أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - حسين عيسو - قراءة في التاريخ الكردي ـ الأرمني















المزيد.....



قراءة في التاريخ الكردي ـ الأرمني


حسين عيسو

الحوار المتمدن-العدد: 1211 - 2005 / 5 / 28 - 14:59
المحور: القضية الكردية
    


في 24 نيسان الماضي حلت الذكرى التسعون لجريمة ابادة الجنس التي ارتكبها الأتراك بحق الشعب الأرميني ومنذ ذلك الحين وهم يحاولون وبكل السبل إنكارها ويرفضون الكشف عن الحقائق ويهددون كل دولة تحاول الإشارة إلى تلك الحقائق عن طريق المصالح الاقتصادية والضغط الأمريكي لإبقائها طي النسيان بعدما حاولوا ولعقود وعن طريق كتابهم وبعض الكتاب والسياسيين الأوربيين من أصدقائهم المأجورين إظهار المجزرة وكأنها مشكلة بين الشعبين الكردي والأرميني" والشريكين في المأساة"محاولين تلطيخ أيدي الكرد بدماء الأرمن
متجاهلين الحقائق التاريخية ومتناسين أن الكرد كانوا أيضا ضحايا الاضطهاد التركي بل وفي كثير من الأحيان سفك الدم الكردي أكثر من كل الشعوب الأخرى الرازحة تحت النير التركي هذا في الوقت الذي اعتذرت فيه اليابان للشعوب التي تعرضت للاضطهاد الياباني خلال الحرب العالمية الثانية وكذلك الألمان عن المآسي التي تسبب بها النازيون وهذا يظهر وبوضوح الفرق بين الذهنية الطورانية العنصرية وبين الشعوب الأخرى التي قد تحولها الظروف في فترات من تاريخها إلى الهمجية والتجبّر ومحاولة إلغاء الآخر ثم لا تلبث لتعود إلى السلوك التاريخ السوي. هنا وقبل سرد الحقائق عن المجزرة التي تعرض لها الشعب الأرميني أود العودة الى تاريخ أقدم من عام 1915 بكثير فمآسي الأرمن والأكراد والعرب وجميع شعوب المنطقة بدأت قبل ذلك التاريخ بكثير أي يوم استقدم الخليفة العباسي المعتصم آلاف الجند الترك من سمرقند وفرغانة إلى بغداد ولفقت حكاية المرأة التي استغاثت من عمورية "وا معتصماه" فسمعها في بغداد وأقسم أن ينتقم لها وصدق الجميع وأصبحت مثلا ولم يشغل أحد نفسه بالبحث عن الحقيقة كما هي عادات شعوبنا في هذه المنطقة التعيسة وخرج شاعر البلاط الأشهر أبو تمام إلى الناس بقصيدته العصماء "السيف أصدق أنباء من الكتب"وكانت أفجع الأنباء على شعوب المنطقة كلها فمن يومها مزقت الكتب وجفت الأقلام ولم تتكلم الا سيوف الترك قتلا وتدميرا." فالعباسيون الذين ثاروا على الأمويين لإعادة الخلافة إلى آل البيت بمساعدة القائد أبو مسلم الخراساني,حيث نكل السفاح ببني أمية واستعدى العرب ومن بعده انقلب المنصور على كل الذين وقفوا إلى جانبهم فكان أول ما فعله هو قتل أبي مسلم صاحب دعوتهم وممهد مملكتهم غدرا ثم انتقل إلى آل البيت فقتل الكثير منهم وتبرع العديد من فقهاء السلطة باختلاق الأحاديث التي تؤكد حقهم في الخلافة وأن النبي تنبأ لعمه العباس بأن الخلافة ستؤول إلى ولده حتى أن بعضهم قال أنه ذكر السفاح بالاسم كالأحاديث التي ابتكرت أيام معاوية ثم قام المنصور بقتل فقهاء المسلمين الذين لم يوافقوا أن يتحولوا إلى أبواق لسلطته فقتل الإمام أبي حنيفة وكل من استنكر أفعاله وغدره بمن حوله كما يقول السيوطي في كتابه "تاريخ الخلفاء" ومن بعده استخدم هارون الرشيد البرامكة ثم نكل بهم ولم يخرج المعتصم عن خطهم فقد قاسى الناس منه كثيرا وقتل الكثيرين وجلد الإمام ابن حنبل واستقدم الترك لأنه لم يعد يثق بمن حوله وجلب الشعراء ليتغنوا بأفضاله والفقهاء لتبرير أفعاله واخترعوا له حكاية