عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 4243 - 2013 / 10 / 12 - 12:44
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
المال العام بين النزاهة والابتزاز
التعدي الصارخ الذي نشهده اليوم على أساسيات ومهمات العمل السياسي والحكومي والاداري في العراق وما يمثله من خرق وتجاوز على الحق العام الذي يمثل بتكوينه كامل الشعب العراقي سواء كان هذا التمثيل مادي يعني قيم نقدية ورأسمالية أو ما يمثله بالشكل المعنوي الذي لا يخرج أيضا من أنه علاقة الشعب كركن من اركان الدولة بالسلطة والحكومة والنظام السياسي.
والظاهرة الاغرب من كل هذا مع تعدد وتنوع اجهزة الرقابة وتقاطع اعمالها وما تستحوذ عليه من امكانيات ودعم وتعدد الارتباطات من ديوان الرقابة المالية إلى القضاء الى هيئة النزاهة الى لجنة النزاهة بالبرلمان الى دائرة المفتش العام الى دائرة الرقابة المالية في البنك المركزي الى هيئة التدقيق والمقايسة والى الجهات الضرائبية والى ما شاء الله من اجهزة متابعة ورصد إلا ن الفساد الاداري والمالي يزدهر ويتنوع واصبح لكل فرع من فروعه وانواعه مختصين وخبراء استراتيجيون وتكتيكيون.
في الفترة الاخرى اصبح العراك السياسي يقوم على مبدأ الابتزاز والتناحر المتوازن حينما تقوم أو تعلن دائرة تفتيشية ما عن وجود ملفات فساد ضد وزراء او مسئولين كبار وانها جاهزة لكشفها, تظهر الجهة المقابلة ومن خلال قناة تفتيشية اخرى لتعلن خط الامان وتدعي ان لديها ملفات واسماء تعود للجهة الاولى ,فما يمضي اليوم حتى يتم التفاهم على غلق الموضوع من الجهتين.
هذا التعامل اللا اخلاقي واللا وطني بما يمثله من ترسيخ وتقنين الفساد في العراق إنما يحتاج إلى متابعة حقيقية من قبل القوى المدنية والديمقراطية والتي يمثل انحيازها للشعب وثروته ومستقبله وحاضره هوة معيار الوطنية وليست الاسماء والشعارات هي التي تعلن عن الوطنية, نحن اليوم بحاجة الى ممارسة الرقابة الشعبية رصدا وكشفا ومتابعة والسير في فضح الفساد ورموزه الى اخر مرحلة وخاصة من الاعلام الحر والاعلام الاليكتروني ومن خلال تعاون وتنسيق هذا الحراك الوطني.
#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)
Abbas_Ali_Al_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