أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نور الدين بدران - عذر أقبح من ذنب!!!














المزيد.....

عذر أقبح من ذنب!!!


نور الدين بدران

الحوار المتمدن-العدد: 1211 - 2005 / 5 / 28 - 14:54
المحور: حقوق الانسان
    


حسب المصدر الأمني السوري المسؤول ، نقلاً عن بيان صادر عن "المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سوريا " فإن اعتقال المحامي السيد محمد رعدون رئيس فرع المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سوريا ، سببه قيام الفرع بإرسال بيان للمبعدين والمنفيين السوريين ، يطلب منهم ألا يعودوا قبل صدور عفو عام ، وإلغاء القانون 49 القاضي بإعدام كل منتسب لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا.
***
هل من حاجة للتعليق على كلام ذلك المصدر الأمني المسؤول بأكثر من عنوان هذه السطور؟
هل المطلوب من منظمات حقوق الإنسان أن تموه أفخاخ المسيئين لسوريا باسم أمنها ؟ وأن تغطي على الأفعال المناقضة للأقوال ، وتخدع المواطنين المنفيين ليكونوا لقمات سائغات؟
فقط بمنطق العقلية المخابراتية الجواب:" نعم /نعم" ، فأية منظمة وأي فرد في المجتمع تتحدد وطنيته بقدر خدمته للسلطة ، لأن الوطن كله بخدمة السلطة ، وليس العكس.
***
لكن في منطق ورحاب الدولة الأمنية ، تبقى ومهما أصابك ، في مرمى ما هو أسوأ ، حيث تراث محاكم التفتيش يسري في عروق القيمين على هذه الدولة التي تنقرض أمثالها من عالم اليوم، وقصة ذلك المحكوم بالإعدام شنقاً معروفة حيث وهو مسوق إلى أنشوطته، كان يردد :الله يجيرنا من الأعظم ، وبالفعل حسب القصة المعبرة،غير الوالي رأيه، وأمر بالخازوق .
الله يجيرنا ما يكون العذر الأقبح من ذنب ، نعمة سنترحم عليها ، كأن يحال الأستاذ محمد رعدون (لا سمح الله) إلى المحاكمة ، فلا أحد يعرف ماذا ستصبح التهمة أو التهم الجاهزة والمكدسة بالدزينات، وكلها من العيارات العقائدية ، بالأصح الديماغوجية ، الثقيلة وأقلها حسب محكمة كاليغولا عقوبته خمس سنوات فما فوق، ناهيك بما تحمل من إساءات معنوية تتربص بكل فريسة، وهكذا فلا غرابة أن يغدو السيد محمد رعدون منتهكاً لحقوق الإنسان وفق هذه المحكمة، أو أحد عملاء الإمبريالية العالمية ، مثلا ، وما الذي يمنع ؟ ما دامت هذه المحكمة نفسها ، حكمت على شيوعيين سوريين، بأنهم ضد الاشتراكية ، وعلى وطنيين سوريين، بأنهم ضد الوطن ، وأبقتهم في زنازين كالتوابيت، عقوداً من الزمان، وهي نفسها التي حكمت على الدكتور عارف دليلة بعشر سنوات بدعوى أنه يحرض على الحرب الأهلية ويثير النعرات وما إلى هنالك مما يملأ رأس كاليغولا من مفاهيم متخلفة ، بينما عالم الاقتصاد، لا يؤمن بغير العلم ، ولا يعتقد بغير المجتمع المدني ، والشاهد عشرات المحاضرات والكتب والمقالات والمقابلات، وحكمت على النائب رياض سيف الذي دعا لتشكيل حزب للسلام الأهلي ، بتهم معاكسة جذرياً لفكره ودعوته الصريحة، نعم كل شيء في منطق الدولة الأمنية وارد.
من المفارقات المؤلمة والغرائبية بل الكابوسية ، أننا ربما كنا البلد الوحيد في العالم ، الذي يطالب فيه المعارضون بإلغاء المحاكم (تلك المحاكم لا غيرها)، بينما في معظم إذا لم نقل في كل أرجاء العالم ، لم يعد لأمثالها وجود.
***
هل هناك إصلاحيون فعلاً في الفريق الحاكم ؟ إذا كانوا موجودين ، عليهم أن يصرخوا بصوت عال : أيها الرفاق كفانا إساءة لوطننا وشعبنا ومثقفينا ، في الداخل والخارج ، أطلقوا سراح الأستاذ محمد رعدون وجميع معتقلي الرأي ، وأرسلوا محكمة كاليغولا ومن يرعاها ويغذيها وكل أشباهها إلى مزبلة التاريخ.
إن خطاب القسم الذي أداه السيد الرئيس بشار الأسد، والذي أعطى الشعب، وأحراره خصوصاً، أملاً أو بصيص أمل على الأقل ، يتنافى(الخطاب) بكل ما جاء فيه مع هذه الممارسات وهذه المحاكم ، ويكفي أن يسعى هؤلاء الاصلاحيون إن وجدوا ، وفي مقدمتهم السيد الرئيس نفسه، لمراجعة ذلك الخطاب ومقارنته بما يجري على الأرض وفي الواقع ، فليست قضية السادة رعدون ودليلة وسيف وغيرهم من معتقلي الرأي، قضية أفراد فقط، بل هي أيضاً وقبل كل شيء، قضية شعب ووطن سيبقى اسمه عالياً سوريا.



#نور_الدين_بدران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أعداء الفجر غير مرحب بكم
- حذارِ أيها السوريون!!!!
- بانوراما الأكاذيب الاستبدادية
- التدنيس الشكلي والتدنيس الفعلي للقرآن
- أيها السوريون الجهلة ......أقيموا تمثالاً لحكمت الشهابي !!!
- سيدتي الأنيقة
- الحب
- أفنان بهجتي
- قوة سوريا بحرية أبنائها
- حرباء الروح
- المعارضة السورية واللا شائعات
- شرف التقليد وعار الإبداع /تحية إلى الكاتب إحسان طالب
- الدولة الدينية والدولة الحديثة
- الإصلاح في المملكة العربية السعودية
- أصغوا إلى الأغنية البحرينية
- نبيل فياض يهجر
- قاصمة الظهر
- شادي سلامتك ... ويا سيادة الرئيس
- كون آخر
- العلاقة بالآخر مرآة الذات


المزيد.....




- بين فرح وصدمة.. شاهد ما قاله فلسطينيون وإسرائيليون عن مذكرات ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بحرب الإبادة في غزة ولبن ...
- 2024 يشهد أكبر خسارة في تاريخ الإغاثة الإنسانية: 281 قتيلا و ...
- خبراء: الجنائية الدولية لديها مذكرة اعتقال سرية لشخصيات إسرا ...
- القيادي في حماس خليل الحية: لماذا يجب علينا إعادة الأسرى في ...
- شاهد.. حصيلة قتلى موظفي الإغاثة بعام 2024 وأغلبهم بغزة
- السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق ...
- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4 ...
- فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بالعدوان على غزة ولبنان ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نور الدين بدران - عذر أقبح من ذنب!!!