المرأة العمورية, لكن الترك كانوا أذكى من أن يستغلهم المعتصم كما فعل أسلافه بغيرهم فسيطروا عليه منذ وصولهم ويقول السيوطي أنهم آذوا أهل بغداد كثيرا فبنى لهم المعتصم سامراء ليبعدهم عنه ولكن الكارثة كانت قد حلت ولم يعد ممكنا تفاديها ومن بعده أصبحت خلافة بني العباس اسمية والحكم حسب مزاجية العسكر الترك وسلاطينهم فهم يعينون الخلفاء ويحبسونهم ويقتلونهم إن رفضوا أوامرهم حتى أن قصائد قالها أهل بغداد آنذاك في أحد خلفائه وعلاقته بالقائدين التركيين "وصيف وبغا":
خليفة في قفص بين وصيف وبغا
يقول ما قالا له كما تقول الببغا
وهكذا تتالت أفواج الترك على المنطقة بعد أن وصلت أنباء خيراتها وجمالها إلى أبناء عمومتهم في صحاري قراقوم تتالى وصولهم كالسيل المدمر يغزون هذه البلاد الجميلة مدمرين في طريقهم كل شيء وقد صدق أحد قادتهم حين قال بأنه غضب الله على الأرض وكما قال شكسبير "من هنا مر الترك" دلالة على شهوة التدمير الكامنة في روح العنصر الطوراني التركي .ودمرت بغداد على يد هولاكو والتي كانت ساقطة قبل وصوله إليها لا كما يذكر مؤرخو البلاط ثم تتالت غزواتهم من المغول إلى التتار فالسلاجقة الذين يصف المؤرخون احتلالهم مدينة"آني" عاصمة أرمينيا عام 1064 بأنهم قتلوا الذكور من رجال وشبان وخطفوا النساء من البيوت وداسوا الأطفال بأقدامهم وسنابك خيلهم ثم تبعهم العثمانيون الذين نشروا المآسي في المنطقة لستة قرون عانت شعوبها كلها الويلات منهم وما زالت حتى أن إسلامهم كان على الطريقة التركية فالإسلام كثورة كما أن لها حسناتها كانت لها أخطاؤها وخطاياها ففيها التطرف في بعض الأحيان كما فيها التسامح أحيانا أخرى لكنهم استخدموا قسوة الإسلام فقط فنجد أنهم حين غدروا بحليفهم "كانتاكوزين" أحد المطالبين بالعرش البيزنطي واحتلال محمد الفاتح القسطنطينية فيما بعد وتحويل كنيسة أيا صوفيا إلى جامع أرسل يبشر أمراء المسلمين باحتلالها وأنه غزا تلك البلاد في سبيل الله ويذكر فيها أشد الآيات تطرفا مثل"قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله"آية29 التوبة "قاتلوا الذين يلونكم من الكفار"123 " كتاب تاريخ المشرق العربي د.عمر عبد العزيز" وكان مراد الثاني قد ابتكر نظام الدفشرمة وهي ضريبة الخمس على أطفال المسيحيين باسم بيت مال المسلمين بالإضافة إلى الجزية التي تدفعها الشعوب المسيحية المغلوبة فأخذوا الأطفال من أحضان أمهاتهم ليدربوا ويستخدموا كعساكر عبيد "انكشارية" والفتيات إلى قصور السلاطين وقوادهم ثم أسسوا مشيخة الإسلام حتى يكون شيخ الإسلام هذا مصدرا لفتاوى لا يتقبلها عقل فقد استصدر أحدهم لمحمد الفاتح فتوى بقتل إخوته جميعا وذلك حتى لا يطالبوا بالعرش فتكون "فتنة"والسلطان سليم الأول"ياووز=الوحش" قتل الكثير من الناس وبينهم إخوته وأبناءهم وسبعة من وزرائه وحين احتل مصر أجبر الخليفة اللاجيء هناك للتنازل له عن الخلافة وأيضا وجدوا كما العباسيون وقبلهم الأمويون أحفاد الفقهاء الذين قالوا أن الخلافة في قريش أو سلالة العباس أن يقولوا أن الخلافة انتقلت شرعيا من أبي بكر إلى آل عثمان وأنه ظل الله على الأرض وواجب كل المسلمين طاعته وهكذا نجد أن هؤلاء الأتراك يجمعون إضافة للخديعة والمكر الذكاء والانتهازية فحين رأوا أن الإسلام يخدم مصالحهم اعتنقوه بل استولوا على الخلافة أيضا وحين رأوا أنه أصبح جزأ من التاريخ ألقوا جبة الخلافة وكانوا أول من تغرب في عهد أتاتورك.
