|
أزواج في سن الاباء ... وزوجات في سن الامهات
حيدرعاشور
الحوار المتمدن-العدد: 4244 - 2013 / 10 / 13 - 11:02
المحور:
الصحافة والاعلام
بعد تفاقم أحداث الطلاق ....تجارب من رحم الواقع في احد مكاتب الزيجات ،كان صديقا يراقب إحدى أفات المجتمع وهي تتسع في دائرتها وهي أفت الطلاق التي تسجل رقما قياسيا في جميع محافظات العراق وتعجب صديقي لفارق السن بين الرجل الذي يتعدى الستين من عمره والفتاة التي لم تشهد العشرين من عمرها وكاد أن يعتدي عليه ضربا ولكن حدود الأدب والأخلاق والمهنة الإعلام التي يتسلح بها كانت حاجزا معنويا لذلك ... والسؤال الذي راودني أن اسأله لكلا الجنسين فأقول : ايتها الشابة العصرية : اذا تقدم لك رجل في سن والدك او اكبر ...فهل توافقين على الزواج منه ؟ ايها الشاب العصري :اذا اعجبت بسيدة هي في عمر والدتك ... فهل تسعى للزواج بها؟ قبل ان نحاول الاجابة ،يجب ان نعرف ان التجارب تشير الى انه من المحتم على كل من شريكي في مثل هذا الزواج ان تكون نظرته بعيدة المدى وادراكه سليما للمشكلات الخاصة التي قد يضطر لمواجهتها .ولكن ورغم ذلك فالتجارب تشير أيضا الى إن زواج شخصين متباينين في فرق السن لا يعني بالضرورة انه زواج محكوم عليه بالإعدام بصورة آلية .وللوقوف على حقيقة ما يواجهه هذا النوع من الزيجات تعالوا نتعرف على تجاربهن وتجاربهم معا باستطلاع ميداني حول أزواج في سن الإباء ... وزوجات في سن الأمهات في مجتمعنا لم تكن ظاهرة الزيجات بين الأشخاص متفاوتي الأعمار تثير أي لغط أو اعتراض علني في الماضي مثلما كانت تثير في المجتمعات الأخرى ... اما اليوم وبعد احداث2003 قلع النظام المتعجرف والطاغي على أرقاب العراقيين ... أصبحنا نسمع ونشاهد أيضا الكثير من صيحات الاعتراض والاستنكار والاحتجاج ضد مساعي البعض من الأهل الذين يحاولون تأكيد وصياتهم على الأبناء والبنات فيما يتعلق بأمر الزواج ...ونادرا ما تحصل زيجة ناتجة عن فصل عشائري ... ولكن المصيبة التي أخذت تكبر في زيجات غير متكافئة في السنوات الأخيرة بين اشخصا متفاوتي الأعمار سواء علنا أو سرا (فتيات يتزوجن رجالا في عمر أبائهن ... ويتزوج الشباب نساء في عمر أمهاتهم ) ان مثل هذه الزيجات لا بد أم تثير الكثير من الحوار والجدل حول إمكانات نجاحها ومخاطر فشلها.تطرح الكثير من التساؤلات عن قدرتها على الدوام والاستمرار .. وعن قابليتها للانهيار والانفصال ..أو الهروب ،وهذه علة تشهدها المحاكم العراقية (هروب الزوجات)خوفا من الزوج الذي أصبح شبيها بالبعبع الذي تخاف من الزوجة لغرض النوم المبكر.الذي بدأنا على أساسها هذا التقرير حين قدم ذلك العجوز طلبا للحاكم الشرعي يروم تطليق زوجته الهاربة والبالغة من العمر تسعة عشر سنة.كانت امرأة في الثلاثين من عمرها سعت الى الطلاق من زوجها الشاب الذي يماثلها في العمر .. وعندما سألتها الباحثة الاجتماعية عن سبب الطلاق أجابت قائلة :لقد مللت الحياة معه .. أنني أتوق للزواج برجل يكبرني في السن وميسور ماديا ..