عبد المجيد إسماعيل الشهاوي
الحوار المتمدن-العدد: 4243 - 2013 / 10 / 12 - 17:36
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أيمن الظواهري. يحزنني كلما شاهدت صورتك في لباسك الأبله، أو سمعت صوتك في أحاديثك الخرقاء، أن أتذكر البيئة المسمومة التي قد نشأنا فيها سوياً أنا وأنت فوق أرض مصرنا الطبية، المحروسة. أنت ضحية. وكلما تأملت ملامحك الهرمة قبل الأوان، أثرت في شجوني. أنا ضحية نفس البيئة السامة مثلك تماماً. لكني، عكسك، اخترت طريقاً آخر إلى النجاة.
أنت هربت، تاركاً ورائك عملك ومالك وأهلك وولدك وبلدك كله للمجهول، وفررت بعيداً من مواجهة مشكلات سياسية واجتماعية واقتصادية ضخمة، لتختبئ في كهوف الجبال النائية كما الفئران المذعورة. أنت جبان.
أما أنا لا أزال هنا، مرابط في وطني ولن أترك عملي ولا مالي ولا أهلي، لن أجبن في مواجهة أعبائي مهما عظمت واستفحلت. أنا حي في مشاكل وطني، أحاول وأجتهد وأبحث عن الحلول وأسعى في الإصلاح ما استطعت. على سبيل المثال، أنت مكثت تحارب استبداد النظام القديم عقوداً من الزمن ودحرك، بينما أنا قد أسقطه سلمياً في 18 يوم فقط. أنت فاشل. ثم بعد أن ظن إخوانك وأحبائك في الإرهاب أن السلطة قد دانت لهم أخيراً، متناسين إفلاسهم وإخفاقهم طوال عقود ماضية، أسقطهم هم أيضاً من وهمهم في بضع ساعات فقط، ليفيقوا على قدرهم الحقيقي مكروهين منبوذين ومطاردين من الدولة والمجتمع معاً مثلك تماماً. أنتم كلكم فشلة.
إمام المغفلين، أنت تلبس ثياب المدافع عن الإسلام والمسلمين. كيف تجرؤ؟! أنا تحت يدي مئات آلاف وربما ملايين المساجد التي يعبد ويرفع فيها اسم الله. أما أنت لا تستطيع حتى أن تركع لله مطمئناً في جحرك المظلم. هل لا تعرف أن حتى الفأر لن ينجب معروفاً ما لم يطمئن ويستقر أولاً؟! هل لا تعرف أن تحت يدي أيضاً كل المدارس والمعاهد والجامعات والمؤسسات الدينية، التي تعرف الناس من هو الله، وكيف يعبد حقاً؟! أين هي مدارسك، ومن يكون ربك؟!
كبير الإرهابيين، من جحرك النكرة أعلى قمم الجبال النائية لا تحرمنا من طلتك البلهاء من وقت لآخر. هدد العلمانيين مرة، وحرض على الجيش مرة. لكن إياك أن تنسى أنك غير موجود وسطنا أصلاً، ولا تستطيع أن تظهر في ضوء الشمس بيننا ولو لساعة واحدة. أنت اخترت الاختباء في الجحر المظلم. أما نحن لن نغادر وطننا المشرق، وفي انتظارك إذا كنت تجرؤ.
#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