أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - إدريس نعسان - الهلال الأحمر في كوباني مهدد بفقدان مقره و ممارسة عمله في خيمة بالعراء















المزيد.....

الهلال الأحمر في كوباني مهدد بفقدان مقره و ممارسة عمله في خيمة بالعراء


إدريس نعسان

الحوار المتمدن-العدد: 4242 - 2013 / 10 / 11 - 19:45
المحور: المجتمع المدني
    


تعتبر شعبة الهلال الأحمر في كوباني من أنشط المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة، إلى جانب تقديم مواد الإغاثة (الغذائية و الطبية) التي تشكل صلب عملها، فإنها تقيم دورات متنوعة مثل دورات في الإسعافات الأولية و كيفية الوقاية من الأمراض و الدعم النفسي و مبادئ الجراحة و التأهب أو الاستجابة للكوارث الطبيعية و غير الطبيعية، إضافة إلى ورش عمل حول كيفية استخدام الحاسوب و المحادثات باللغات الأجنبية و العزف على الآلات الموسيقية و غيرها.
كل ذلك يتم في شقة أرضية مساحتها حوالي 100 م2، و تقسم إلى غرف ثلاث، واحدة على اليمين تجمع بين الشباب المتطوعين و العيادة النسائية و القلبية، و ثانية على اليسار و هي العيادة السنية و الصيدلية اللتين يفصلهما ستار قماشي فقط، و الثالثة على الجهة الجنوبية و هي عيادة للأمراض الداخلية و الأطفال، و في الوسط صالة متوسطة المساحة تستخدم لانتظار المرضى و المراجعين و كقاعة تدريب لدوراتهم المختلفة.

المقر معتم و ظروفه الصحية رديئة و ليس لدينا آليات خاصة

خلال زيارتنا لها أحسسنا برائحة مزعجة و رطوبة عالية، و سادت العتمة في اللحظة التي انقطع التيار الكهربائي فيها، فأدركنا أنهم لا يستطيعون العمل لحظة دون تشغيل المولدة الكهربائية، لأن الشقة خالية تماماً من أي منفذ (سوى الباب) و لا شباك أو فتحة يمكن للشمس أن ترسل أشعتها عبرها و للهواء أن ينعش جوها قليلاً، و رغم ذلك تهجم عليهم مالكها و طلب منهم إخلاءها أو الإذعان لأجرته الجديدة العالية التي تضاعفت مرتين أو ثلاثة مع توافد المواطنين من المناطق السورية المنكوبة.
ألتفت إلينا رئيس لجنة الشؤون الاجتماعية محي الدين مصطفى و هي اللجنة التي تشرف على نشاطات الشعبة الاجتماعية كتوزيع المعونات و المسح الاجتماعي و حملات التبرعات، و قال بحسرة كادت أن تقتل الكلمات في وأدها "نسعى بكل طاقتنا إلى توفير الغذاء و الدواء و كل ما باستطاعتنا لمواطني المنطقة فيأتي أحدهم و يهاجمنا و يشتمنا لأننا لا نوافقه على ابتزازنا برفع الأجرة! أنظروا حولكم هل هذه الظروف صحية لممارسة الطب؟"
توقف برهة، و كأنه أراد لتلك الحسرة أن تهدأ، ثم أضاف " المبلغ الذي أرتهنا بموجبه هذه الشقة أقرضناه من أحد الناس و لا نستطيع إيفاءه حتى هذه اللحظة، ناهيك عن المصاريف التي زادت أضعافاً بسبب الغلاء و صعوبة وصول المساعدات من فرع حلب لمنظمة الهلال الأحمر العربي السوري بسبب سوء الأحوال الأمنية، و الغياب التام للتبرعات لكننا لن نتوقف عن العطاء أبداً!"
نظر إلينا هنيهة قبل أن يطلق العنان لكلماته مجدداً "ليست لدينا سيارات إسعاف أو أية آليات خاصة للشحن و للنقل و اعتمادنا كلي على الأجرة، حتى قطعة الأرض التي نمتلكها بجانب الفرن الآلي لا نستطيع بناء مقر خاص فيها، فالسيولة غائبة تماماً و الإمكانيات المادية معدومة."

