أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت خيري - نابليون بونابرت- والحلم التوراتي:















المزيد.....

نابليون بونابرت- والحلم التوراتي:


طلعت خيري

الحوار المتمدن-العدد: 4245 - 2013 / 10 / 14 - 01:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    




اعتبر نابليون من القادة العسكريين القلائل في العالم الذي استخدم مهاراته المتعددة لغزو دول المنطقة وبالأخص مصر بما تحمله من تاريخ وحضارة وموقع استراتيجي هام، ورغم ما قيل عن حملة نابليون من إيجابيات وسلبيات، إلا أنها استطاعت أن تشكل بالنسبة لفرنسا البعد الاستراتيجي لدعم وجودها في مختلف المناطق العربية.

إلا أن انكسارها في روسيا وانتقال العديد من اليهود للعيش في المدن الروسية بعد أن استسلم الجنود والضباط الفرنسيين للروس، استطاع بونابرت أن يلحق هزائم عديدة بجيوش كبيرة، إلا أنه وحسب أهم المصادر العربية ووثائق (الحربية المصرية- والفرنسية) لعب هذا القائد العسكري الكبير أدواراً مثيرة للشك والريبة، وحملته الاستعمارية على مصر والساحل السوري قبيل اتفاقيات سايكس بيكو وفي العهد العثماني استطاعت أن ترسل منشورات ورسائل إلى الشعب المصري والسوري أن الحملة العسكرية لها طابع حضاري وإنساني ويهدف من ورائها دعم الإسلام والمسلمين.

ويقال إن رسالته إلى شيوخ مصر سبقته والتي أكد فيها احترامه للإسلام، وأنه مطلع على القرآن الكريم الذي يحترمه ويجله ككتاب مقدس للمسلمين، وعبر هذه الخديعة وغيرها من أساليب القائد العسكري الأوروبي النشيط المتطلع إلى توسيع نفوذ الإمبراطورية الفرنسية كشف النقاب بعيد حملته العسكرية على مصر وبعد سنوات طويلة أنه قدم ورقتان واحدة علنية للشعب المصري المسلم وأخرى سرية لليهود والحاخامات في الإسكندرية والباب العالي، وفرنسا وإيطاليا:

أولاً-الورقة الإسلامية: وجه الورقة هذه إلى المسلمين في مصر وأنه على دراية واسعة بالإسلام ويعتبر صديقاً عزيزاً للخليفة وولي الإسلام في الباب العالي، واعتناقه للإسلام وحبه للدين الإسلامي والقرآن الكريم لا يضاهيه أي حب واهتمام آخر، ولم يستدرك المصريون أن ذلك الموقف لنابليون ليس له أي أساس فعلي، وبسبب عاطفتهم وبساطتهم صدقوا كلامه وتعاملوا معه على أساس أنه واحد منهم، وسيفيد الإسلام، لكنه هدف من وراء ذلك إضاعة الوقت وتمرير الفتن والمؤامرات لصالح اليهودية- والصهيونية بالخبث والدهاء الذي فطر عليه[21].

ثانياً- الورقة اليهودية: شكلت الورقة اليهودية لنابليون بونابرت قمة الدهاء والكذب فقد أظهرها أمام أسوار القدس وعكا ويافا موجهاً الورقة "كنداء ليهود العالم"[22] لكي يحزموا أمورهم للرجوع إلى فلسطين باعتبارها أرض يهودية أخرجهم منها العرب والمسلمون من مئات السنين، إذ لم توزع الورقة في فلسطين ومصر فحسب بل وصلت إلى حاخامات الباب العالي وروما وباريس ودول أوروبية أخرى وكان نداءه يرتكز على:

أ-مساندة نابليون بونابرت لليهود بخطابه كي يدعموا مشروعه الاستعماري وإعطائهم فرصة تاريخية بأنهم "شعب الله المختار" "والفريد" الذي ينتظر وجوده القومي في المنطقة العربية بمباركة فرنسا وأخذ الثأر التاريخي من الشعوب الإسلامية والكنيسة الشرقية.

ب-إن فرنسا تقدم لليهود يدها لأنهم سيحملون لها مساندة كبيرة وبالتالي سترعى فرنسا حلم اليهود بالمستقبل للتخلص من نير العبودية في أوروبا ومناطق أخرى من العالم، باعتبار أن فرنسا تحمل إرث اليهود وإسرائيل وستدافع عنهما بقوة.

ج-إن نابليون أراد أن تكون مدينة القدس عاصمة للاحتلال الفرنسي وعلى أنه سينتقل إلى دمشق التي اعتبرها مدينة يهودية تابعة لداوود، ويرجع تفكيره إلى أن صلاح الدين الأيوبي الذي انطلق من دمشق كعاصمة له ضد الرومان والصليبيين وعملائهم اليهود سيتم تأديبه وهو في قبره؟!، لذلك يجب استرجاع القدس ودمشق أيضاً.

(وهنالك كتب لبعض الكتاب اليهود الفرنسيين الذين يذكرون بان جوبر، وحلبون، وحرستا، وجبال برزة "إبراهيم الخليل" مقدسة، وغيرها قدسها اليهود قبل آلاف السنين، ويرجعون أسمائها إلى اللغة العبرية، بينما تدحض السريانية والسريان والآرامية مزاعم اليهود الكاذبة).

إن ملفات وزارة الحربية الفرنسية ووثائق الحملة الفرنسية على مصر والرؤية الإستراتيجية الخطيرة لنابليون بونابرت ويهود فرنسا- حينما كان العالم ينتقل من القرن الثامن عشر إلى القرن التاسع عشر- تدلل صفحاتها على الدور الاستعماري- اليهودي لحملة بونابرت على مصر وبلاد الشام.