بعد هذه النبذة عن العثمانيين نعود إلى العلاقات الأرمينية الكردية قبل وبعد احتلال العثمانيين للمنطقة والويلات التي حلت بشعوبها فالأرمن والأكراد خاصة شعبان جاران منذ الأزل وينتميان إلى سلالة واحدة هي الهند أوروبية وتعرضا على مر التاريخ للغزوات معا وكانوا شركاء في المصائب دوما فالذي يغزو كردستان لا بد أن يغزو أرمينيا أيضا فقد تعرضوا معا لغزوات الآشوريين والفرس والمقدونيين والروم والعرب وأخيرا الترك وأما ديانتهم فكانت لفترة طويلة هي الزرادشتية ثم بعد ظهور المسيحية تحول أغلبية الأرمن إلى المسيحية ولم يؤثر ذلك على علاقاتهما فلم تكن أي من الديانتين تدعو إلى إلغاء الآخر وحتى بعد الغزو الإسلامي وتحول أغلب الأكراد إليه بقيت علاقات الشعبين جيدة ويذكر كثير من الكتاب الأرمن وبينهم شهبازيان الذي ألف كتابا في عام 1911 بعنوان "التاريخ الكردي الأرميني"تكشف العلاقات المتبادلة بين الشعبين" ويقول عن موقف القائد الكردي بدر خان من الأرمن عام1842 أنه نظر إلى الأرمن نظرته إلى الأكراد معتمدا على وجهة النظر المقنعة القائلة: أن الأرمن والأكراد هم من أصل واحد ثم انقسموا إلى ديانات وعشائر. حتى أن التشابه واضح بين أسماء عشائر الشعبين فمثلا العشيرة الكردية "منديكانلي يقابلها الأرمينية منديكانيان"والكردية "باغرانلي يقابلها باغرانونيان"
فالمأساة الكبرى الكردية الأرمنية بدأت بعد احتلال الترك للمنطقة وبتطبيق الاسلام التركي تحول الأرمن الى كفار بينما الأكراد الى مرتدين فبالنسبة للأرمن الذين دعوا بالكفار حسب الاسلام التركي فطبقوا بحقهم الآيات التالية "ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه" آل عمران 85 و"قاتلوهم حتى لاتكون فتنة ويكون الدين كله لله"الأنفال 38 "والتي استخدمها أيضا الطاغية صدام ضد الأكراد المسلمين في نهاية القرن الماضي".أما بالنسبة للأكراد المنتفضين باستمرار لم يعدم العثمانيون الوسيلة في مشايخ إسلامهم كي يطبق بحق هؤلاء الذين خرجوا عن طاعة ولي الأمر ما طبقه أبو بكر في حروب الردة حين قام خالد بن الوليد بمهاجمة قبيلة مالك بن نويرة ومع أن رجاله صلوا معهم وشهدوا بذلك إلا أن خالدا قتل ابن نويرة ونهب أموالهم وسبا نساءهم وذراريهم والحكاية كما ذكرت في "الإصابة وأبي الفدا وابن كثير وغيرهم" .وهكذا فكانت حال الأكراد مثل الأرمن بل أسوأ. هذا في مرحلة قوة الدولة العثمانية أما حين تحولت دولتهم الى الرجل المريض وتحركت باقي الشعوب الرازحة تحت نيرهم لقرون وخاصة البلغار والصرب واليونان ومعرفة الأتراك أن استمرار السيطرة على الشعوب الأوربية ليس إلا بسبب انتهازية الدول العظمى الأوربية والتي كانت كل منها تخشى أن تستفرد الأخرى بتركة الرجل المريض فإذا دعمت إحداها بعض هذه الشعوب على التحرر من بطش العثمانيين تدخلت الأخرى الى جانب الترك وأجبرت تلك الدولة على الانسحاب وإعادة رقاب تلك الشعوب المغلوبة الى النير العثماني مرة أخرى ولكنهم كانوا يعلمون منذ بداية القرن التاسع عشر أن هذه الشعوب لابد متحررة فحولوا جل اهتمامهم إلى الشرق وخاصة آسيا الصغرى حيث يرزح الشعبان الكرد والأرمن فبدأوا بالدسائس والمؤامرات بينهما تساعدها مرة أخرى ولنفس الأسباب الدول الأوربية مثال ذلك أثناء ثورة بدرخان بك الذي كان أغلب مستشاريه من الأرمن والآشوريين وكانوا يشكلون عددا لابأس به من جيشه هذا الأسلوب لم يعجب الأوربيين فقام الدبلوماسيون الإنكليز بتحريض رئيس الطائفة الآشورية مار شمعون على بدرخان لإبقاء التوتر بين الأكراد والآشوريين كي يستغلوا هذا التوتر لمصالحهم وحين قام الأخير بضربهم لم يتدخلوا لصالح الآشوريين بل حرضوا الترك لضرب الأكراد ثم قاموا برشوة ايزدان شير لخيانته وكانت النتيجة فشل الثورة وتعرض المنطقة كردا وأرمن وآشوريين الى الدمار الذي لم يستفد منه سوى إنكلترا بزيادة تدخلها والحصول على مكاسب أكبر ثم