ظروف المعيشة السيئة و هجرة الشباب وراء نقص أعداد المتطوعين

رفع رئيس لجنة المتطوعين الشباب و مدير المستوصف عادل محمد عينيه المنشغلتين بحاسوب محمول أمامه، و أخذ يشرح " كان لدينا حوالي 300 متطوع من الشبان و الفتيات، لكن سوء المعيشة و البطالة المتفشية في ظل الثورة أجبرت معظم الذكور على الهجرة بحثاً عن عمل يمولون به أنفسهم و عائلاتهم، و هذا ما قلل عدد المتطوعين كثيراً فاقتصروا على الإناث فقط، إلى جانب ضيق مقرنا و عدم أتساعه لممارسة أنشطة لجنة المتطوعين و عدم توفر الميزانية لتمويل اللجنة لاستمرارها في حملات التوعية الشعبية و بالتحديد في المدارس، إضافة إلى توقف المساعدات الدوائية التي كان الفرع يرسلها لنا و التي كانت تقدر بـ 50 ألف ليرة سورية أي ما كان يعادل 1000 دولار أمريكي في العام الماضي."
ثم أدار محمد شاشة محموله نحونا و عليها جدول يشير إلى تراجع أعداد المرضى المراجعين لعياداتهم المختلفة نتيجة غلاء أسعار المواد الطبية و بالتحديد السنية منها و عجزهم عن تصليح أعطال أجهزة معالجة الأسنان التي يمكن تصليحها في حلب حصرياً، و انقطاع دعم منظمة أطباء العالم عن الشعبة لاستحالة التواصل مع حلب، و قال " بمقارنة إحصائيات المراجعين في شهر أيلول من العام الماضي (676 مريضاً) مع إعدادهم في نفس الشهر من العام الحالي (227 مريضاً) يتضح كم تأثر عملنا في الظروف الراهنة."

الحصص الغذائية و بعض الأنشطة الأخرى

لم يستطع عادل محمد الكشف عن إجمالي صادرات و واردات الشعبة الكلية لهذا العام، لأن ذلك يتحدد في المؤتمر السنوي الذي يُعقد في نهاية العام، و لهذا أكتفينا بأرقام عام 2012، فالصادرات النقدية بلغت 577125 ل.س و العينية 21459776 ل.س، أما الواردات العينية فكانت 25559946 ل.س و النقدية 1122100 ل.س، و الفارق بينهما بقي في مستودعاتهم إلى حين توزيعه.
بعد ذلك التقينا بدليل إيبو أمين سر الشعبة، و أفادنا بوجود دفعتي توزيع لمواد الإغاثة شهرياً الأولى من (1 – 5) و الثانية من (15- 20)، حيث وصلت الحصص الموزعة إلى 12000 حصة شهرياً خلال الأشهر المنصرمة، لكن نقص أعداد المحتاجين و خاصة النازحين منهم بسبب عودتهم إلى مدنهم و مناطقهم أو هجرتهم إلى دول الجوار بحثاً عن عمل، خفض تلك الحصص إلى (5000 – 5500) حصة مؤخراً، و في شهر أيلول الجاري تم توزيع (2204) حصة بين (1 – 5 الشهر) و إمداد (4275) عائلة بأربعة ليترات من الحليب السائل لكل منها.
كما قامت الشعبة في وقت سابق بجمع التبرعات لأهالي سره كانية (رأس العين)، و تمكنت من جمع (3500000) ل.س أي بمقدار (4000) ل.س لكل عائلة.

