سنان الخالدي
الحوار المتمدن-العدد: 4245 - 2013 / 10 / 14 - 02:38
المحور:
المجتمع المدني
إننا نمارس التعصب بشكل يومي في العراق ونسمعه حتى في المنابر التي تزعم أنها تسعى الى التنوير إلى ما فيه الخير. يجب إدراك الغاية فيما تصب إليه تلك الجهود الحثيثة في العراق من أجل تغذية العدوانية لدى افراد المجتمع. فنتيجة التعصب هي أن يعيش المجتمع داخلياً في فتنة وتوتر وشحناء مستمرة تدخله في مواجهات تشعل فتيل الاحتجاج والتنابذ ثم العنف. وبهذا يؤول إلى مجتمع مشلول ومعزول وفقير في المعنى الإنساني. وفي الحالات المتطرفة إلى مجتمع خطر على الاستقرار والسلام داخلياً ومع العالم أيضاً. إن الاختلاف طبيعي بين الناس والمجتمعات، ولن يكون الناس كلهم مثل فرد واحد. وليس هناك اي طريقة للتعايش سوى أن نذكي نحن المثقفين روح الانتماء للوطن وجعلها فوق كل الانتماءات. إن نظرة إلى التاريخ ترينا أن التعصب ضروري لولادة الديكتاتور، وحاضنة للاستبداد الذي يوطد سلطته دوماً بالديماجوجية والعنف. فالتغذية متبادلة بين الجماعة المتعصبة وبطلها، وهي تغذية تخلق الأوهام و الأكاذيب بما يشوه تفكير المتعصبين المتضادين من الطرفين ويعمل على إحكام دائرة الانغلاق والقهر والتجهيل. وبالطبع فإن التعصب ذريعة الديكتاتور لتكميم أفواه من يطالب بالعدالة، لأن تحقيق الأخيرة يعني الخرق لجدار التعصب الذي يتكئ عليه. و سوف يبقى حالنا المتردي هذا على ما هو عليه لألف سنة أخرى إن لم يتخلص المتعصبين من عقدتهم النرجسية بما امتلكوا من ايديولوجيات وطدت دوماً لتنتهي بالمجتمع إلى الانقسام والتشظي.
#سنان_الخالدي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