكن الإنجيل كافيا فأي مصدر موثوق به يمكن الاعتماد عليه؟ 3 - وهل المجامع حاولت أن تبحث قضايا العقيدة على ضوء من النصوص الدينية أو على ضوء العصبية الذاتية، والمعضلات العقلية؟ 4 - وهل يكفي في مسائل العقيدة الرجوع إلى الفكر البشري وحده؟ وإذن فما هو الفرق بين الفلسفة والديانة المسيحية إذا كان الكل مرجعه الفكر والعقل؟ 5 - وهل الانقسام الحاضر أو الماضي في الأسرة المسيحية أساسه نصوص من الدين أو أساسه النظر في أسس الدين؟ أو أساسه التناظر لإثبات الرأي الشخصي؟ وكيف نفسر انفصال كنيسة الإسكندرية بعد مجمع خلقيدونية عام 451 م، وكنيسة القسطنطينية بعد عام 869 م، وانقسام الكاثوليكية بعد عام 1869 م، عقب المجمع العشرين؟ ألم يكن الانقسام بسبب التناظر في آراء الذات لا بسبب النظر في أسس الدين ولا بسبب نصوص الدين نفسه؟ ذلك ما ينبغي أن يبحث ويجاب عنه لشيء واحد حتى نقدم للمسيحية نورا؟
ص 119
http://www.alhawzaonline.com/almaktaba-almakroaa/book/238-aqa%27ed/0325-adhwaa%20ala%20almasiehia/04.htm
بداية تكوين المجامع الدينية السياسية اليسوعية في أوربا (سفر أعمال الرسل ) - 20
بعد انتهاء الشغب في افسس أمر بولس التلاميذ بالتوجه الى مكدونية ومنها الى هلاس فبقوا فيها ثلاثة أشهر .. أما هو فقد قرر الذهاب الى سوريا ولما سمع اليهود به دبروا له مكيدة في الطريق ..مما اضطر الرجوع الى مكدونية مرة أخرى.. فرافقه في آسيا كل من سوباترس البيري. ارسترخس وسكوندس وغايوس الدربي وتيموثاوس ومن أهل تسالونيكي...أما تيخيكس وتروفيمس فقد سبقهما الى تراوس .. وبعد انقضاء أيام عيد الفطير انطلق بولس والتلاميذ من فيلبي الى تراوس بحرا ..ولقد استمرت الرحلة سبعة أيام
سفر أعمال الرسل - 20
http://www.enjeel.com/bible.php?ch=20&bk=44
سفر أعمال الرسل
1 وبعد ما انتهى الشغب دعا بولس التلاميذ وودعهم وخرج ليذهب الى مكدونية. 2 ولما كان قد اجتاز في تلك النواحي ووعظهم بكلام كثير جاء الى هلاس 3 فصرف ثلاثة اشهر.ثم اذ حصلت مكيدة من اليهود عليه وهو مزمع ان يصعد الى سورية صار راي ان يرجع على طريق مكدونية. 4 فرافقه الى اسيا سوباترس البيري.ومن اهل تسالونيكي ارسترخس وسكوندس وغايوس الدربي وتيموثاوس.ومن اهل اسيا تيخيكس وتروفيمس. 5 هؤلاء سبقوا وانتظرونا في ترواس. 6 واما نحن فسافرنا في البحر بعد ايام الفطير من فيلبي ووافيناهم في خمسة ايام الى ترواس حيث صرفنا سبعة ايام
في بداية الأسبوع اجتمع بولس بالتلاميذ في علًّيَّه (أي مكان مرتفع ) لتأدية شعائر عيد الفطير مؤكدا لهم على رحيله غدا فقطع لهم خبزا ليأكلوا ..فأطال بكلامه حتى منتصف الليل .. وكان من بين المجتمعين شاب يجلس في مكان مرتفع من العلية يستمع الى حديثه اسمه افتيخوس فغلب عليه النعاس فسقط على الأرض فنزل بولس مسرعا لإنقاذه ولما احتضنه وجده حيا.. ثم صعد الى التلاميذ وقطع قطعة خبز فأكلها ثم خرج
سفر أعمال الرسل
7 وفي اول الاسبوع اذ كان التلاميذ مجتمعين ليكسروا خبزا خاطبهم بولس وهو مزمع ان يمضي في الغد واطال الكلام الى نصف الليل. 8 وكانت مصابيح كثيرة في العلية التي كانوا مجتمعين فيها. 9 وكان شاب اسمه افتيخوس جالسا في الطاقة متثقلا بنوم عميق.واذ كان بولس يخاطب خطابا طويلا غلب عليه النوم فسقط من الطبقة الثالثة الى اسفل وحمل ميتا. 10 فنزل بولس ووقع عليه واعتنقه قائلا لا تضطربوا لان نفسه فيه. 11 ثم صعد وكسر خبزا واكل وتكلم كثيرا الى الفجر.وهكذا خرج. 12 واتوا بالفتى حيا وتعزوا تعزية ليست بقليلة