توقف التمويل و غياب البدائل

كانت شعبة الهلال السباقة إلى استقبال نازحي الصراع السوري من المناطق الأخرى، حيث وفرت لهم المنامة و الغذائيات و الصحية و وسائل الإنارة، بالاعتماد على المعونات التي كانت تتلقاها من فرع حلب و من منظمة أطباء العالم حين كانت الأوضاع آمنة، لكن تدهور الحالة الأمنية و قطع الطرق أوقفت تلك المساعدات بصورة تامة، و هذا ما أضعف إمكانيات الهلال و قلص أنشطتهم إلى درجة كبيرة، خاصة مع الغياب الكلي للمتبرعين الثابتين و مصادر التمويل الأخرى.
و بخصوص المعونات القادمة من تركيا عبر بوابة كوباني الحدودية أوضح إيبو أن هناك تشرف لجنة مدنية تشرف على استلامها و هي برئاسة محمود مصطفى شامليان /عضو الهيئة العامة للشعبة/ و عضوية ممثلين عن الهيئة الكردية العليا، حيث تقسم تلك المساعدات بين الهلال و بين لجنة الإغاثة التابعة للهيئة ليتم توزيعها بصورة منفصلة حسب جداول و إحصائيات كل جهة.

يُذكر أن شعبة الهلال الأحمر في كوباني أُحدثت بجهود مجموعة من المتطوعين الشباب عام 2008 و سرعان ما أثبتت جدارتها و استطاعت أن تستقطب اهتمام السلطات و المواطنين على حد سواء، و تتألف الهيكلية التنظيمية فيها من الهيئة الإدارية و الهيئة العامة و لجنة المتطوعين الشباب، و يوجد فيها موظفين أثنين فقط أما بقية أعضاءها فمن المتطوعين من كلا الجنسين.
و يبقى الأهم في كل ذلك البحث عن السبل الكفيلة لاستمرار هذه المنظمة النشطة في عملها، بـدءاً بتأمين مقر خاص بها و وضع آليات في خدمتها، لتبقى طاقة الرحمة التي تعين المحتاجين في وجه مصاعب الحياة و قحطها، و تصدح نداءات الضعفاء في آذان أصحاب المسؤولية و سادت القرارت المصيرية " آلا يا معشر السياسيين و الإنسانيين أليس لهذه الشعبة الحق في الحصول على مقر يتسع لممارسة أنشطتها؟"
و نحن بدورنا نتساءل: هل سيلقى نداءهم هذا الآذان الصاغية و تتحرك الهمم الفاعلة نحو الاستجابة السريعة لها؟



#إدريس_نعسان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوفد الكوردي المستقل بضمانة كيري و لافروف
- الإعلام الكوردي السوري تطور كمي و ضعف مهني
- المتعارضون يُمزقون المعارضة و ينهكون الثورة!
- على اعتاب الحل نحوج رؤية ثورية واضحة
- اللقاء الأخير
- هل يأتلف جميع الكورد في الائتلاف السوري؟
- هل تصدق الضربة الأمريكية بعد الغوطتين؟
- أطفال الغوطة يسقطون الأقنعة المزيفة!
- الكورد بين استحقاقات القضية و اللعبة الدولية
- أزمة المياه و الحرب الخفية في الشرق الأوسط
- المعضلة السورية و أفق الحل


المزيد.....




- إسرائيل تبدأ عزل أطباء عسكريين وقّعوا عريضة لإعادة الأسرى
- مفوضة حقوق الطفل الروسية تتحدث عن عائلات روسية تخضع لإعادة ا ...
- RT تلتقي معتقلين سابقين لدى الدعم السريع
- فتح: ما يتعرض له الأسرى بسجون الاحتلال لا يقل بشاعة عن جرائم ...
- من قلب طهران.. العالم الإسلامي يناقش الحرية وحقوق الإنسان
- هيومن رايتس وتش: -الاحتجاز التعسفي يسحق المعارضة- في تونس
- رايتس ووتش تتهم السلطات التونسية بممارسة -القمع القضائي- لسح ...
- الإعلام الحكومي بغزة: مشاهد كارثية غير مسبوقة والوضع الإنسان ...
- هيومن رايتس واتش: الاحتجاز التعسفي يسحق المعارضة في تونس
- حماس: خطر الوفيات الجماعية يقترب.. والوضع الإنساني يدخل الان ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - إدريس نعسان - الهلال الأحمر في كوباني مهدد بفقدان مقره و ممارسة عمله في خيمة بالعراء