وفي العام 1855 ثار الكرد بقيادة ايزدان شير وبمساعدة الأرمن والآشوريين والأكراد الايزيديين مرة أخرى فتدخل الإنكليز هذه المرة أيضا ولكن لعقد مصالحة بين العشائر الكردية المشتركة والسلطة التركية ثم طالبت ايزدان شير بالتفاوض مع السلطات التركية وصدق الأخير وعود القنصل البريطاني فذهب للتفاوض مع ممثلي السلطان حيث ألقي القبض عليه ومن معه وتحولت عدد كبير من المدن والقرى الكردية إلى أنقاض يقول د. لبسيوس في مقاله الأرمن والأكراد المنشور عام 1904 في مجلة الشرق المسيحي"كانت تسود بين الأرمن والأكراد حتى عام 1848 علاقات صداقة حميمة وكان الأكراد يحترمون جدا شعائر الأرمن الدينية". أما بالنسبة للانتفاضات الأرمينية في تلك الفترة فقد قامت عدة انتفاضات أرمنية في الأعوام 1862 و84 و86 قمعت أيضا بنفس الأساليب وقد استغل الأوربيون هذه القضايا أبشع استغلال فروسيا التي ادعت حماية الأرمن المسيحيين استغلتهم لمصالحها ولم تختلف كثيرا عن تركيا في معاملتها لأرمينيا الشرقية فحاولت كثيرا الحد من نفوذ الكنيسة الأرمنية والتي تعتبر أقدم من كنيستهم ومعاملة الشعب الأرمني لا كشعب وإنما أقلية وقامت باضطهادهم ونفي مفكريهم وكان هناك نوع من التفاهم بين العدوين اللدودين تركيا وروسيا فيما يتعلق بالأرمن والأكراد ففي 26 آب 1896أعد حزب الطاشناق خطة لاغتيال الطاغية عبد الحميد انتقاما لمجازر 1894 ولكن روسيا سربتها الى السلطات التركية وحين اكتشف الأرمن أن خطتهم فشلت قاموا باحتلال البنك العثماني الأوروبي وجرت المفاوضات بين الطرفين عن طريق السفارة الروسية حيث غادرت المجموعة المهاجمة البنك إلى يخت السفير البريطاني وفي اليوم التالي بدأت مجازر جديدة ضد الأرمن في استانبول راح ضحيتها عشرات الآلاف من الأرمن الأبرياء اتهمت الحكومة المتعصبين دينيا بها إلا أن سكرتير السفارة النمساوية عرض في مذكرته الشفوية في 2 أيلول ونيابة عن مندوبي الدول العظمى: "أن العصابات البربرية التي فتكت بالأرمن وسلبت ونهبت منازلهم ما كانوا يشكلون عصابات اجرامية من أناس متعصبين كما ادعت الحكومة بل إنهم كانت تبدو عليهم صفة التنظيم الخاصة المعروفة لدى أجهزة السلطة". ولكن الأمور لم تتعد ذلك من قبل الأوربيين ومن جهة أخرى كانت بريطانيا تحاول وبشتى السبل على دفع الحركتين الأرمنية والكردية باتجاهين متعاكسين وضربهما ببعضهما كي تجعل من الأكراد سدا أمام اقتراب روسيا من الخليج وطريق الهند درة التاج البريطاني وكان السلطان عبد الحميد في الوقت الذي يحرض فيه بعض عملائه من الأكراد على الأرمن يدعي أمام الدبلوماسيين الأجانب بأن المشكلة بين الطرفين إذ يقول في إحدى لقاءا ته : لا مجال لإنكار أن الأرمن في ولاياتنا الشرقية محقون في شكاواهم ولكن لابد لنا أن نشير إلى مبالغتهم فيها فهم أمة جبانة أما الأكراد فهم على النقيض من ذلك أقوياء جبابرة.... فالأكراد هناك هم السادة والأرمن كالعبيد" واضح في كلامه تبرئة ذمته أولا ثم تحريض كل من الطرفين على الآخر....في مذكرات زوجة نائب القنصل الفرنسي في سيواس والتي نشرت ضمن وثائق أرمنية- وزارة الخارجية الفرنسية إذ تقول يوميتها حرفيا وبتاريخ 19/11/1895 مايلي :"البرد قادم لقد خفت أعمال القتل, البارحة فقط قتلوا 16 أرمنيا ,أحد الحراس روى لخادمنا السائس أنه في كورون حيث اقتحمها أكراد كما زعموا" كانوا في الحقيقة جنودا أتراك". قال(أعرف ذلك جيدا لقد كنت واحدا منهم) .30/11 تقول:وصلت أخيرا الجرائد الفرنسية التي تصف المذابح انظروا ما الذي يقولونه عن أحداث سيواس ؟ قام الثوار الأرمن على نحو غادر بالهجوم على فرسان الحميدية وقد تم إيقاع الهزيمة بهم! وهذا كل شيء. وفي 3/12 تقول اليوم جاء المنادون الرسميون إلى تقاطع الطرقات وهم يصرخون (من الآن فصاعدا كل من يقتل أو ينهب سيشنق)".هذا يعني أن تنفيذ العملية الإجرامية وانتهاءها كانت بأوامر رسمية .
