أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - حتى لاتكون -المفوضية- هى وصفتنا غير السحرية - د. مصطفى حجازى: إجتهادات وملاحظات














المزيد.....

حتى لاتكون -المفوضية- هى وصفتنا غير السحرية - د. مصطفى حجازى: إجتهادات وملاحظات


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 4245 - 2013 / 10 / 14 - 11:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لاشك أن دكتور مصطفى حجازى واحد من الكفاءات الرفيعة التى نجحت الإدارة المصرية فى استقطابها، وأنا من المقدرين لعلمه واجتهاده، لذا أضع أمامه عدداً من الملاحظات المنهجية على ماصرح به لبعض القنوات الفضائية، من أن مصر تعانى تصحراً فى الكفاءات وندرة فى القيادات يتعذر معها مخاطبة المستقبل دون أن تنشئ الدولة كيانات جديدة لتأهيل هذه الكفاءات على غرار Ecole superior فى فرنسا، حتى لاتتحول عملية تمكين الشباب "المؤهلين" إلى تسكين الشباب "الغير مؤهلين"، واقترح سيادته لذلك "مفوضية للشباب"، وقد توسع فى هذا الاجتهاد ليصل بنا إلى مفوضية للإغاثة، ومفوضية للعدالة الإنتقالية، وأخرى للعمل، ومثلها لحقوق الإنسان، وهكذا تحولت فكرة المفوضية إلى وصفة سحرية تحمل الحلول لكل مشكلاتنا الحالة والطارئة والآنية!.
وقد يكون هذا صحيحاً طبقاً لمحددات اللحظة ومعطياتها واجتهاداً قصير الأمد للخروج من الأزمة وسياقاتها، لكنه ليس بالضرورة رؤية استراتيجية على المدى البعيد نولج من خلالها عنق الزجاجة الذى يأخذ بخناق مصر ويحول دون تقدمها. إذ هدف أى نظام رشيد وأى حكم ينشد العدالة والتقدم هو أن يتحول بمجتمعه من حال الندرة والعوز "مجتمع الكفاف" إلى "مجتمع الكفاية" ثم "مجتمع الوفرة" والرفاه والتقدم، الأمر الذى ينبغى معه أن يعمل سياسات شاملة لاستنهاض قوى المجتمع، تعتمد على منظومة التعليم "العاقل" لا "الناقل"، وتخرج بنا من إسار سياسات "تعليم الإيداع" إلى "تعليم الإبداع"، بمعنى أن يبدأ رهاننا للمستقبل من إعادة النظر فى فلسفة التعليم ومنظومته وآلياته، بدءاً من دور المدرسة فى التأسيس لتربية المهارات وخلق المبادرات وتبنى الإبداعات، وصولاً إلى الجامعة التى تغيرت مفاهيمها فى العالم كله، وبالتالى وظيفيتها لتعمل فى إطار منظومة مجتمع المعرفة الذى يسعى لالتدوير المعرفة واجترارها وإنما إلى إنتاج وإدارة المعرفة فى إطار سياسات نشطة للإقتصاد المبنى على المعرفة والذى يحتاج إلى بنى جديدة توازن مابين الأطر والأهداف والوظائف، بمعنى Structure vs. -function- أو Frame vs. Objectives ما أقتضى الجامعات العالمية إلى استحداث كيانات جديدة تقوم على الفكر والتجريب والإختراع وحضانة الأفكار والإبتكار وتوليد المعرفة، فأنشأت وديان العلوم Science Parks ومراكز التميز العلمى Center of Excellence والحاضنات التكنولوجية Incubators وتجمعات صناعة المعرفة وحاضنات ريادة الأعمال Entrepreneurship ، وتطبيقات البحوث العلمية والنمذجة الصناعية، وقابلها على الجانب الآخر تعليم تكنولوجى ينحى إلى التطبيق والعملية لخلق كوادر مؤهلة قادرة على المنافسة وتحسين ظروف سوق العمل وتطويع آلياته لاستيعاب عمالة مدربة وكوادر فنية مؤهلة. وكلها نظم قياسية مستقرة ومعمول بها فى كثير من الدول التى كان رهانها للتقدم والنهوض تأسيساً على التعليم والبحث العلمى.
نحن لانحتاج كياناً جديداً "مفوضية لكل شئ" لإكتشاف الكفاءات نتعامل معه باعتباره حاضنة للشخوص قبل الأفكار، وربما بضربة حظ أو حتى بتخطيط عامد ومسبق لفرز بعض الكفاءات التى تؤهل للقيادة والإدارة بينما تظل قوة العمل الأساسية عالة على هذه الإدارة وتلك الكفاءة وربما أعاقت مناط عملها ودوائر حركتها.