أمر بولس التلاميذ بالتوجه الى ميتيليني أما هو فقد توجه الى أسوس ومنها الى أورشليم بحرا مختصرا المسافة للوصول إليها قبل يوم الخميس..وفي الطريق غير اتجاهه الى ميتيليني وهناك التقوا جميعا ..ومنها انطلقوا الى خيوس وساميوس ولما وصلوا الى تروجيليون أقاموا فيها وفي الصباح انطلقوا الى ميليتس
سفر أعمال الرسل
13 واما نحن فسبقنا الى السفينة واقلعنا الى اسوس مزمعين ان ناخذ بولس من هناك لانه كان قد رتب هكذا مزمعا ان يمشي. 14 فلما وافانا الى اسوس اخذناه واتينا الى ميتيليني. 15 ثم سافرنا من هناك في البحر واقبلنا في الغد الى مقابل خيوس.وفي اليوم الاخر وصلنا الى ساموس واقمنا في تروجيليون ثم في اليوم التالي جئنا الى ميليتس. 16 لان بولس عزم ان يتجاوز افسس في البحر لئلا يعرض له ان يصرف وقتا في اسيا.لانه كان يسرع حتى اذا امكنه يكون في اورشليم في يوم الخمسين
ومن ميليتس استدعى بولس قساوسة وأساقفة كنيسة افسس .. ولما جاءوا قال لهم ..لقد خدمت الرب بكل تواضعه ودموع منذ أن دخلت الى آسيا ..رغم كل المكائد التي تعرضت لها على يد اليهود .. ولم اخفي عنكم ما فيه فائدة لكم وجاهرت بذلك في جميع البيوت... كما شهدت لليهود اليونانيين بالتوتة والإيمان بربنا يسوع .. وها أنا قررت الذهاب الى أورشليم مقيدا بروح القدس ولا ادري ماذا يصادفني هناك.. ولكنه اخبرني عن شدائد تنتظرني ..و لم احتسب يوما لنفسي شيئا غير سعيي لخدمت الرب يسوع لأشهد ببشارة نعمت الرب .. فمن الآن وصاعدا لن تروا وجهي فكرزوا في ملكوت الله وعلموا أني برئ من دم كل عن أخبرته عن مشورة الله ..احترزوا لأنفسكم يا قساوسة ويا اساقف ورعوا الرعية ورعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه ..واعلموا ستدخل فيكم بعدي ذئاب خاطفة لا ترحم الرعية .. وسيقوم منكم رجال منافقين يتكلمون بالسن ملونه ليضلوا التلاميذ من ورائهم .. فحافظوا على كل ما دعوتكم إليه طيلة السنوات الثلاثة .. لقد دعوكم فيها ليلا ونهارا دون فتور
سفر أعمال الرسل
17 ومن ميليتس ارسل الى افسس واستدعى قسوس الكنيسة. 18 فلما جاءوا اليه قال لهم انتم تعلمون من اول يوم دخلت اسيا كيف كنت معكم كل الزمان. 19 اخدم الرب بكل تواضع ودموع كثيرة وبتجارب اصابتني بمكايد اليهود. 20 كيف لم اؤخر شيئا من الفوائد الا واخبرتكم وعلمتكم به جهرا وفي كل بيت. 21 شاهدا لليهود واليونانيين بالتوبة الى الله والايمان الذي بربنا يسوع المسيح. 22 والان ها انا اذهب الى اورشليم مقيدا بالروح لا اعلم ماذا يصادفني هناك. 23 غير ان الروح القدس يشهد في كل مدينة قائلا ان وثقا وشدائد تنتظرني. 24 ولكنني لست احتسب لشيء ولا نفسي ثمينة عندي حتى اتمم بفرح سعيي والخدمة التي اخذتها من الرب يسوع لاشهد ببشارة نعمة الله. 25 والان ها انا اعلم انكم لا ترون وجهي ايضا انتم جميعا الذين مررت بينكم كارزا بملكوت الله. 26 لذلك اشهدكم اليوم هذا اني بريء من دم الجميع. 27 لاني لم اؤخر ان اخبركم بكل مشورة الله. 28 احترزوا اذا لانفسكم ولجميع الرعية التي اقامكم الروح القدس فيها اساقفة لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه. 29 لاني اعلم هذا انه بعد ذهابي سيدخل بينكم ذئاب خاطفة لا تشفق على الرعية. 30 ومنكم انتم سيقوم رجال يتكلمون بامور ملتوية ليجتذبوا التلاميذ وراءهم. 31 لذلك اسهروا متذكرين اني ثلاث سنين ليلا ونهارا لم افتر عن ان انذر بدموع كل واحد. 32
الآن استودعكم يا إخوتي .. الله والكلمة... قادرتان على أن تعطيكم ميراثا لتبنوا عليه انتم والقديسين ..فلم اشتهي ذهبا ولا فضة ولا لباس أحدكم .. وكل حاجاتي وحاجات الذين معي ورثناها من عمل أيدينا ..أجهدوا أنفسكم لتعينوا الضعفاء وتذكروا كلمة الرب يسوع ..فالعطاء مغبوط أي غبطه يقصد زيادة في اجر المنفق أكثر من الأخذ .. ثم جثا على ركبتيه وصلى ..فتصاعدت أصوات بكاء المودعين فوقعوا عليه تقبيلا واعتناقا .. فركب السفينة متوجها الى أورشليم
سفر أعمال الرسل
والان استودعكم يا اخوتي لله ولكلمة نعمته القادرة ان تبنيكم وتعطيكم ميراثا مع جميع المقدسين. 33 فضة او ذهب او لباس احد لم اشته. 34 انتم تعلمون ان حاجاتي وحاجات الذين معي خدمتها هاتان اليدان. 35 في كل شيء اريتكم انه هكذا ينبغي انكم تتعبون وتعضدون الضعفاء متذكرين كلمات الرب يسوع انه قال مغبوط هو العطاء اكثر من الاخذ. 36 ولما قال هذا جثا على ركبتيه مع جميعهم وصلى. 37 وكان بكاء عظيم من الجميع ووقعوا على عنق بولس يقبلونه 38 متوجعين ولا سيما من الكلمة التي قالها انهم لن يروا وجهه ايضا.ثم شيعوه الى السفينة
#طلعت_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نابليون بونابرت- والحلم التوراتي:
-
الذيب والحمار وإبراهيم ..رد على مقالة سامي الذيب
-
مقارنه بين عقل المسلم وعقل المسيحي .. رد على مقالة جهاد علاو
...
-
جرائم (الله محبه ) عبر التاريخ
-
كذبة صيام العشرة الأولى من ذي الحجة...
-
الصراع الوثني المسيحي واليهودي على أوثان أوربا !! ( ارطاميس
...
-
لا وعي ولا ماده في فكر سامي لبيب .. رداً على مقالته الوجود و
...
-
تحشيش بين جهاد علاونه!!ّ وعثمان ابن عفان
-
الحروب الصليبية تطور المصطلح والمفهوم
-
جذور الفساد !! تنافس الإسلام السياسي الفاسد على العمالة
-
خربشة فيلسوف يستمد أفكاره من أوهام اليسوعية ..رد على مقالة س
...
-
الجنس المناكحة في شريعة يسوع (للكبار فقط )
-
أسرار التوبة السياسية في الكتاب المقدس ...
-
دليل قاطع على أن الكتاب المقدس كتب في أوربا ( صراع روما والي
...
-
ألعريفي منافق والدليل من القران
-
التحريف اليسوعي القبطي للتاريخ الإسلامي ...
-
رد على مقالة هشام ادم ! قراءة في سفر الوثنية
-
التحريف اليسوعي القبطي للتاريخ العربي ...
-
رد الله على مزاعم اليسوعيين وقولهم نحن من ذرية الله (أوربا ف
...
-
رد على تعقيب خلدون طارق ياسين ..إشكالات قصة موسى والعبد الصا
...
المزيد.....
-
144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة
...
-
ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم
...
-
عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي
...
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
-
بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|