لقد كان الأكراد والأرمن ضحية الجغرافيا وكان الأكراد من جهة أخرى ضحية الجهل فقد همشوا وأهملوا من جانب الدول الأوربية كونهم مسلمين حيث يتم تحريضهم على الانتفاض ومن ثم مساعدة السلطات التركية في القضاء عليهم مقابل مكاسب جديدة ولم يلتفت أحد إلى مآسيهم ولم تكن لديهم وسائل إعلام لتدافع عنهم حيث أن أولى جرائدهم"كردستان" صدرت عام 1898 وكانت تدعوا إلى التكاتف بين الشعوب غير التركية واستنكرت تلك الأفعال الإجرامية التي قام بها الأتراك ضد الأرمن والأكراد وغيرهم ولكنها لم تدم طويلا بسبب الملاحقات التركية وقلة الكادر الثقافي الذين وان وجدوا فهم ملاحقون باستمرار وهي سياسة الغدر التركية فالجرائم التي قامت بها السلطات التركية لا بد من طرف لاتهامه بها ولن يكون بامكانه الدفاع عن نفسه غير الأكراد في هذا الوضع ولأنهم مسلمون فان مشايخ الطرق الصوفية التي ابتدعها الأتراك كالشاذلية والبكداشية وغيرها وان كان بعضهم أكرادا إلا أنهم يعملون لمصلحة أسيادهم الترك في استغلال الكرد ولذا فلا معين لهذا الشعب المغلوب على أمره فيتحول من ضحية إلى جلاد دون أن يدري.أما الأرمن فكانوا أيضا ضحية الاستغلال الديني من قبل الأوربيين و مبشريهم الذين لم يكونوا كلهم ملائكة من جهة والأتراك ونشراتهم التي تحض على سفك دماء غير المسلمين من جهة أخرى وأيضا الأخطاء القاتلة لبعض المثقفين المتطرفين الأرمن مثل بعض أعضاء الحزبين الأرمنيين الطاشناق والهنجاك يقول المؤرخ الأرمني د.أرتونيان: "بدلا من جذب القوى الديمقراطية للشعب الكردي كحلفاء والقيام معها بنضال تحرري مشترك ضد الإقطاعيين الأتراك والأكراد حاولت الأحزاب القومية الأرمنية بدعواتها إلى الكره العنصري والديني أن تفعل كل شيء من أجل اقامة جدار بين الشعبين الكردي والأرمني"ويشير د.هاملين مؤسس كلية روبرت كولليج الى اعتراف أحد الثوار الأرمن بأن "تكتيكهم كان قتل الأتراك والأكراد وحرق قراهم ثم الهرب إلى الجبال حيث يؤدي ذلك الى رد الفعل والانتقام من السكان الأرمن العزل وينتهي ذلك بتدخل روسيا"!. يبدو أن هؤلاء المثقفين لم يعلموا بعد أن روسيا كما باقي الأوربيين ستستغل تلك الجرائم لمصالحها ولا يهمها كم يقتل من هؤلاء الأبرياء. يذكر المؤرخون والمهتمون بالشأن الأرمني مؤتمر برلين عام 1878 والمادة 61 الذي يطالب فيه الأوربيون تركيا بحماية الأرمن من اضطهاد الشركس والأكراد "طبعا لا يطالب تركيا بعدم اضطهاد الأرمن" إنما بحمايتهم من الأكراد في مؤتمر برلين وكأنهم مضطهدو الأرمن ذلك لأن أصدقاء تركيا وأمام احتجاجات أنصار الحرية أدخلوا المادة61 لا لحماية الأرمن وإنما لتبرئة الأتراك من هذه الجرائم وبما أنه لابد لكل ضحية من جلاد فلا أفضل من الباسه الزي الكردي كما فعل الترك مرارا خاصة وأنهم في ذلك الوضع من الفقر والجهل لامجال لديهم للدفاع عن أنفسهم ثم تم تسخير الصحافة العالمية والكتاب المأجورين لتبرئة ذمة الأتراك أمثال بيار لوتي وكلود فاريز وحتى بيير هابيس .يقول الكاتب الفرنسي الكبير أناتول فرانس:"بما أن الغالبية تدير ظهرها عادة للمنكوب فان كثيرين استطاعوا أن يجدوا أساسا لإدانة الضحايا."ثم ألم نجد حتى في عصر الفضائيات أمثال هؤلاء بين الكتاب والسياسيين من أصدقاء صدام وأموال الشعب العراقي المنهوب مثل غالاوي وبكري وعطوان والموصلي والذي أنكر حتى ضرب حلبجة بالكيماوي والأنفال والمقابر الجماعية .لقد كان الشعبان ضحية تلك المؤامرات ففي فترة مؤتمر برلين وقبله كانا يشتركان معا في المقاومة ضد الأتراك في مناطق كثيرة في وان وديرسم وموش وغيرها وحسب الدبلوماسيين البريطانيين في طرابزون آنذاك كانت جميع عشائر ديرسم تحارب الجيش التركي الرابع وحينما طلب أكراد توجيك الدعم بادرت القوات الأرمينية الانضمام إليهم واستطاعوا معا دفع الجيش التركي إلى وادي باك! وفي هذه الأثناء واصل الأكراد والأرمن في جبال هوتي تيرسي مقاومتهم الضارية وأرغموا القوات التركية إلى وقف زحفها.........المهم إذا كان الأوربيون يريدون حماية الأرمن فلماذا أصروا على إلغاء معاهدة سان استيفانوا التي كانت تحميهم فعلا ولماذا دخلت السفن البريطانية إلى الدردنيل وأجبرت روسيا على الانسحاب من المناطق الأرمينية"التركية" وإلغاء معاهدة سان استيفانوا .إنني لا أبريء بعض الأكراد من الأشقياء والمجرمين والإقطاعيين والمشايخ الذين كانوا يعملون لمصلحة الأتراك وبتحريض الإنكليز لضرب الحركتين الكردية والأرمينية معا ,فعشية الحرب الروسية التركية طلب السفير البريطاني من الحكومة التركية إبعاد جميع الزعماء الأكراد الوطنيين من كردستان واستمالة بعض الإقطاعيين والمشايخ بالوعود والرشاوى وفعلا اتخذت الحكومة التركية إجراءات فعالة في استمالة بعض القيادات الإقطاعية والدينية وفي العام 1890 شكلت ما سمي بالفرق الحميدية تيمنا باسم الحاكم الدموي عبد الحميد وإقتداء بفرق القوزاق الروسية وذلك لتكوين حاجز عسكري أمام الروس ولضرب الحركتين الكردية والأرمينية معا. وتألفت هذه الفرق من الأكراد والعرب والألبان والشراكس ومع أن أغلبية العشائر الكردية رفضت الانضمام إليها" فقد رفضت عشائر كردستان الجنوبية(العراق) وكذلك أكراد موش,وان وبدليس,وديرسم الانضمام إليها" ومع ذلك كان تأثيرها سيئا إن على الحركة الكردية أو على علاقتها بالحركة الأرمينية فقد حولتها الحكومة التركية إلى شبه جهاز حكومي وسمح لها بتجميع الضرائب. يقول القنصل الروسي في أرضروم ماكسيموف: كانت الحميدية تأتي إلى القرى وتنهب أموال الناس مسلمين ومسيحيين. وكما ورد في أرشيف سياسة روسيا الخارجية:" في عامي 1894-96 نفذت السلطات التركية المذابح ضد الأرمن بواسطة القوات النظامية وفرق الحميدية وعملت الحكومة وبكل الوسائل على تدهور العلاقات الكردية الأرمينية وسعت في كل مناسبة وخاصة أمام الشخصيات الدبلوماسية والرأي العام الغربي لإلصاق التهمة بالأكراد بما في ذلك إلباس الجنود الزي الكردي القومي". وفي العام 1907 حاصرت الحميدية ديار بكر ودمرت ونهبت عشرات القرى التابعة للأكراد والأرمن في ضواحيها وهذه الفرق وقيادتها لم تكن مكروهة من الشعوب الأخرى فحسب بل ومن الأكراد أيضا بما فيهم عدد من اتحاد الملليين/م.س.لازارييف وجليلي جليل.كتاب الحركة الكردية .وهذا المثال موجود هذه الأيام في "ملا كريكار"المقيم في النرويج والذي يقال أنه كردي أما جماعته الإرهابية المسماة أنصار الاسلام فهي تضم إرهابيين من جنسيات شتى هدفهم الأساسي قتل كوادر الأحزاب الوطنية الكردستانية وعلى الهوية أحيانا إضافة إلى الآثوريين وغيرهم فهل سيتحمل أحفادنا غدا عبء أفعال هؤلاء ثم ومن سيتحمل مسؤولية قتل الأكراد على أيدي هؤلاء المجرمين ولماذا يتحمل الأكراد مسؤولية جرائم مرتزقة فرق الحميدية وهم وحسب شهود كثيرين كانوا من ضمن ضحاياها! سؤال موجه إلى كل المخلصين المهتمين بالشأن الأرميني؟. عندما نجحت حركة تركيا الفتاة في تنحية عبد الحميد ونادت باللامركزية وترسيخ العدالة والمساواة استبشرت جميع شعوب الإمبراطورية العثمانية خيرا ولكن سرعان ما كشف الاتحاديون عن نزعتهم الطورانية العنصرية ضد الشعوب غير التركية وتحول الثلاثي أنور وجمال وطلعت إلى عصابة من الأشقياء متبنين العقيدة الطورانية يقول أحد القياديين في الجمعية وهو الدكتور ناظم:أنا أريد أن يعيش التركي وحده على هذه الأرض وليمت الجميع فيما عدانا ولا توجد للدين أهمية عندي لأن ديني هو الطورانية فقط. ويقول شيخ إسلامهم حسن فهمي في إحدى جلسات الاتحاد والترقي :"سأشرح لكم بعون الله وحسب القاعدة الفقهية:(كل مضر يقتل) ومادام لم نلق من الأرمن سوى الضرر وما داموا مستمرين فيه وخرجوا عن سلطة الاتحاد والترقي المقدسة لهذا يجب قتلهم جميعا دون تمييز.ثم صدر مرسومان من كل من أنور باشا وزير الحربية يقضي بإخلاء الأقاليم الأرمينية بحجة الضرورات العسكرية بتهجيرهم إلى مناطق بعيدة والثاني من طلعت باشا وزير الداخلية بإطلاق عشرة آلاف من السجناء الخطرين وإعفائهم من العقوبة شريطة انضمامهم إلى "التشكيلات الخاصة" ومهمتها ملاحقة المهجرين وقتلهم على الطرق وقد بدأت أولى مراحل المذابح باعتقال جميع الزعماء الوطنيين والكتاب والصحفيين ورجال الدين ونفيهم إلى أماكن مجهولة لأن هؤلاء يستطيعون الدفاع عن قضيتهم وبالقضاء عليهم سوف يقومون بالمذابح دون أن يزعجهم أحد.