وأتفق مع دكتور مصطفى حجازى أن هناك ندرة للكفاءات على مستوى إدارة الدولة لابسبب تصحر الكفاءات وإنما بسبب تجريف المسارات التى من خلالها تبرز هذه الكفاءات وتمكن من القيادة والإدارة، إذن التصحر ليس ظاهرة فى الكفاءات ولكنه فى فكر ومنظومة عمل القيادات. إذ بدت الإدارة المصرية ولقرابة أربعين عاماً مضت وكأنها فى صراع لاستبعاد المؤهلين والقادرين والكفاءات، وكانت عوامل الطرد فيها أكبر كثيراً من عوامل الجذب، ونادراً مابرزت قيادة مؤهلة فى أى موقع من مواقع العمل والمسئولية إلا وتعرضت لخصومة ومؤامرات المتنفذين من أنصاف المؤهلين، وكأن فلسفة الإدارة فى مصر لم تكن مستعدة لتمكين إلا "المديوكر" فى معظم القطاعات، لذا لم يكن غريباً أن تظل الدولة المصرية العريقة فى مدارات القعود والتخلف والركود، بينما دولاً أخرى لم يكن لديها رصيد من الثروة والموقع الجيواستراتيجى الذى تمتعت به بلادنا وقد سبقتنا على طريق التقدم والنهضة وحققت فى أعوام معدودة مالم يمكننا تحقيقة فى عقود متتالية. وخذ مثالاً الصين وكوريا الجنوبية وماليزيا، ولك أن تتساءل كيف كنا وكانوا فى الخمسينيات والستينيات؟ وإلى أين وصلوا الآن وكيف تعثرنا؟! والإجابة معروفة وموثقة: لقد اعتمدوا منهج العلم وطرائقه وآلياته أسلوباً للنهضة، بينما نظرنا دائما تحت الأقدام، كانوا يحدثون ويطورون نظم التعليم وعلاقات الإنتاج فى مجتمعاتهم، بينما نعتمد الإرتجال والعشوائية فى إدارتنا ومناط أعمالنا.
إن مصرنا العظيمة فى عصورها القديمة صدرت للعالم فكرة الخلود والبعث والحساب والقانون وفجر الضمير، وأول ماصدرته فى عهودها المعاصرة والحديثة كان "رأس المال الفكرى" من قوى بشرية مؤهلة وكفاءات معدة ومدربة استفاد بها القادرون فى محيطنا الإقليمى وانتكسنا بثورة مضادة انقلبت على مشروعنا النهضوى فى إحياءه الثانى مع جمال عبدالناصر بعد أن أسس له محمد على فى بدايات القرن التاسع عشر، واعتمد على التعليم والتدريب وإنتاج وإدارة المعرفة. ولانهوض أو تحديث أو تطوير أو تقدم دون أن نعود للنظر فى رصيدنا البشرى وقواه الناعمة الفاعلة وتمكينه من الإدارة وقيادة التحول والتقدم. وحتى تزدهر هذه القوة الناعمة، فلابد من إعادة هيكلة نظامنا التعليمى وإعمال نظريات الإدارة العلمية ومدارسها الحديثة من جودة شاملة T.Q.M. وشروطها، وإعادة الهندسة Re-engineering وابتكاراتها ومنظومة القوة الناعمة Intellectual Capital وإبداعاتها.
هذا بعض ماتبادر إلى ذهنى وأنا أشاهد د. مصطفى حجازى، فآثرت أن أبادر اجتهاداته بقدر من التعليق والملاحظات.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأستاذ هيكل فى لزوم مالايلزم
- وهل من الديمقراطية تفكيك مصر وتبديد دولة الحد الأوسط؟
- -خلايا الإخوان النائمة مابين التبرير والتسويغ والتحريض- : طا ...
- -الجبهة الوطنية مابين مسلسلات السياسة و-خرم إبرة- -: ماتيسر ...
- ثورة يوليو وموسم الهجرة إلي الشمال
- معظم الناس هم أناس آخرون‮
- وما اشتكت عيناه إلا بمصر
- الحزن يسكن قلب الوطن
- - إحذروا الأنبياء الكذبة والإعلام المغامر و سارقى الثورة-: ص ...
- - روبسبير يقوم بمضاجعة الوداع وسان جوست وميرابو يحاولان ختان ...
- حمدين صباحى والجمهورية الثالثة
- من قال لا فى وجه من قالوا نعم
- الإنتروبيا من العلم إلي السياسة
- مشروع فكرى للنهضة: فريضتنا السياسية الغائبة
- إعلام دون كيشوت
- -أزمة الثورة المصرية وجيتو القاهرة المستبد- - قيامة الثورة و ...
- عندما لاتؤدى المقدمات إلى نتائجها - البرادعى يغير قواعد اللع ...
- -إن تضحيات ثائر نبيل مثل أحمد حرارة تكفى وطنا بكامله ليت ...
- -إلى مصطفى النجار والعليمى وتليمة وشكرى وكل رفاق الثورة- دقت ...
- -احتشم ياصقر فى حضرة الثوار ورموز الوطن-: أخطأ الميدان وأصاب ...


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - حتى لاتكون -المفوضية- هى وصفتنا غير السحرية - د. مصطفى حجازى: إجتهادات وملاحظات