وقال شاب أخر في العشرينات كان يلاقي صعوبات في الارتباط العاطفي :أنني أحب أن التقي بامرأة تكبرني عمرا ،وتكون رفيقة بي ،وتعلمني كل ما يتعلق بأصول الحياة والعلاقات الزوجية . الزواج عبارة عن عقد ة استبدال الأم واب اعتقد أن مسألة زواج الشباب من المتقدمات في السن ليست بالسهولة التي يتصورونها ... حقيقة أن الانجذاب بين شخص حديث السن ،وبين شخص يكبره يعتبر امرأ مألوفا .. فالفتيات المراهقات يملن الى الأساتذة الذكور ممن يكبرهن سنا .كما يعتقد فتيان مراهقون أنهم يحبون نساء يكبرنهم سنا ،ولكن الأغلبية العظمى من الحالات تشير الى انه عندما يتزوج رجل متقدم في السن من امرأة اصغر سنا فأن الأنثى تكون بذلك تسعى لاستبداله بأب ،ويحاول الذكر في زواجه هذا تجديد شبابه كما يعتقد ... وعندما تتزوج امرأة اكبر سنا من الرجل ،فالمفروض عادة أن الرجل يسعى بذلك الى استبدال والدته ،وان المرأة المتقدمة في السن تحاول أن تحصل على الإثارة التي تكون فأتتها. بسبب تفاوت الأعمار تحولت حياتهما الزوجية الى معركة يومية مستمرة قبل أن نصل الى إجابة لكل ما ورد أعلاه .. تعالوا معي نعرف ماذا يحدث بالفعل عندما يتزوج شخصان متباينان في السن:كان السيد مصطفى في الرابعة والأربعين ،وكانت هي في التاسعة عشرة ..بعد شهور قليلة من الزواج تحولت حياتهما الزوجية الى معركة يومية مستمرة . كان مصطفى يشعر بالزهو لأنه فاز بمثل هذه العروس الجميلة والصغيرة السن ،كان يتباهى ويظهر وكأنها صفقة رابحة كسبها ومع ذلك فقد كان تعيسا للغاية لم يكن ينام بصورة جيدة ،وأهمل عمله بعد أن تسلطت الغيرة على أفكاره .إما هي فقد اعترفت صراحة بأنها كانت راغبة في زوج من النوع الذي بمثابة أب ..قالت:تزوجته لأتحرر من مشاكل المالية وكنت أتمنى أن أكون موضع اهتمام ..كان يشجعني على أن اذهب الى أي مكان ولكن على شرط أن يكون يعلم بكل دقيقة اقضيها وكان يعطيني المال بسخاء ويحاسبني عليه بشدة ضقت بهذه الحياة وأصبحت حياتي الزوجية عبارة عن معارك لأنني لم احصل على حريتي التي أتمناها . ولو تحرينا عن هذا الموضوع لن نتوقف عن سيل المشاكل التي يعانيها المجتمع وتعيشها المحاكم ومكاتب المأذون الشرعي ..ولكن يحتاج مجتمعا الى وعي وندوات دينية تحذر المهووسين بالحياة ويحرقون أنفسهم بأنفسهم بلحظة من غرور الدنيا .
#حيدرعاشور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدعم الأمني و ( عقدة الذنب)
-
الثقافة ودورها الريادي
-
سلوفان
-
كاظم الحجاج تحت القصف
-
قصة قصيرة
-
بغداد عاصمة للثقافة
-
خط احمر
-
بوح القصة وبلاغة المعنى
-
هل السياسي بريء؟
-
صاحب الأذرع الطويلة
-
سلامًا أيها الخفاجي المكابر ابداعًا.. سلامًا لروحك
-
قلق عراقي
-
(سقوف ) هادي الناصر الباحرة في عالم الخوف والرعب والوجع..!
-
قصة قصيرة جدا
-
حوار مع الصحفي والقاص حيدرعاشور
-
قصة قصيرة .....الحريق الصامت
-
خدعة صديق
-
كواليس
-
ثقافة احترام المواعيد
-
مؤامرة الغرفة
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|