ففي شهادة القنصل الأمريكي في طرابزون السيد أوسكار هايزر حيث يصف المجازر يقول ضمنها "أن الزوارق كانت تنطلق محملة بالرجال والنساء والأطفال إلى عرض البحر لتعود فارغة وكنا جميعا نعلم بأنه تم إلقاؤهم في البحر وفيها شهادة أحد الذين سبحوا إلى الشاطئ واسمه فارتان والذي كان مصابا ومات بعد اعتقاله ثانية",والسؤال هنا هو هل كان الأكراد يملكون سفنا لا بل وللحقيقة هل كان الأكراد يعرفون البحر؟ هل كانت للأكراد حكومة تأمر بتنفيذ تلك المجازر وإذا افترضنا أن الأكراد في المناطق الشرقية اشتركوا فيها فهل نفذها الأكراد في استانبول وكيليكيا وأزمير وغيرها حيث لا يقطنها أكراد هل المجازر التي نفذت بحق الشعوب البلغارية والصربية واليونان هل أن قصائد لورد بايرون وكتابات فكتور هوجو عن فظائع الأتراك والدمار الشامل الذي أضاع معالم القرى الجميلة في وديان خيوس واختطاف فتيات اليونان من قبل الترك و التي هزت المشاعر عن همجية الترك هل نفذها الأكراد. في برقية من وزير الداخلية"طلعت" بتاريخ 12/12/1915 يقول فيها لقد علمنا من بعض المصادر الموثوقة بأن أيتام المهجرين الذين ماتوا على جنبات طرق ديار بكر ,خربوط, أرزروم وسيواس قد تبنتهم بعض الأسر المسلمة في بيوتهم! نأمركم بجمعهم وإرسالهم إلى الصحراء مع المهجرين.وفي برقية من قائد الجيش الثالث محمود كإميل:كل من يمد يد العون والمساعدة إلى الأرمن يحكم عليه بالموت في بلده ويحرق منزله. ومع ذلك فقد وقف أكراد ديرسم ومكس والأكراد العلويون والايزيديون إلى جانب أشقائهم الأرمن في محنتهم وقتل الكثير من الأكراد عقابا على تسترهم على الأرمن حسب قانون محمود كاميل وزمرة الإتحاد والترقي. واعترف الكثيرون من الأرمن بوقوف الأكراد إلى جانبهم في كثير من المناطق رغم القرارات التركية الجائرة فقد أنقذ أكراد ديرسم خمسة آلاف أرمني من الموت كما ذكر في كتاب كردستان "م-س-لازارييف"واتخذ أكراد مكس مواقف مشابهة أثناء مذابح 1915 وأكد ذلك العالم الأرميني الكبير أوربيللي وقبل ذلك أيضا قام محمود زادة آغا بحماية جميع الأرمن في منطقة مكس حيث طارد ورجاله الشجعان فرسان الحميدية ومنعهم من تنفيذ المذبحة وكما ذكر لازارييف عن أرمن خاتسو كيف أن أكراد المنطقة رغم معاناتهم من المجاعة
يقتسمون آخر كسرة خبز لديهم مع الأرمن.وكذلك الأكراد الايزيديون الذين التجأ المئات من الأرمن إليهم ورفضوا تسليمهم,يقول الكاتب الإنكليزي"كيلينج"في كتابه مغامرات في تركيا وروسيا عام 1924 يذكر كيف أنه رأى الأكراد في العديد من المناطق وهم يأوون المشردين الأرمن وينقذون أطفالهم من الموت . يقول ك.أ.أسترجيان ص310 :"في العديد من الحالات تعرض الأكراد وغيرهم إلى شديد الأذى لأنهم أنقذوا الأرمن وآووهم وفي حال توفر المعلومات عن أي كردي يؤيد التقارب بين الأكراد والأرمن يلقى القبض عليه فورا ويساق إلى المصير المجهول وتشرد عشيرته ورجاله" . لن أنسى أبدا قصة مريم الصغيرة كما كانت تسميها إحدى جداتي آسو"حين رأت بعينيها كيف اشترى أحد الرعاع الأم من الجندي التركي في الوقت الذي كانت قافلة المهجرين ترتاح بجانب منزلها وكيف رمى تلك الطفلة وخطف الأم المنكوبة ولما لم تستطع اللحاق بذاك المجرم محاولة استرجاع الأم كما ظنت أعطت الجندي خلخالها الوحيد وأخذت الطفلة وتبنتها.وكانت لبساطتها كلما تسمع عن قادم من مكان بعيد تسأله إن كان قد رأى مريم وحين علمت وهي في أواخر شيخوختها أنني مسافر إلى بلاد بعيدة ظنت أنني لابد سأرى مريم الكبرى وأمنتني أن أبلغها بأن آسو "قد اهتمت بمريمي المسكينة أكثر من اهتمامها باولادها" وطبعا الاسمان من ابتكار السيدة آسو فهي لم تعرف اسم الأم ولا الطفلة المنكوبة لصغرها حينذاك تعرف اسمها ولكن آسو الكردية الأمية والتي كانت في طفولتها تعرف عائلة العم كرابيت وزوجته العمة سربو جيران والدها "الطيبين"كما كانت تردد دوما وتعرف أيضا أن أم المسيح اسمها مريم ولذلك أطلقت الاسم على الأم والبنت"مريم ومريمي" وطالما جلسنا حولها نسمعها ونحن أطفال وهي تغني مأساتهما لا بل كانت تبكيها كما تعودت المرأة الكردية طوال تاريخها حيث عاشت مصائب الحياة فقط"!. في العام 1916 صدرت المراسيم السلطانية بتهجير الأكراد أيضا من مناطق القتال إلى غرب الأناضول يقول سافرستيان في كتابه كرد وكردستان ص76 "كان مصير الأكراد المهجرين لا يختلف عن مصير الأرمن من قبلهم فقد تم خلال سنوات الحرب تهجير ما يقارب 700 ألف شخص مات أكثر من نصفهم أثناء الطريق".طبعا لم تتطرق الدول ولا الكتاب الغربيون إلى عمليات التهجير التي تعرض لها الأكراد, ولا المحارق التي نفذت بحق الأكراد لقد سمعنا عن المجزرة التي ارتكبت في كنيسة سيواس حيث سد الأتراك أبواب الكنيسة بالعوارض الخشبية وأشعلوا النيران لتحرق الكنيسة بمن فيها من اللاجئين نساء وأطفالا وشيوخا. لكن لم يذكر أحد شيئا عن الكهوف الجبلية في مناطق ديرسم وغيرها حيث يأوي الهاربون من البطش من النساء والأطفال والشيوخ إذ يشعلون النيران بداخلها ثم تسد هذه الكهوف بالاسمنت وهي لازالت شاهدة على جرائمهم وللعلم فهي ليست مستحدثة أيام تركيا الفتاة أو الكمالية بل هي جزء من التراث التركي فقد كان جدهم تيمور لنك يقوم بإشعال النيران في الكهوف لقتل المختبئين وحرق مؤنهم ويسدها عليهم وهم من أوحوا إلى هتلر بذلك. وأخيرا أنقل هنا مقتطفات من محاكمة " الأرميني تهليريان" الذي عاش أعمال الابادة والمتهم باغتيال طلعت باشا المسئول الأول عن جرائم الابادة ضد الأرمن. في البداية يتكلم عن كيف تم تهجيرهم وكيف قتلوا والديه وخطفوا أخته وقتلوا إخوته وكيف نجا بأعجوبة حيث اعتقدوا أنه قد مات وحين سأله القاضي عن من يقصد بالرعاع الذين اشتركوا في المذبحة إلى جانب الجنود والجند رمة يقول أقصد سكان أرزنجان "الأتراك" ثم يقول المتهم بعد أن استعدت وعيي ذهبت إلى إحدى القرى في أعلى الجبل حيث وجدت امرأة عجوز استضافتني وبعد أن اندملت جروحي قالوا لي بأنهم لا يستطيعون الاحتفاظ بي أكثر فكل الذين يخبئون الأرمن في منازلهم كانوا معرضين لعقوبة الموت وحين يسأل القاضي عن هؤلاء الذين استضافوه يجيب المتهم كانوا "أكرادا" وقد نصحوني بالذهاب إلى إيران ارتديت الزى الكردي مستخدما ملابسهم القديمة . وأين وجدت المأوى والطعام فيما بعد؟ ج:لدى بعض الأكراد. س: كم من الوقت ج, بقيت شهرين تقريبا لدى الأكراد في ديرسم حيث التقيت هناك باثنين آخرين من مواطني ... ثم يرحل تهليريان برفقة زميليه فيموت احدهم ويعتقل هو والآخر من قبل القوات الروسية ويطلق سراحهما ثم ينتقم لأهله وشعبه بقتل المجرم "طلعت" والذي كان يتباهى بأنه حقق في ثلاثة أشهر أكثر بكثير مما فعله عبد الحميد في ثلاثين عاما في ابادة الأرمن. هذا المجرم بحق الإنسانية وزملاؤه الرئيسيون والثانويون في جرائم الابادة وبرغم الحكم عليهم بالموت وان غيابيا على بعضهم فان بعضهم مثل كمال بيك حاكم يوزغات والذي حكم عليه بالموت لاشتراكه المباشر في أعمال القتل والنهب والخطف تم تحويل جنازته إلى تظاهرة شعبية في استانبول مما يدل على التوافق التام في الذهنية بين الشعب التركي وحكومة تركيا الفتاة وقبلهم السلاطين وأيضا الحكومة الكمالية التي أتت بعدها حيث أطلق اسم طلعت على الشوارع الرئيسية في أنقرة وغيرها من المدن التركية الكبرى غير مكترثين كما هم دائما لا بأرواح الضحايا الأبرياء ولا بالرأي العام العالمي فالمجرم الرئيسي طلعت يرقد الآن في ضريح مهيب فوق هضبة "الحرية" في استانبول بينما ما يقرب المليونين من ضحاياه غير معروف كيف قتلوا وهل ألتهمتهم وحوش البرية أم حيتان البحر الأسود هذه كانت حرية القرن العشرين.



#حسين_عيسو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الأمم المتحدة ترحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان
- الأمم المتحدة ترحب بإعلان وقف إطلاق النار في لبنان
- معاناة النازحين اللبنانيين مستمرة
- الأمم المتحدة: غوتيريش يرحب باعلان وقف اطلاق النار بين -إسرا ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يدين الهجمات الإسرائيلية على لبن ...
- وزير الخارجية الإيراني يلتقي الامين العام للأمم المتحدة
- الوفد الجزائري يطرد تسيبي ليفني من منتدى الأمم المتحدة لتحال ...
- وفد جزائري يطرد وزيرة خارجية إسرائيل السابقة من منتدى للأمم ...
- عراقجي يؤكد على التنفيذ الفوري لأمر المحكمة الجنائية الدولية ...
- معاناة النازحين في غزة تتفاقم مع قسوة الطقس


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - حسين عيسو - قراءة في التاريخ الكردي ـ الأرمني