وورقة نابليون لليهود هي وثيقة إدانة تاريخية لنابليون وحملته الاستعمارية والتي سبقت "تشكيل اللوبي اليهودي في فرنسا" بعشرات السنين وسبقت وعد كامبو في أيار من عام 1917م وهي في السياق التاريخي السياسي شكلت بالنسبة للوكالة اليهودية العالمية نقطة ارتكاز للاستناد والاعتماد عليها وعلى وثائق فرنسية- وبريطانية خطيرة تدّعي دفاع نابليون عن مقدسات مزعومة لليهود والمسيحية في مصر وسوريا والباب العالي.

لقد سعت الدول الثلاث فرنسا وبريطانيا وأمريكا إلى تشكيل "جمعيات سرية يهودية" التي ساندت الجيوش الاستعمارية لاحتلال المشرق العربي ودعوة نابليون كانت صريحة إلى يهود العالم بأن هلموا إلى تشكيل "جمهورية يهودية" تخلد بأعماقها المملكة الرومانية (المسيحية- اليهودية) في العصور الحديثة انتقاماً من العرب والإسلام.

وكانت شركة آل روتشيلد حامية الاستيطان الأوروبي- واليهودي في مستعمراتها تدعم تصورات اليهودية العالمية دون أدنى اعتراض ووفقاً لتوجهات بالمرستون التي بدأ بتنفيذها في بلاد الشام استدعت حاخامات القدس والباب العالي باسم ما يسمى سكان اليهود في المنطقة وكان عددهم قليلاً جداً بالنسبة إلى عدد السكان العام، وذلك بطرح مطلبين أساسيين:

1-إعلان قبول يهود العالم تحت الحماية الانجليزية والفرنسية لا بل ودعا نابليون لها قبل بريطانيا بفترة مبكرة.

2-التوجه بالرجاء الخاص إلى حكومة بريطانيا العظمى بأن تسهل لليهود استعمار فلسطين وتشجيع حركة الاستيطان فيها، وكان نابليون غير بعيد عن تلك الأفكار البريطانية، فقد قال شافتسبري في مذكراته:

"ذهبت ومعي البارون روتشيلد لمقابلة بالمرستون وكان روتشيلد متأثراً بشدة بفكرة هي أبعد درجة من أفكار بالمرستون مشيراً- الأخير- إلى خريطة كانت أمام رئيس الوزراء البريطاني قائلاً: "طردتم محمد علي باشا من بلاد الشام وكان العثمانيون قبله، والسلطان العثماني لا ريب مهزوم، فحكمه في الشام ضعيف وهنالك فوضى، والطوائف تناحر وعليكم أن تضعوا في الحسبان بدلاً من تلك القوة حتى تضبطوا الأمور هنالك وطن قومي ليهود العالم في بلاد الشام يساند تطلعاتنا في كل شيء"؟!.

كما استغلت اليهودية العالمية هزيمة حاكم مصر لتدفع بموجات يهودية للهجرة من أوروبا إلى فلسطين، رغم أن (محمد علي باشا) استفاد من أحد الضباط الفرنسيين ويدعى (سيف) ببناء المدارس الحريبة والمدفعية وسلاح الفرسان، وإذا كان بالنسبة للبعض أن الحرب والغزو هما وسيلتان من أهم الوسائل للسيطرة على الشعوب وجزء من السياسة بوسائل أخرى فإنه من الخطأ تصوير التاريخ على أنه مؤامرة ويقف مع الكتائب الأقوى، فالأشد تورطاً في الخطأ تصويره على أنه مصادفة والتاريخ البشري مجموعة أفكار ومصالح وخطط وإرادات أمم وشعوب وزعماء وصراعات بين مصالح فئات وقوى تريد الهيمنة والتفوق على غيرها للاستفادة منها وتحقيق مصالحها ونفوذها بشتى الإمكانات بما فيها الوسائل العسكرية الأكثر همجية.

http://alkashif.org/html/13/html/page.php?nq=17#a0



#طلعت_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذيب والحمار وإبراهيم ..رد على مقالة سامي الذيب
- مقارنه بين عقل المسلم وعقل المسيحي .. رد على مقالة جهاد علاو ...
- جرائم (الله محبه ) عبر التاريخ
- كذبة صيام العشرة الأولى من ذي الحجة...
- الصراع الوثني المسيحي واليهودي على أوثان أوربا !! ( ارطاميس ...
- لا وعي ولا ماده في فكر سامي لبيب .. رداً على مقالته الوجود و ...
- تحشيش بين جهاد علاونه!!ّ وعثمان ابن عفان
- الحروب الصليبية تطور المصطلح والمفهوم
- جذور الفساد !! تنافس الإسلام السياسي الفاسد على العمالة
- خربشة فيلسوف يستمد أفكاره من أوهام اليسوعية ..رد على مقالة س ...
- الجنس المناكحة في شريعة يسوع (للكبار فقط )
- أسرار التوبة السياسية في الكتاب المقدس ...
- دليل قاطع على أن الكتاب المقدس كتب في أوربا ( صراع روما والي ...
- ألعريفي منافق والدليل من القران
- التحريف اليسوعي القبطي للتاريخ الإسلامي ...
- رد على مقالة هشام ادم ! قراءة في سفر الوثنية
- التحريف اليسوعي القبطي للتاريخ العربي ...
- رد الله على مزاعم اليسوعيين وقولهم نحن من ذرية الله (أوربا ف ...
- رد على تعقيب خلدون طارق ياسين ..إشكالات قصة موسى والعبد الصا ...
- إيضاحات حول مقالة خلدون طارق ياسين!!! إشكالات قصة موسى والعب ...


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت خيري - نابليون بونابرت- والحلم التوراتي: