أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - شادي جابر - فرصة الإصـلاح الأخيـرة














المزيد.....

فرصة الإصـلاح الأخيـرة


شادي جابر

الحوار المتمدن-العدد: 1212 - 2005 / 5 / 29 - 11:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بدأت عجلة الإصلاح في سورية تتسارع وتتبلور على أرض الواقع من خلال حزمة من القرارات والقوانين الجديدة التي ستسهم ـ إن طبقت كما أريد لها ـ في حل مشاكل المواطن السوري وتلبية متطلباته الأساسية في حقه بأن يحصل على مقومات الحياة الكريمة ويعيش حراً ميسور الحال و يمتلك سيارة ومسكن صحي ويحصل على فرصته في العمل بدخل معقول يتناسب مع متطلبات الحياة المتنامية بعد ارتفاع أسعار الكثير من السلع الضرورية.. هذا فضلاً عن ارتفاع أسعار العقارات والذي تسعى الحكومة السورية لحل يسهم في خفض هذه الأسعار الخيالية من خلال قوانين وإجراءات جديدة وواعدة بعد الانتهاء من أزمة السيارات التي ظلت لفترة طويلة من الزمن حلماً يراود الكثير من السوريين..
ملامح التغيير وبوادر قطف الثمار بدأت بالظهور في هذا البلد بعد أن فقد الكثير من أبنائه الثقة بحكومتهم وخالجهم شعور بالإحباط واليأس من خطط وإجراءات طويلة الأجل ظلت إلى وقت قريب غير فعالة في حلحلة عجلة الاقتصاد البطيئة.. وفي هذا السياق تلقت الأوساط الشعبية في سورية خبر تخفيض الرسوم الجمركية على السيارات "بنسبة كبيرة وغير متوقعة" بالحذر والتشكيك لا في صحة الخبر الذي أعلن عنه رسمياً في وسائل الإعلام بل في آلية التنفيذ التي تصطدم في كثير من الأحيان بجدار البيروقراطية ومزاجية مترجمي ومنفذي القرارات والمراسيم..
غير أن الحكومة السورية تبدو جادة وعازمة هذه المرة على ركوب موجة الإصلاح بعد أن اقتنعت تماماً أنه بات مطلباً ملحاً وحتمياً لدى الجميع وعلى رأسهم الرئيس الشاب الجاد والمتابع الذي عقد العزم على السير في طريق الإصلاح بإيمان وثقة أن ذلك ممكن بالعمل والعلم والتحديث والتطوير والشفافية.. ولأن الزمن لن يرحم هؤلاء وإرادة الشعب الذي يتطلع إلى حياة كريمة لن تغفر لهم هذه المرة.. الظروف تغيرت والناس ملت الفساد.. والرئيس لن يقبل أي تقصير أو أعذار وبات يطلب من كل وزارات الدولة ومؤسساتها "كشوف حساب" لتقييم أدائها وبرامج عملها حيث أن النوايا الحسنة لا تكفي والمطلوب آلية عمل تنعكس بنتائج عملية ومرضية على أرض الواقع.
المؤتمر القطري لحزب البعث المقرر انعقاده بعد أيام والذي وصفه الرئيس السوري بـ"القفزة النوعية" يفترض أن يضع النقاط على الحروف ويحدد الأولويات القادمة على كافة الأصعدة الداخلية منها والخارجية.. ويتوقع الكثيرون أن يحمل المؤتمر تغييرات جوهرية تمس صلب الحياة السياسية السورية وربما تكون مفتاح التغيير على كافة المستويات.. ولابد للحزب الحاكم أن يغتنم هذه الفرصة ليتبنى مشروع الإصلاح ويعيد تحديد أهدافه بشكل ينسجم مع التغييرات الجذرية التي حصلت في السنوات الأخيرة في منطقتنا والعالم.. ويبدأ ذلك من الاعتراف بمواقع الخلل الكثيرة الموجودة في معظم قطاعات الدولة والمجتمع ووضع برامج وآليات لتصحيح هذا الخلل والحد من الفساد الذي يعيق الإصلاحات وتشكيل لجان لمتابعة آلية التنفيذ وتوفير الأدوات والوسائل اللازمة لبلوغ تلك الأهداف.
الإصلاح التدريجي البطيء لم يعد كافياً والأجدر بالمسؤولين انتهاج طرق أكثر فاعليةً وتأثيراً، ولا يجب أن ننسى ضرورة إعطاء جميع السوريين حق المشاركة في مشروع بناء الوطن وخاصة أصحاب الكفاءات الشابة من المثقفين والمتخصصين وذوي الذهنية المهنية كخطوة أولى لتعزيز الثقة المفقودة وردم الهوة بين المواطن والسلطة ليعود الوطن لجميع أبناءه وتطمئن النفوس بعد أن ضاقت ذرعاً بالتسلط والفساد والظلم والمحسوبيات.. لبناء دولة القانون والمؤسسات القائمة على مبدأ العدل وتكافؤ الفرص والابتعاد عن البيروقراطية المتجذرة في معظم أروقة مؤسسات ودوائر الدولة ومحاسبة الفاسدين والمقصرين.. وصولاً إلى نمط جديد بفكر جديد تعلو فيه مصلحة الوطن والمواطن فوق المصالح الفردية الضيقة وتحصين هذا النمط بقوانين وتشريعات جديدة تضمن حقوق كافة المواطنين حيث لا يوجد قوانين مقدسة تحمل صفة الديمومة فكل شيء يتغير من حولنا وعلينا أن نتأقلم مع هذه المتغيرات قبل أن نصبح آثاراً يأتي السياح للتفرج علينا بدل التفرج على آثارنا وحضارتنا العريقة.



#شادي_جابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يفهم العرب اللعبة.. أم يستمر الكابوس..؟
- قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم
- الديمقراطية وحقوق الإنسان في الشرق الأوسط الكبير


المزيد.....




- قرار الجنائية الدولية.. كيف يمكن لواشنطن مساعدة إسرائيل
- زيلينسكي يقرّر سحب الأوسمة الوطنية من داعمي روسيا ويكشف تفاص ...
- إسبانيا: السيارات المكدسة في شوارع فالنسيا تهدد التعافي بعد ...
- تقارير: طالبان تسحب سفيرها وقنصلها العام من ألمانيا
- لبنانيون يفضلون العودة من سوريا رغم المخاطر - ما السبب؟
- الدوري الألماني: ثلاثية كين تهدي بايرن الفوز على أوغسبورغ
- لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على مبنى سكني وتدميره في الضاحية ال ...
- سلسلة غارات جديدة على الضاحية الجنوبية في بيروت (فيديو)
- مصدر مقرب من نبيه بري لـRT: هوكشتاين نقل أجواء إيجابية حول م ...
- فريق ترامب الانتقالي: تعليق القضية المرفوعة ضد الرئيس المنتخ ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - شادي جابر - فرصة الإصـلاح الأخيـرة